الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فدعانا لو قبلناه
…
إلى الأمر الرّشيد
فعصيناه ونادينا:
…
ألا هل من محيد؟
فأتتنا صيحةٌ تهوي
…
من الأفق البعيد
فشوينا مثل زرعٍ
…
وسط بيداءٍ حصيد
والله الموفق للصواب.
البجة
بلاد متصلة بأعلى عيذاب في غرب منه، أهلها صنف من الحبش، بها معادن الزمرذ، يحمل منها إلى سائر الدنيا، ومعادنه في جبال هناك، وزمرذها أحسن أصناف الزمرذ الأخضر السلقي الكثير المائية، يسقى المسموم منه فيبرأ، وإذا نظرت الأفعى إلي سالت حدقتها.
بكيل
مخلاف باليمن؛ قال عمارة في تاريخه: بهذا المخلاف نوع من الشجر لأقوام معينين في أرض لهم، وهم يشحون به ويحفظونه من غيرهم مثل شجر البلسان بأرض مصر؛ وليس ذلك الشجر إلا لهم يأخذون منه سماً يقتل به الملوك، وذكر أن ملوك بني نجاح ووزراءهم أكثرهم قتلوا بهذا السم.
بلاد التبر
هي بلاد السودان في جنوب المغرب؛ قال ابن الفقيه: هذه البلاد حرها شديد جداً. أهلها بالنهار يكونون في السراديب تحت الأرض، والذهب ينبت في رمل هذه البلاد كما ينبت الجزر بأرضنا، وأهلها يخرجون عند بزوغ الشمس ويقطفون الذهب، وطعامهم الذرة واللوبيا، ولباسهم جلود الحيوانات،
وأكثر ملبوسهم جلد النمر، والنمر عندهم كثير.
ومن سجلماسة إلى هذه البلاد ثلاثة أشهر، والتجار من سجلماسة يمشون إليها بتعب شديد، وبضايعهم الملح وخشب الصنوبر وخشب الأرز، وخرز الزجاج والاسورة والخواتيم منه، والحلق النحاسية.
وعبورهم على براري معطشة، فيها سمايم بماء فاسد لا يشبه الماء إلا في الميعان، والسمايم تنشف المياه في الأسقية، فلا يبقى الماء معهم إلا أياماً قلائل. فيحتالون بأن يستصحبوا معهم جمالاً فارغة من الأحمال، ويعطشونها قبل ورودهم الماء الذي يدخلون منه في تلك البراري، ثم أوردوها على الماء نهلاً وعللاً حتى تمتلي أجوافها، ويشدون أفواهها كي لا تجتر فتبقى الرطوبة في أجوافها، فإذا نشف ما في أسقيتهم واحتاجوا إلى الماء، نحروا جملاً جملاً وترمقوا بما في بطونها، وأسرعوا بالسير حتى يردوا مياهاً أخرى، وحملوا منها في أسقيتهم.
وهكذا ساروا بعناء شديد حتى قدموا الموضع الذي يحجز بينهم وبين أصحاب التبر، فعند ذلك ضربوا طبولاً ليعلم القوم وصول القفل. يقال: انهم في مكان وأسراب من الحر وعراة كالبهائم لا يعرفون الستر. وقيل: يلبسون شيئاً من جلود الحيوان، فإذا علم التجار أنهم سمعوا صوت الطبل أخرجوا ما معهم من البضائع المذكورة، فوضع كل تاجر بضاعته في جهة منفردة عن الأخرى وذهبوا وعادوا مرحلة فيأتي السودان بالتبر، ووضعوا بجنب كل متاع شيئاً من التبر وانصرفوا. ثم يأتي التجار بعدهم فيأخذ كل واحد ما وجد بجنب بضاعته من التبر ويترك البضاعة، وضربوا بالطبول وانصرفوا، ولا يذكر أحد من هؤلاء التجار أنه رأى أحداً منهم.