المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سادسا: التخطيط لتدريس الدرس - الاتجاهات الحديثة في تخطيط المناهج الدراسية في ضوء التوجيهات الإسلامية

[محمود أحمد شوق]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة:

- ‌الفهرس العام:

- ‌الباب الأول: مفهوم تخطيط المناهج الدراسية وأهم مجالاته المتعلقة بها

- ‌مقدمة الباب الأول:

- ‌الفصل الأول: مفهوم تخطيط المناهج الدراسية

- ‌مقدمة الفصل الأول

- ‌أولًا: مفهوم التخطيط، على وجه العموم

- ‌ثانيًا: مفهوم التخطيط للتدريس وأهميته بالنسبة للمعلمين

- ‌ثالثًا: مفهوم تخطيط المنهج الدراسي

- ‌خاتمة الفصل الأول:

- ‌أهم مصادر الفصل الأول

- ‌الفصل الثاني: أهم مجالات التخطيط المتعلقة بالمناهج الدراسية

- ‌مقدمة الفصل الثاني

- ‌أولًا: التخطيط للتربية الميدانية

- ‌ثانيًا: التخطيط لبداية ناجحة في التدريس

- ‌ثالثًا: التخطيط للتدريس فصلًا دراسيا أو عاما دراسيا

- ‌رابعًا: التخطيط لتدريس موضوع أو وحدة

- ‌خامسًا: التخطيط للعمل اليومي

- ‌سادسًا: التخطيط لتدريس الدرس

- ‌سابعًا: التخطيط لاستثمار الفروق الفردية بين المتعلمين

- ‌خاتمة الفصل الثاني:

- ‌أهم مصادر الفصل الثاني:

- ‌خاتمة الباب الأول:

- ‌الباب الثاني: الأسس العامة لتخطيط المنهج الدراسي

- ‌مقدمة الباب الثاني:

- ‌الفصل الثالث: أهم خصائص التربية الإسلامية

- ‌مقدمة الفصل الثالث

- ‌أولًا: التربية الإسلامية ربانية المصدر، عالمية الغاية، شاملة الأثر

- ‌ثانيا: ثاتبة أصولها، مرنة تطبيقاتها

- ‌ثالثا: تعد التربية الإسلامية الإنسان للحياتين، الدنيا والآخرة في توازن واعتدال

- ‌رابعًا: حث المسلم على العمل بقدر طاقته

- ‌خاتمة الفصل الثالث:

- ‌أهم مصادر الفصل الثالث:

- ‌الفصل الرابع: أهم خصائص العلم وفق التوجيه الإسلامي

- ‌مقدمة الفصل الرابع:

- ‌أولًا: طلب العلم فريضة على كل مسلم

- ‌ثانيًا: العلم كله من عند الله، ولا ينفد

- ‌ثالثا: غاية العلم هي تطبيق منهج الله في الحياة

- ‌رابعًا: العلم يحيط بجميع متطلبات الحياة وفق منهج الله

- ‌خامسًا: تتوافق فيه حقائق الكون مع حقائق الوحي

- ‌سادسًا: العلم يرفع قدر طلابه عند الله

- ‌خاتمة الفصل الرابع:

- ‌أهم مصادر الفصل الرابع:

- ‌الفصل الخامس: التوجيه الإسلامي للعلوم

- ‌مقدمة الفصل الخامس

- ‌أولًا: دوافع التأصيل الإسلامي للعلوم

- ‌ثانيًا: المفهوم والمصطلح

- ‌ثالثًا: أسس التوجيه الإسلامي للعلوم ومنهجه

- ‌خاتمة الفصل الخامس:

- ‌أهم مصادر الفصل الخامس:

- ‌الفصل السادس: أهم الاتجاهات التربوية المعاصرة

- ‌مقدمة الفصل السادس:

- ‌أولًا: أهم ملامح التطورات العالمية المعاصرة

- ‌ثانيا: أهم الاتجاهات التربوية المعاصرة

- ‌مدخل

- ‌ أهم الاتجاهات المعاصرة في سياسة التعليم:

- ‌ أهم الاتجاهات المعاصرة في تربية المعلم *:

- ‌أهم الاتجاهات المعاصرة في المناهج الدراسية

- ‌خاتمة الفصل السادس:

- ‌أهم مصادر الفصل السادس:

- ‌خاتمة الباب الثاني:

- ‌الباب الثالث: مصادر خبرات المنهج الدراسي

- ‌مقدمة الباب الثالث:

- ‌الفصل السابع: أهم خصائص المتعلم

- ‌مقدمة الفصل السابع

- ‌أولًا: أهم جوانب طبيعة المتعلم

- ‌ثانيًا: أهم جوانب شخصية المتعلم

- ‌ثالثًا: وظيفة المتعلم

- ‌رابعا: أهم خصائص نمو المتعلم

- ‌مدخل

- ‌ مرحلة التكوين:

- ‌ مرحلة الرضاعة

- ‌ مرحلة الطفولة:

- ‌ مرحلة التمييز:

- ‌ مرحلة البلوغ أو الرشد:

- ‌مرحلة الشباب:

- ‌خاتمة الفصل السابع:

- ‌أهم مصادر الفصل السابع:

- ‌الفصل الثامن: أهم خصائص المجتمع المسلم

- ‌مقدمة الفصل الثامن:

- ‌أولًا: ترسيخ عقيدة التوحيد

- ‌ثانيًا: الحكم بما أنزل الله والأخذ بالشورى والالتزام بالعدل

- ‌ثالثًا: الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌رابعا: تكوين الأسرة المسلمة

- ‌مدخل

- ‌ الترغيب في الزواج وبيان أسس اختيار كل من الزوجين:

- ‌ بيان حقوق كل من الزوجين ووقايتهما من الغواية:

- ‌ بيان حقوق الوالدين:

- ‌بيان حقوق الأولاد والحرص على تربيتهم

- ‌ وضع أسس لوقاية الأسرة من التفكك أو الانحراف:

- ‌خامسا: تحقيق كل من التضامن الإسلامي والتكافل الاجتماعي بين المسلمين

- ‌إرساء أسس المحبة وصولا إلى التضامن والتعاون

- ‌ التكافل الاجتماعي:

- ‌سادسًا: متابعة الاجتهاد

- ‌سابعًا: بث روح الجهاد في سبيل الله

- ‌ثامنا: حسن استثمار المصادر البشرية والطبيعية بالمجتمع والعمل على الارتقاء بالحياة فيه

- ‌خاتمة الفصل الثامن:

- ‌أهم مصادر الفصل الثامن:

- ‌الفصل التاسع: أهم خصائص المجال الدراسي والثقافة والعلمية والتقنية

- ‌مقدمة الفصل التاسع

- ‌أولا: المجال الدراسي

- ‌مدخل

- ‌ بالنسبة للأساسيات والتسلسل:

- ‌ بالنسبة للتطورات المعاصرة في المجال

- ‌ بالنسبة للتطبيقات:

- ‌ بالنسبة للتوجيه الإسلامي للمجال الدراسي

- ‌ بالنسبة لإسهامات العلماء المسلمين في المجال الدراسي:

- ‌ثانيًا: الثقافة العلمية والتقنية

- ‌خاتمة الفصل التاسع:

- ‌أهم مصادر الفصل التاسع:

- ‌خاتمة الباب الثالث:

- ‌الباب الرابع: أهم خطوات تخطيط المنهج الدراسى ومعوقاته

- ‌مقدمة الباب الرابع

- ‌الفصل العاشر: أهم خطوات إعداد المنهج الدراسي

- ‌مقدمة الفصل العاشر

- ‌أولا: الإعداد للمهمة

- ‌ثانيًا: أهم أسس إعداد أهداف المنهج الدراسي

- ‌ثالثا: أهم أسس إعداد محتوى المنهج الدراسي

- ‌أهم أسس اختيار خبرات المنهج الدراسي

- ‌أهم أسس تنظيم خبرات المنهج الدراسي

- ‌رابعًا: أهم أسس إعداد طرائق التدريس *

- ‌خامسًا: أهم أسس الإعداد لاستخدام وسائل تقانة التعليم *

- ‌سادسًا: أهم أسس إعداد المناشط المدرسية *

- ‌سابعًا: أهم أسس الإعداد لتقويم مخرجات المنهج الدراسي

- ‌ثامنًا: تقويم المنهج الدراسي الذي تم إعداده

- ‌خاتمة الفصل العاشر:

- ‌أهم مصادر الفصل العاشر:

- ‌الفصل الحادي عشر: أهم خطوات تطبيق المنهج الدراسي الجديد

- ‌مقدمة الفصل الخادي عشر

- ‌أولًا: التخطيط للتطبيق الميداني

- ‌ثانيًا: إعداد متطلبات التطبيق

- ‌ثالثًا: تدريب المشاركين في تطبيق المنهج الجديد

- ‌رابعًا: بث الشعور بالحاجة إلى منهج جديد، والتوعية بمتطلباته ومشكلاته

- ‌خامسا: تجريب المنهج الجديد

- ‌سادسًا: تعميم المنهج الجديد ومتابعته بالتقويم والتطوير

- ‌خاتمة الفصل الحادي عشر:

- ‌أهم مصادر الفصل الحادي عشر:

- ‌الفصل الثاني عشر: أهم معوقات تخطيط المنهج الدراسي

- ‌مقدمة الفصل الثاني عشر

- ‌أولًا: معوقات خاصة بطبيعة التخطيط التربوي

- ‌ثانيًا: معوقات خاصة بالجوانب الفنية لعملية تخطيط المناهج

- ‌ثالثًا: معوقات خاصة بالقائمين بعملية تخطيط المنهج الدراسي

- ‌رابعًا: معوقات إدارية

- ‌خامسًا: معوقات اجتماعية

- ‌سادسًا: معوقات سياسية

- ‌سابعًا: معوقات خاصة بالظروف الطارئة، وعدم اتخاذ القرار في الوقت المناسب

- ‌ثامنًا: القصور في الاعتمادات المالية

- ‌خاتمة الفصل الثاني عشر:

- ‌أهم مصادر الفصل الثاني عشر:

- ‌خاتمة الباب الرابع:

الفصل: ‌سادسا: التخطيط لتدريس الدرس

بالأسلوب المناسب، وإلى خطة بعينها ليؤدي بها ولي الأمر مهماته لرعاية التلميذ أو مساعدته أو تصحيح سلوكه، وإلى طريقة يتفق عليها للتواصل بانتظام بين المعلم وولي الأمر حتي يتحقق الهدف، إلى غير ذلك من الأمور التي لا ينبغي أن تكون عفوية، بل مدروسة ومعدة ومخطط لها.

وينبغي أن نشير هنا إلى أن الخطأ الشائع بين المعلمين أنهم قد يعنون بتخطيط الدروس اليومية، ولكنهم لا يعطون الأهمية المناسبة للأمور الأخرى. وهذا يعود -كما ذكرنا من قبل- إلى الفكرة الخاطئة من أن مهمة المدرسة تنحصر في تلقين المعرفة لتلاميذها. ومع التقدم التقني المعاصر الذي جعل بيئة التلميذ غنية بالجواذب التي تشد التلاميذ هنا وهناك -منها ما هو طيب ومنها ما هو سيئ- أصبحت مهمة المعلم أصعب، ليس فقط من حيث الحاجة إلى جذب التلاميذ نحو التعلم، وجعلهم يقدرون ما تقدم المدرسة إليهم من خبرات، ولكن أيضًا من حيث توجيههم وإرشادهم لمواجهة المتغيرات الجديدة في بيئتهم. والتخطيط السليم من أهم عوامل نجاح المعلم في تحمل هذه المهمات، ومن بينها المهمات الخاصة بالعمل اليومي في المدرسة.

ص: 58

‌سادسًا: التخطيط لتدريس الدرس

تختلف النظرة إلى تخطيط الدرس اليومي من معلم لآخر. فبعض المعلمين يرونه حجر الزاوية في نجاحهم. والبعض الآخر يرى أنه يقلل من مرونة عملهم، وقدرتهم على الاستجابة للمواقف المستجدة، وهناك فئة ثالثة ترى أنه إهدار للطاقة والجهد. ولكنا نعتقد أن هذا خلاف لا أساس له. إذ إن تخطيط الدرس اليومي يبعث في المعلم الثقة في النفس التي بها يستطيع الاستجابة للمواقف المستجدة بمهارة، كما أن خطة الدرس لا ينبغي أن تقولب المعلم بحيث لا يستطيع أن يتحرر من إسارها. بل ينبغي أن تكون من المرونة بما يجعل المعلم قادرًا على الاستجابة للمستجد في الموقف التدريسي، ثم متى كان الاستعداد والتهيئة للعمل لا يسهم في تجويده، إلا أن يكون استعدادًا في غير موضعه وتهيئة مغلوطة.

وتختلف خطة الدرس طولًا وقصرًا، وتفصيلًا وإجمالًا، باختلاف خبرة المعلم.

فالمعلم المبتدئ ينبغي أن يعد خطة مفصلة، يحاول فيها رسم صورة إجرائية للدرس

أما المعلم ذو الخبرة في التدريس فإن خطة درسه تكون أقل تفصيلًا وطولًا؛ لأنه قد استفاد من خبرته في التعبير المختصر عن أفكاره؛ ولأنه قد لا يعنى بالأمور الثابتة المتكررة "الروتينية". غير أن المعلم الخبير والمعلم الجديد يستويان من حيث حاجتهما للتخطيط المفصل، عندما يواجه الأول تدريس موضوع لم يسبق له تدريسه، إذ تصبح خطة الدرس المفصلة ضرورة. وكذلك الحال بالنسبة لطالب التربية الميدانية.

ص: 58

وما نود تأكيده هنا أن مجرد إعداد خطة للدرس مهما بذل فيها من جهد، فإن هذا ليس وحده كافيًا لأن يقدم المعلم درسا جيدًا. فهذا شرط لازم ضروري، ولكنه -وحده- غير كاف، فهناك أمور أخرى يحتل وجودها أهمية في أداء المعلم، منها: حساسية المعلم لمدى تقبل الطلاب لأسلوب تدريسه. وحماسه لما يدرس، وقدرته على الاستجابة الفورية الصحيحة لأسئلة تلاميذه، وقدرته على إقناع تلاميذه -من خلال أدائه في التدريس- بأنه واسع الاطلاع متعدد المواهب. ومع ذلك، فإننا إذا ما تدبرنا هذا الموقف مليا لوجدنا أن كلا من هذه الأمور يعود -بالدرجة الأولى- إلى التخطيط الوافي للدرس.

فمثلًا، المعلم الذي يطلع على مصادر متعددة أثناء تخطيطه للدرس، ويعمل فكره في أنسب الطرائق التي يتسخدمها في تدريسه، وفي البدائل الممكنة لها، يحقق الكثير مما ذكرناه آنفًا. وبذلك يظل تخطيط الدرس يحتل مكانًا رحيبًا في أداء المعلم، وبصورة أشد في أداء طالب التربية الميدانية.

وعندما يفكر المعلم في تخطيط الدرس نجد أنه -على وجه العموم- يجيب على السؤال: كيف يستطيع المعلم التخطيط لتعليم مجموعة معينة من التلاميذ في فترة زمنية محدودة قدرًا مناسبًا من الخبرات، ويحسن استثمارها لتوجيه سلوكهم نحو تحقيق الأهداف التربوية المطلوبة، وتنميتهم التنمية المستهدفة؟

وسوف نحاول فيما يلي الإجابة عن هذا السؤال، وسنبدأ بتحديد أهم أسس تخطيط الدرس.

أ- أهم أسس تخطيط الدرس:

1-

إن لخطة الدرس عناصر ينبغي أن يراعيها المعلم في تخطيطه للدرس:

تختلف وجهات النظر بالنسبة لعناصر خطة الدرس. فهناك من يجعلها سبعة عناصر هي: الأهداف والأنشطة والتوقيتات والأمثلة والأسئلة والواجبات والتقويم

"10، 102"، وهناك من يجعلها خمسة هي: الأهداف والأنشطة والمواد والواجبات والتقويم "6، 155"، وهناك من يجعلها ستة، هي: الأهداف وإثارة دوافع التلاميذ والأسلوب والأنشطة والمواد والواجبات والتقويم. "9، 93" وهناك من يجعلها ستة مختلفة عن السابقات، وهي: الأهداف، والخبرات السابقة التي يحتاجها الدرس والوسائل والأنشطة ومناقشة الدرس والتطبيقات والتقويم "5، 104".

ويلاحظ -فيما سبق- أن هناك اتفاقًا على أن الأهداف والأنشطة والمواد التعليمية والتقويم، عناصر أساسية في خطة الدرس. وهناك عناصر أخرى تختلف حولها وجهات النظر. وهذا الاختلاف لا يعني عدم أهميتها، ولكن يعني الاختلاف في وجوب ذكرها كعناصر مستقلة في خطة الدرس. فمثلًا لا يختلف اثنان من

ص: 59

خبراء المناهج على وجوب إثارة دوافع التلاميذ نحو الدرس. ومع هذا لم تذكر كعنصر مستقل إلا في مثال واحد من الأمثلة التي أوردناها، وليس هناك من لا يدرك أهمية استيعاب التلميذ للدروس السابقة كي يتابع الدرس الحالي. ومع هذا لم تذكر كعنصر مستقل سوى مرة واحدة. ومن ذلك يمكن أن نستنتج أن هناك آراء ترى أن عناصر معينة يمكن تضمينها، ولكن لا ترى أن تذكر كعنصر مستقل في خطة الدرس رغم أهميتها.

ولما كانت الخطة التفصيلية للدرس هي أهم ما يساعد المتعلم الجديد وطالب التربية الميدانية، فإننا سوف نقترح عناصر خطة لتدريس الدرس، نرى أنها تساعد بخاصة كلا من المعلم المبتدئ وطالب التربية الميدانية على اكتساب المهارات التدريسية الخاصة بإعداد خطة الدرس، وهي:

- التمهيد.

- الأهداف.

- الأنشطة وتقنية التعليم.

- التوقيت.

- طريقة العرض.

- التطبيقات.

- الوجبات المنزلية.

- التقويم.

وسوف نعطي فيما يلي فكرة سريعة عن كل عنصر من هذه العناصر.

أولًا:

1-

التمهيد:

للتمهيد وظائف عدة من أهمها: إثارة دوافع التلميذ نحو الدرس، والربط بين الدرس وما سبقه من دروس، وإظهار أهمية الدرس. وعمومًا، فإن التمهيد الناجح يمهد لدرس ناجح، وفشل المعلم في التمهيد لدرسه يقوده - في الغالب- إلى درس غير موفق. من هنا كان التخطيط للتمهيد مركز مباشر

وفعال، يساعد المعلم الجديد وطالب التربية الميدانية -بخاصة- على أداء درس ناجح.

2-

الأهداف:

وهي تحدد الصورة النهائية المرغوبة لسلوك التلاميذ بعد تحصيلهم الدرس؛ لذلك، فإن تحديدها يوفر للدرس منارات يسير في ضوئها، وأسسا يقوم بناء على مدى تحقيقها.

3-

الأنشطة وتقنية التعليم:

ينبغي أن يحدد المعلم ما ينبغي أن يستعين به من وسائل لتقنية التعليم وما سوف تخدمه من أغراض، وأن يعدها. كما ينبغي أن يحدد المعلم ما سوف يقوم به التلاميذ من أنشطة في الدرس، سواء داخل المدرسة أو خارجها، وأن يخطط -أثناء إعداد خطة الدرس- لتنفيذ ذلك.

4-

التوقيت:

ويشمل توزيع الوقت بين مختلف أجزاء الدرس بما يتناسب مع حاجة كل جزء منه، وهذا العنصر ضروري جدا لكل من طالب التربية الميدانية والمعلم المبتدئ. فكثيرًا

ص: 60

ما يفشل طالب التربية الميدانية في توزيع وقت الدرس بين أجزائه عند تخطيط الدرس وفي أثناء تدريسه، وكثيرًا ما ينتهي وقت الدرس دون أن يستطيع طالب التربية الميدانية إنهاءه، وكذلك الحال بالنسبة للمعلم المبتدئ. من هنا كان من الضروري أن يتدرب الطالب على توزيع وقت الدرس بين أجزائه وعلى الالتزام به.

وتقل أهمية هذا العنصر بالنسبة للمعلم الذي اكتسب خبرة كافية في تخطيط الدرس وتدريسه.

5-

طريقة العرض:

وتشمل عرض المادة التعليمية، كما تشمل تفاصيل خطوات الدرس ومهمات كل من المعلم والتلميذ فيها، وتتكامل فيها الأنشطة والوسائل وطريقة التدريس. بل يتكامل فيها جميع جوانب النشاط التدريسي داخل الفصل وصولًا إلى أداء عملية تعليمية ناجحة، وإحداث التربية المنشودة.

ففي المادة التعليمية، عموما يوجد: مفاهيم، وحقائق، وتطبيقات. ووعي المعلم بهذه الأجزاء، وتحديدها في أثناء تخطيطه للدرس يساعده على معالجتها جيدًا في أثناء التدريس.

وتشمل طريقة العرض توزيع نشاط الموقف التعليمي بين المعلم والتلاميذ. فمن الأهمية بمكان أن يحدد المعلم نشاط التلاميذ ومراحله، بمعنى أن يحدد في خطة الدرس أنه لتهيئة التلاميذ للدرس سوف يطلب من أحدهم أو من واحد معين منهم تقريرًا شفويا عن كذا، أو أن المعلم سوف يعرض فيلما معينًا، أو أن الفصل سوف يشترك في مناقشة جماعية. فإذا فرضن أن المعلم سوف يقوم بتدريس "الحال" يمكن أن يكون من نشاط التلاميذ لتوضيح مفهوم الحال أن يدخل أحدهم الفصل مسرعًا ويسأل المعلم التلاميذ أن يصفوا حال زميلهم أثناء دخوله الفصل، ويمكن أن يكون نشاط التلاميذ هو استنتاج تعريف للحال أو تلخيص الدرس أو إعطاء أمثلة مختلفة للحال.

وتشمل طريقة العرض -أيضًا- تحديد طرائق التدريس المختلفة لمراحل الدرس. فقد تناسب مرحلة ما في الدرس طريقة المناقشة بينما تناسب أخرى الطريقة الاستقرائية أو طريقة المحاضرة. المهم أنه ينبغي أن يحدد المعلم أثناء إعداده الدرس نوع النشاط الذي سوف يقوم به الطلاب في مختلف مراحل الدرس وطرائق العرض المناسبة لكل مرحلة.

ومما يساعد المعلم على تقديم عرض جيد لدرسه، إعطاء أمثلة أثناء التدريس. فلذلك أكثر من وظيفة، إذ يمكن استخدام أمثلة لاستقراء قاعدة عامة مثل التعريف، أو قاعدة إعراب، أو حكم من الأحكام الفقهية، أو نظرية من نظريات الهندسة، أو إيضاح التطبيقات المختلفة لقاعدة سبق تدريسها. كما يمكن استخدام الأمثلة لتقويم مدى استيعاب التلاميذ لما درس.

ص: 61

هذه الأمثلة قد يقدمها المعلم ليستقرئ التلاميذ منها، وقد يقدمها التلاميذ تطبيقًا لقاعدة. وفي كلا الحالين ينبغي أن يعد لها المعلم أثناء تخطيطه للدرس.

ومن أهم ما يساعد المعلم في أدائه لعرض فعال لدرسه توجيه أسئلة للتلاميذ كي يجيبوا عليها بأنفسهم.

وتشمل طريقة العرض كيف يمكن توظيف وسيلة تقنية التعليم في عرض الدرس توظيفًا فعالًا، وماذا يهدف إليه من استخدامها؟ ومتى؟ وما المدخل المناسب لتكامل عرضها مع الدرس؟ وما علاقة التلاميذ بعرضها؟ وما دور المدرس في عرضها؟ وما الوقت الذي سوف يخصص لعرضها؟ مثل هذه الأسئلة يحدد المعلم لها إجابات تقريبية في أثناء التخطيط لعرض الدرس، وكذلك الأمر بالنسبة للحوار بينه وبين تلاميذه والمناقشات التي تدور أثناء الدرس. وتساعد طريقة العرض المعلم على اكتساب المهارة في توجيه مسار المناقشات نحو محور الدرس، واستنتاج معلومات الدرس والخبرات المتعلقة به، وما دامت وظيفة المعلم هي التوجيه وما دام نشاط التلاميذ وإيجابيتهم هما أساس التدريس، فإن توجيه الأسئلة للتلاميذ يصبح العمود الفقري للدرس. ونظرًا لأهمية الأسئلة في عرض الدرس فإن المؤلف يرى أن خطة الدرس ينبغي أن تكون سلسلة من الأسئلة التي تكون إجابات التلاميذ عليها هي مضمون الدرس. ولكن تحديد هذه الأسئلة وصياغتها يحتاج إلى تفكير وتدبر ودربة. ومكان هذا وزمانه هو في أثناء إعداد خطة عرض الدرس.

6-

التطبيقات:

درس بدون تطبيقات مثله مثل الشجر المثمر بلا ثمر. فجميع النشاط التدريسي يهدف إلى تطبيق ما يشمله من مفاهيم وحقائق ومهارات، في مواقف متنوعه داخل المدرسة وخارجها، وفي المقررات الدراسية الأخرى وفي الحياة، والتطبيقات ليس لها وقت معين في الدرس، فقد تمتد على طول الدرس، ولكن قد يحدث تركيز يعليها في مرحلة من مراحله.

ومن أهم وظائف التطبيقات أنها ترسخ الدرس في أذهان التلاميذ. فحفظ التعميمات أو الأحكام أو القواعد أمر، واسترجاعها وتطبيق كل منها أمر آخر. فكم من طالب يستطيع أن يذكر لك تعريف الاستعارة أو الكناية. أو يذكر لك منطوق قاعدة في الجبر، ولكنه لا يستطيع أن يطبقها في التمارين، وكم من طالب يذكر لك نص نظريات الهندسة بدقة بالغة ومع ذلك لا يستطيع تطبيقها في حل التمارين. والتطبيقات مجال من المجالات التي يمارس فيها التلميذ التفكير الابتكاري. فالتلميذ عندما يفكر في صياغة مثال يطبق فيه قاعدة أو تعريفا في اللغة العربية -مثلًا- إنما يبتكر في كثير من الأحيان صورًا لغوية أو بلاغية أو اجتماعية أو غيرها.

ص: 62

والتطبيقات مجال مهم من مجالات التقويم. فتقويم تحصيل الطلاب لا ينبغي أن يقف عند حد ترديد القواعد والتعريفات والنظريات، ولكن ينبغي أن يمتد ليشمل مهارة الطالب في تطبيقها، وإذا لم يجد المعلم طلابه قادرين على ذلك، فلا بد من أن يراجع أسلوب تدريسه ليصلحه بما يحقق هذه القدرة، لما سبق تكتسب التطبيقات أهمية في تخطيط الدرس.

7-

الواجبات المنزلية:

تعطي الواجبات المنزلية بعدًا جديدًا لتقويم استيعاب التلاميذ للدرس. ولكن يخطئ كثير من المعلمين حينما يعطون الواجبات دون تحديد لأهدافها، ودون اختيار دقيق لمحتواها، ودون متابعة لإنجاز التلاميذ لها. ولعل ذكرنا -فيما يلي- لخواص الواجب المنزلي الجيد يعين المعلمين وطلاب التربية الميدانية على اختيار الواجبات المنزلية لتلاميذهم:

- ينبغي أن يختار المعلم أهداف الواجب المنزلي على أساس نشاط التلاميذ في أثناء الدرس. فيمكن أن تكون أهدافه تعميق مفاهيم معينة أو مساعدة التلاميذ على اكتساب مهارات بذاتها، أو مثل ملء فراغات شعر بها المعلم أثناء تدريسه.

- أن يتعاون التلاميذ مع المعلم على اختيار الواجب، وأن يكون واضحًا لهم الهدف منه، وأن يدركوا تماما دورهم بشأنه وكيف يؤدونه، وكيف يتحمل كل منهم مسؤليته المحددة في حال اشتراك مجموعة منهم في عمل واحد.

- أن يراعي في اختيار الواجب المنزلي الفروق الفردية بين التلاميذ، وأن يعمل على تنمية قدرات التلاميذ وميولهم ويغذي حاجاتهم، ويعالج نقاط الضعف عندهم.

- أن يكون الواجب المنزلي مجالًا لربط ما سبق أن درسه التلاميذ بالدرس الحالي، وأن يكون مجالًا لربط الدرس الحالي بالدروس القادمة ما أمكن.

- أن يمهد الواجب المنزلي للدرس التالي على ألا يشكل صعوبة للتلاميذ.

- أن يختار المعلم الوقت المناسب لتحديده، ويحاول إثارة دوافع التلاميذ نحو إنجازه.

- ألا يكون عبئا ثقيلًا على التلميذ من حيث الوقت والجهد.

- أن ينسق المعلمون فيما بينهنم، لكي لا تتراكم الواجبات المنزلية لمختلف المقررات على المتعلم.

ص: 63

8-

التقويم:

وهو العملية التي بها يمكن الوقوف على مدى تحقيق أهداف الدرس. ولكي يكون التقويم جيدًا ينبغي أن تتنوع أساليبه وأدواته، وأن يكون شاملًا وموضوعيا وصادقًا، وغير ذلك من الخصائص التي ينبغي أن تتوافر في التقويم الجيد. وللتقويم هنا وظيفتان: الأولى تقويم استيعاب التلاميذ للدرس، والثانية، تقويم أداء المعلم في عرض الدرس.

2-

أن الدرس الذي يقوم المعلم بإعداد خطة لتدريسه عنصر من عناصر المنهج الدراسي، وبذلك يكون تحقيق أهداف المنهج إلى جانب الأهداف الخاصة بالدرس، من أسس تخطيط الدرس:

فالمنهج الدراسي له أهداف ينبغي أن تعمل جميع الدروس على تحقيقها، وبالتالي ينبغي على كل درس أن يعمل على بلوغ هذه الأهداف. فمثلًا، التربية الإسلامية، ينبغي أن تكون هدف جميع المناهج في الأقطار المسلمة، بناء عليه، فكل درس ينبغي أن يسهم في بلوغ هذا الهدف من حيث كونه مطلبًا اجتماعيا وفرديا.

ولذلك بغض النظر عن موضوع الدرس أو نوع المادة الدراسية.

مثال آخر لما ينبغي أن يضعه المعلم في اعتباره أثناء إعداد خطط دروسه هو تحقيق أهداف الدرس فيما يتعلق بالمواد الأخرى. فمثلًا جميع المواد الدراسية ينبغي أن تسهم في إثراء حصيلة التلميذ في اللغة العربية، وفي تقويم لسانه طبقا لقواعدها النحوية، ومن ثم يصبح هذا هدف كل درس. وذلك وفاء بأهداف المنهج الدراسي من حيث تكامل مواده.

ومثال ثالث للأهداف التي ينبغي أن يراعيها المعلم، هي تحقيق أهداف المادة الدراسية، إضافة إلى الأهداف الخاصة بتدريس الدرس. فلكل مادة أهدافها الدراسية التي ينبغي أن تعمل جميع دروسها على تحقيقها، فمثلًا يكون الإسهام في تحقيق استقامة لسان الطالب بالنسبة للإعراب هدفًا من الأهداف العامة لدرس في الأفعال الناسخة، في حين يكون التعرف على الأفعال الناسخة وأثرها في الجملة الاسمية من الأهداف الخاصة بتدريس درس "الأفعال الناسخة".

وهكذا ينبغي أن يدرك المعلم الأهداف المختلفة التي ينبغي أن يحققها الدرس، وأن يخطط لتحقيقها أثناء إعداده خطط دروسه.

ص: 64

3-

أن المادة الدراسية ليست غاية في حد ذاتها، ولكنها وسيط تعلم وقناة لاتصال التلميذ بعالمه الخارجي.

كثير من المعلمين -مع الأسف الشديد- لا يزالون يعيشون في مفهوم التدريس على أنه بلاغ بالمعرفة، ومن ثم فإنهم يتصورون أنهم قد أدوا مهماتهم -على الوجه الأكمل- إذا ما خططوا دروسهم ونفذوها بالشرح الوافي والعرض المفصل.

هذا، مع أن البلاغ بالمعرفة لم يعد هو جوهر التدريس، ولكن أصبح جوهر التدريس هو نشاط المتعلم لاكتساب مختلف الخبرات ذاتيا، ففي هذا كشف لمدى دافعيته نحو ما يتعلمه، ومدى مواكبة قدراته لما يتعلم، ومدى وفاء ما يتعلم بحاجاته وتوافقها مع ميوله، ثم إن نشاط المتعلم في الموقف التدريسي ينبغي أن يكسبه دربة في حل المشكلات، وفي التفكير والإبداع، وفي التعليم الذاتي، وهذا ملاك الأمر كله في عملية التحصيل.

أما المعرفة في مختلف الميادين فهي مفاتيح يستعين بها الطالب في فتح مغاليق الحياة. فتدريس الدراسات الإسلامية لا يحقق الهدف منه ما لم تنتقل مفاهيهما وحقائقها إلى سلوك التلاميذ، وتدريس اللغة العربية يفقد وظيفته ما لم يستخدمها التلاميذ استخدامًا صحيحًا في تعبيرهم الشفوي والتحريري. وتدريس الرياضيات لن يؤتي ثماره ما لم يساعد المتعلم على فك رموز حياته وحل مشكلاتها الكمية بصفة خاصة.

وكل مما سبق، لا يمكن بلوغه بالصورة المطلوبة، ما لم يكن المتعلم عنصرًا نشطًا في الموقف التعليمي تحت إشراف المعلم وتوجيهه، وما لم يبذل المعلم الجهد الكافي لمعرفة تلاميذه أفرادًا وجماعات، بما في ذلك خصائصهم التحصيلية، ومن أهم الخطوات التي تساعد على تحقيق ذلك أن يوجه المعلم خطة الدرس إلى تحقيقه، ويوفر المناخ المناسب لإنفاذه أثناء التدريس.

4-

أن الدرس حلقة في سلسلة متتابعة من الدروس:

إن الذي دفعنا لتأكيد التتابع هنا أن كثيرًا من خطط الدروس تبدو وكأن الدرس وحدة تدريسية لا صلة لها بغيرها، وعلاجا لهذا الخطأ. جاءت فكرة "التخطيط لتدريس وحدة أو موضوع" تحقيقًا لمفهوم تكامل الدروس المكونة للوحدة أو الموضوع. ولذلك فإنه مع كون الدرس وحدة تدريسية مستقلة بحكم تأديته في فترة زمنية محددة، إلا أن كل درس يتخذ مما سبقه من دروس أساسًا، وهو -في الوقت نفسه- خطوة على طريق الوصول إلى الدروس التي تليه. ومن هنا كان الارتباط بين خطة تدريسه بخطط ما سبقه من دروس وما سوف يلحقه منها أمرًا ضروريا. وخاصة التتابع والاستمرار التي نؤكدها هنا ذات شعب ثلاث: الشعبة الأولى، تتعلق بالتلميذ في أمور مثل دافعيته نحو الدرس ومدى قدرته على

ص: 65

استعيابه، كما تتعلق بالتلاميذ كمجموعة في أمور مثل مدى تفاعلهم مع طريقة التدريس ومشاركتهم في الدرس، الأمر الذي يلقي على كاهل المعلم تخطيطه لمتابعة هذه الدافعية وهذا التفاعل واستمراريتهما.

والشعبة الثانية: تتعلق بالمجتمع في أمور مثل التطبيقات الخاصة بمعلومات الدرس على المجتمع، وتطبيقاتها النابعة من المناشط الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية أو غيرها، في هذا المجتمع. فكلما ركزت الدروس على هذه التطبيقات واستمرت، كانت أكثر فاعلية في عملية التعليم والتعلم.

وأما الشعبة الثالثة: فتتعلق بمادة الدرس واتصالها بما سبقها من الدروس وتمهيدها لما يلحقها من الدروس القادمة. وهذه الشعبة أكثر الشعب الثلاث حظوة باهتمام المعلمين في خطط دروسهم. مع أن لكل من هذه الشعب الثلاث ضرورة للامتداد والاستمرارية، وفي كثير من الأحيان يكون موقف التلميذ في أيها يكون مساعدًا لموقفه في الدرس الذي يليه.

وتضيق خاصة التتابع في مادة الدرس وتتسع طبقًا لمدى الارتباط بين الدرس والدروس الأخرى، فمثلًا إذا كان درس اليوم يتناول "الجمع بدون حمل" وكان الدرس الذي يليه يتناول "الجمع بالحمل" فإن الصلة في البنية المعرفية بين الدرسين تكون كبيرة. وينبغي عند إعداد خطة الدرس الحالي أن يؤخذ في الاعتبار اتصال تأثيره على الدرس القادم؛ لأن لهذا تأثيرًا كبيرًا على المتعلمين من حيث دافعيتهم ومشاركتهم في الدرس، والقدرة على الاستيعاب، وغير ذلك.

وعلى وجه العموم، ما لم يدرك المعلم هذا التتابع ويعمل على تحقيقه أثناء إعداده خطة الدرس، فإن خطة درسه سوف ينقصها عنصر من عناصر قدرتها على تقديم درس ناجح.

5-

أن للمواد الدراسية الأخرى ولحياة التلاميذ اليومية مطالب من مادته التي يخطط دروسها:

ضربنا فيما سبق مثلًا عن ضرورة مراعاة متطلبات التربية الإسلامية واللغة العربية من دروس جميع المواد، ونضيف هنا مطالب أخرى ينبغي أن يدركها المعلم لكي يأخذها في الاعتبار في أثناء إعداده لدرسه.

مثال ذلك مطالب الفيزياء والكيمياء من الرياضيات. ففي المرحلة الثانوية يحتاج التلميذ أثناء دراسته الفيزياء والكيمياء إلى قدر معين من المعلومات في الرياضيات، وإلى مستوى مهاري معين في تناول هذه المعلومات. وفي المرحلة الابتدائية نجد دراسة المواريث والزكاة تحتاج إلى قدر معين من المعرفة في

ص: 66

الحساب. لذلك ينبغي أن يعرف المعلم هذه المطالب ويأخذها في الاعتبار، ليس فقط في عرض الدرس، ولكن في عناصر الدرس الأخرى والتطبيقات والواجبات المنزلية، وفي جعل هذه المطالب ميدانا من ميادين التطبيق. وكذلك الأمر بالنسبة للحياة اليومية للتلاميذ، مثل المناشط الاجتماعية والاقتصادية في بيئة المدرس بخاصة وفي المجتمع على وجه العموم.

6-

أن استعداد المعلم للتخطيط لا ينبغي أن يتوقف عند حدود الدرس:

كثيرًا ما يعكف المعلمون وطلاب التربية الميدانية بخاصة على الإعداد لتخطيط الدرس وإنجاز خطة تدريسه، في نفس اليوم الذي سوف يقومون بتدريسه أو قبله بيوم واحد، هذا لا يترك للمعلم فرصة لإثراء معلوماته عن موضوع الدرس بالاطلاع على مختلف المصادر، واختيار المعلومات الأنسب، ولا يتيح للمعلم فرصة تحليل مختلف التصورات عن طرائق التدريس التي يمكن أن يستخدمها في عرض الدرس، بما يعطي للتلاميذ فرصة المشاركة الإيجابية، والتنظيم الأفضل لهذه المشاركة في الدرس، ووسائل تقنية التعليم الأكثر تعبيرًا عن المفاهيم والعلاقات والحقائق التي يحتويها الدرس، والعمل على تنوع التطبيقات، وهذه مجرد أمثلة.

وكثير من المعلمين لا يرجعون في تحضيرهم إلا إلى الكتاب المقرر، مما يجعل خطتهم للدرس لا تخرج عن كونها صياغة جديدة لما هو بهذا الكتاب عن موضوع الدرس، فيبدون أمام التلاميذ محدودي المعرفة، بل نسخة مكررة وربما مشوهة من الكتاب المقرر.

لذلك فإنه من الأهمية بمكان أن يتعايش المعلم مع مفاهيم الدرس وحقائقه والمهارات المتعلقة به ويهضمها، وأن يبحث عن أفضل طرائق تهيئة الموقف التعليمي لمساعدة التلاميذ على اكتسابها من خلال نشاطهم الذاتي.

ولا يمكن تحقيق هذا كله، ما لم يتمثل المعلم الموقف التدريسي من خلال استثماره مختلف الخبرات العملية والتربوية والاجتماعية المتاحة. وهذا لا يمكن تحقيقه في ليلة واحدة أو في يوم واحد أو بالرجوع إلى الكتاب المقرر وحده، ولكن بسعة الاطلاع والتفكير والتدبر لفترة أطول.

7-

أن تتركز خطة الدرس حول محور واضح يشيد المعلم به انتباه التلاميذ إليه:

ينبغي أن يكون للدرس محور يدور حوله نشاط التدريس، ويجعل المعلم قادرًا على التخطيط لجذب التلاميذ إليه بسهولة. فمن الأخطاء الشائعة بين المعلمين في إعدادهم لخطط الدروس أن البعض منهم يجعل محور تخطيطه "الفترة الزمنية للدرس". وهذا -في كثير من الأحيان- يؤدي إلى الاهتمام بشغل هذه الفترة الزمنية بنشاط تدريسي غير موجه التوجيه المطلوب.

ص: 67

كما أن الكثير منهم يخطئون في تخطيطهم للدروس بجعل محور اهتمامهم المادة التعليمية، وهذا يجعل التدريس يتجه إلى حشو أذهان التلاميذ بالمعلومات.

ولا جدال في أن الفترة الزمنية من بين ما ينبغي أن يهتم به المعلم من حيث توافق ما يدرسه معها، ولا مراء في أن المادة التعليمية هي وسيلة من وسائل تنمية خبرات التلاميذ، ولكن عطاءهما الأساسي في الدرس يرجع إلى استثمارهما في تقديم موقف تعليمي واضح، ينشط فيه التلميذ ويمارس التفكير الابتكاري وينمو نموا متكاملًا ومتوازنًا.

لذلك ينبغي أن يكون المحور واضحًا للتلميذ، ويشد انتباهه ويجعله يركز تفكيره فيه، فمثلًا في درس للتعبير في اللغة العربية عن "الآثار الاجتماعية للصلاة" يمكن أن يتناول المعلم الموضوع بالاسترسال في أحكام الصلاة ربما نتيجة لسؤال من أحد التلاميذ، فيضيع من التلاميذ محور الدرس، وقد يرى المعلم أن يترك التلاميذ يعبرون بلغتهم وأسلوبهم، وقد يساعدهم على استخلاص بعض عناصر الموضوع مع استمرار توجيه نشاطهم نحو المحور. وهو "الآثار الاجتماعية للصلاة" ولا شك أن خطة الدرس هي أساس هذا التوجيه.

8-

أن استخدام وسيلة تقنية التعليم ضرورة لا غنى عنها، ولكن ينبغي أن يكون استخدامها وظيفيا:

من الأخطاء الشائعة لدى المعلم الجدد وطلاب التربية الميدانية -أيضًا- إهمال استخدام وسائل تقنية التعليم أو استخدامها وكأنها محور الدرس. فمن يهمل استخدام وسيلة تعليمية تعينه على التدريس يرتكب خطأ، لما للوسيلة من وظيفة مهمة في عملية التدريس. ومن يجعلها محور الدرس يرتكب الخطأ نفسه.

فمن المعروف أن الاستخدام الناجح للوسيلة التعليمية يعتمد على خطوتين أساسيتين: أولًا اختيارها إذا كانت جاهزة التصنيع، وتصميمها وإنتاجها إذا كانت من إعداد المعلم. وهذا يتم أثناء تخطيط الدرس، ويتوقف عليه مدى الاستفادة من الوسيلة في التدريس. فعلى المعلم -إذن- أن يفكر جيدًا في تحليل عناصر الدرس في أثناء إعداد خطة تدريسه، وبناء على هذا التحليل يختار الوسيلة المناسبة أو يصممها.

والخطوة الثانية: التي تجعل من الوسيلة التعليمية عاملًا مساعدًا للتدريس الناجح أو إحباطه، توقيت استخدام الوسيلة. فالمعلم الخبير يستطيع أن يحدد بنجاح -أثناء تقديم الدرس- موضع استخدام الوسيلة في الدرس وأسلوب استخدامها بناء على حاجة التلاميذ إليها. أما المعلم المبتدئ وطالب التربية الميدانية فقد يبالغ

ص: 68

في إعطاء الوسيلة التعليمية مساحة أكبر من المناسب في عملية التدريس. وغالبًا ما يحدث هذا بالنسبة لهؤلاء الذين لا يجيدون تخطيط الدرس. فهم لا يحددون في تخطيطهم وظيفة الوسيلة في الدرس، ومتى تستخدم؟ وكيف تستخدم؟ وأين تعرض في حجرة الدراسة، ولمن تعرض؟ مثل هذه الأسئلة لا بد أن توضع على بساط البحث أثناء إعداد خطة الدرس، إذ بدونها يصبح عرض الوسيلة استكمالًا لصورة الدرس من الناحية الشكلية، وقد تجعل الوسيلة الدرس يبدو وكأن محوره استعراض الوسيلة، فيضيع وقت الدرس وهدفه. ومما يوقع المعلم في هذا الخطأ -أحيانا- إقبال التلاميذ على عرض الوسيلة، فيظن المعلم أن هذا يعني إقبالهم على الدرس.

وليس هذا صحيحًا دائمًا فالمحسوسات -إذا حسن عرضها- تكون أكثر قابلية لدى التلاميذ من المجردات التي يحتويها الدرس، والتي توظف الوسيلة لتجسيدها.

9-

أنه لا بديل عن التقويم لمتابعة مدى تحقيق الأهداف:

لا يستطيع معلم أن يقف على مدى إسهام تدريسه في تحقيق أهدافه العامة، ومدى تحقيقه لأهدافه الخاصة، بدون إجراء تقويم لأدائه التدريسي. فالمعلم يهدف إلى مساعدة تلاميذه على النمو من خلال ما يكتسبونه من خبرات تحت إشرافه بحيث يحقق أهدافًا معينة. لذلك هناك عدة أسئلة تفرض نفسها أثناء تخطيط الدرس بالنسبة لعملية التقويم من أهمها: ماذ أريد أن أحقق من نمو لدى التلاميذ؟ وكيف يمكنني التعرف عليه؟ وما أنسب أسلوب لتقويمه؟ وما أنسب الأدوات التي يمكن استخدامها في هذا التقويم؟ وما متطلبات استخدامها؟

وعلى المعلم أن يعد الأداة التي سوف يستخدمها في تقويم نمو تلاميذه. فإذا كانت هذه الوسيلة اختبارات، فعليه إعدادها، وإذا كانت مواقف أو تدريبات عملية مثل: التربية الميدانية أو الخطابة أو المناظرة، فعليه أن يخطط لها. ثم كيف يجعل من التقويم عملية مصاحبة لدرسه، وشاملة لجميع مكونات هذا الدرس، وشاملة لجميع طلابه مع مراعاة الفروق الفردية بينهم، مثل هذه الخصائص المهمة للتقويم يحتاج تحقيقها إلى اهتمام خاص أثناء تخطيط الدرس.

ولا شك أن المعلم -أيضًا- يحتاج إلى تقويم ذاتي، فكل معلم وبخاصة المعلم المبتدئ وطالب التربية الميدانية، يحتاج إلى متابعة كفاءة أدائه في التدريس. فلا بد من أن يسأل نفسه، ماذا كان يريد أن يحقق من أهداف؟ وما الذي لم يجعله يتوصل إلى تجويد أدائه، على وجه العموم؟

وفيما يلي أسئلة يمكن أن يتسخدمها المعلم للتقويم الذاتي. "5، 157".

ص: 69

9-

1 هل استطعت صياغة أهداف الدرس؟

9-

2 هل بنيت معالجة الدرس على الدروس السابقة؟

9-

3 هل وزعت الوقت توزيعًا متوازنًا؟

9-

4 هل جذبت انتباه التلاميذ؟

9-

5 هل أكدت النقاط المهمة في الدرس؟

9-

6 هل استحدمت وسائل تقنية التعليم بنجاح؟

9-

7 هل حصلت على الحد الأقصى من اشتراك التلاميذ في الدرس؟

9-

8 هل طبقت بمواقف عملية؟

9-

9 هل خصصت وقتًا لتقويم أداء التلاميذ؟

9-

10 هل وضعت في تخطيطي مكانًا لغير المتوقع؟

9-

11 إذا قمت بتدريس هذا الدرس مرة أخرى، فما هي التعديلات التي أرى إدخالها على تخطيطه وتنفيذه؟

ونضيف أسئلة أخرى، مثل:

9-

12 هل تحققق أهداف الدرس؟

9-

13 هل أسهم الدرس في تحقيق أهداف المنهج؟

9-

14 هل مهد الدرس للدرس التالي له؟

مثل هذه الأسئلة تضع أساسًا لتقويم المعلم لأدائه، ومن ثم تحسينه. وجميع ما سبق لا يتحقق إلا إذا أخذه المعلم في الاعتبار أثناء تخطيطه للدرس.

ب- مثال لتخطيط الدرس:

في ضوء الأسس السابقة سوف نحاول استعراض مثال لخطة درس. ونود أن نشير هنا إلى أن هناك صورًا شكلية مختلفة لخطة الدرس. ولكن جميع هذه الصور تشمل: تاريخ اليوم، وترتيب الحصة في اليوم الدراسي من حيث كونها الحصة الأولى أو الرابعة أو خلافة، والسنة الدراسية: وذلك لبيان ما إذا كان المستوى الدراسي هو السنة الثانية أو الثالثة أو غيرها، والفصل: لبيان ما إذا كانت الفرقة الثانية فصل أول أو "أ" أو الفرقة الثالثة فصل ثالث أو "جـ" أو غير ذلك. يضاف إلى هذا المادة الدراسية، وموضوع الدرس. وهناك كراسات للتحضير مدون فيها هذه البيانات. لذلك، فإننا سوف نركز هنا على مضمون الخطة.

ص: 70

وقبل تناول المثال بالتفصيل، نعطي فكرة سريعة عن واقع الموقف التدريسي وحاجاته في هذا المثال.

- الطلاب المراد تدريسهم، هم طلاب المستوى الثالث بكليات الجامعة.

- الموضوع المراد تدريسه هو "تخطيط الدرس".

- الوقت المخصص لتدريس الدرس هو 55 دقيقة.

- متوسط حجم مجموعات الطلاب 40 طالبًا تقريبًا.

يحتاج الطلاب إلى كتاب من كتب المقررات التي تدرس في تخصصهم بإحدى مراحل التعليم، وليكن كتاب اللغة العربية.

- يحتاج المعلم إلى الاطلاع على مجموعة من الكتب الحديثة في مجالات التخطيط للتدريس، عمومًا وطرائق التدريس وتقانة التعليم، والتقويم.

ولا شك أن المعلم قد اطلع على بعض هذه الكتب أثناء إعداده.

-يحتاج الطالب- لمتابعة هذ الدرس- أن يكون قد درس الأساسيات، على الأقل، في المجالات السابقة، وقد تم هذا بالنسبة لطلاب المستوى الثالث الذين يعدون لمهنة التدريس.

- الدرس السابق على هذا الدرس هو "أسس تخطيط الدرس" والخبرة اللاحقة له هي التربية الميدانية بالمستوى الرابع، إضافة إلى دراسة بعض المجالات التربوية الأخرى التي تساعد الطالب على فهم المناخ المدرسي.

- قد لا يتوافر وسائل تقانة التعليم بالصورة المطلوبة في هذا الحال. ينبغي على المدرس أن يصمم ويعد ما يحتاجه منها بالتعاون مع طلابه.

1-

التمهيذ: "5 دقائق".

يمكن أن يكون التمهيد، بأن يذكر المعلم لطلابه ما يلي:

تخطيط الدرس هو حجر الزاوية في نجاح المعلم بعامة، وطالب التربية الميدانية بخاصة، فإذا بحثنا عن أسباب فشل الكثير من المعلمين لوجدنا أن معظم هذه الأسباب ترجع إلى عدم اكتسابهم للمهارات الخاصة بإعداد خطة الدرس، الأمر الذي جعلهم يفقدون الثقة في أنفسهم، ويواجهون الكثير من المشكلات، مع أن إعداد خطة الدرس ليس بالصعب، ولكنه يحتاج إلى تركيز وانتباه، لذلك أتوقع اهتمامكم الكامل وانتباهكم المركز لدرس اليوم؛ لأنه عن "

تخطيط الدرس" الذي سوف يساعدكم كثيرًا على النجاح في دروسكم في "التربية الميدانية" وفي حياتكم المهنية بعد ذلك، وسف تتعلق الخطة -اليوم- بدرس "الفاعل".

ص: 71

2-

أهداف الدرس: "15 دقيقة".

أهم الأهداف العامة:

يساعد تخطيط الدرس الطالب على تحقيق ما يلي:

- اكتساب المهارات التدريسية.

- تحقيق النمو الذاتي المهني.

- اكتساب الثقة في النفس وثقة طلابه فيه.

- تحقيق الأهداف العامة للمنهج، بالإضافة إلى الأهداف الخاصة بالدرس.

- تقدير "تخطيط الدرس". وإدراك أهميته في اكتساب الطالب للمهارات التدريسية.

أهم الأهداف الخاصة:

مساعدة الطلاب على اكتساب الآتي:

- معرفة عناصر "خطة الدرس".

- إدراك أن تخطيط الدرس يساعد المدرس في اكتساب المهارة في كل من الآتي:

1 تحديد الأهداف وصياغتها.

2 استخدام الوسيلة التعليمية استخدامًا وظيفيا.

3 توجيه الأسئلة ومناقشة التلاميذ بما يراعي خصاص نموهم وينمي تفكيرهم الابتكاري.

4 إعداد أدوات تقويم الطلاب وحسن استخدامها.

5 اشتراك التلاميذ إيجابيا في النشاط التدريسي بالحصة.

6 التقويم الذاتي.

3-

تحديد الأنشطة ووسائل تقنية التعليم "5 دقائق".

لوحة تبين عناصر خطة الدرس وتنظيمها، أو فيلم يوضح هذه العناصر.

ملاحظة:

يمكن استخدام جهاز الإسقاط العالي -إن وجد- في توضيح عناصر الخطة وتنظيمها بدلا من اللوحة. كما يمكن استخدام فيلم -إن وجد فيلم مناسب.

ص: 72

4-

طريقة العرض: "30 دقيقة".

ص: 73