الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وللشطر الأول من الحديث شاهد من طريق ابن أبي مليكة عن يعلى ابن مملك عن
أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أعطي حظه
من الرفق فقد أعطي حظه من الخير ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير "
. أخرجه أحمد (6 / 451) والبيهقي في " الأسماء والصفات " (ص 352 - طبع
الهند) والترمذي (1 / 362) وقال: " حديث حسن صحيح ". كذا قال. ويعلى
بن مملك قال الذهبي: " ما روى عنه سوى ابن أبي مليكة ". ومعنى هذا أنه مجهول
ونحوه قول الحافظ: " مقبول ". ثم رأيت الحديث من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر
أنه سمع القاسم بن محمد بن (أبي) بكر يقول: سمعت عمتي عائشة تقول
…
الحديث
دون قوله " وصلة الرحم
…
" وزاد: " ومن حرم حظه من الرفق حرم حظه من خيري
الدنيا والآخرة ". أخرجه أبو نعيم (9 / 159) وإسناده ضعيف من أجل عبد
الرحمن هذا ولكن لعله لا بأس به في المتابعات، فقد قال الساجي: " صدوق فيه
ضعف يحتمل ".
520
- " قال الله: أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي، فمن وصلها
وصلته ومن قطعها بتته ".
أخرجه أبو داود (1694) والترمذي (1 / 348) من طريق سفيان ابن عيينة عن
الزهري عن أبي سلمة قال:
" اشتكى أبو الرداد الليثي، فعاده عبد الرحمن بن
عوف فقال: خيرهم وأوصلهم وما علمت أبا محمد؟ فقال عبد الرحمن: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول " فذكره. ثم أخرجاه من طريق معمر عن الزهري
حدثني أبو سلمة أن الرداد الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم بمعناه. وأخرجه أحمد (1 / 194) من هذه الطريق بلفظ
سفيان وابن حبان (2033) بنحوه. وقال الترمذي: " حديث سفيان عن الزهري
حديث صحيح ومعمر كذا يقول قال محمد: وحديث معمر خطأ ". وتعقبه المنذري
بقوله (3 / 225) : " وفي تصحيح الترمذي له نظر، فإن أبا سلمة بن عبد الرحمن
لم يسمع من أبيه شيئا، قاله يحيى بن معين وغيره ".
قلت: الذي يبدو لي أن الترمذي لا يعني أن الحديث صحيح بالنظر إلى نسبته إلى
النبي صلى الله عليه وسلم وإنما بالنسبة للزهري فقط يعني أن ما نسبه سفيان
إليه من الحديث بالسند المذكور صحيح النسبة إليه بخلاف ما نسبه إليه معمر فهو
خطأ، هذا الذي يتبادر إلى الذهن من النظر إلى جملة كلامه وذلك لا يعطي أن
الحديث عنده صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.
هذا أقوله تخريجا وتوجيها لكلام الترمذي. وإلا فالحديث صحيح عندي ولم يخطىء
فيه معمر، بل إن سفيان هو الذي قصر في إسناده فصيره منقطعا. والدليل على ذلك
أن معمرا قد توبع عليه، فقال الإمام أحمد عقب روايته السابقة وكأنه أشار إلى
تقويتها: حدثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة حدثني أبي عن الزهري حدثني أبو سلمة
ابن عبد الرحمن أن أبا الرداد الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. فهذه متابعة قوية لمعمر من شعيب بن أبي
حمزة فإنه ثقة واحتج به
الشيخان بل هو من أثبت الناس في الزهري كما قال الحافظ
في " التقريب ". ولذلك جزم في " التهذيب " بأن حديث معمر هو الصواب. ويؤيده
أنه قد تابعه أيضا محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب به.
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد "(53) . ومحمد هذا هو ابن عبد الله بن أبي
عتيق: محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وهو حسن الحديث عن الزهري كما
قال الذهلي.
قلت: فهذان متابعان قويان لمعمر تشهدان لحديثه بالصحة، فكيف يصح الحكم عليه
بالخطأ ولو من إمام المحدثين؟ ورحم الله مالكا إذ قال: " ما منا من أحد إلا
رد ورد عليه إلا صاحب هذا القبر ". يعني النبي صلى الله عليه وسلم.
والخلاصة أن الصحيح في إسناد هذا الحديث أنه من رواية أبي سلمة أن الرداد
أخبره عن عبد الرحمن بن عوف. فهو إسناد متصل غير منقطع.
ولكن ذلك لا يجعله صحيحا لأن أبا الرداد هذا لا يعرف إلا بهذا الإسناد ولم
يوثقه غير ابن حبان ولهذا قال الحافظ: " مقبول ". يعني عند المتابعة وإلا
فلين الحديث. ولكنه قد توبع، فقال الإمام أحمد (1 / 191) : " حدثنا يزيد
ابن هارون: أخبرنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن إبراهيم بن عبد الله
ابن قارظ أن أباه حدثه أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف وهو مريض، فقال له عبد
الرحمن: وصلتك رحم إن النبي صلى الله عليه وسلم قال " فذكره.
وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير عبد الله بن قارظ والد إبراهيم، فلم أجد
من ترجمه ولا ذكروه في شيوخ ابنه إبراهيم فكأنه غير مشهور وفي كلام ابن حجر
ما يشعر بذلك، فإنه قال بعد أن صوب رواية معمر المتقدمة: " وللمتن متابع
رواه أبو يعلى بسند صحيح من طريق عبد الله ابن قارظ عن عبد الرحمن بن عوف من
غير ذكر أبي الرداد فيه ". وفاته أن هذه الطريق في مسند أحمد أيضا.
وقد وجدت للحديث شاهدا قويا فقال الإمام أحمد (2 / 498) : حدثنا يزيد قال:
وأنبأنا محمد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: فذكره.