الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سجلماسة
مدينة في جنوب المغرب في طرف بلاد السودان، في مقطع جبل درن في وسط رمل، بها نهر كبير غرسوا عليه بساتين ونخيلاً مد البصر. حدثني بعض الفقهاء من المغاربة وقد شاهدها: ان مزارعها اثنا عشر فرسخاً من كل جانب لكن لا يزرع في كل سنة إلا خمسها، ومن أراد الزيادة على ذلك منعوه، وذلك لأن الريع إذا كثر لا يبقى له قيمة فلا يشتري من الظناء بشيء. وبها أصناف العنب والتمر وأما تمرها فستة عشر صنفاً ما بين عجوة ودقل.
ولنسائها يد صناع في غزل الصوف، ويعمل منه كل عجيب حسن بديع من الأزر التي تفوق القصب، ويبلغ ثمن الازار ثلاثين ديناراً وأربعين كأرفع ما يكون من القصب ويتخذن من عقارات يبلغ ثمنها مثل ذلك مصبوغة بأنواع الألوان، وأهل هذه المدينة من أغنى الناس وأكثرهم مالاً لأنها على طريق غانة التي هي معدن الذهب، ولأهلها جرأة على دخول تلك البرية مع ما ذكر من صعوبة الدخول فيها، وهي في بلاد التبر يعرف منها، والله الموفق.
سرنديب
جزيرة في بحر هركند بأقصى بلاد الصين؛ قال محمد بن زكرياء: هي ثمانون فرسخاً في ثمانين فرسخاً، لها ثلاثة ملوك كل واحد عاص على الآخر. ومن عاداتهم أن يأخذوا من الجاني سبعة دراهم على جنايته، والمديون إذا تقاعد عن اداء الدين بعث الملك إليه من يخط حوله خطاً أي مكان وجده، فلا يجسر أن يخرج من الخط حتى يقضي الدين أو يحصل رضاء الغريم. فإن خرج من الخط بغير إذن، أخذ الملك منه ثلاثة أضعاف الدين، ويسلم ثلثه إلى المستحق ويأخذ الملك ثلثيه.
وإذا مات الملك يجعل في صندوق من العود والصندل ويحرق بالنار،
وترافقه زوجته حتى يخترقا معاً.
وبها أنواع العطر والافاويه والعود والنارجيل ودابة المسك، وأنواع اليواقيت ومعدن الذهب والفضة ومغاص اللؤلؤ.
وعن رسول الله، صلى الله عليه وسلم: خير بقعة ضربت إليها آباط الإبل مكة ومسجدي هذا والمسجد الأقصى، وجزيرة سرنديب فيها نزل أبونا آدم، عليه السلام، بها جبل أهبط عليه آدم، عليه السلام، وهو ذاهب في السماء يراه البحريون من مسافة أيام، وفيه أثر قدم آدم، عليه السلام، وهي قدم واحدة مغموسة في الحجر. ويرى على هذا الجبل كل ليلة مثل البرق من غير سحاب وغيم ولا بد له كل يوم من مطر يغسل موضع قدم آدم، عليه السلام.
ويقال إن الياقوت الأحمر يوجد على هذه الجبال يحدره السيل منها إلى الحضيض وقطاع الماس أيضاً والبلور. وقالوا: أكثر أهل سرنديب مجوس وبها مسلمون أيضاً، ودوابها في غاية الحسن لا تشبه دوابنا إلا بالنوع، وبها كبش له عشرة قرون.
منها الشيخ الظريف سديد الدين السرنديبي، ورد قزوين وأهل قزوين تبركوا به. وكان قاضي قزوين يدخل مع الولاة في الأمور الديوانية والعوام يكرهون ذلك، فربما عملوا غوغاة ونهبوا دار القاضي وخربوها، فلما كن السرنديبي قزوين وتبرك القوم به، كلما كرهوا من القاضي شيئاً ذهبوا إلى السرنديبي وقالوا: قم ساعدنا على القاضي! فإذا خرج السرنديبي تبعه ألوف، فالقاضي لقي من السرنديبي التباريح.
فطلبه ذات يوم، فلما دخل عليه تحرك له وانبسط معه وسأله عن حاله ثم قال: إني أرى في هذه المدينة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر متروكاً، ولست أرى من لا يأخذه في الله لومة لائم غيرك. وأخرج من داره قميصاً غسل مراراً وعمامة عتيقة، وأركبه على دابة وغلمان الاحتساب في خدمته،