الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثانى: شبه الطاعنين فى الوحي الإلهى والرد عليها
ويشتمل على مبحثين:
المبحث الأول: شبهات أعداء الإسلام من المستشرقين حول الوحي الإلهى
والرد عليها ويشتمل على
تمهيد
وأربعة مطالب:
…
المطلب الأول: شبهة الوحي النفسى والرد عليها.
…
المطلب الثانى: شبهة أن الوحي عبارة عن أمراض نفسية وعقلية والرد عليها.
…
المطلب الثالث: شبهة أن الوحي مقتبس من اليهودية والنصرانية والرد عليها.
…
المطلب الرابع: فرية الغرانيق والرد عليها.
المبحث الثانى: شبهات أعداء السنة المطهرة حول الوحي الإلهى والرد عليها ويشتمل على تمهيد وأربعة مطالب:
المطلب الأول: شبهة أن مهمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاصرة على بلاغ القرآن فقط والرد عليها.
…
المطلب الثانى: شبهة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليست له سنة نبوية والرد عليها.
المطلب الثالث: شبهة أنه لا طاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا فى القرآن فقط والرد عليها.
…
المطلب الرابع: شبهة أن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم تأليه وشرك والرد عليها.
المبحث الأول: شبهات أعداء الإسلام من المستشرقين حول الوحي الإلهى والرد عليها
تمهيد:
…
إن من أهم الأمور، بل من أعظمها خطراً أمر الوحي والنبوة، الذى أطلق المستشرقون لعقولهم الأعنة بالخوض والطعن فيه مستهدفين بذلك الإسلام كله، لأنهم يعلمون أن القدح فى نبوته صلى الله عليه وسلم، والنيل منها يؤدى إلى انهيار صرح الإسلام، إذ الوحي هو الأساس الذى ينبنى عليه الدين، فإذا فقد، فقد الدين.
…
ومن هنا كثفوا حملاتهم، وزادوا هجماتهم، يحملهم الحقد، وتدفعهم البغضاء، والعداء السافر، يصدرون عن أحكام مغرضة، وأقوال جائرة، مجافين طرق البحث العلمى النزيه:{يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون} (1) .
(1) الآية 32 التوبة.
.. لقد كان عدم التصدى بنبوته صلى الله عليه وسلم هو القاعدة التى انطلقوا منها فى بث كل شكوكهم ومطاعنهم فى بقية جوانب الإسلام. ولقد ركز المستشرقون جل جهودهم فى التشكيك فى الوحي إلى النبى صلى الله عليه وسلم، فى الوقت الذى يوقنون فيه بصدق وقوعه لغيره من الأنبياء السابقين، وهم بذلك لا يدرون أنهم يخربون بيوتهم، قبل أن يخربوا بيوت غيرهم، إذ الوحي إلى النبى محمد صلى الله عليه وسلم، لا يختلف فى شئ عن الوحي إلى غيره من الأنبياء السابقين من حيث الوقوع!.
…
والمستشرقون فى بذلهم قصارى جهدهم لنفى الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحاولون نفى العصمة وسلبها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويزعمون بأن ما جاء به نتاج بشرى، وليس من عند الله تعالى، ولذا حاولوا أن يفسروا الوحي وكيفياته، تفسيراً يؤدى بهم إلى هذا الزعم الجائر، والضلال المبين؛ ولكن الباطل مهما لمع بريقه، وتكاتف من ورائه أناس على تقويته، إلا أنه سرعان ما يخفت هذا اللمعان، ولا يجنى أصحاب هذا الباطل، من وراء باطلهم إلا الخيبة والخسران، علماً بأن ما أثاروه من شبه لا يعدو فى حقيقته، كونه فتات موائد الجاهلية الأولى، فهم لم يستحدثوا هذه الشبه، وليس لهم فيها من عمل إلا إثارتها مجدداً، وصدق رب العزة:{كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم} (1) وقال عز وجل: {أتواصوا به بل هم قوم طاغون} (2) . ورغم أن شبهات أعداء الإسلام من المستشرقين حول الوحي الإلهى، مردود عليها فى القديم والحديث، من علماء أجلاء - جزاهم الله خيراً إلا أنى لم أر بأساً بذكر عمدة هذه الشبهات، التى طعنوا بها فى عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أنزل عليه من الوحي، وإظاهر الردود عليها.
…
فإلى بيان ذلك فى المطالب التالية.
(1) جزء من الآية 118 البقرة.
(2)
الآية 52 الذاريات.