الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حجابٌ وحجّابٌ وفرط حماقةٍ
…
ومدّ يدٍ نحو العلى بالتّكلّف
فلو كان هذا من وراء تكلّفٍ
…
لهان ولكن من وراء التّخلّف
فشكا القاضي إلى الخليفة، فأمر الكيا أن يمشي إليه ويعتذر، فقال الكيا: والله لأمشين على وجه يود لو كنت لم أمش! فلما وصل إلى باب دار القاضي أخبر القاضي بأن الكيا جاء إليه، فقام واستقبله وواجهه بالكلية. قال الكيا: حفظ الله الخليفة فإنه تارة يشرفنا وتارة يشرف بنا! فانكسر ابن اللمغاني انكساراً شديداً. فلما مات الكيا وقف ابن اللمغاني عند دفنه وقال:
فما تغني النّوادب والبواكي
…
وقد أصبحت مثل حديث أمس!
ومن عجائب ما حكي أن بعض السلاطين غضب على صاحب طبرستان، فبذل الطبري جهده في إزالة ذلك، فما أمكنه. فبعث السلطان إليه جيشاً كثيفاً، فعلم الطبري أن الجيش لا ينزلون إلا بغيضة معينة تحت جبل، فأمر بقطع أشجار تلك الغيضة وتركها كما كانت قائمة، وستر موضع القطع بالتراب. فلما وصل الجيش ونزلوا بها كمن الطبري هو وأصحابه خلف ذلك الجبل، وشد الجيش دوابهم في أشجار تلك الغيضة وكانت كلها مقطوعة، فخرج عليهم الطبري بأصحابه وصاح بهم، فنفرت الدواب وتساقطت الأشجار لأن الدواب جرتها فولى الجند هاربين فزعين لا يلوي أحد إلى أحد، وتبعهم الطبري بالقتل والأسر، فنجا أقلهم وتلف أكثرهم. فلما رجعوا إلى السلطان سألهم عن شأنهم فقالوا: نزلنا بالموضع الفلاني، أتانا في جنح الليل جند من الشياطين تضربنا بالأشجار الطويلة! فلم يجسر أحد من المتقومين بعد ذلك على المشي إلى طبرستان!
طبس
مدينة بين أصفهان ونيسابور مشهورة. ينسب إليها فخر الأئمة أبو الفضل محمد بن أحمد الطبسي، صاحب كتاب الشامل في تسخير الجن. وهو كتاب
كبير يذكر فيه كيفية تسخير الجن، ولكل واحد من رؤسائهم طريق من الطرق يذكر في ذلك الكتاب، وحاصله أنه يذكر عزائم وشرائطها ويقول: من أتى بها على هذا الوجه سلط الله تعالى عليهم ناراً تحرقهم، ولا يندفع عنهم إلا بالإجابة. وذكروا أن الجن كانوا مسرين لفخر الأئمة، وكان هو معاصراً للإمام الغزالي، قال له: أريد أن تعرض الجن علي! فأجابه إلى ذلك؛ قال الغزالي: رأيتهم مثل الظل على الحائط. فقلت له: إني أريد أن أحادثهم وأسمع كلامهم. فقال: أنت لا تقدر ترى منهم أكثر من ذلك.
وينسب إليها شمس الطبسي الشاعر. كان شاباً حسن الصورة حلو الكلام جيد الشعر، من تلامذة الشيخ رضى الدين النيسابوري، وكان معاصر الخاقاني فرأى شعر الخاقاني وسلك ذلك المسلك، إلا أن شعر الشمس كان ألطف وأعذب فقال له رضى الدين: داوم على هذا الفن فإنه يجيء منك وترى منه الخير. وله أشعار في غاية الحسن وأسلوب هو منفرد به. وكان قاضي مدينة بخارى صدر الشريعة شاعراً مفلقاً عديم النظير، نظم قصيدة حسنة قافيتها ضيقة بالعجمية وهذا مطلعها:
بر خير كه شمعست وشرابست ومن تو
…
اواز خروسان سحر خاست زهر سو
بر خير كه برخاست بياله بيكي باي
…
بنشين كه نشستست صراحي بد وزانو
بر خير اران بيس كه معشوقه شب را
…
باروز بكيرند وببرند دو كيسو
واين قصيده در بخارى مشهور كست همه معترف شدند بخوى آن شمس طبس مثل اين قصيده بكفت وهذا مطلعها:
ازروى تو جون كرد صبا طره بيكسو
…
فرياد براورد شب غاليه كيسو
از زلف سياه تو مكر شد كرهي باز
…
كر مشك براورد صبا تعبيه هر سو
اخر دل رنجور مرا جند براري
…
زنجير كشان تا بسرطاق دوابرو