الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صور
مدينة مشهورة على طرف بحر الشام، استدار حائطها على مبناها استدارة عجيبة، بها قنطرة من عجائب الدنيا وهي من أحد الطرفين إلى الآخر على قوس واحد. ليس في جميع البلاد قنطرة أعظم منها. ومثلها قنطرة طليطلة بالأندلس إلا أنها دون قنطرة صور في العظم، ينسب إليها الدنانير الصورية التي يتعامل عليها أهل الشام والعراق.
طبرستان
ناحية بين العراق وخراسان بقرب بحر الخزر ذات مدن وقرى كثيرة.
من مفاخرها القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، أستاذ الشيخ أبي إسحق الشيرازي. والقاضي أبو الطيب عاش مائة سنة ولم يختل منه عقله ولا فهمه، وكان يفتي إلى آخر عمره ويقضي بين الناس ويناظر الفقهاء. وله مصنفات كثيرة في الفقه والأصول، منها تعليقة الطبري مائة مجلد ثم كتاب في مذهب الشافعي؛ قال الشيخ أبو إسحق الشيرازي صاحب المهذب: لازمت حلقة درسه بضع عشرة سنة، رتبني في حلقته وسألني أن أجلس في مجلس التدريس ففعلت ذلك. وانه ولي القضاء بكرخ، وكان رأى النبي، عليه السلام، في المنام فقال له: يا فقيه! ففرح بذلك فرحاً شديداً. يقول: سماني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقيهاً. مات سنة خمس وأربعمائة ببغداد عن مائة سنة وسنتين، وصلى عليه الخليفة أبو الحسن المهتدي.
طبرية
مدينة بقرب دمشق بينهما ثلاثة أيام، مطلة على بحيرة معروفة ببحيرة طبرية، وجبل الطور مطل عليها. وهي مستطيلة على البحر نحو فرسخ. بناها
ملك من ملوك الروم اسمه طبارى.
بها عيون جارية حارة بنيت عليها حمامات لا تحتاج إلى الوقود، وهي ثمانية حمامات؛ قال أبو بكر بن علي الهروي: أما حمامات طبرية التي قالوا إنها من عجائب الدنيا فليست التي على باب طبرية إلى جانب بحيرتها، فإن مثل هذه كثيرة، والتي هي من عجائب الدنيا في موضع من أعمال طبرية يقال له الحسنية، وهي عمارة قديمة يقال انها من بناء سليمان بن داود، عليه السلام. وهو هيكل يخرج الماء من صدره، وقد كان يخرج من اثنتي عشرة عيناً، كل عين مخصوصة بمرض إذا اغتسل فيها صاحب هذا المرض عوفي بإذن الله تعالى، والماء شديد الحرارة جداً، عذب صاف طيب الرائحة يقصده المرضى يستشفون به. وبينها وبين بيسان حمة سليمان، عليه السلام، يزعمون أنها نافعة لكل داء.
وبها بحيرة عشرة أميال في ستة أميال غؤورها علامة خروج الدجال. وهي كبركة أحاطت بها الجبال ينصب إليها فضلات أنهار تأتي من حمة بانياس.
وبها معدن المرجان. وحولها قرى كثيرة كبيرة، وتخيل في وسط هذه البحيرة صخرة منقورة طبقت بصخرة أخرى، تظهر للناظرين من بعيد، يزعم أهل النواحي انها قبر سليمان، عليه السلام. وبطبرية قبر لقمان الحكيم، عليه السلام، من زاره أربعين يوماً يظهر منه الحكمة.
وبها عقارب قتالة كعقارب الاهواز. وقال صاحب تحفة الغرائب: بطبرية نهر عظيم، والماء الذي يجري فيه نصفه حار ونصفه بارد، ولا يمتزج أحدهما بالآخر. فإذا أخذ من النهر في إناء يبقى خارج النهر بارداً.
وبأرض طبرية موضع به سبع عيون، ينبع الماء منه سبع سنين متواليات وييبس سبع سنين متواليات ينسب إليها سليمان بن أحمد بن يوسف الطبراني، أحد الأئمة المعروفين والحفاظ المكثرين والمشايخ المعمرين؛ من تصانيفه المعجم الكبير في أسماء الصحابة، لم ينصف مثله. ذكر أبو الحسن أحمد بن فارس صاحب المجمل