الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد توعد الرسول الكريم أصحاب العيون المرسلة في المجالس، المنقبة المتفحصة ثغراتها وعوارتها، وأحل فقء عيونهم، إذ قال:
((من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم، فقد حل لهم أن يفقؤوا عينه)) (1).
لا يتشبه بالنساء:
وفي المجتمع الإسلامي السليم لا تجد المسلم يتشبه بالمرأة، ولا المرأة تتشبه بالرجل؛ ذلك أن تشبه كل جنس بالآخر حرام في شرعة الإسلام، فالرجل في المجتمع الإسلامي رجل له صفاته وخصائصه ومهماته، والمرأة امرأة لها صفاتها وخصائصها ومهماتها، ولا ينبغي أن تزول الفروق بينهما في المظهر والمخبر سواء. ومن هنا اشتد الإسلام في وعيده المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال.
فعن ابن عباس رضي الله عنه قال:
((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال (2)، والمترجلات من النساء. وفي رواية:((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال)) (3).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل)) (4).
(1) رواه مسلم.
(2)
هم الذين يتشبهون بالنساء في حركاتهم وكلماتهم.
(3)
رواه البخاري.
(4)
رواه أبو داود بإسناد صحيح.
إن ما نشاهده اليوم في بعض المجتمعات الإسلاميه من وجود نفر من الشباب أطال شعره حتى غدا كالفتاة يصعب التمييز بينهما، وبخاصة إذا علق في عنقه سلسلة ذهبية تدلت على صدره المكشوف، ومن وجود فتيات ارتدين البنطالات الضيقة المجسمة والقمصان المشتركة بين الرجال والنساء، وقد كشفن رؤوسهن، وحسرن عن سواعدهن، حتى غدون كالشباب من الرجال، إن هذه المشاهد دخيلة على المجتمعات الإسلامية، وفدت إليها من الغرب الفاجر والشرق الكافر سواء، حيث عمت موجات الهيبية والوجودية والعبثية والعدمية وما إلى ذلك من ضلالات زاغت بها البشرية، وانحرفت عن جادة الفطرة الإنسانية السوية، وكان من نتائجها الوخيمة وثمراتها المرة هذا التيه الذي يتخبط فيه شبابهم من الجنسين. وقد أصابنا منه شواظ ودخان، تلبس بعض الشاردين والشاردات في مجتمعات المسلمين، في عهود الانتكاس والفتنة والشرود والضلال، حتى بدوا غرباء عن جسم الأمة الإسلامية، دخلاء على مجتمعها الأصيل المتميز.