الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سادسًا: تعميم المنهج الجديد ومتابعته بالتقويم والتطوير
التعميم عملية براقة لها جاذبية خاصة لدى كثير من المعنيين بتطبيق المناهج الدراسية. ولذلك فإنهم كثيرًا ما يقفزون إليها دون تجريب أو دون تجريب كاف وقبل أن تستقر نتائج التجريب، وفي كلا الحالين فإن الأمر جد خطير. ولكن الناس لا يشعرون بهذه الخطورة؛ لأن الأخطاء التربوية لا تهدم بيتا ولا تكسر جسرًا فيتضح الأثر للعيان، ولكنها تشوه أجيالًا ببطء، وبصورة غير مرئية تطويها السنوات بين ثناياها دون أن يشعر بها أحد. نقول هذا لكي نحذر من التسرع في التعميم، إلا بعد التجريب واستقرار نتائجه تمامًا؛ فمن المعروف أن البطء من خصائص التجريب التربوي، بل إن هذا البطء من مشكلاته.
ولا ينبغي أن يتم التعميم مرة واحدة، ولكن ينبغي أن يتم رويدًا بالتوسع التدريجي، وصولًا إلى التعميم الكامل مسبوقًا بالإعداد الدقيق والمحكم.
ومن أهم جوانب هذا الإعداد:
1-
اختيار أنسب المدارس التي سوف يتم فيها التوسع، واستكمال ما قد يكون فيها من نواقص في متطلبات تطبيق المنهج الجديد، كالمكتبات والأثاث وأدوات التقنية والتسهيلات، وغيرها.
2-
إعداد جدول زمني للتوسع التدريجي، ورسم خطة لتجهيز المرافق من معامل ومختبرات وورش وغيرها، وتنفيذ هذه الخطة بما يواكب جدول التوسع.
3-
التوعية مرة أخرى بأهداف تطبيق المنهج الجديد في البيئة المحلية التي سوف يجرى فيها التوسع، وتهيئة الطلاب وأولياء أمورهم وقيادات البيئة لعملية التعميم.
4-
رصد الميزانية المطلوبة، وتوزيعها وفق حاجات عملية التعميم ومناشطها.
5-
إعداد الكتب وأدلة المعلم وكتيبات الإثراء والتطبيقات على نحو ما ذكرنا في التجريب، ووسائل تقنية التعليم، وأدوات النشاط المدرسي وموارده، والنشرات والنماذج المختلفة اللازمة للتقويم والمتابعة والتعميم.
6-
تدريب جميع المعلمين والموجهين بخاصة، وبيقة المشاركين في عملية التعميم الذين يحتاجهم التوسع بعامة.
7-
رسم خطة للتطبيق والإشراف والتقويم في كل منطقة، وللحصول على التغذية العائدة واستثمارها في التحسين والتجويد المستمرين.
8-
تنظيم لقاءات وندوات ومؤتمرات تناقش مسيرة التوسع ومشكلاته ونتائجه، يحضرها المشرفون على التوسع وقيادات البيئة والقيادات المهنية ورجال الإعلام.
9-
الاستمرار في عملية التوسع التدريجي، وصولًا إلى التعميم.
10-
مراجعة الأحكام الانتقالية وفق مقتضى الحال.
ومن أهم ما ينبغي مراعاته في عملية التوسع هذه، لا مركزية الإدارة، بمعنى أن تعطي كل مؤسسة تربوية صلاحيات إدارة عملية التعميم فيها، ومواجهة مشكلاتها وإبداع الحلول المناسبة لها، وألا ينفرد ناظر المؤسسة أو مديرها بالإدارة ولكن يشترك معه المعلمون والموجهون وممثلون عن أولياء الأمور وقيادات المجتمع. ومنح المعلم حرية الإبداع والانطلاق في التجريب في حدود الأهداف المرجوة ضرورة لحسن إسهامه في عملية التوسع.
ولا يعني تعميم المنهج المطور أنه يعتبر صالحًا صلاحًا مطلقًا، ولكن يعني أنه صالح في الظروف التي ثبت صلاحه فيها؛ لذلك، يستمر صلاحه باستمرار التقويم والمتابعة وفق نمو الخبرة المكتسبة من تطبيقه ووفق المتغيرات التي تواجهه.
ولا نعني هنا بالتقويم الاقتصار على تقويم تحصيل المتعلمين للمنهج الجديد، ولكن نعني تقويم جميع جوانب عملية التطبيق، ومن أهمها:
1-
تقويم مدى تقبل المتعلمين للمنهج الجديد بواسطة استبانات تستطلع آراءهم، وبواسطة مناقشات جماعية وفردية، وسؤال أولياء الأمور عنهم.
2-
تقويم تحصيل المتعلمين من خلال تحليل محتوى كراساتهم وإجاباتهم في الاختبارات التي يطبقها المعلمون، وتحليل إجاباتهم على اختبارات موجهة تعد خصيصا لغرض تقويم الجوانب التي يراد تقويمها.
3-
تقويم مدى إسهام المنهج الجديد في تكوين مهارات التفكير العلمي، وحل المشكلات والتعليم الذاتي والتعليم المستمر، وذلك بواسطة اختبارت تعد لهذا الغرض.
4-
تقويم طرائق التعليم وتقنيته والنشاطات المدرسية المستخدمة في تطبيق المنهج الجديد، للوقوف على مدى فعاليتها في تحقيق أهداف المنهج من خلال تقويم أثرها على تفكير المتعلمين وعلى استيعابهم، وأثرها على المجتمع المدرسي.
5-
تقويم أساليب التقويم المستخدمة في تقويم مخرجات المنهج الجديد وأدواته، للوقوف على مدى تحقيقها للهدف من استخدامها، وذلك بدراسة محتواها وتحليل الإجابات عليها، ومعرفة أثرها فيمن طبقت عليهم، فالتقويم خبرة تربوية أيضًا.
6-
تقويم الكتب التي يستخدمها المتعلمون، وهذا باستطلاع آراء كل من المعلمين والمتعلمين والموجهين ومن يشترك معهم في الإشراف على تطبيق هذه الكتب، ومتابعة أثرها في عملية التعليم والتعلم في ضوء أهداف هذا المنهج، إضافة إلى دراستها من قبل المختصين.
7-
تقويم أداء المدرسين من خلال زيارتهم أثناء التدريس بواسطة الموجهين وخبراء المناهج وطرق التدريس والمديرين وغيرهم من المشتركين في الإشراف على تطبيق المنهج، ومن خلال تحليل نتائج المتعلمين في الاختبارات.
8-
تقويم المصادر التي يرجع إليها المعلم وبخاصة دليل المعلم من وجهة نظر المعلمين والموجهين، ومن خلال أثره في أداء المعلم.
9-
تقويم أداء الموجهين من خلال استطلاع آراء المدرسين، ومن خلال ملاحظة أدائهم في زيارات -يقومون بها بالاشتراك مع خبراء المناهج وطرائق التعليم- للمعلمين يمارس فيها الموجهون مهامهم.
10-
تقويم أداء الإدارة المدرسية والإرشاد التعليمي المتوافر للمتعلمين من خلال آراء المعلمين والموجهين، ومن خلال ملاحظة الخبراء المشرفين على تطبيق المنهج الجديد الذين يزورن المدرسة.
11-
تقويم الخدمات والتسهيلات المتوافرة في المبنى المدرسي والمعامل والمختبرات والورش والأثاث، وهذا من خلال استطلاع آراء المعلمين والمتعلمين للمدارس والموجهين ونظار المدارس أو مديريها ومن خلال زيارة الخبراء للمدارس إضافة إلى الاطلاع عليها.
12-
تقويم مدى إسهام المنهج الجديد في تربية المتعلمين تربية إسلامية، ورفع مستوى حصيلتهم في اللغة العربية. وذلك بتحليل المواقف التي يحتويها المنهج وإحصاء المفردات اللغوية التي يقدمها، واستطلاع رأي كل من المتعلمين والمشرفين على تطبيقه، ومن خلال الاختبارات وملاحظة تغير السلوك.
13-
دراسة التقارير التي يكتبها المعلمون والموجهون والنظار أو المديرون وغيرهم من المشرفين على تطبيق المنهج الجديد، ومناقشتها بواسطة فريق الإشراف الفني على المنهج، ودراسة آراء أولياء الأمور وقيادات المجتمع.
14-
عقد لقاءات وندوات ومؤتمرات لدراسة ومناقشة نتائج التقويم السابق ذكره، يحضرها جميع المشرفين على المنهج الجديد والقيادات التربوية والعلمية والمهنية والإعلامية والسياسية في البيئة المحلية.
15-
رسم خطة للاستفادة من نتائج الأعمال السابقة في رفع كفاءة المنهج في تحقيق التالي:
15-
1 إيجابية المتعلم وفعاليته في عملية التعليم والتعلم، ومزيد من التركيز على طرق التفكير وحل المشكلات والتعليم الذاتي والابتكار والإبداع.
15-
2 العناية بتوجيه الطلاب وإرشادهم، وحل مشكلاتهم، ومراعاة الفروق الفردية بينهم.
15-
3 توظيف النشاط المدرسي في تنمية مواهب الطلاب من ناحية، وفتح قنوات الاتصال بالبيئة المحلية من ناحية أخرى، وسد ثغرات المنهج الدراسي من ناحية ثالثة.
15-
4 توظيف تقانة التعليم وتحديثها، بما يرفع مستوى أدائها في فتح آفاق التعلم أمام المتعلمين، وييسر مهمة المعلم والعناية بإسهامات العلماء المسلمين في المجال الدراسي.
15-
5 انطلاق كل من المعلم والموجه والمدير في تطوير أعمالهم وتجويد الوسائل والأدوات التي يستخدمونها.
15-
6 تحقيق التربية الإسلامية وإثراء حصيلة اللغة العربية وتوجيه عملية التعليم توجيهًا إسلاميا، والعناية بخدمة البيئة المحلية للمدرسة، واستثمار إمكاناتها في تطبيق المنهج.
16-
متابعة المنهج من خلال البحث العلمي متابعة مستمرة، فإن التطوير التربوي الذي يعتمد على البحث العلمي يؤتي ثمارًا لا يدركها العطب.