الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - بَابُ تَعْظِيمِ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالتَّغْلِيظِ عَلَى مَنْ عَارَضَهُ
12 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ جَابِرٍ
عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"يُوشِكُ الرَّجُلُ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يُحَدَّثُ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِي فَيَقُولُ: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ عز وجل، فمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ، وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ، أَلَّا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِثْلُ مَا حَرَّمَ الله"(1).
13 -
حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ فِي بَيْتِهِ -أَنَا سَأَلْتُهُ عنه-، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ -ثُمَّ مَرَّ فِي الْحَدِيثِ، قَالَ: أَوْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ- عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ،
(1) حديث صحيح دون قوله: "ألا وإن ما حرَّم رسول الله مثل ما حرَّم الله"، فقد إنفرد بها الحسن بن جابر، وهو مستور كما قال الحافظ الذهبي في "المجرد في أسماء رجال سنن ابن ماجه"، وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب": مقبول؛ أي: عند المتابعة وإلا فليَّن، وقد رواه من هو أوثق منه بدونها.
وأخرجه الترمذي (2855) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن غريب من هذا الوجه.
وهو في "مسند أحمد"(17194).
وأخرجه أبو داود (4604) من طريق حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عوف، عن المقدام بن معدي كرب، ولم يقل فيه:"ألا وان ما حرَّم رسول الله .. " إلخ، وسنده صحيح ورجاله ثقات.
وهو في "مسند أحمد"(17174)، و"صحيح ابن حبان"(12).
قوله: "متكأ على أريكته"، قال السندي: أي: جالسا على سريره المزيَّن.
عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ، يَأْتِيهِ الْأَمْرُ مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ، فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، مَا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ اتَّبَعْنَاهُ"(1).
14 -
حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ
عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ، فَهُوَ رَدٌّ"(2).
15 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحِ بْنِ الْمُهَاجِرِ الْمِصْرِيُّ، قال: أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ
(1) إسناده صحيح.
وأخرجه أبو داود (4605)، والترمذي (2854) من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. ولكنهما لم يذكرا زيد بن أسلم، وقرن الترمذي بأبي الضر محمدَ بنَ المنكدر. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وهو في "مسند أحمد"(23861).
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (2697)، ومسلم (1718)، وأبو داود (4606) من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(24450).
وقوله: "فهو رد" معناه: مردود من إطلاق المصدر على اسم المفعول، مثل خلق ومخلوق ونسخ ومنسوخ، وكأنه قال: فهو باطل غير مُعتَد به.
قال الحافظ: وهذا الحديث معدود من أصول الإسلام، وقاعدة من قواعده، فإن معناه: من اخترع في الدين ما لا يشهد له أصلٌ من أصوله، فلا يلتفت إليه، وهذا الحديث -كما قال النووي- مما ينبغي أن يُعتنى بحفظه واستعماله في إبطال المنكرات وإشاعة الاستدلال به كذلك.
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ خَاصَمَ الزُّبَيْرَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي شِرَاجِ الْحَرَّةِ الَّتِي يَسْقُونَ بِهَا النَّخْلَ، فَقَالَ الأنْصَارِيُّ: سَرِّحْ الْمَاءَ يَمُرُّ، فَأَبَى عَلَيْهِ، فَاخْتَصَمَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"اسْقِ يَا زُبَيْرُ، ثُمَّ أَرْسِلْ الْمَاءَ إِلَى جَارِكَ. فَغَضِبَ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَنْ كَانَ ابْن عَمَّتِكَ؟ فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: "يَا زُبَيْرُ، اسْقِ، ثُم َّاحْبِسْ الْمَاءَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْجَدْرِ (1) "، قَالَ: فَقَالَ الزُّبَيْرُ: وَاللَّهِ، إِنِّي لَأَحْسِبُ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ:{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)} [النساء: 65](2).
(1) ضُبط في (ذ) بفتح الدال، وفي "فتح الباري" 5/ 37 تعليقًا على رواية البخاري (2359): قال ابن التين: ضُبط في أكثر الروايات بفتح الدال وفي بعضها بالسكون، وهو الذي في اللغة، وهو أصل الحائط.
والمعنى- كما قال القرطبي-: أن يصل الماء إلى أصول النخل.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (2359)، ومسلم (2357)، وأبو دود (3637)، والترمذي (1414) و (3276)، والنسائي 8/ 245 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2361) و (4585) من طريق معمر، و (2362) من طريق ابن جريج، و (2708) من طريق شعيب، ثلاثتهم عن ابن شهاب الزهري، عن عروة، أن الزبير
…
إلخ، لم يذكروا فيه عبد الله بن الزبير.
وهو في "مسند أحمد"(16116)، و"صحيح ابن حبان"(24).
وسيأتي برقم (2480).
وأخرجه النسائي 8/ 238 - 239 من طريق ابن وهب، عن الليث ويونس بن يزيد، عن الزهري، عن عروة، عن أخيه عبد الله بن الزبير، عن أبيه الزبير، به. قال =
16 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ
عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ أَنْ يُصَلِّينَ فِي الْمَسْجِدِ". فَقَالَ ابْنٌ لَهُ: إِنَّا لَنَمْنَعُهُنَّ، قال: فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا، وَقَالَ: أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وتَقُولُ: إِنَّا لَنَمْنَعُهُنَّ؟! (1)
17 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ ثَابِتٍ الْجَحْدَرِيُّ، وَأَبُو عَمْرٍو حَفْصُ بْنُ عمرو (2)، قالا حدَّثنا عبدُ الوهَّاب الثَّقَفيُّ، حدَّثنا أيوبُ، عن سعيد بن جُبَيرٍ
= الحافظ في "الفتح" 5/ 35: كأن ابن وهب حمل رواية الليث على رواية يونس، وإلا فرواية الليث ليس فيها ذِكر الزبير، والله أعلم.
قوله: "في شِراج الحرة"، قال السندي: بكسر الشين: جمع شَرْجة -بفتح فسكون- وهي مسايل الماء بالحرة: وهي أرض ذات حجارة سود.
"سرِّح الماء" من التسريح، أي: أرسِل.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه تامًا ومختصرًا البخاري (865) و (873) و (5238)، ومسلم (442)(134) و (135) و (137)، والنسائي 2/ 42 من طريق سالم بن عبد الله بن عمر، والبخاري (899)، ومسلم (442)(138) و (139)، وأبو داود (568)، والترمذي (577) من طريق مجاهد، والبخاري (900)، ومسلم (442)(136)، وأبو داود (566) من طريق نافع، ومسلم (442)(140) من طريق بلال بن عبد الله بن عمر، وأبو داود (567) من طريق حبيب بن أبي ثابت، خمستهم عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذكر في رواية مجاهد عند مسلم أن ابن عبد الله بن عمر الذي زجره اسمه واقد، وذكر في رواية بلال بن عبد الله أن الذي زجره عبد الله هو بلال.
وهر في " مسند أحمد"(4522)، و "صحيح ابن حبان"(2208).
(2)
في الأصول الخطية ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي وكذا المطبوع من "تحفة الأشراف"(9657): حفص بن عُمَر، وما أثبتناه. من نسخة على هامش (م) ومن =
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ: أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا إِلَى جَنْبِهِ ابْنُ أَخٍ لَهُ، فَخَذَفَ، فَنَهَاهُ، وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْهَا، وَقَالَ:"إِنَّهَا لَا تَصِيدُ صَيْدًا، وَلَا تَنْكأ عَدُوًّا، وَإِنَّهَا تَكْسِرُ السِّنَّ، وَتَفْقَأُ الْعَيْنَ". قَالَ: فَعَادَ ابْنُ أَخِيهِ يَخْذِفُ، فَقَالَ: أُحَدِّثُكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْهَا، ثُمَّ تَخْذِفُ (1)؟ لَا أُكَلِّمُكَ أَبَدًا (2).
18 -
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنِي بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ قَبِيصَةَ، عَنْ أَبِيهِ
أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ الْأَنْصَارِيَّ النَّقِيبَ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَزَا مَعَ مُعَاوِيَةَ أَرْضَ الرُّومِ، فَنَظَرَ إِلَى النَّاسِ وَهُمْ يَتَبَايَعُونَ كِسَرَ الذَّهَبِ بِالدَّنَانِيرِ (3)، وَكِسَرَ الْفِضَّةِ بِالدَّرَاهِمِ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ،
= "تهذيب الكمال" وفروعه، كذلك لم يختلف كل من ترجم لحفص أن اسم أبيه عَمْرو، وذكر المزي في "التهذيب" خلافًا في كنيته، فقيل: أبو عَمْرو، وقيل: أبو عُمَر.
ووقعت كنيته في (م): أبو عمر.
(1)
في النسخ المطبوعة: ثم عدت تخذف.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه تامًا ومختصرًا البخاري (4841) و (6220)، ومسلم (1954)(55)، وأبو داود (5270) من طريق عقبة بن صهبان، والبخاري (5479)، ومسلم (1954)(54)، والنسائي 8/ 47 من طريق عبد الله بن بريدة، ومسلم (1954)(56) من طريق سعيد بن جبير، ثلاثتهم عن عبد الله بن مغفل مرفوعًا.
وهو في "مسند أحمد"(16794)، و"صحيح ابن حبان"(5949).
الخذف: هو رميُك حصاة أو نواة تأخذها بين سبابتيك وترمي بها، أو تتخذ مِخذفةً من خشب، ثم ترمي بها الحصاة بين إبهامك والسبابة.
(3)
في (ذ) و (م): بالدينار.
إِنَّكُمْ تَأْكُلُونَ الرِّبَا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"لَا تَبْتَاعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، لَا زِيَادَةَ بَيْنَهُمَا وَلَا نَظِرَةَ". فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: يَا أَبَا الْوَلِيدِ، لَا أَرَى الرِّبَا فِي هَذَا إِلَّا مَا كَانَ مِنْ نَظِرَةٍ.
فَقَالَ عُبَادَةُ: أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَتُحَدِّثُنِي عَنْ رَأْيِكَ! لَئِنْ أَخْرَجَنِي اللَّهُ لَا أُسَاكِنُكَ بِأَرْضٍ لَكَ عَلَيَّ فِيهَا إِمْرَةٌ. فَلَمَّا قَفَلَ لَحِقَ بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَا أَقْدَمَكَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ؟ فَقَصَّ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، وَمَا قَالَ مِنْ مُسَاكَنَتِهِ، فَقَالَ: ارْجِعْ يَا أَبَا الْوَلِيدِ إِلَى أَرْضِكَ، فَقَبَحَ اللَّهُ أَرْضًا لَسْتَ فِيهَا وَأَمْثَالُكَ. وَكَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ: لَا إِمْرَةَ لَكَ عَلَيْهِ، وَاحْمِلْ النَّاسَ عَلَى مَا قَالَ، فَإِنَّهُ هُوَ الْأَمْرُ (1).
19 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْخَلَّادِ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (2)، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، أخبرنا عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، قبيصة بن ذؤيب لم يسمع من عبادة بن الصامت.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(390) من طريق هشام بن عمار، بهذا الإسناد.
وأصل الحديث في "الصحيحين" من حدبث عبادة سوى هذه القصة التي ذكرها، وانظر ما سياتي برقم (2254).
(2)
زيدَ هنا في النسخ المطبوعة بين يحص وبين ابن عجلان "عن شعبة"، وهذه الزيادة ليست في الأصول الخطية ولا في "الزوائد" للبوصيري ولا في "تحفة الأشراف"(9532) للمزي وأُقحمت في المطبوع منه إقحامًا بين حاصرتين، وهو- أي: المزي- لم يَرقُم على رواية شعبة عن محمَّد بن عجلان في "التهذيب" برقم ابن ماجه أو غيره من أصحاب الكتب الستة.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَظُنُّوا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي هُوَ أَهْيَاهُ وَأَهْدَاهُ وَأَتْقَاهُ (1).
20 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: إِذَا حُدَّثتم (2) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا فَظُنُّوا بِهِ الَّذِي هُوَ أَهْيَاهُ وَأَهْدَاهُ وَأَتْقَاهُ (3).
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه بين عون -وهو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود- وبين عم أبيه عبد الله بن مسعود.
وأخرجه الدارمي (591) من طريق عبد العزيز بن محمَّد، وأبو يعلى (5259) من طريق يحيى بن سعيد، كلاهما عن ابن عجلان، بهذا الإسناد.
وسيأتي هذا القول مرويًا عن علي بن أبي طالب في الحديث الذي بعده، وهو أصحُّ.
قوله: "الذي هو أهياه" كذا في (س) و (م) بالياء، وفي (ذ):"أهناه" بالنون، وهو الذي شرح عليه السندي فقال: أي الذي هو أوفق به من غيره، وأهدى وأليق بكمال هداه.
"وأتقاه" أي: وأنسب بكمال تقواه، وهو أن قوله صوابٌ ونصحٌ، واجبٌ العمل به.
(2)
المثبت من (ذ) و (م) و"تحفة الأشراف" للمزي (10177)، وفي (س) و"مصباح الزجاجة" للبوصيري والنسخ المطبوعة من "السُّنن": حدَّثتكم.
(3)
إسناده صحيح وهو موقوف من قول علي رضي الله عنه.
وأخرجه الطيالسي (99)، والدارمي (592)، وأبو يعلى (591)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 246، والضياء في "الأحاديث المختارة"(572) و (573) و (574) من طرق عن عمرو بن مرة، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(985).
* قال أبو الحسن: حدثنا يحيى بن عبد الله الكرابيسي، حدثنا علي بن الجعد، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، مثل حديث علي رضي الله عنه (1).
21 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ، حَدَّثَنَا الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ جَدِّهِ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:"لَا أَعْرِفَنَّ مَا يُحَدَّثُ أَحَدُكُمْ عَنِّي الْحَدِيثَ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ، فَيَقُولُ: اقْرَأْ قُرْآنًا! مَا قِيلَ مِنْ قَوْلٍ حَسَنٍ فَأَنَا قُلْتُهُ"(2).
22 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (ح)
وَحَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
(1) زيادة أبي الحسن القطان هذه وقعت في الأصول بعد الحديث رقم (22)، ومكانها الصحيح هنا كما أثبتناها. وسقطت هذه الزيادة من (م).
(2)
إسناده ضعيف جدًا، المقبري -وهو عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد- متروك ذاهب الحديث.
وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص50 من طريق أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 44 من طريق عبد الله بن سعيد المقبري، كلاهما عن سعيد المقبري، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(8801).
وفي الباب ما يغني عنه عن المقدام بن معدي كرب وأبي رافع، سلفا عند المصنف برقم (12) و (13).