الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعلبك
مدينة مشهورة بقرب دمشق، وهي قديمة كثيرة الأشجار والمياه والخيرات والثمرات، ينقل منها الميرة إلى جميع بلاد الشام. وبها أبنية وآثار عجيبة وقصور على أساطين الرخام لا نظير لها. قيل: انها كانت مهر بلقيس! وبها قصر سليمان بن داود، عليه السلام، وقلعتها مقام الخليل، عليه السلام، وبها دير الياس النبي، عليه السلام.
قالوا: إن ذلك الموضع يسمى بك في قديم الزمان حتى عبد بنو إسرائيل بها صنماً اسمه بعل، فاضافوا الصنم إلى ذلك الموضع، ثم صار المجموع اسماً للمدينة، وأهلها على عبادة هذا الصنم، فبعث الله إليهم الياس النبي، عليه السلام، فكذبوه، فحبس عنهم القطر ثلاث سنين.
فقال لهم نبي الله: استسقوا أصنامكم، فإن سقيتم فأنتم على الحق، وإلا فإني أدعو الله تعالى ليسقيكم، فإن سقيتم فآمنوا بالله وحده! فأخرجوا أصنامهم واستسقوا وتضرعوا فما أفادهم شيئاً، فرجعوا إلى نبي الله فخرج ودعا فظهر من جانب البحر سحابة شبه ترس، وأقبلت إليهم. فلما دنا منهم طبق الآفاق وأغاثهم غيثاً مريعاً أخصب البلاد وأحيا العباد، فما ازدادوا إلا شركاً، فسأل الله تعالى أن يريحه منهم فأوحى الله تعالى إليه: ان اخرج إلى مكان كذا. فخرج ومعه اليسع فرأى فرساً من نار فوثب عليه وسار الفرس به، ولم يعرف بعد ذلك خبره.
بلقاء
كورة بين الشام ووادي القرى، بها قرية الجبارين ومدينة الشراة. وبها الكهف والرقيم فيما زعم بعضهم. وحديث الرقيم ما روى عبد الله بن عمر أنه قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار، فدخلوا فانحدرت صخرة من الجبل
وسدت عليهم الغار، فقالوا: لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله تعالى بصالح أعمالكم! قال رجل منهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران فكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا ولداً، فباتا في ظل شجر يوماً فلم أبرح عليهما حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أغبق قبلهما أهلاً ولا ولداً، فلبثت والقدح في يدي أنتظر استيقاظهما حتى طلع الفجر، والصبية يتضاغون، فاستيقظا وشربا غبوقهما! اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة! فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج منه.
وقال الآخر: اللهم إنه كانت لي ابنة عم كانت من أحب الناس إلي، فراودتها عن نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بنا سنة من السنين، فجاءتني فأعطيتها مائة وعشرين ديناراً على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت: لا يحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه! فتخرجت من الوقوع عليها وانصرفت عنها، وهي أحب الناس إلي، وتركت الذهب الذي أعطيتها. اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه! فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها.
وقال الثالث: اللهم إنك تعلم أني استأجرت أجراً فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب، فنمت أجرته حتى كثرت منه الأموال. فجاءني بعد حين وقال: يا عبد الله هات أجرتي! فقلت له: كل ما ترى من الإبل والبقر والغنم والرقيق من أجرتك! فقال: يا عبد الله لا تستهزيء بي! فقلت: لا أستهزيء! فاستاق كله ولم يترك منه شيئاً. اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه! فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون.