الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سلوق
مدينة بأرض اليمن؛ قال ابن الحايك: كانت مدينة عظيمة ولها آثار عظيمة باقية، يوجد بها قطاع الذهب والفضة والحلي، وكان بها صناع الدروع المحكمة النسج؛ قال الشاعر:
نقل السّلوقيّ المضاعف نسجه
…
ويوقد بالصّفّاح نار الحباحب
وبها الكلاب الضواري، وذاك لأن الكلاب بها يسفدها الذئاب، فتأتي بالكلاب السلوقية وهي أخبث الكلاب؛ قال الشاعر:
منهم ضوارٍ من سلوق كأنّها
…
حصنٌ تجول تجرّر الأرسانا
سمهر
قرية بالحبشة، بها صناع الرماح السمهرية، وهي أحسن الرماح؛ قاله الصولي، وقال غيره: إن هذه القرية في جوف النيل يأتيها من أرض الهند على رأس الماء كثير من القنا، يجمعها أهل هذه القرية يستوقدون رذاله ويثقفون جيده ويبيعونه، وهو بأرض الحبشة معروف يحمل منها إلى سائر البلاد، والله الموفق.
سندابل
قصبة بلاد الصين ودار المملكة، يشقها نهر أحد شقيه للملك والشق الآخر للعامة؛ قال مسعر بن مهلهل: دخلتها وهي مدينة عظيمة قطرها مسيرة يوم، ولها ستون شارعاً، كل شارع ينفذ إلى دار الملك، ولها سور ارتفاعه تسعون ذراعاً، وعلى رأس السور نهر عظيم يتفرق ستين جزءاً، كل جزء ينزل على
باب من أبوابها، تلقاه رحىً يصب إليها ثم إلى غيرها حتى يصب في الأرض. ثم يخرج نصفه تحت السور يسقي البساتين، ويدخل نصفه المدينة ويدور في الشوارع كلها، وكل شارع فيه نهران: داخل يسقيهم، وخارج يخرج بفضلاتهم.
وفيها من الزروع والبقول والفواكه والخيرات وأنواع الطيب كالقرنفل والدارصيني. وبها أنواع الجواهر كاليواقيت ونحوها والذهب الكثير. وأهلها حسان الوجوه قصار القدود عظام الرؤوس، لباسهم الحرير وحليهم عظام الفيل والكركدن، وأبوابهم آبنوس، وفيهم عبدة الأوثان والمانوية والمجوس ويقولون بالتناسخ.
ومنها خاقان، ملك الصين الموصوف بالعدل والسياسة، له سلسلة من ذهب أحد طرفيها خارج القصر، والطرف الآخر عند مجلس الملك ليحركها المظلوم فيعلم الملك. ومن عادته ركوب الفيل كل جمعة والظهور للناس، ومن كان مظلوماً يلبس ثوباً أحمر، فإذا وقعت عليه عين الملك يحضره ويسأله عن ظلامته.
ومن ولد في رعيته أو مات يكتب في ديوان الملك لئلا يخفى عليه أحد.
وبها بيت عبادة عظيم، فيه أصنام وتماثيل، ولأهلها يد باسطة في الصناعات الدقيقة، يعبدون الأوثان ولا يذبحون الحيوان، ومن فعل أنكروا عليه.
ولهم آداب حسنة للرعية مع الملك وللولد مع الوالد: فإن الوالد لا يقعد في حضور أبيه ولا يمشي إلا خلفه ولا يأكل معه.
قال ابن الفقيه: أهل الصين يقولون بالتناسخ ويعملون بالنجوم، ولهم كتب يشتغلون بها، والزنا عندهم مباح، ولهم غلمان وقفوهم للواطة، كما أن الهند وقفوا الجواري على البد للزنا، وذلك عند سفلتهم لا عند أهل التمييز.
والملك وكل بالصناع ليرفع إلى الملك جميع المعمول، فما أراد من ذلك اشتراه لخزانته، وإلا يباع في السوق، وما فيه عيب يمزقه.
وحكي أنه ارتفع ثوب إلى الملك فاستحسنه المشايخ كلهم إلا واحداً، فسئل عن عيبه فقال إن هذا الثوب عليه صورة الطاووس، وقد حمل قنو موز،