الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
" سألت أبي عن حديث رواه أبو إسماعيل المؤدب عن وائل بن داود عن سعيد
بن عمير بن أخي البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل
…
(الحديث) قال
أبي: وحدثني أيضا الحسن بن شاذان عن ابن نمير هكذا متصلا عن البراء، وأما
الثقات: الثوري وجماعته فرووا عن وائل بن داود عن سعيد بن عمير أن النبي صلى
الله عليه وسلم. والمرسل أشبه ".
قلت: فهذا يدل أن الرواة اختلفوا على الثوري في إسناده، فالحاكم رواه عنه
موصولا كما تقدم وأبو حاتم يذكر أنه رواه مرسلا.
ويتلخص مما سبق أن جماعة رووه عن وائل مرسلا وآخرون رووه عنه موصولا ولا شك
أن الحكم لمن وصل لأن معهم زيادة علم، ومن علم حجة على من لم يعلم، والذين
وصلوه ثقات: ابن نمير وأبو سعيد المؤدب وسفيان الثوري في إحدى الروايتين عنه
وكذلك شريك ثقة وإن كان سيء الحفظ فيحتج به فيما وافق الثقات كما هو الشأن
هنا ولا يحتج به فيما خالفهم كما فعل هنا أيضا فإنه وافقهم في الوصل وخالفهم
في اسم الصحابي فقال: عن خاله أبي بردة. وقالوا: عن عمه. وقال بعضهم: عن
البراء. فقد اتفقوا على وصله واختلفوا في صحابيه، وذلك مما لا يضر فيه لأن
الصحابة كلهم عدول. والله أعلم.
608
- " إن هذا لا يصلح. يعني اشتراط المرأة لزوجها أن لا تتزوج بعده ".
أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير "(ص 238) من طريق نعيم بن حماد حدثنا عبد
الله بن إدريس عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن أم مبشر الأنصارية:
" أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب أم مبشر بنت البراء بن معرور فقالت: إني
اشترطت لزوجي أن لا أتزوج بعده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم
…
". فذكره
. وقال الطبراني: " تفرد به نعيم ".
قلت: وهو ضعيف وأما قول الهيثمي في " المجمع "(4 / 255) : " رواه
الطبراني في " الكبير " و " الصغير " ورجاله رجال الصحيح ". فهو وهم أو تساهل
منه، فإن نعيما هذا - وقد تفرد به - إنما أخرج له البخاري تعليقا، ومسلم في
مقدمة " صحيحه ". فلا ينبغي إطلاق عزو حديثه إليهما، لأنه يوهم أنه محتج به
عندهما! وقوله " بنت البراء
…
" لعله خطأ مطبعي، والصواب: " امرأة
البراء " وذلك لوجهين: الأول: أنه كذلك وقع في " المجمع " ولفظه: " عن أم
مبشر أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب امرأة البراء بن معرور
…
".
والظاهر أن هذا السياق لكبير الطبراني.
والآخر: أني وجدت للحديث شاهدا قويا مفصلا ولذلك خرجته في هذا الكتاب وإلا
فنعيم من حق الكتاب الآخر فقال البخاري في " التاريخ الكبير "(4 / 2 / 285)
: قال لنا الجعفي أنبأنا زيد بن الحباب قال: أنبأنا يحيى بن عبد الله بن أبي
قتادة عن محمد بن عبد الرحمن بن خلاد الأنصاري عن أم مبشر الأنصارية عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال لها وهي في بعض حالاتها - وكانت امرأة البراء بن
معرور فتوفي عنها فقال: - إن زيد ابن حارثة قد مات أهله، ولن آلو أن أختار
له امرأة، فقد اخترتك له، فقالت: يا رسول الله إني حلفت للبراء أن لا أتزوج
بعده رجلا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أترغبين عنه؟ قالت: أفأرغب
عنه وقد أنزله الله بالمنزلة منك؟ إنما هي غيرة، قالت: فالأمر إليك، قال:
فزوجها من زيد بن حارثة ونقلها إلى نسائه، فكانت اللقاح تجيء فتحلب فيناولها
الحلاب فتشرب، ثم يناوله من أراد من نسائه. قالت: فدخل علي وأنا عند عائشة
فوضع يده على ركبتها وأسر إليها شيئا دوني، فقالت بيدها في صدر رسول الله صلى
الله عليه وسلم