الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثالثًا: أسس التوجيه الإسلامي للعلوم ومنهجه
أ- الأسس:
يحدد أحد الباحثين هذه الأسس بقوله: يتطلب التأصيل الإسلامي للعلوم "التوجيه الإسلامي للعلوم" توافر الشروط الثلاثة الآتية مجتمعة: "1، 13".
1-
انطلاق من إدراك واضح لأبعاد "التصور الإسلامي" للإنسان والمجتمع والكون، المنبثق من الكتاب والسنة، ولما يتضمنه تراث الإسلام، مما يترتبط بالتخصيص، مع نظرة نقدية لإسهامات علماء المسلمين حول قضاياه.
2-
استيعاب "العلوم الحديثة" في أرقى صورها، مع القدرة على نقدها، والاستفادة منها، وتجاوزها بشكل بناء كلما اقتضى الأمر ذلك.
3-
إيجاد "تكامل حقيقي" بين معطيات التصور الإسلامي من جانب، وبين إسهامات العلوم الحديثة من جانب آخر، وليس مجرد الجمع أو التجاوز المكاني أو حتى المزج بينهما دون وحدة حقيقية.
يحدد باحث آخر هذه الأسس بقوله: "4، 37-41".
يرتكز مفهم التوجيه الإسلامي للعلوم على أسس عامة أهمها ما يأتي:
1-
عقيدة التوحيد:
فتوحيد الله تعالى هو الأصل الأول، والذي بعث به رسل الله حتى تتحرر البشرية من أسر الأهواء والشهوات، وتتجرد في حياتها لله تعالى -الخالق المدبر- انقيادًا لدينه، وخضوعا لشرعه.
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25] .
وعقيدة التوحيد في الإسلام هي حجر الزاوية في رؤية الإنسان الصائبة لحقائق الكون والإنسان والحياة. فإن الله تعالى هو الحق المطلق، وهو مصدر كل حقائق المعرفة، وصاحب التوجيه بالنظر في الكون وتدبر نظامه واستقراء الظواهر الطبيعية والإنسانية، باعتبارها من سنن الله الكونية والاجتماعية، واستنباط قوانينها العامة
وقواعدها الكلية. وبهذا يكون العلم في المفهوم الإسلامي أوسع وأشمل من المفهوم الشائع لدى فلاسفة العلم. إذ يشمل عالم الغيب بمصادره الموحى بها التي تنظم العوالم في سلك واحد وتصل أولها بآخره، وعالم الشهادة الذي يدركه الإنسان بحواسه وعقله، مع الإيمان بأن أسرار عالم الشهادة من خلق الله. وهذا يجعل العلم في المنظور الإسلامي دنيويا بالبحث في الكائنات والاستفادة من طاقاتها، وإلهيا لصلة هذه الكائنات بالله الخالق المدبر الواحد جل وعلا. واستقرار هذا المعنى في وجدان الباحث المسلم، هو الذي يوجه الحضارة الإنسانية توجيها إيمانيا مهتديا رشيدا، يحقق للإنسان الرفاه والتقدم في إطار عقيدة التوحيد.
2-
استيعاب العلوم الحديثة:
إن الدعوة إلى "التوجيه الإسلامي للعلوم" أو "إسلامية المعرفة" لا ترمي الميراث العلمي للحضارات السابقة وراءها ظهريا لتبدأ بمعارف جديدة، ولكنها امتداد لتلك الحضارات مع انتقاء واختيار، ولا يتأتى الانتقاء والاختيار إلا لمن أحاط بها إحاطة وافية.
فعلينا أن ندرس العلوم الحديثة دراسة مستفيضة، ونستوعبها استيعابًا كاملا، ونحللها تحليلا دقيقا، وندرس نشأتها ونموها وتطورها التاريخي، فإن النتائج العلمية الخالصة في الحضارات السابقة والمعاصرة هي أساس أي بناء حضاري جديد "والتوجيه الإسلامي للعلوم" يعتمد على مسلماتها العلمية ومناهجها الرصينة، ويساعد على الإبداع الذي يزيح عن الأعين غشاوة الانبهار، وعماية التقليد، ويعين على أن تكون العلوم والمعارف المتوارثة في خدمة الفكر الإسلامي.
والحضارة الإسلامية التي ننشدها ليست بالحضارة الرافضة ولا بالحضارة المقلدة، ولكنها الحضارة التي تستوعب التراث الحضاري السابق، وتنتقي وتختار وتبتكر وتبدع، وتتخلص من شوائب التغريب، وتتحرر من ذل العبودية، وتواصل مسيرة البناء الحضاري الأمثل.
3-
التمكن من الأصول الإسلامية:
والمنهج الإسلامي الذي نريده يوجب على الباحث أن يتمكن من منابع الثقافة الإسلامية ومصادرها الأصيلة في الكتاب والسنة، والتراث العلمي الذي تركه لنا العباقرة من العلماء المسلمين، فإن هذا هو لذي يعطينا المعايير الأساسية للنقد والتمحيص، ويضع في يدنا النبراس الذي نهتدي به إلى المنهج الإسلامي القويم، والرؤية المستقبلية "المستقبلة" لمسارنا الحضاري المرتقب.
ولا يعني هذا أن يدرس علماؤنا في مجال العلوم الكونية والعلوم الإنسانية مصادرنا الشرعية الأصيلة دراسة نصية متخصصة، فإن هذا شأن المتخصصين في العلوم الشرعية، إنما نعني بذلك أن يكون هؤلاء العلماء على إدراك كامل لأسس الإسلام العامة ومبادئه الكلية الاعتقادية والفكرية حتى يكون لديهم المعايير الصحيحة للعلوم والمعارف في مفهوم الإسلام، وتتكون لديهم ملكة النقد النزيه البصير لاستخلاص المفيد من التراث العلمي -في الحضارات كلها بعامة وفي حضارتنا بخاصة- في كل مجالات العلوم، واختيار ما يتفق مع روح الإسلام وأطر مناهجه، وذلك حتى ينطلق الإبداع الإسلامي على هدى وبصيرة يعالج مشكلات العصر وتحدياته، ويبني للإنسانية كيانا حضاريا معاصرًا على منهج علمي تحليلي متكامل، يأخذ من القديم أرسخه، ومن الحديث أروعه، ويقدم ثمارًا جديدة للمعرفة تنعم بها البشرية في ظل مبادئ الإسلام وقيمه وأهدافه وغاياته.
4-
العمل الدائب على مواصلة البحث العلمي:
إن العلم بحر لا ساحل له ونهر جار لا ينتهي مجراه، فالحقيقة العلمية التي يصل إليها الباحث بعد دراسة ظاهرة معينة دراسة تحليلة دقيقة لاستنباط القوانين العامة التي تفسر هذه الظواهر، لا تمثل إلا جزءًا يسيرًا من الحقائق العلمية الكبرى، وليست -في مفهوم الإسلام- غاية المطاف في البحث العلمي بل ينبغي -طبقًا لهذا المفهوم- متابعة البحث والتعمق فيه في هذه الجزئية، وفيما يتصل بها من جزئيات الكون التي لا تحصى، مما له علاقة بموضوع البحث لاكتشاف حقائق علمية جديدة وتصحيح المسار العلمي. وليس هناك في مفهوم الإسلام المعرفي من يدعي أنه وصل إلى نهاية المعرفة العلمية وبلغ ذروتها؛ لأن أسرار الكون لا تنتهي، والحقائق العلمية الكبرى عن الوجود، يكتشف العلم كل جديد فيها بالتعمق في البحث واتساع دائرته. وما يصل إليه العلماء في أبحاثهم من قوانين المعرفة يمثل جزءًا يسيرًا من تلك الحقائق العلمية الكبرى. وهذا الأساس من أسس التوجيه الإسلامي للعلوم يشير إليه القرآن الكريم في قوله تعالى:
{وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85] .
وقوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114] .
وقوله تعالى: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف: 76] .
وهذا يحمل العلماء المسلمين على استمرار البحث العلمي وتتبع جزئياته والتعمق في دراسته، فيظل العلم ناميا متطورًا تجني البشير من ثماره كل جني مستطاب، وتبدع وتبتكر وتجدد.
في ضوء ما سبق يمكن أن نحدد أهم أسس عملية "التوجيه الإسلامي للعلوم على النحو التالي".
1-
أن ينطلق التوجيه الإسلامي للعلوم من الدين الحنيف عقيدة وشريعة ومعاملات وأخلاقًا.
فالإسلام دين متكامل الأركان. والعقيدة فيه هي حجر الزاوية، وهي تولد في المسلم الطاقة الإيمانية التي تتملك وجدانه حبا لله تمسكًا بالعبودية له وامتثالًا لأوامره ونواهيه، والشريعة تحدد مجالات حركة المسلم وحدودها وفق منهج الله. وتقدم المعاملات والأخلاق مجالات للسلوك وفق هذا المنهج.
2-
أن يقوم هذا التوجيه على دراسة العلوم الحديثة دراسة مستفيضة ويحافظ على مواكبة التطورات الحديثة فيها. فإذا أردنا أن ينطلق التوجيه الإسلامي للعلوم من الدين الحنيف، فإن استيعاب كل من العلوم الشرعية ذات العلاقة والدراسة المستفيضة للعلوم المراد توجيهها إسلاميا، تكون أهم أسس هذا التوجيه على الإطلاق. فلهذه العلوم طبيعة خاصة وأساليب البحث فيها تعتمد على الملاحظة والتجريب -في كثير من الأحيان- وغيرها من الأساليب غير المتواترة في بحوث العلوم الشرعية. لذلك فإن التنسيق المطلوب بين الأسس الشرعية والعلم المراد توجيهها إسلاميا لا يتم إلا بناء على فهم واستقصاء علوم المجالين.
3-
أن يقوم التوجيه الإسلامي للعلوم على حركة مستمرة ونشيطة للبحث والدراسة والاستقصاء. فهذا أمر تحتمه الضرورة لأسباب أهمها:
- أن العلوم المراد توجيهها إسلاميا تخطو خطوات سريعة نحو النمو والتقدم في المجالات والأساليب والأدوات، فضلًا عن الأفكار والقيم والاتجاهات. وهذا يتطلب المتابعة على أسس علمية موجهة إسلاميا.
- أن التقدم الذي يحدث في هذه العلوم، في الوقت الحاضر على الأقل، يتم في غير البلدان الإسلامية، ومن ثم لا يتم على أسس إسلامية. وهذا يتطلب استمرار عملية التوجيه الإسلامي، حماية لأبناء الأمة من التغريب والتلويث الثقافي.
- أن استخراج القواعد والمنطلقات الشرعية لهذه العلوم ينبغي أن يكون عملية مستمرة تواكب نمو العلوم المراد توجيهها. ولا يتم هذا بالصورة المطلوبة ما لم يؤسس على البحث والدراسة الموضوعية.
- أن عملية التوجيه الإسلامي، عملية حديثة تحتاج إلى إنضاج ومهارات في تكوين بنيات علمية جديدة تكتسب من خلال التطبيق العلمي الرصين، الذي يؤسس على البحث والتحليل والاستنتاج.
ب- المنهج:
لقد أوردت "لجنة التأصيل الإسلامي للعلوم الاجتماعية "بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عدة عناصر اعتبرتها متطلبات لتحقيق تعريفها لـ"التأصيل الإسلامي للعلوم الاجتماعية " الذي سبق ذكره، ويرى الكاتب أنها اجتهاد طيب نحو استخلاص أسس المنهج للتوجيه الإسلامي للعلوم. هذه العناصر هي:"1، 9-10".
1-
وضع تصور إسلامي متكامل عن الإنسان والمجتمع والثقافة، بحيث يمثل الإطار الفكري العام لدراسة القضايا والموضوعات المطروحة في مجال العلوم الاجتماعية.
2-
وضع منهج إسلامي متميز لتلك العلوم يطلق عليه المنهج الإسلامي للعلوم الاجتماعية، يبنى عليه قيام مدرسة متميزة في العلوم الاجتماعية تسمى: المدرسة الإسلامية في العلوم الاجتماعية.
3-
العودة إلى الأصول الإسلامية والتراث الإسلامي القويم عند دراسة القضايا التربوية والاجتماعية والنفسية للاستفادة من هذا التراث.
4-
إبراز المبادئ والمسلمات والمفاهيم والمنطلقات التي تعبر عن التصور الإسلامي للعلوم الاجتماعية وتصحيح النظريات والمفاهيم الاجتماعية على ضوء ذلك.
5-
عرض نتائج البحوث الاجتماعية على القواعد الإسلامية والتصورات الصحيحة، فما انسجم معها قبل، وما تعارض معها رفض، وما كان جديدًا لا يناقض الحقائق والمسلمات الإسلامية قبل، باعتباره إضافة سليمة إلى المعرفة.
ويرى أحد الباحثين أن الحل الصحيح لهذه القضية المنهجية الجوهرية إنما يكمن -فيما يظن- فيما أسماه "بثورة التنظير في العلوم الاجتماعية والتي تتمثل باختصار فيما يلي: "10، 43".
1-
بدلًا من اعتماد النظريات العلمية في نموذج العلم التقليدي على خيال الباحث أو علي التخمين conjecture في التوصل إلى أطر تفسيرية للحقائق والتعميمات الإمبيريقية، فإننا نعتمد في النظريات الملتزمة بالتوجيه الإسلامي على أطر تفسيرية مستمدة من فهمنا للكتاب والسنة مع الاستفادة من إسهامات علماء المسلمين حول الموضوع.
2-
نستمد فروض البحوث الجارية من تلك النظريات الملتزمة بالتوجيه الإسلامي، ونختبرها في الواقع بمعناه الشامل، مع مراعاة أن اختبار تلك الفروض في الواقع سيتطلب استخدام مناهج وأدوات أكثر ملاءمة للنظرة الإنسانية الروحية الجديدة للإنسان، ككائن ذي وعي وذي إرادة يوجه حياته كفاعل وليس كمجرد كائن منفعل بالمؤثرات الخارجية.
3-
كلما "فشلنا في رفض" فروض البحث المستمدة من النظرية "بتعبير رجال الإحصاء" ازدادت ثقتنا في النظرية المنطلقة من التوجيه الإسلامي. وكلما ثبت لنا خطأ الفروض فإننا نعود لنراجع صحة "فهمنا" للتراث الإسلامي الذي انطلقنا منه من جهة، كما نراجع إجراءاتنا البحثية وطرقنا في القياس من جهة أخرى، ثم نقوم بتعديل الموقف بحسب ما تكشف عنه المراجعة، لكي نعاود الكرة من جديد بالصورة المألوفة لنا تماما في دورة العلم الدائبة.
ويتفق المؤلف مع ما ذكره أحد المتخصصين في علم النفس عن الخطوات التي ينبغي أن تمر بها عملية التوجيه الإسلامي لعلم النفس، انطلاقًا من المدخل الشامل، وبطريقة يمكن أن تكون أساسًا لمنهج التأصيل الإسلامي للعلوم الاجتماعية بصفة عامة، وفيما يلي نعرض تلك الخطوات مع شيء من التصرف الذي يجعلها قابلة للتعميم على مختلف العلوم التي يراد توجيهها إسلاميا، وسوف يضيف إليها المؤلف ما يجعلها تعبر عن وجهة نظره بالنسبة لمنهجية التوجيه الإسلامي للعلوم "14، 8-31".
1-
التوصل إلى اتفاق على المسلمات المنبثقة من التصور الإسلامي الصحيح للكون والحياة والإنسان، والتي تعتبر أصولًا نهتدي بها في تحليلنا النقدي لموضوعات العلوم الاجتماعية لمعرفة ما يمكن قبوله منها، وما لا يمكن قبوله.
2-
التمكن من العلم المراد تأصيله تمكنا تاما، بحيث نكون على معرفة شاملة ودقيقة بموضوعات هذا العلم، وتطوره التاريخي، ومناهجه في البحث، ونتائجه ونظرياته، والمشكلات التي لم تحسم فيه بعد.
3-
التمكن من الأصول والمبادئ الإسلامية التي تتصل بموضوعات ذلك العلم اعتمادًا على ما جاء في الكتاب والسنة حول تلك الموضوعات أو ما يرتبط بها.
4-
المعرفة بإسهامات علماء المسلمين، فيما يتصل بموضوعات وقضايا ذلك العلم. وتقويم تلك الإسهامات في ضوء التحليل التاريخي الذي قد يكشف عن المصادر غير الإسلامية التي تأثر بها هؤلاء العلماء.
5-
التحليل لإسهامات العلم الحديث في محيط التخصص في ضوء التصور الإسلامي الشامل المشار إليه في الخطوة الأولى، وفي وضوء الأصول والمبادئ الإسلامية المحددة المتصلة بذلك العلم، المشار إليها في الخطوة الثالثة. فما اتفق مع ذك التصور وتلك الأصول أبقى عليه، وما لم يتفق أخضع للدراسة بهدف تعديله أو استبعاده. وذلك في ضوء إدراك المسلمات التي استند إليها ذلك العلم في الوصول إلى تلك النتائج.
6-
إجراء البحوث النظرية والميدانية والتجريبية في مجال التخصص في ضوء التوجيه الإسلامي للإضافة إلى المعارف العلمية وإثرائها من هذا المنطلق، بما يضيف إلى الإسهامات العلمية الصحيحة، ويملأ الثغرات في الموضوعات التي لم تنجح إسهامات العلم التقليدية في تغطيتها على الوجه الصحيح.
7-
التبادل العلمي بين المتخصصين في ذلك العلم، وكذلك بينهم وبين المتخصصين في العلوم الشرعية المرتبطة بموضوعه على أوسع نطاق ممكن، ضمانا لتحقيق القدر الضروري من المعرفة المشتركة، التي ينطلق منها البحث
العلمي المستقبلي في هذا المجال، حتى تتحقق "وحدة المعرفة" على المستوى المؤسسي كما تحققت على المستوى البحثي.
8-
إعادة صياغة موضوعات العلم وفق التوجيه الإسلامي، وإعادة كتابة المراجع والكتب الدراسية لتنطلق من المنظور الإسلامي.
ويضيف المؤلف ما يلي:
9-
أن المسلمات التي يراد التوصل إليها في رقم "1" ينبغي أن تنبثق من مفهوم العلم أيضًا وفق التصور الإسلامي، فللعلم في الإسلام خصائص متفردة ينبغي أن يكون لها حضور مستمر في عملية التوجيه الإسلامي للعلوم.
10-
أن المعرفة المشار إليها في رقم "4" ينبغي أن ترقى إلى مستوى الدراسة والتحليل، وألا يقتصر التحليل المذكور في هذا البند على البعد التاريخي، بل يمتد إلى تحليل كامل للمحتوى بناء على أسس التوجيه الإسلامي للعلوم التي ذكرناها آنفًا.
11-
العمل على تكوين مكتبة غنية بالمراجع عن التوجيه الإسلامي للعلوم من حيث دوافعه ومفهومه وأسسه ومناهجه وأساليبه ونماذج له، ودراسات نقدية للاجتهادات غي الناضجة في مجاله.
12-
إيجاد حركة للتعليم المستمر في التوجيه الإسلامي للعلوم، وتنظيم مؤتمرات وندوات تتناول مختلف جوانبه، تكون ملتقى للعاملين في مجاله والمهتمين به، وبخاصة التقاء المتخصصين في كل من العلوم الشرعية والعلوم المراد توجيهها إسلاميا.