الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كوثى
قرية بسواد العراق قديمة. ينسب إليها إبراهيم الخليل، عليه السلام، وبها كان مولده وطرح في النار بها، ولذلك قال أمير المؤمنين علي، رضي الله عنه: من كان سائلاً عن نسبنا فإنا نبط من كوثى.
ومن الاتفاقات العجيبة اتفاق عامل كوثى. حكى بعض أهلها: انه جاءنا عامل واشتد في المطالبات، وكان للعرب عندنا مزارعة، وكان العمال الذين قبله يسامحونهم. فهذا العامل طالبهم وأهانهم بالضرب، فانصرفوا إلى بني أعمامهم شاكين، وتوافقوا على الكبس على العامل ليلاً، فورد الناحية عامل آخر صارفاً للأول وطالباً بالبقايا، فقبض عليه وقيده وضربه بالخشب وحمله إلى قرية أخرى، ووكل به عشرة من الغلمان. فلما أصبح المصروف دخل عليه غلامه وقال له: أخرج رجلك حتى أكسر القيد! قال: أين الموكلون؟ قال: هربوا والعرب الذين أخذت منهم الخراج كبسوا البارحة دار العمالة، وقتلوا العامل على أنه أنت، ولم يكن عندهم خبر صرفك. فقام الرجل وورد بغداد وذكر أن العامل الصارف أساء السيرة وأثار فتنة من العرب، فأقر على حاله في الناحية وضم إليه جيشاً، فعاد إلى كوثى وأرب العرب وأرهب، وصالح ما بينه وبينهم واستقام أمره.
لنبان
قرية من قرى أصفهان، ينسب إليها الأديب الفاضل البارع عبد العزيز الملقب بالرفيع، له أشعار في غاية الحسن وديوان ورسائل. ورد جمال الدين الخجندي قزوين، وعقد مجلس الوعظ بالجامع، وذكر هذه الأبيات على المنبر، وذكر أنها للرفيع:
بأبي أين أنت ألقاك؟
…
طال شوقي إلى محيّاك!
ورد الورد يدّعي سفهاً
…
أنّ ريّاه مثل ريّاك!
ووقاح الأقاح يوهمنا
…
أنه افترّ عن ثناياك!
ضحك الورد هاتها عجلاً
…
قهوةً مثل عبرة الباك
لست أدري لفرط خمرتها
…
أمحيّاك أم حميّاك؟
هام قلبي بهذه وبذاك
…
آه من هذه ومن ذاك!
فهذه الأبيات حفظها أهل قزوين، ويقولون هدية جمال الدين الخجندي من أصفهان.
وحكي أن صدر الدين الخجندي عزل خازن دار كتبه، فأراد الرفيع اللنباني أن يكون مكانه، فكتب إلى صدر الدين: سمع العبد أن خازن دار الكتب اختزل حتى اعتزل، وخان حتى هان، ولم يزالوا يحرفون الكلم عن مواضعه، ويستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير، والعبد خير منه زكاة وأقرب رحماً! وإن له أباً شيخاً كبيراً فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين.
وحكي أن الرفيع كان في خدمة الخجندية، فلما وقع الخلاف بين السلطان طغرل وأولاد أتابك محمد كان صدر الدين الجندي مع السلطان، فظفر أمير من أمراء أتابك محمد بجمع من أصحاب صدر الدين الخجندي، وكانوا يمشون من أصفهان إلى بغداد، وعليهم الرفيع، فظفر بهم قيماز الأتابكي فنهبهم وقتل الرفيع، فلما عرف أنه كان رجلاً فاضلاً من أهل العلم ندم، والرفيع كان قد نظم هذين البيتين:
جون كشته بينم دولت كرده فران
…
وار جان تهي اين قالب برورده بنان
بر بالينم نشين ومي كوي بران
…
اي من تو بكشته ونشيمان شده بان
فكان الفأل على ما جرى.