الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يحدد الأسس الخاصة بالأهداف وليس الأسس الخاصة بالمحتوى، والأسس الخاصة بطرائق التعليم.. بحيث تكون هذه الأسس مرشدًا لإعداد كل من عناصر المنهج الستة بناء على الأسس الخاصة به، بغض النظر عن المجال الدراسي لهذا المنهج.
وبناء عليه، فإنه يمكن تحديد أهم خطوات إعداد المنهج الدراسي، كما يلي:
أولًا: الإعداد للمهمة.
ثانيًا: أهم أسس إعداد أهداف المنهج الدراسي.
ثالثًا: أهم أسس إعداد محتوى المنهج الدراسي.
رابعًا: أهم أسس إعداد طرائق التعليم.
خامسًا: أهم أسس التخطيط لاستخدام تقانة التعليم.
سادسًا: أهم أسس إعداد المناشط.
سابعًا: أهم أسس الإعداد لتقويم مخرجات المنهج الدراسي.
ثامنًا: تقويم المنهج الذي تم إعداده.
أولا: الإعداد للمهمة
…
أولً: الإعداد للمهمة
يتوقف الإنجاز الكفي لأية مهمة -إلى حد كبير- على تحديد أهداف واضحة لها وحسن اختيار من سينفذونها، ثم تأتي بعد ذلك بقية مراحل الإنجاز، وهذا ما سوف يتناوله المؤلف بالنسبة لإعداد المنهج الدراسي. بمعنى أن المؤلف سوف يجيب فيما يلي على سؤالين محددين، هما: ما أهداف المنهج الدراسي، على وجه العموم؟ وما تكوين فريق العمل الذي يمكن أن يعد المنهج الدراسي بكفاءة. ويرى المؤلف أن الإجابة على هذين السؤالين تكفي للتهيئة والاستعداد لمهمة "إعداد المنهج الدراسي".
أ- تحديد أهداف تخطيط المنهج الدراسي:
يمكن تحديد الهدف العام من تخطيط المنهج الدراسي على النحو التالي:
اقتراح منظومة من الخبرات يمكن أن تقدمها المؤسسة التربوية للمتعلمين لمساعدتهم على النمو الشامل المتكامل المتوازن إلى أقصى ما تسمح به إمكانات كل منهم، وعلى السلوك قولًا وعملًا وفق تعاليم الدين الحنيف.
ويمكن تحليل هذا الهدف إلى أهداف فرعية كما يلي:
اقتراح منظومة من الخبرات يمكن أن تقدمها المؤسسة التربوية للمتعلمين لمساعدتهم على تحقيق ما يلي:
1-
النمو المتوازن روحيا وجسميا وعقليا ونفسيا واجتماعيا إلى أقصى ما تسمح به إمكانات المتعلمين.
2-
اكتساب الخبرات والاتجاهات التي تمكنهم من السلوك وفق التربية الإسلامية، ومن التزود بالمناسب من العلوم الحديثة والتقانة المعاصرة.
3-
اكتساب مهارات القيادة والتفكير العلمي، وحل المشكلات والتعليم الذاتي المستمر.
4-
اكتساب المهارات الفكرية والتقانية المناسبة لحسن الأداء في حياتهم اليومية.
5-
المحافظة على قيم المجتمع والإسهام في تقدمه والارتقاء بالحياة فيه وحسن استثمار مصادره.
6-
الإسهام في خدمة البيئة المحلية وفي حل مشكلاتها.
ب- تكوين فريق العمل في إعداد المنهج الجديد:
المناهج وتطبيقها عمل تعاوني يشترك فيه فريق متكامل من المتخصصين والخبراء في مجالات مختلفة، ينبغي أن يتوافر لدى كل منهم إضافة إلى التخصص، خبرة عملية لا تقل عن خمس سنوات، من هؤلاء متخصصون في كل من مناهج وطرائق تعليم المجال المراد تخطيط منهجه. فإذا كان المجال هو اللغة العربية فإننا نعني هنا المتخصصين في مناهج وطرائق تعليم اللغة العربية، وإذا كان المجال هو التاريخ فإننا نعني هنا المتخصصين في مناهج وطرائق تعليم التاريخ، وهكذا.
يضاف إلى هؤلاء. المتخصصون في المجال نفسه. فإذا كان التخطيط يتناول مناهج الرياضيات فإننا نعني هنا المتخصصين في الرياضيات، وإذا كان التخطيط يتناول مناهج اللغة الإنجليزية، فإننا نعني هنا المتخصصين في اللغة الإنجليزية. يضاف إلى من سبق، متخصصون في كل من التقويم التربوي والتخطيط التربوي وعلم النفس التربوي وعلم نفس النمو وتقنية التعليم والتربية الإسلامية واللغة العربية.
ويشترك من مجتمع المدرسة معلمان أو ثلاثة من الحاصلين على أعلى المؤهلات العلمية في المجال المراد تخطيط منهجه أو في طرائق تعليمه، ولهم خبرة في تعليم المنهج المرد إعداده بين خمس إلى ثماني سنوات. فلا يكون من المعلمين الجدد الذين تعوزهم الخبرة، ولا من الذين تقادم فكرهم بفعل الزمن، إلا أن يكونوا ممن حضروا أكبر عدد من الدورات التدريبية في المجال الدراسي أو في طرائق تعليمه. فإذا كان المنهج المراد إعداده هو منهج الكيمياء. فإن المعلم الذي نرشحه
للاشتراك في إعداد المنهج ينبغي أن يكون حاصلا على أعلى المؤهلات في الكيمياء أو في طرائق تعليمها، وأن يكون عدد سنوات خبرته في تعليمها ما بين خمس وثمان، إلا أن يكمن قد حصل على دورات تدريبية في طرائق تعليم الكيمياء، أو في تقويم تحصيل المتعلمين في الكيمياء، أو في استخدام تقانة التعليم في تعليم الكيمياء أو في تعليم الكيمياء للمتفوقين أو للمتخلفين دراسيا، أو غير هذه من الدورات المتعلقة بتعليم الكيمياء. ومن الأهمية بمكان أن يكون المعلم لذي يشترك في إعداد المناهج الدراسية، قد حصل على تقارير ممتازة عن أدائه في الثلاث أو الأربع سنوات الأخيرة.
ولا ينبغي أن يغيب المتعلم عن الفريق القائم بإعداد المنهج، بل يجب أن يكون حضوره مستمرا بالتمثيل أو بنتائج الدراسات التي تقدم حاجاته بموضوعية للقائمين بالتخطيط.
ويشترك من مجتمع الإدارة التعليمية موجهان على الأقل، يتوافر لديهما نفس المؤهلات العلمية والعملية التي ذكرناها آنفًا بالنسبة للمعلم، على الأقل، إلا أن الخبرة والتدريب يكونان في مجال التوجيه الفني للمناهج المراد إعدادها. وحتى يتحقق التنسيق بين المنهج المراد إعداده ومناهج المواد الأخرى، فإننا نقترح أن يشترك في الإعداد موجه عن كل من المواد التي يراد التنسيق مع منهجها.
يضاف إلى ما سبق، ممثلون عن المجتمع، إذ ينبغي أن تتواصل المؤسسة التربوية مع المجتمع، وتتفاعل معه أخذا وعطاء، فتشترك في تحقيق أهدافه وحل مشكلاته واستثمار مصادره، كما يشترك المجتمع اشتراكًا فعليا في عملياتها ومناشطها بعامة، وفي تخطيط المناهج بخاصة. وتحقيقًا لهذه المشاركة بالنسبة لإعداد المناهج، أرى أن يسهم مع فريق العمل المكلف بتخطيط المناهج ممثل لأولياء الأمور، ترشحه المؤسسة التربوية ممن يناسب تعليمهم وخبرتهم مجال المنهج المراد إعداده يختاره أولياء الأمور. وبنفس الطريقة يختار ممثل لكل من المؤسسات السياسية والإنتاجية والخدمية والإعلامية والمنظمات المهنية.
شكل "2" تكوين فريق العمل الفني في تخطيط المنهج الدراسي.
نلاحظ أن تكوين فريق العمل في إعداد المناهج وفق التصور المقترح سابقًا، يجمع بين ذوي الاختصاص والخبرة العلمية والعملية في كل من مجال المنهج المراد تخطيطه وفي طرائق تعليمه، وفي نمو المتعلم وأساليب التعليم، إضافة إلى ممثلين عن الأسرة ومختلف مؤسسات المجتمع الخدمية والإنتاجية والمهنية والسياسية. كما يحافظ على التنسيق بين مختلف المناهج الدراسية في المؤسسة التربوية. بهذا يكون تخطيط المنهج عملًا تعاونيا ومسئولية مشتركة بين الجميع.
يرى المؤلف أن لكل من هؤلاء مهمة محدودة، يذكر منها ما يلي:
فبالنسبة للمتخصص في المناهج وطرائق التعليم فإن مهمته كبيرة، فهو العارف بمفهوم المنهج وأسسه ومكوناته وتنظيماته وتخطيطه وتقويمه وتطويره، وهو الملم بطرائق تعليم المجال المراد إعداد منهجه، والمتابع للتطورات الحديثة في هذا كله.
والمتخصص في المجال الدراسي هو الذي يعرف أساسياته وتسلسله وتطبيقاته والمستحدثات فيه. والتقويم وتقنية التعليم عنصران من عناصر المنهج الدراسي إلا أن التطورات الحديثة فيهما جعلتهما تخصصين ذوي أهمية خاصة في العملية التعليمية يخطوان خطوات واسعة نحو الحداثة والتطور، ولا يمكن أن يستثمر إعداد المنهج المعطيات الحديثة في هذين المجالين ما لم يشترك متخصص في كل منهما في عملية الإعداد.
وللمتخصص في التخطيط التربوي وعلم النفس التربوي وعلم النفس النمو مهام أخرى لا غنى عنها، فالمتخصص في التخطيط التربوي مهمته أساسية في رسم خطة العمل، وعليه وضع جميع المعلومات والإمكانات والمتطلبات في منظومة تربوية. والمتخصص في علم النفس التربوي يحدد التصورات التي يمكن الاستفادة منها، والمعلومات التي يمكن استثمارها من نظريات التعلم وتطبيقاتها في مختلف الميادين، مع توافر خصائص التعليم الجيد، أما المتخصص في علم نفس النمو فتكون من بين مهامه مراعاة خصائص النمو الروحي والعقلي والجسمي والوجداني والاجتماعي للمتعلم، وكيفية جعلها أساسًا لاختيار وتنظيم خبرات المنهج الدراسي.
والمتخصص في كل من التربية الإسلامية واللغة العربية مهماتهما، ضرورة مستمرة في تخطيط مناهج جميع المواد بغض النظر عن مجال التخصص الذي ينتمي إليه المنهج الدراسي. والهدف من اشتراك الأول، هو المساعدة في توجيه المنهج توجيهًا إسلاميا وصولًا إلى تربية المتعلمين تربية إسلامية، وفي التنسيق بين المنهج ومناهج العلوم الشرعية. والهدف من اشتراك الثاني هو التأكد من سلامة لغة المصادر التي سوف تستخدم في إعداد المنهج وتطببيقه سوءا أكانت مواد تعليمية أم نشرات أم غيرها، وكذلك التنسيق بين المنهج المخطط ومناهج اللغة العربية. كما يمكن أن يسهم كلاهما في تدريب المعلمين، كل في تخصصه.
والتنسيق الأفقي بخاصة والتكامل بعامة بين المناهج الدراسية ضرورة تعليمية. لذلك فإنه من الضروري أن ينضم إلى فريق التخطيط الموجهون الفنيون لتعليم المناهج التي ينبغي التنسيق بين مناهجها والمنهج المراد تخطيطه. مثال لهذا، اشتراك الموجهين الفنيين لتعليم الفيزياء عندما يتناول التخطيط منهج الرياضيات، والعكس صحيح أيضًا.
ولخبراء التطبيق الميداني مهام تتعلق بالجوانب العملية، فكل منهم قد خبر تطبيق المناهج عمليا وعايشها معايشة جعلته قادرًا على تحديد نقاط الضعف التي تعانيها وكون تصورات لعلاجها. والمتعلمون هم الذين توجه إليهم المناهج الجديدة. من ثم ينبغي أن يكون لهم حضور معتبر في تخطيط المناهج، ويمكن أن يتم هذا عن طريق الاستبانات والمقابلات الشخصية والجماعية والتجريب المبدئي وكتابة التقارير.
والمعلمون والموجهون يشتركون بالحضور مع فريق التخطيط وإبداء الرأي والتعبير عن وجهات نظرهم في جميع ما يتم من أعمال في إعداد المنهج، سواء بالنسبة لملاءمتها للتعليم أم بالنسبة لتناسقها مع المناهج الأخرى، أو غير ذلك من أوجه اختيار خبرات المنهج أو تنظيمها أو تنسيقها أفقيا ورأسيا.
وممثلو المجتمع لهم مهام مختلفة عن جميع من سبق ذكرهم، فأولياء الأمور هم مصدر مهم للتغذية العائدة من أبنائهم، سواء بالنسبة لصعوبة المنهج الجديد أم بالنسبة لنتائج التجريب المبدئي للمنهج، إضافة إلى خبرتهم الشخصية. أما ممثلو المؤسسات الإنتاجية والخدمية فيعبرون عن متطلبات مؤسساتهم من الخبرة في المنهج الجديد.
وعلى كل حال، فإن هؤلاء يمكن أن يكون اشتراكهم دوريا على فترات محددة أو عند الحاجة. ولكن المؤكد أن إسهامهم في إعداد المنهج ضرورة لا غنى عنها. ويكون تنظيم هذا الإسهام حسب الحاجة، وكذلك الأمر بالنسبة لممثلي المنظمات والهيئات المهنية، مثل الجمعيات التربوية، والعلمية، والإعلامية.
ويمكن إجمال أهم الأعمال الفنية لهذا الفريق -بالتعاون مع الجهات المعنية- في التالي:
1-
دراسة حاجات كل من المتعلم والمجتمع والبيئة المحلية وأخذها في الاعتبار عند إعداد المنهج الجديد.
2-
العمل على إعداد الكتب أو الكتيبات وغيرها من المصادر التي سوف تستخدم في المنهج الجديد، ومتابعتها بالتقويم والتعديل والتطوير.
3-
تخطيط برامج التدريب وبخاصة تدريب المعلمين والموجهين والإشراف على تنفيذها وتقويم مخرجاتها.
4-
اختيار المتدربين في هذه البرامج وفق معايير يضعونها.
5-
التعاون في بث الشعور بالحاجة إلى المنهج الجديد، وحفز المواطنين على التعاون في إنجازه وحل ما يواجهه من مشكلات.
6-
وضع معايير لاختيار المدارس التي يمكن أن يتم فيها تجريب المنهج الجديد، وتلك التي لها أولوية عند التوسع في التطبيق.
7-
توفير الإشراف على تطبيق المنهج الجديد في المدارس سواء في فترة التجريب أم في فترة التوسع.
8-
إعداد تقارير متابعة عن سير تطبيق المنهج الجديد وعن تقويم نتائجه.
9-
الإشراف على الاختبارات التي يعدها المعلمون بالتعاون مع الموجهين ومتابعة تطبيقها وتصحيحها، واستخراج النتائج منها، واستثمار هذه النتائج في تحسين المنهج.
10-
اقتراح عقد ندوات ومؤتمرات لمناقشة نتائج تطبيق المنهج المعد - سواء في مرحلة التجريب أم في مرحلة التوسع والتعميم- وتنظيمها واستثمار نتائجها في تحسين المنهج.
11-
إعداد خطة التوسع في تطبيق المنهج الجديد وتعميمه على مختلف المدارس وتنفيذها.
12-
متابعة الندوات والمؤتمرات التي تعقد في الداخل والخارج عن تخطيط المناهج بهدف الاشتراك فيها والاستفادة من نتائجها.
إلى جانب الفريق الفني، يوجد فريق العمل الإداري الذي يتحمل الأعمال الإدارية بعملية الإعداد، تتضح عناصره من الشكل التالي:
شكل "3" تكوين الفريق الإداري في تخطيط المنهج الدراسي.
كما يتضح من الشكل يتكون فريق العمل الإداري من التالي:
1-
رئيس للفريق، يكون من رجال الإدارة العليا في وزارة التربية والتعليم المختصين بشئون المناهج، كأن يكون وكيلًا أو وكيلًا مساعدًا للوزارة، ويكون رئيسًا لفريق الإعداد بشقيه الفني والإداري.
2-
خبراء في الشئون المالية والإدارية يكون لهم خبرة بالعمل في المؤسسات التعليمية لا تقل عن أربع سنوات.
3-
ضابط اتصال بين الفريقين الفني والإداري يفضل أن يكون موجهًا من المشتركين في الفريق الفني.
4-
سكرتير أو أكثر -حسب حاجة العمل- له خبرة في الطباعة على الحاسب باللغتين العربية والإنجليزية، إضافة إلى محاسب له خبرة في العمل بالمؤسسات التعليمية لا تقل عن أربع سنوات.
ويمكن تحديد أهم مسئوليات الفريق الإداري فيما يلي:
1-
الإشراف على طباعة الكتب الخاصة بالمنهج الجديد، وتأمين وجودها قبل الحاجة إليها.
2 طباعة جميع المطبوعات الأخرى التي يحتاجها المشروع، وتوزيع ما يراد توزيعه منها.
3-
تزويد مكتبة مشروع التخطيط بالكتب والدوريات والمواد الأخرى التي يقترحها الفريق الفني.
4-
الاشتراك في اختيار المدارس التي سيطبق فيها المشروع، بناء على المعايير التي يضعها الجهاز الفني.
5-
إجراء الاتصالات الداخلية والخارجية بالهيئات المعنية بعملية إعداد المناهج الدراسية.
6-
تنظيم العمل لعقد المحاضرات واللقاءات والندوات والمؤتمرات في أوقاتها المحددة والاضطلاع بالعمل الإدراي الخاص بها.
7-
تنظيم اجتماعات الجهاز الفني، والقيام بالأعمال الإدارية الخاصة بها.
8-
القيام بجميع الاتصالات، والأعمال الإدارية والتنظيمية الأخرى التي يطلبها الجهاز الفني.
9-
اقتراح ميزانية المشروع بالتعاون مع الجهاز الفني والإنفاق منها حسب اللوائح والنظم وإعداد تقريرها.