الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبها جبل كثير الخير والبركة، وهو جبل منيف به جميع أنواع الثمار، وفي أعلاه مروج كثيرة المياه والمراعي، وبه شجر يشبه خشبه خشب الساج تتخذ منه الآلات والظروف.
وبها معدن الكحل الطيب الذي هو غاية ومعدن الزجاج. وفي واديها الحوت الطيب من البوري والشوري الذي يكون في الواحد قنطار، ويخرج منه السمور وفيه أرحاء في الغوارب يكون بيت الرحا في الغارب، والدولاب يدور خارج الغارب بالماء، فإن شاء صاحبها ينقل الغارب من موضع إلى موضع. ومثل هذا بالموصل كثير في دجلة، وهم يسمونه الغربة.
طركونة
مدينة عظيمة قديمة بالأندلس، على شاطيء البحر الشامي بقرب طرطوشة؛ قال العذري: تحت مدينة طركونة سراديب واسعة، وفيها بنيان كثيرة، قال: حدثني شيخ مسن يقال له ابن زيدان انه نزل في هذه البنيان، فضل فيها هو وأصحابه ثلاثة أيام، فوجد فيها بيوتاً مملوءة قمحاً وشعيراً من الزمان الأول، وقد تغير لونها، ولولا ضوء رأوه في اليوم الثالث ما خرجوا أبداً، والمدينة الآن مع الافرنج.
طلبيرة
مدينة قديمة بقرب
طليطلة
، مبنية على قلة جبل عظيم، من عجائبها عين ينبع منها ماء كثير، يدور عليه عشرون رحاً.
طليطلة
مدينة كبيرة بالأندلس، من أجل مدنها قدراً وأكثرها خيراً، تسمى مدينة الملوك. ومن طيب تربتها ولطافة هوائها تبقى الغلات في مطاميرها سبعين سنة
لا تتغير.
وبها القنطرة العجيبة التي وصفها الواصفون أنها قوس واحد من أحد طرفي الوادي إلى الطرف الآخر، لم ير على وجه الأرض قوس قنطرة أعظم منها إلا قنطرة صور؛ قال محمد بن عبد الرحيم الغرناطي: بقرب طليطلة نهر عظيم، بنت الجن على ذلك قنطرة من الصخر عالية من الجبل إلى الجبل كأنها قوس قزح، كل صخرة منها مثل بيت كبير، وقد شدت تلك الحجارة بجذوع من حديد، وأذيب عليه الرصاص الأسود وهي أزج واحد، يتعجب الناظرون منها لجودة بنائها، وماء ذلك النهر لا ينقطع أبداً.
وبها حجر المطر، وهو ما أخبر به بعض المغاربة أن بقرب طليطلة حجراً إذا أراد القوم المطر أقاموه فلا يزال يأتي المطر إلى أن يلقوه. وكلما أرادوا المطر فعلوا ذلك.
وبها صورة ثورين من حجر صلد؛ قال العذري: ان طارقاً لما غزا طليطلة ركب على الثيران، وكان ذلك الموضع معسكره، فلعل ذلك شيء من الطلسمات.
وكان بها بيت الملوك، كل من مات من ملوكها ترك تاجه في ذلك البيت، وكتب عليه عمر صاحبه ومدة ولايته، وكان بها بيت آخر من ملك من ملوكها قفل عليه قفلاً، ووصى لمن يكون بعده أن لا يفتح ذلك البيت، حتى انتهى الملك إلى رجل اسمه لذريق، دخل البيت الأول فوجد فيه أربعة وعشرين تاجاً على عدد ملوكهم، ووجد على باب البيت الآخر أربعة وعشرين قفلاً، ظن أن فيه مالاً فأراد فتحه فاجتمعت الأساقفة والشمامسة وعظموا ذلك، وسالوه أن يسلك مسلك الملوك الذين كانوا قبله، فأبى إلا فتحه، فقالوا له: أيها الملك، انظر فيما يخطر ببالك من مال تراه فيه لندفعه إليك ولا تفتحه. فأبى إلا فتحه. فلما فتحه إذا في البيت صور العرب على خيولهم بعمائمهم ونعالهم، وإذا فيه مكتوب: الملك فينا ما دام هذا البيت مقفلاً، فإذا فتح فقد ذهب الملك! فندم لذريق على فتح الباب، فدخلت العرب بلدهم في السنة التي فتح فيها