الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم وجدت للحديث شاهدا آخر من حديث أبي ذر رضي الله عنه مرفوعا به بلفظ:
" فإن ذلك لك نور في السماوات ونور في الأرض ". أخرجه الطبراني في " المعجم
الكبير " (1 / 82 / 2) عن إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني حدثني أبي عن جدي
عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر. لكن إبراهيم هذا ضعيف بل اتهمه بعضهم.
556
- " إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس يقول: (رب اغفر لي
وتب علي إنك أنت التواب الغفور مائة مرة) ".
أخرجه أحمد (2 / 21) حدثنا ابن نمير عن مالك يعني ابن مغول عن محمد بن سوقة
عن نافع عن ابن عمر: فذكره.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولكن الرواة اختلفوا على مالك في قوله
" الغفور ". فذكر عنه ابن نمير هذا الحرف وتابعه المحاربي عند الترمذي (2 /
254) وخالفه عند ابن السني (364) فقال: " الرحيم " مكان " الغفور ".
وكذلك قال أبو أسامة عن مالك عند أبي داود (1516) وابن ماجه (3814) وقرن
هذا مع أبي أسامة المحاربي، فقد اختلف عليه أيضا في هذا الحرف. وكذلك قال
سفيان عن مالك عند ابن حبان (2459) وروايته عند الترمذي أيضا ولكنه لم يسق
لفظه وإنما أحال فيه على رواية المحاربي قائلا: " نحوه بمعناه " فلا أدري كيف
وقع هذا الحرف عند الترمذي عن سفيان هل هو " الغفور " أم " الرحيم ". وعلى كل
حال، فهذا اضطراب شديد فيه لم يترجح عندي منه شيء. لأن اللفظ الأول اتفق عليه
ابن نمير والمحاربي واللفظ الآخر اتفق عليه أبو أسامة وسفيان.
نعم قد يمكن
ترجيح لفظهما على لفظ الأولين لأن أحدهما وهو المحاربي قد اختلف عليه كما سبق
فروايته الموافقة لروايتهما مما يرجحها على روايته الأخرى الموافقة لابن نمير
وحده! ولكن سيأتي ما يدعم هذه الرواية ويرجحها رواية ودراية.
وقد وجدت للحديث طريقا أخرى كان يمكن الترجيح بها لولا أن الراوي تردد في هذا
الحرف نفسه! فأخرجه أحمد (2 / 67) من طريق زهير حدثنا أبو إسحاق عن مجاهد عن
ابن عمر قال: " كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته استغفر مائة
مرة، ثم يقول: اللهم اغفر لي وارحمني وتب علي إنك أنت التواب الرحيم أو إنك
تواب غفور ".
قلت: وأبو إسحاق هو السبيعي وهو ثقة ولكنه مدلس وهو إلى ذلك كان اختلط
وقد روى عنه زهير وهو ابن معاوية بن حديج بعد اختلاطه. فهو الذي تردد في هذا
الحرف وزاد على ذلك أن جعل الاستغفار مطلقا مائة مرة والاستغفار بهذا الدعاء
مرة واحدة! !
ووجدت للحديث طريقا ثالثا أخرجه أحمد أيضا (2 / 84) عن يونس بن خباب حدثنا
أبو الفضل أو بن الفضل عن ابن عمر " أنه كان قاعدا مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال: " اللهم اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور " حتى عد العاد
بيده مائة مرة ".
قلت: وهذا سند ضعيف يونس هذا قال الحافظ " صدوق يخطىء ورمي بالرفض "
و" أبو الفضل أو ابن الفضل مجهول ".
قلت: وهذا الإسناد وإن كان ضعيفا، فهو شاهد لا بأس به كمرجح لرواية