الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الحادي عشر: أهم خطوات تطبيق المنهج الدراسي الجديد
مقدمة الفصل الخادي عشر
…
الفصل الحادي عشر: أهم خطوات تطبيق المنهج الدراسي الجديد
مقدمة الفصل الحادي عشر
بين المؤلف في الفصل السابق أهم خطوات إعداد المنهج الدراسي. وإن كانت هذه مرحلة مهمة نحو تخطيط المنهج الدراسي، إلا أن المؤلف يرى أنه مهما توافر لهذه المرحلة من ضمانات، وتجمعت لها من خبرات، واتخذت فيها من إجراءات رشيدة، فإنها تقدم اقتراحًا بمنهج أو مشروع منهج، لا يمكن قبوله إلا بعد أن يمر بالمرحلة الثانية التي يطبق فيها تطبيقًا موضوعيا، ويخضع فيها للتقويم والتعديل إلى أن تكتشف العوامل التي تجعله يتفاعل مع منظومة عناصر عملية التعليم والتعلم تفاعلًا يتيح لها أن تعطي الحد الأقصى.
وفي هذا الفصل يحاول المؤلف بيان خطوات تطبيق المنهج الدراسي التي تجعل منظومة عناصر عملية التعليم والتعلم تصل بعطائها إلى هذا الحد الأقصى. وذلك على النحو التالي:
أولًا: التخطيط للتطبيق الميداني.
ثانيًا: إعداد متطلبات تطبيق المنهج الدراسي الجديد.
ثالثًا: تدريب المشاركين في تطبيق المنهج الدراسي الجديد.
رابعًا: بث الشعور بالحاجة إلى إعداد منهج دراسي جديد، والتوعية بمتطلباته ومشكلاته.
خامسًا: تجريب المنهج الدراسي الجديد.
سادسًا: تعميم المنهج الدراسي الجديد ومتابعته بالتقويم والتطوير.
أولًا: التخطيط للتطبيق الميداني
كما ذكرنا من قبل، فإنه من مسلمات العمل العلمي أن اعتماده على التخطيط وتحديد خطواته وفق معايير نابعة من طبيعة العمل نفسه وأهدافه، ورسم خطوات تنفيذه بحيث تتحقق الأهداف مع حسن توظيف الإمكانات المتاحة، واقتراح السياسات والنظم والإجراءات التي تسير العمل وتقومه. بذلك يتم رسم صورة لما يمكن أن يتم به العمل المستهدف على أفضل وجه ممكن.
أ- التخطيط للتطبيق الميداني:
كما يتضح من شكل "1" فإن التخطيط لتطبيق المنهج الدراسي يستطلع خطى تنفيذ التطبيق استطلاعًا مسبقًا، فيتم رسم صورة متكاملة لعملية التطبيق
بدءا بالأهداف وانتهاء بالتقويم والمتابعة، ففي الخطوة الأولى يتم تحديد الأهداف التي يتوقع أن تحققها عملية تطبيق المنهج الدراسي. بعد هذا، يتم رسم خطة التنفيذ بالكامل بما في ذلك تحديد الإمكانات ورسم السياسات. وهذا يؤدي بالضرورة إلى تقويم الإمكانات المتاحة للوقوف على مدى وفائها بالمطلوب، فإذا لم تكن وافية في وقت التخطيط، فهل يمكن توافرها في المناسب أثناء التنفيذ؟
وبالإضافة إلى تحديد المتطلبات التي ينبغي توافرها لعملية التطبيق ومدى إمكان توافرها لحسن سير العملية، تتم دراسة تفاصيل السياسات التي سوف تتبع في عملية التطبيق. فمثلًا بالنسبة لسياسة التنفيذ: هل تكون الإدارة مركزية أم لا مركزية، وما هي صلاحيات كل مستوى من مستويات التنفيذ؟ فما صلاحيات كل من مدير المؤسسة التربوية والموجه الفني والمعلم في عملية التطبيق؟ وما نظام الحوافز الذي سوف يطبق؟ هل تتوافر حوافز لجميع المشاركين؟ أم تكون الحوافز للمجيدين فقط؟ ومن هم المجيدون؟ وما الإجراءات التي يمكن اتخاذها في توزيع هذه الحوافز؟ وما الإجراءات التي يمكن اتباعها لمحاسبة المقصرين؟ اختصارا للقول، فإن عملية التخطيط تقدم تصورًا شاملًا لخطوات تطبيق المنهج وما يتعلق بها من إجراءات.
غني عن الذكر، أنه ينبغي على فريق التخطيط أن يكون ملما بالمعلومات والخبرات التي تؤهله للإسهام إيجابيا في عملية التخطيط، كالخبرات الخاصة بعملية التخطيط نفسها: بالنسبة لطبيعة عملية التخطيط وآلياتها وفق أحدث الاتجاهات. وبالنسبة لمفهوم المنهج الدراسي وتطبيقه وخطوات هذا التطبيق، وبالنسبة للمعلومات والإمكانات والسياسات والنظم والإجراءات اللازمة لعملية التطبيق. يضاف إلى هذا كله، أن يكون هذا الفريق ملما بأسس التقويم التربوي الجيد وأساليبه وأدواته.
وهناك معلومات أخرى تساعد المخطط على حسن أداء عمله، منها: إحاطة فريق التخطيط بطبيعة المتعلم ووظيفته في الحياة وخصائص نموه وحاجاته ومشكلاته، ومقومات المجتمع وأهدافه وحاجاته وخططه المستقبلة.
ومن المعروف أن هناك خصائص للتخطيط الجيد، من أهمها: التوظيف الأمثل للإمكانات المادية والبشرية، وتحديد مسئوليات كل من المشاركين، وتقسيم العمل إلى مراحل إذا دعت الضرورة لهذا، وجدولة العمل في كل مرحلة بحيث يتضح من الجداول الأعمال والتوقيتات والمسئوليات، ورسم خطط لتدفق التغذية العائدة وخطط لعلاج المشكلات والوقاية منها ولسرعة توظيف الخبرات المكتسبة في المراحل التالية، وغير هذه من الخصائص المهمة.
ومن أهم ما ينبغي أن تتناوله عملية التخطيط هو العمل على توافر المصادر التي سوف يحتاجها القائمون بعملية التطبيق، وتحديد أساليب وخطوات العمل في مختلف مراحل هذه العملية، والتخطيط لإعداد ما تحتاجه من نماذج واختبارات ومواد تعليمية وغيرها.
يضاف إلى ما سبق، أن يشمل التخطيط تحديد مؤهلات الموجهين والمعلمين الذين سوف يشتركون في التطبيق، ومواصفات المدارس التي سيتم التطبيق فيها، وقوائم الكتب والدوريات التي ينبغي أن تشملها مكتبة مدارس التطبيق، والتقدير المبدئي لميزانيته.
وإنه لمن الأهمية بمكان، إيجاد آليات للتطبيق تعمل بصفة منتظمة وبأسلوب كفي. بمعنى أن يوضع نظام مستمر ومستقر بحيث لا تتخذ قرارات عاجلة وغير مدروسة، ويكون هذا النظام جزءًا من النظام التربوي ويسير العمل فيه وفق إدارة لا مركزية من حيث التنفيذ، فإن مركزية الإدارة من أشد معوقات تطبيق المناهج بخاصة والتحديد التربوي بعامة، كما سنبين في الفصل التالي.
ب- مستويات التخطيط والتطبيق:
وأتصور أن تشمل هذه الآليات مستويات عدة، كأن تتكون هيئة للتطوير التربوي بعامة والمناهج بخاصة على مستوى العالم الإسلامي، وأخرى ملحقة بوزارات التربية والتعليم على المستوى المحلي في كل بلد مسلم، وثالثة على مستوى الإدارات أو المناطق التعليمية المحلية.
1-
مستوى العالم الإسلامي:
من أهم ما يمكن أن تعنى به هيئة التطوير التربوي على مستوى العالم الإسلامي في مجال المناهج الدراسية ما يلي:
1-
1 القيام بالتنسيق بين المناهج الدراسية في مختلف البلدان الإسلامية سواء في التخطيط أم التطبيق أم التقويم أم التطوير.
1-
2 الإسهام في حل المشكلات التي تواجه المناهج في كل بلد مسلم، إذا دعت الحاجة لذلك.
1-
3 فتح قنوات الاتصال بين بلدان العالم الإسلامي، بهدف تبادل الخبرات والخبراء فيما بينها، فيما يتعلق بالمناهج بخاصة والتطوير التربوي بعامة.
1-
4 متابعة الحديث في مجال المناهج بالخارج واستثماره في تنشيط حركة تخطيط المناهج وتطويرها بالعالم الإسلامي وترشيدها.
1-
5 تنظيم دورات تدريبة لقيادات تخطيط المناهج وتطويرها في البلدان الإسلامية.
2-
مستوى البلدان الإسلامية:
من أهم ما يمكن أن تعنى به هيئات التطوير التربوي في كل بلد مسلم بالنسبة لتخطيط المناهج وتطويرها ما يلي:
2-
1 رسم سياسة تخطيط المناهج وتطويرها في البلد المسلم، والتخطيط لتنفيذها ومتابعة التنفيذ.
2-
2 إنشاء المؤسسات المحلية المعنية بتخطيط المناهج وتطويرها في المناطق أو الإدرات التعليمية.
2-
3 إعداد القيادات الفنية والإدارية التي تعمل في هذه المناطق أو الإدارت وتدريبهم وتوفير متطلبات تخطيط المناهج وتطويرها في هذه المناطق وتلكم الإدارات.
2-
4 مساعدة المناطق أو الإدارات التعليمية على حل ما تواجهه من مشكلات.
3-
مستوى المناطق والإدارات التعليمية:
من أهم ما تعنى به هيئات التطوير التربوي في المناطق أو الإدارات التعليمية بالنسبة لتخطيط المناهج وتطويرها ما يلي:
3-
1 تنفيذ سياسة تخطيط المناهج وتطويرها في المنطقة أو الإدارة التعليمية.
3-
2 تدريب المعلمين وغيرهم من المشاركين في تخطيط المناهج وتطويرها في المنطقة.
3-
3 بث الشعور لدى أهالي المنطقة بأهمية تخطيط المناهج وتطويرها وتهيئتهم للإسهام فيها.
3-
4 اختيار المدارس التي سوف تتم فيها تجارب التطبيق الميداني في المنطقة ومتابعة التطبيق فيها.
3-
5 تقويم المناهج في المنطقة وتحسينها وحل ما يواجهها من مشكلات.
3-
6 تبادل الخبرات مع المناطق أو الإدارات الأخرى في مجال تخطيط المناهج وتطويرها.
وهكذا يمكن إيجاد التكامل الرأسي والأفقي لعملية تخطيط المناهج وتطويرها في العالم الإسلامي، وفي داخل البلدان الإسلامية، كما يمكن إيجاد تواصل مستمر بين هذه المستويات، وبينها من ناحية ونظيراتها في العالم الخارجي من ناحية أخرى.
جـ- تكوين فريق العاملين في التطبيق:
يرى المؤلف أن يشرف فريق إعداد المنهج الذي تم اقتراحه في الفصل السابق على عملية التطبيق كي ينسجم تطبيق المنهج مع إعداده، ويكون التطبيق ترجمة دقيقة للفكر التربوي الذي أعد المنهج بناء عليها، ويتحقق تكامل عمليتي إعداد المنهج وتطبيقه.
ويرى المؤلف أن تتكون لجنة يمكن أن تسمى "لجنة المتابعة" من المتخصصين في طرائق تعليم المجال الدراسي والموجهين ومديري المدارس التي يتم فيها التطبيق والمبرزين من مدرسيها، تكون مهمتها الإشراف على عملية التطبيق من خلال زيارة المدارس التي يتم فيها التطبيق؛ للتأكد من أن كل شيء يسير وفق المخطط له، ويساعدون المعلمين على تحسين أدائهم داخل الفصول وعلى حل ما يواجهون من مشكلات. وتنقل هذه اللجنة مختلف الآراء والحاجات والمشكلات التي يرونها في مدارس التطبيق إلى الفريق الأصلي. وتشترك في اختيار الأساليب والحلول المناسبة.
وتصاحب الفريق الأصلي أو بعضا منه في زياراتهم لمدارس التطبيق، وتكتب تقارير المتابعة عن سير التطبيق وما يحتاجه من متطلبات، وتقترح مراحل التوسع وتسهم في الإشراف عليه.