المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أهم أسس اختيار خبرات المنهج الدراسي - الاتجاهات الحديثة في تخطيط المناهج الدراسية في ضوء التوجيهات الإسلامية

[محمود أحمد شوق]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة:

- ‌الفهرس العام:

- ‌الباب الأول: مفهوم تخطيط المناهج الدراسية وأهم مجالاته المتعلقة بها

- ‌مقدمة الباب الأول:

- ‌الفصل الأول: مفهوم تخطيط المناهج الدراسية

- ‌مقدمة الفصل الأول

- ‌أولًا: مفهوم التخطيط، على وجه العموم

- ‌ثانيًا: مفهوم التخطيط للتدريس وأهميته بالنسبة للمعلمين

- ‌ثالثًا: مفهوم تخطيط المنهج الدراسي

- ‌خاتمة الفصل الأول:

- ‌أهم مصادر الفصل الأول

- ‌الفصل الثاني: أهم مجالات التخطيط المتعلقة بالمناهج الدراسية

- ‌مقدمة الفصل الثاني

- ‌أولًا: التخطيط للتربية الميدانية

- ‌ثانيًا: التخطيط لبداية ناجحة في التدريس

- ‌ثالثًا: التخطيط للتدريس فصلًا دراسيا أو عاما دراسيا

- ‌رابعًا: التخطيط لتدريس موضوع أو وحدة

- ‌خامسًا: التخطيط للعمل اليومي

- ‌سادسًا: التخطيط لتدريس الدرس

- ‌سابعًا: التخطيط لاستثمار الفروق الفردية بين المتعلمين

- ‌خاتمة الفصل الثاني:

- ‌أهم مصادر الفصل الثاني:

- ‌خاتمة الباب الأول:

- ‌الباب الثاني: الأسس العامة لتخطيط المنهج الدراسي

- ‌مقدمة الباب الثاني:

- ‌الفصل الثالث: أهم خصائص التربية الإسلامية

- ‌مقدمة الفصل الثالث

- ‌أولًا: التربية الإسلامية ربانية المصدر، عالمية الغاية، شاملة الأثر

- ‌ثانيا: ثاتبة أصولها، مرنة تطبيقاتها

- ‌ثالثا: تعد التربية الإسلامية الإنسان للحياتين، الدنيا والآخرة في توازن واعتدال

- ‌رابعًا: حث المسلم على العمل بقدر طاقته

- ‌خاتمة الفصل الثالث:

- ‌أهم مصادر الفصل الثالث:

- ‌الفصل الرابع: أهم خصائص العلم وفق التوجيه الإسلامي

- ‌مقدمة الفصل الرابع:

- ‌أولًا: طلب العلم فريضة على كل مسلم

- ‌ثانيًا: العلم كله من عند الله، ولا ينفد

- ‌ثالثا: غاية العلم هي تطبيق منهج الله في الحياة

- ‌رابعًا: العلم يحيط بجميع متطلبات الحياة وفق منهج الله

- ‌خامسًا: تتوافق فيه حقائق الكون مع حقائق الوحي

- ‌سادسًا: العلم يرفع قدر طلابه عند الله

- ‌خاتمة الفصل الرابع:

- ‌أهم مصادر الفصل الرابع:

- ‌الفصل الخامس: التوجيه الإسلامي للعلوم

- ‌مقدمة الفصل الخامس

- ‌أولًا: دوافع التأصيل الإسلامي للعلوم

- ‌ثانيًا: المفهوم والمصطلح

- ‌ثالثًا: أسس التوجيه الإسلامي للعلوم ومنهجه

- ‌خاتمة الفصل الخامس:

- ‌أهم مصادر الفصل الخامس:

- ‌الفصل السادس: أهم الاتجاهات التربوية المعاصرة

- ‌مقدمة الفصل السادس:

- ‌أولًا: أهم ملامح التطورات العالمية المعاصرة

- ‌ثانيا: أهم الاتجاهات التربوية المعاصرة

- ‌مدخل

- ‌ أهم الاتجاهات المعاصرة في سياسة التعليم:

- ‌ أهم الاتجاهات المعاصرة في تربية المعلم *:

- ‌أهم الاتجاهات المعاصرة في المناهج الدراسية

- ‌خاتمة الفصل السادس:

- ‌أهم مصادر الفصل السادس:

- ‌خاتمة الباب الثاني:

- ‌الباب الثالث: مصادر خبرات المنهج الدراسي

- ‌مقدمة الباب الثالث:

- ‌الفصل السابع: أهم خصائص المتعلم

- ‌مقدمة الفصل السابع

- ‌أولًا: أهم جوانب طبيعة المتعلم

- ‌ثانيًا: أهم جوانب شخصية المتعلم

- ‌ثالثًا: وظيفة المتعلم

- ‌رابعا: أهم خصائص نمو المتعلم

- ‌مدخل

- ‌ مرحلة التكوين:

- ‌ مرحلة الرضاعة

- ‌ مرحلة الطفولة:

- ‌ مرحلة التمييز:

- ‌ مرحلة البلوغ أو الرشد:

- ‌مرحلة الشباب:

- ‌خاتمة الفصل السابع:

- ‌أهم مصادر الفصل السابع:

- ‌الفصل الثامن: أهم خصائص المجتمع المسلم

- ‌مقدمة الفصل الثامن:

- ‌أولًا: ترسيخ عقيدة التوحيد

- ‌ثانيًا: الحكم بما أنزل الله والأخذ بالشورى والالتزام بالعدل

- ‌ثالثًا: الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌رابعا: تكوين الأسرة المسلمة

- ‌مدخل

- ‌ الترغيب في الزواج وبيان أسس اختيار كل من الزوجين:

- ‌ بيان حقوق كل من الزوجين ووقايتهما من الغواية:

- ‌ بيان حقوق الوالدين:

- ‌بيان حقوق الأولاد والحرص على تربيتهم

- ‌ وضع أسس لوقاية الأسرة من التفكك أو الانحراف:

- ‌خامسا: تحقيق كل من التضامن الإسلامي والتكافل الاجتماعي بين المسلمين

- ‌إرساء أسس المحبة وصولا إلى التضامن والتعاون

- ‌ التكافل الاجتماعي:

- ‌سادسًا: متابعة الاجتهاد

- ‌سابعًا: بث روح الجهاد في سبيل الله

- ‌ثامنا: حسن استثمار المصادر البشرية والطبيعية بالمجتمع والعمل على الارتقاء بالحياة فيه

- ‌خاتمة الفصل الثامن:

- ‌أهم مصادر الفصل الثامن:

- ‌الفصل التاسع: أهم خصائص المجال الدراسي والثقافة والعلمية والتقنية

- ‌مقدمة الفصل التاسع

- ‌أولا: المجال الدراسي

- ‌مدخل

- ‌ بالنسبة للأساسيات والتسلسل:

- ‌ بالنسبة للتطورات المعاصرة في المجال

- ‌ بالنسبة للتطبيقات:

- ‌ بالنسبة للتوجيه الإسلامي للمجال الدراسي

- ‌ بالنسبة لإسهامات العلماء المسلمين في المجال الدراسي:

- ‌ثانيًا: الثقافة العلمية والتقنية

- ‌خاتمة الفصل التاسع:

- ‌أهم مصادر الفصل التاسع:

- ‌خاتمة الباب الثالث:

- ‌الباب الرابع: أهم خطوات تخطيط المنهج الدراسى ومعوقاته

- ‌مقدمة الباب الرابع

- ‌الفصل العاشر: أهم خطوات إعداد المنهج الدراسي

- ‌مقدمة الفصل العاشر

- ‌أولا: الإعداد للمهمة

- ‌ثانيًا: أهم أسس إعداد أهداف المنهج الدراسي

- ‌ثالثا: أهم أسس إعداد محتوى المنهج الدراسي

- ‌أهم أسس اختيار خبرات المنهج الدراسي

- ‌أهم أسس تنظيم خبرات المنهج الدراسي

- ‌رابعًا: أهم أسس إعداد طرائق التدريس *

- ‌خامسًا: أهم أسس الإعداد لاستخدام وسائل تقانة التعليم *

- ‌سادسًا: أهم أسس إعداد المناشط المدرسية *

- ‌سابعًا: أهم أسس الإعداد لتقويم مخرجات المنهج الدراسي

- ‌ثامنًا: تقويم المنهج الدراسي الذي تم إعداده

- ‌خاتمة الفصل العاشر:

- ‌أهم مصادر الفصل العاشر:

- ‌الفصل الحادي عشر: أهم خطوات تطبيق المنهج الدراسي الجديد

- ‌مقدمة الفصل الخادي عشر

- ‌أولًا: التخطيط للتطبيق الميداني

- ‌ثانيًا: إعداد متطلبات التطبيق

- ‌ثالثًا: تدريب المشاركين في تطبيق المنهج الجديد

- ‌رابعًا: بث الشعور بالحاجة إلى منهج جديد، والتوعية بمتطلباته ومشكلاته

- ‌خامسا: تجريب المنهج الجديد

- ‌سادسًا: تعميم المنهج الجديد ومتابعته بالتقويم والتطوير

- ‌خاتمة الفصل الحادي عشر:

- ‌أهم مصادر الفصل الحادي عشر:

- ‌الفصل الثاني عشر: أهم معوقات تخطيط المنهج الدراسي

- ‌مقدمة الفصل الثاني عشر

- ‌أولًا: معوقات خاصة بطبيعة التخطيط التربوي

- ‌ثانيًا: معوقات خاصة بالجوانب الفنية لعملية تخطيط المناهج

- ‌ثالثًا: معوقات خاصة بالقائمين بعملية تخطيط المنهج الدراسي

- ‌رابعًا: معوقات إدارية

- ‌خامسًا: معوقات اجتماعية

- ‌سادسًا: معوقات سياسية

- ‌سابعًا: معوقات خاصة بالظروف الطارئة، وعدم اتخاذ القرار في الوقت المناسب

- ‌ثامنًا: القصور في الاعتمادات المالية

- ‌خاتمة الفصل الثاني عشر:

- ‌أهم مصادر الفصل الثاني عشر:

- ‌خاتمة الباب الرابع:

الفصل: ‌أهم أسس اختيار خبرات المنهج الدراسي

‌ثالثا: أهم أسس إعداد محتوى المنهج الدراسي

‌أهم أسس اختيار خبرات المنهج الدراسي

ثالثًا: أهم أسس إعداد محتوى المنهج الدراسي

تنقسم عملية إعداد محتوى المنهج الدراسي إلى مرحلتين الأولى: اختبار خبرات المنهج. والثانية: تنظيم هذه الخبرات، وسوف نعالج كلا من المرحلتين فيما يلي:

أ- أهم أسس اختيار خبرات المنهج الدراسي.

نعني باختيار خبرات المنهج الدراسي ما يلي:

انتقاء المواقف التربوية من مصادر خبرات المنهج الدراسي بحيث يراعى في هذا الانتقاء: أن تحقق هذه المواقف أهداف المنهج الدراسي وأن تلتزم بمتطلبات التربية الإسلامية.

ويمكن تحديد أهم أسس اختيار خبرات المنهج على النحو التالي:

1-

مراعاة خصائص المتعلم*. يعرف المختصون في علم النفس التربوي أن للفرد مراحل نمو، وأن لهذا النمو جوانب منها الاعتقادي، ومنها الاجتماعي، ومنها النفسي، ومنها العقلي، ومنها الجسمي، ولكل جانب من هؤلاء مطالب ينبغي أن تتوافر، ومشكلات ينبغي أن تحل لكي يتم النمو كما ينبغي له، وللمتعلم وظيفة حددها الله له في الدنيا، كما أن له طبيعة معينة وتكوينًا بذاته، على نحو ما بينا في الفصل السابع من هذا الكتاب.

لذلك، على من يختار خبرات المنهج الدراسي أن يضع هذا كله في عين الاعتبار، لكي يوفر للمتعلم متطلبات النمو السليم ومساعدته على الوفاء بوظيفته، وحل ما يعترضه من مشكلاته وصولًا إلى أن يتم النمو في جميع جوانبه على أفضل وجه ممكن، وأن يؤدي المتعلم وظيفته على أحسن ما يكون.

كما ينبغي أن تنال الفروق الفردية بين المتعلمين اهتمامًا خاصا عند اختيار خبرات المنهج وعند تنظيمها. فهناك فروق فردية بين من هم في العمر الزمني ذاته، ومن هم في العمر العقلي ذاته، والأفراد ليسوا سواء في النضج الجسمي كما أنهم ليسو سواء في القدرات والحاجات، ونجد بينهم الموهوب والمتوسط ودون المتوسط.

هذه الفروق من حقائق النمو التي ينبغي على من يختار خبرات المنهج ومن ينظمها مراعاتها، بحيث يقدح المنهج قدرات كل فرد ويستثمر ميوله واتجاهاته وخصائص نموه إلى أقصى حد ممكن.

* انظر الفصل السابع من هذا الكتاب.

ص: 376

2-

مراعاة مقومات المجتمع1 ومتطلبات نهضته. والمجتمع وما فيه من عقيدة وقيم وموروثات، وما له من تاريخ، وما يتوافر فيه من مصادر بشرية وطبيعية ومادية، وما له من موقع جغرافي وعلاقات بمجتمعات الجوار وعلى مستوى العالم، ومسئوليات إقليمية وعالمية، ومرحلة التقدم الحضاري التي يمر بها، وما يحوزه من علم وتقانة، وما يتطلع إليه من تقدم ورفاه، وما يواجه من مشكلات، وما يتوافر لديه من مؤسسات صناعية وزراعية وخدمية، وما يطبق من نظم سياسية واقتصادية وثقافية وإدارية وتربوية ومهنية، و

وغير ذلك من خصائص المجتمع التي ورد ذكرها في الفصل الثامن من هذا الكتاب، هي من الروافد المهمة لخبرات المنهج الدراسي، ومع أن البيئة المحلية جزء من المجتمع، إلا أن لها وضعها المتميز من حيث كونها مصدرًا لخبرات مناهج المؤسسات التربوية الكائنة فيها. فمتطلبات البيئة الزراعية من الخبرات تختلف عن متطلبات البيئة الصناعية، وكلتاهما تختلفان عن البيئة التجارية، ولذلك فإننا نؤكدها -هنا- بين روافد خبرات المناهج الدراسية في المجتمع لكي تنال حظها من الاهتمام.

3-

العناية بالمجال الدراسي2. والمجالات الدراسية هي الأخرى من مصادر خبرات المنهج الدراسي المهمة. فهي مفاتيح لآفاق الحياة. وتنقسم إلى شقين: الأول، علم الوحي وهي التي أوحى بها الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهذه تؤسس للحياة في المجتمع المسلم، وتوجه جميع أنشطة الفرد والمجتمع، وما توجه إليه واجب الاتباع، وهي لا تخضع لتغيير أو تبديل أو حذف أو إضافة. والشق الثاني هو علوم الاكتساب التي اكتسبها الإنسان -بتوفيق الله- أثناء عمارته للأرض وكدحه للارتقاء بحياته وبالحياة في مجتمعه وفي المجتمع الإنساني.

ولم تكن البشرية في حاجة إلى كل من علوم الشقين في يوم من أيام سابق الزمان مثل حاجتها اليوم. فعلوم الوحي تؤسس للأخلاق الفاضلة والمعاملات الخالية من المحرمات، وتقيم الحياة على الطهارة. وما أحوجنا لهذا بعد أن بعدت الشقة بين سلوك البشر وفضليات الأمور. وظهور الجديد في علوم الشق الثاني أصبح سمة أساسية من سمات المجلات العلمية والصحافة المتخصصة إلى أن أصبحت متابعة الجديد منها أمرًا شاقا حتى على المتخصصين. وهذا يضع أمام من يختارون خبرات المناهج الدراسية صعوبة كبيرة. فأي الخبرات يختارون؟ ما يتعلق منها بالماضي أم بالحاضر؟ وما موقفهم من المستقبل؟ وكيف يمكن المحافظة على التوازن بين هذه

1 انظر الفصل الثامن من هذا الكتاب.

2 انظر الفصل التاسع من هذا الكتاب.

ص: 377

الأزمنة. ورغم هذا، فإن عليهم أن يختاروا وعليهم أن يضعوا لاختيارهم معايير محددة تفي بالمطلوب وتحقق الأهداف المنشودة.

ولكل مجال دراسي أساسيات وتسلسل وتتابع ومفاهيم وحقائق ومهارات واتجاهات حديثة وتطبيقات في المجالات الأخرى وفي المجتمع، وللعلماء المسلمين إسهامات فيه. وهذا كله ينبغي أن يكون محل اعتبار عند اختيار خبرات المنهج الدراسي.

4-

العناية بالتقانة*. التقانة هي المصدر الأصعب بين مصادر خبرات المنهج؛ نظرًا لأنها تتقدم بصورة مذهلة، وأدواتها تتغير بمعدل يجعل من يحاول متابعتها يلهث خلفها، ولا يستطيع أن يدرك لها غبارًا؛ لذلك فإن الخبرات المتعلقة بها تتزايد بسرعة فائقة. ومع هذا فإن على من يختارون خبرات المنهج الدراسي أن ينتقوا من هذا الخضم الخبرات المناسبة ويحافظوا عليها ملاءمة لتحقيق الغرض منها، ويعملوا على نشر الثقافة التقانية داخل المدرسة وخارجها.

5-

تقديم القدوة الصالحة: الحرص على تقديم القدوة الصالحة للمتعلم في شخص الرسول الكريم ومن صحابته الأطهار ومن القيادات الصالحة في التاريخ الإسلامي، ومن العلماء المسلمين الذي قدموا إسهامات بارزة في مختلف العلوم والفنون والآداب، في الماضي والحاضر. ومن القيادات الصالحة في الوقت الحالي، ومن غير المسلمين في المجالات المناسبة. فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها.

6-

العناية بالعلوم الشرعية: مراعاة أن العلوم الشرعية هي أساس صياغة الشخصية المسلمة ودليل الحياة الإسلامية من حيث معرفة الأطر الصحيحة للعقيدة والعبادات والمعاملات والأخلاق، ومن ثم ينبغي أن تتبوأ مكانها اللائق في المناهج الدراسية.

7-

العناية باللغة العربية: إن اللغة العربية هي وعاء علوم الوحي، والقناة الوحيد المباشرة لتفهم ما حوت هذه العلوم من معان، وإدراك ما ورد فيها من مفاهيم وقواعد. كما أنها وعاء تراث الأمة الإسلامية؛ لذلك ينبغي أن تسهم مناهج جميع العلوم في مساعدة المتعلم على اكتساب المهارات الخاصة بإتقانها.

8-

العناية بالعلوم الطبيعية والبحتة والتطبيقية: فإن هذه العلوم تعيد تشكيل حياتنا اليومية بما يستحدث فيها كل يوم. وما يستجد لها من تطبيقات. لذلك، فإن من يختار خبرات المنهج الدراسي ينبغي أن يتحرى الحديث منها لكي يسهم المنهج في تكوين الأجيال بما يناسب عصرهم من تطور في مختلف مناشط الحياة.

* انظر الفصل التاسع من هذا الكتاب.

ص: 378

9-

العناية بالعلوم والفنون والآداب: إن العلوم والفنون والآداب وعلوم المستقبل والبحث العلمي. جميعها مجالات مهمة لتزويد الفرد بمفاتيح لمغاليق الحياة المعاصرة ومساعدته على سبر غورها. والتفاعل معها بثقة وإبداع.

10-

العناية باللغات الأجنبية: مراعاة أن اللغات الأخرى توصل إلى فهم ثقافات من يتحدثونها. وأن بعض هذه اللغات أصبحت وعاء للتقدم العلمي والتقاني المعاصر. ومن ثم لا يمكن دراسة العلم والتقانة إلا بإتقانها.

11-

تحقيق التتابع والاتصال الداخلي والخارجي. المحافظة على تتابع خبرات المنهج واتصالها عند اختيارها يحقق التتابع الداخلي لخبرات المنهج واتصالها عند تنظيمها. فعلى سبيل المثال، لا يمكن بسهولة تقديم خبرات المنهج المتعلقة بالمفعول به على خبرات المنهج الخاصة بالفاعل؛ وذلك لأن تقديم المفعول به يكون أسهل عند المعرفة المسبقة للفاعل. وكذلك الأمر بالنسبة لتقديم عملية الضرب قبل تقديم عملية الجمع في الحساب.

فلكل علم تتابعات ينبغي مراعاتها عند اختيار خبرات المنهج بحيث لا توجد فجوات أو تكرار في تسلسل خبرات المنهج، بل تكون هذه الخبرات سلسلة متصلة الحلقات. وكذلك الأمر بالنسبة للمقرارت الدارسية. فمعظم المقررات لها متطلب سابق. لذلك ينبغي أن يأخذ من يختار خبرات المناهج لمختلف مستويات الدراسة ذلك في الاعتبار.

أما التتابع والاتصال الخارجي فيمكن توافره بملاحظة تتابع خبرات المنهج لخبرات المنهج الذي يسبقه وتمهيدها لخبرات المنهج الذي يتلوه، فعلى سبيل المثال، تبنى خبرات منهج الرياضيات في الصف الثاني من المرحلة الثانوية على ما سبق تقديمه من خبرات الرياضيات في الصف الأول الثانوي -بالدرجة الأولى- كما تكون خبرات الصف الثاني وما سبقه أساسًا لخبرات منهج الرياضيات للصف الثالث من المرحلة الثانوية. لذلك ينبغي عند اختيار خبرات خبرات المناهج ملاحظة تتابعها واتصالها مع السابق عليها والتالي لها، والحرص على عدم وجود فجوات أو تكرار فيما بينها.

12-

تحقيق التكامل الداخلي والخارجي، من الأهمية بمكان أن تتكامل خبرات المنهج فيما بينهما، فتؤسس الخبرات الشاملة أو العامة للخبرات الأكثر تخصصا، ومجالات تحقيق تكامل المنهج متعددة بتعدد مستوياته وتنوع خبراته. فمثلًا أساليب التفكير وحل المشكلات والتعليم الذاتي والمهارات الأدائية والتطبيقية والابتكارية وغير ذلك من المهارات الأساسية. ينبغي أن تتكامل في بنية معرفية دون عزل واحدة عن الأخرى. وسواء تعلقت المهارة بالمجال الحركي للأهداف أو المجال العاطفي أو الوجداني. فإنها تتحقق عن طريق خبرات في المنهج من خلال المحتوى أو طرائق التعليم أو المناشط أو التقانة أو التقويم، بحيث تتكامل جميعها

ص: 379

في داخل العملية التعليمية، أي: إن كل خبرة تختار للمنهج تكون مجالًا للتعلم من خلال مختلف عناصر المنهج.

أما التكامل الخارجي للمنهج فيتعلق بتكامله مع مقررات المناهج الأخرى.

فعلى سبيل المثال نجد مناهج الفيزياء والكيمياء تحتاج إلى خبرات معينة من مناهج الرياضيات. وكذلك الأمر بالنسبة لمناهج الإحصاء. لهذا فإنه إذا تم اختيار خبرات أحد هذه المناهج في معزل عن المناهج الأخرى. فإن هذا يكون سببا في الهدر التربوي، ويعوق مسيرة العملية التعليمية بالمستوى المطلوب.

13-

تحقيق الشمول والتنوع في الخبرات: شمول خبرات المنهج وتنوعها مطلب مفهوم مقاصده مدركة غاياته؛ وذلك نظرًا لاتساع أمور الحياة وتشعبها وتنوع حاجات تنمية الفرد والمجتمع ورحابة آفاقها. والشمول والتنوع مطلب ملح -أيضًا- لمقابلة الفروق الفردية بين المتعلمين، ليس فقط في الخبرة وجوانب النمو والخصائص النفسية كما بينا من قبل، ولكن أيضًا للاختلاف في مصادر الخبرة في الأسرة نتيجة لاختلاف المستويات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية بينها، والشمول والتنوع مطلب يلح في وجوده ازحام حجرات الدراسة بالتلاميذ، ومن ثم التعددية في مستويات التحصيل والمشكلات الخاصة بها. ويدعو للشمول والتنوع والاتساع غير المسبوق في حاجات سوق العمالة والتنوع فيها. ومن أهم العوامل الداعية لشمول خبرات المنهج وتنوعها، تعدد أهداف المنهج التربوي واتساع نطاق مجالاتها ثم تنوع مستويات تحقيق هذه الأهداف.

وكما يتضح من شكل "8" ينبغي وجود خبرات تركز على المفاهيم والحقائق والمهارات والتطبيقات، وإسهامات العلماء والاتجاهات الحديثة مع توجيه هذا كله توجيهًا إسلاميا.

ص: 380

يضاف إلى ما سبق، أن الرتابة تورث الملل وعدم التنوع يسبب العزوف، وعدم التوازن يؤدي إلى عدم التكافؤ في الحصيلة الخبرية. لذلك فإن الحرص على تنوع الخبرات، إضافة إلى أنه يجنب المتعلم هذه المشكلات فإنه يكون مدعاة إلى تأهيل المتعلم بخبرات أوسع مدى، ويساعده على استخدام قدراته المتعددة والوفاء بحاجاته المختلفة، ويتيح له فرصة أكبر لاكتساب المهارات. وإذا ما حقق اختيار خبرات المناهج، هذا كله كان أدعى إلى تقديم منهج متوازنة خبراته، متنوعة مجالاته.

وكما يتضح من شكل "9" توجد خبرات محسوسة وأخرى غير محسوسة، وتوجد الخبرات المباشرة كما توجد غير المباشرة، وتوجد الخبرات البسيطة كما توجد المركبة، وغير ذلك من أنواع الخبرات المبينة في الشكل. ولكل نوع مستويات مختلفة في التحصيل، كما أن هناك فروقًا فردية بين قدرات الطلاب على تحصيلها.

ص: 381

14-

تحقيق التوازن بين مجالات خبرات المنهج، إن أسباب التنوع الذي ذكرنا ضرورته سابقًا، يحتاج إلى ضابط آخر يحدث التكافؤ فيما بينها، وفيما بينها وبين غيرها من المؤثرات في العملية التعليمية. وذلك من خلال مراعاة التوازن بين الخبرات التي تختار في كل جانب. فالتوازن بين الخبرات الخاصة بمجالات الأهداف أمر ضروري. فمثلًا التوازن بين الخبرات المتعلقة بعبادة الله والخبرات المتعلقة بعمارة الأرض وفق منهج الله لا مندوحة عنه، والتوازن بين الخبرات المتعلقة بتربية المتعلم من حيث كونه إنسانًا وتلك التي تعده لمتابعة تعليمه في المراحل التالية أمر جوهري، والتوازن بين الاتساع والعمق في هذه الخبرات لا يمكن تجاهله. فالتوازن خاصة أساسية ينبغي أن يحققها من يختار خبرات المنهج الدراسي، حتى لا يحدث في المنهج إفراط في خبرات جانب على حساب التفريط في خبرات جانب آخر.

15-

تحقيق الحداثة والمعاصرة. فإلى جانب ما سبق ذكره من الأسس المهمة لاختيار خبرت المنهج نضيف أساسًا ينطلق وجوده من طبيعة العصر الذي نعيشه.

فمن أهم سمات هذا العصر ثراؤه العلمي وغزارة ما يتدفق من مناهله من مهارات.

لذلك ما لم تواكب خبرات المناهج الدراسية هذه الغزارة وذاك التدفق، سوف تتخلف وتحدث انفصاما بين الأجيال التي تدرسها من ناحية ومقومات الحياة المعاصرة من ناحية أخرى، كما هو الحال الآن في عالمنا العربي الإسلامي.

وهناك مجال آخر للحداثة، وهو التقانة التي تتطور بسرعة مذهلة وتتسع تطبيقاتها اتساعًا وعمقًا في حياتنا، إلى أن أصبح استيعابها من العوامل الفارقة بين الأمم في شتى بقاع الأرض.

وهناك مجال هام ثالث للحداثة هو التجديد التربوي بعامة وفي مجال المناهج بخاصة. فتفريد التعليم والتعليم عن بعد والتعليم المصغر والتنظيم الحلزوني لخبرات المناهج، أو طبقًا لمفهوم البنية المعرفية والمنهج التقني والمنهج الإنساني، ما هي إلا أمثلة من المستحدثات التي ينبغي أن تؤخذ في الاعتبار عند اختيار خبرات المنهج أو تنظيمها، يضاف إلى هذا اتباع الأسلوب العلمي في جميع العمليات الخاصة بتخطيط المناهج الدراسية.

16-

تحقيق المرونة في بنية المنهج. إن التغيرات التي تتعلق بكل من المتعلم والمجتمع والعلم والتقنية والتربية والبيئة المحلية وغيرها تقتضي أن يستوعب المنهج الدراسي ما يحدث من هذه التغيرات، ويكون قابلًا للتطوير بما يواكبها دون أن تهتز بنيته أو يحتاج إلى إعادة بناء من جديد. وهذه المرونة لا تتحقق بالمستوى المطلوب ما لم يؤسس لها من يختار خبرات المنهج. فمثلًا، إذا رأى منظمو المنهج أن تتحقق هذه المرونة عن طريق إتاحة فرص لأن يختار المتعلم من مساقات تعليمية.

ص: 382

عدة، فإن هذا يتوقف على وفرة الخبرات التي يتيحها له من يختار خبرات المنهج لكي يستطيع تحقيق ذلك.

ومن مقتضيات المرونة أن تسمح الخبرات المتاحة في المنهج -وهذه مهمة من يختارها- بأن تنظيم هذه الخبرات في مستويات عدة يراعي منظمو المنهج من خلالها الفروق الفردية بين المتعلمين، والتنوع في طرق التدريس وفي النشاط التربوي، وفتح قنوات الاتصال بين جوانب المنهج المختلفة، بحيث يصبح نظامًا تربويا متكاملًا.

17-

أن تشمل مناهج المراحل الأولى من التعليم قدرًا من العلوم الشرعية يساعد على صياغة شخصية المتعلم صياغة إسلامية. وشكل "10" يقدم اقتراحًا بالنسبه لتوزيع خبرات المنهج الدراسي في مختلف مراحل الدراسة، فيما يتعلق بالخبرات الخاصة بالعلوم الشرعية واللغة والعربية والخبرات الخاصة بالعلوم الأخرى بالنسبة لغير المتخصصين في العلوم الشرعية واللغة العربية.

كما يتضح من هذا الشكل، فإن الخبرات المتعلقة بالعلوم الشرعية واللغة العربية لغير المتخصصين فيها، يستمر في جميع مراحل التعليم حتى الدراسات العليا، وأنها تحتل المساحة الزمنية الكبرى في المرحلة الابتدائية، ثم تفسح مجالا للعلوم الأخرى مع التقدم في سلم التعليم؛ وذلك لأن شخصية الفرد وقيمه ونظرته

ص: 383

إلى الإنسان والكون والحياة تتكون في مراحل التعليم الأولى؛ ولأن المهارات المتعلقة باللغة العربية ينبغي أن تظل ملازمة للمتعلم في مسيرته التعليمية.

18-

أن يبدأ المنهج بتقديم خبرات فرض العين وفق مقتضى الحال -مثل الجنس والعمر الزمني والنضج العقلي- وحاجة كل من التخصص والمهنة.

وكما يلاحظ القارئ فإن خبرات فرض العين تحتل أكبر مساحة في المرحلتين الابتدائية والإعدادية والثانوية؛ نظرًا لأنه بانتهاء المرحلة الثانوية على الأكثر، ينبغي أن يكون الفرد قد وقف عن يقين وبصيرة على ما لا يصح إسلامه إلا به من العقيدة والعبادات والمعاملات والأخلاق، وإدراك ما هو من الأساسيات وما هو من الفروع.

وهذا يقيه من الوقوع فريسة للدعوات المدمرة التي تجعل من الفروع أساسيات بغية إغراء شباب الأمة بالتخلي عن الأساسيات والتمسك بالفروع، ومن ثم التنازع بينهم وبين علماء الأمة، وبين من يهتمون بهذه ومن يهتمون بتلك من عامة الناس.

وفرض العين لا يقف عند هذا الحد، فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فلكي يشارك المسلم في حياته الأسرية وفي المجتمع على هدى وبصيرة، لا بد له من

ص: 384

معرفة بالمفاهيم المتعلقة بإعداد ميزانية الأسرة وتنفيذها وتقويم مخرجاتها، ولا بد للمسلمة من معرفة كيفية تربية أطفالها بما يناسب طبيعتهم ونضجهم الجسمي والعقلي والنفسي. وكلاهما ينبغي أن يؤهل نفسه لخدمة مجتمعه، والتاجر والزارع والطبيب والمهندس مع أن مهنهم تتعلق بفرض الكفاية إلا أن الواجبات الشرعية المتعلقة بهذه المهن تصبح فرض عين على أصحابها، وإن كان لدى المسلم مال وجب عليه معرفة زكاته، وإذا باع واشترى وجب عليه معرفة ما يخص البيوع

وهكذا نجد أن ما يكون فرض كفاية عند البعض يكون فرض عين عند آخرين. وعلى المنهج أن يعلمهم هذه الأمور بقدر حاجتهم.

19-

أن يعمل جميع المعنيين بتخطيط مناهج العقيدة على تنقيتها من الشوائب. ينبغي تنقية العقيدة مما يشوبها من آثار المتكلمين عن فرق بادت، وعن آراء لم يعد لها معنى ولا وجود في عالمنا المعاصر، مما يشغل الطالب دون جدوى تذكر. والتأكيد على جوهر العقيدة والرد على المذاهب المعاصرة المنحرفة ودعوات الجهالة التي تلاحق الشباب لتجذبهم إليها وصولًا إلى دفعهم إلى التطرف.

20-

أن لا تكون الخبرات التي يقدمها المنهج في التوحيد أو الفقه أو التفسير أو غيرها من العلوم الشرعية مجموعة من الحقائق يستظهرها الطلاب للامتحان ثم يطويها النسيان. ولكن ينبغي أن يكون حضورها مستمرا في نظرة الطلاب إلى الكون والإنسان والحياة. وذلك عن طريق إتاحة المنهج له فرص التوسع في البحث والاستقصاء وإجراء البحوث والدراسات الفردية والجماعية، والتطبيق في البحث والاستقصاء، وإجراء البحوث والدراسات الفردية والجماعية، والتطبيق في مواقف من حياة المتعلمين اليومية تثري هذه الخبرات وتغنيها وتثبتها في أذهانهم.

21-

ينبغي ألا تقتصر خبرات منهج التاريخ على سرد الأحداث والوقائع في تسلسلها التاريخي أو الموضوعي فقط. ولكن ينبغي أيضًا أن يقف الطالب في النهاية على السنن التي أقام الله عليها العلاقات البشرية من حيث الأسباب والنتائج وتفنيد الأحداث والوقوف على آثارها في حركة الحياة، واستخلاص العبر وتوظيفها في تشوف المستقبل.

22-

ألا تقتصر مناهج الجغرافيا عند سرد حقائق التضاريس والطقس ونشاط السكان. في كثير من الأحيان تقتصر مناهج الجغرافيا على حقائق التضاريس والطقس والنشاط السكاني وحركة المجموعات البشرية وتفاعلها الاقتصادي وغير ذلك. ولكن ينبغي أن تتعدى المناهج هذا إلى إثارة التفكير حول أمور مثل السنن الكونية، من حيث تكامل دورة الحياة في الإنسان والحيوان والنبات،

ص: 385

والأنساق المتعددة في الكواكب والنجوم وغيرها ووظائفها.. ودقة صنع الخالق لهذا كله، والتكامل الاقتصادي الذي يمكن أن يتحقق بين الأقطار الإسلامية ومتطلباته، والتكامل الواعي بين المسلمين وغيرهم.

23-

ألا تقتصر مناهج العلوم على تقديم مجموعة من الكشوف العلمية البشرية. تتوقف خبرات مناهج العلوم في كثير من الأحيان على تقديم الكشوف العلمية البشرية وتسلسها، وتطور الفكر العلمي ومنهجه، وتكوين المادة وانشطار عناصرها أو اتحادها، وآثار ذلك كله على الإنسان، ولكن ينبغي أن يشمل أيضًا التأكيد على قدرة الله الذي أودع هذه الأسرار كلها في هذا الكون، مما يؤكد قدرة الخالق تعالى على الخلق، وعلى إقدار الإنسان على الكشف عن كوامن هذا الخلق، وحفزهم على مواكبة المستحدث في العلوم، وإطلاق طاقاتهم الإبداعية للارتقاء بالحياة الإنسانية بعامة وتقدم الأمة الإسلامية والوطن بخاصة.

24-

أن يراعي تنقية مناهج العلوم الاجتماعية بخاصة مما أصابها من تلوث.

ينبغي اختيار خبرات مناهج العلوم الاجتماعية وفق التوجيه الإسلامي وتجلية حقيقة الخلق بأن الله سبحانه قد خلق الكون بما فيه من أحياء وجوامد ومجرات وأنساق للكواكب وسموات وأرضين وغيرها. وخلق الإنسان على هيئته من تراب ووهبه البيان وكرمه وجعل وظيفته في الحياة الدنيا عمارة الأرض لصالح البشرية كلها، وليس لتطويعها لصالحه الخاص أو لصالح مجتمع بذاته أو أمة بذاتها دون غيرها من الأمم، وأن استغلال الإنسان للإنسان وتحقير الإنسان للإنسان وغير ذلك من العنصرية، لا يساعد على تكوين مجتمع صالح.

25-

العناية بالمناسب من الفنون. يتصور البعض -خطأ- أن بين الدين الإسلامي والفنون خصومة، في حين أن الفن الإسلامي قد أثرى مسيرة الفن في العالم بإسهاماته الطيبة، ولم يرفض إلا ما يخالف منهج الله. لذلك ينبغي عند اختيار خبرات المنهج العناية بالفن مع الالتزام بحدود الدين الإسلامي في تناوله.

26-

العناية بالتربية الرياضية لأهميتها في صقل شخصية المتعلم. فإضافة إلى دورها الأساسي في التربية الجسمية، فإنها تسهم في ملء أوقات فراغ المتعلم، وفي تربيته تربية اجتماعية، وتنمية قدرته على التوافق النفسي، وتنمية مهاراته القيادية والحركية.

27-

العناية بإسهامات العلماء المسلمين في الحضارة الإنسانية. إن للعلماء المسلمين كشوفهم التي أسهمت في تقدم الإنسانية. ورغم ذلك لم تأخذ حقها من

ص: 386

الدراسة والإعلام. والمتعلم المسلم أحق الناس بدراستها ومعرفتها، والوقوف على إنجازاتها ليس فقط في الحضارة الإنسانية، ولكن أيضًا في تنمية مختلف العلوم والفنون والآداب.

28-

العناية بالبحث العلمي وحل المشكلات. ينبغي أن تتيح الخبرات للمتعلم اكتساب المهارة في كل من البحث العلمي وحل المشكلات وممارسة طرق التفكير. فإن هذه الخبرات من أهم ما يحتاجه المتعلم في حياته المعاصرة.

29-

العناية بالتربية القيادية. بمعنى أن تتيح الخبرات فرصًا للتربية العملية، والتطبيق الشامل على الريادة الحركية، في مواقف حقيقية تساعد على صياغة الفرد من خلال حركة جماعية نحو تحقيق واقع صحيح للحياة الإسلامية القادرة على التفاعل الواعي مع حركة العولمة والاستقطاب في الكونية، والإسهام في مسيرتها.

30-

أن يراعي خصائص كل من الفتيان والفتيات. فإن لكل من الفتى والفتاة طبيعته ووظيفته في الحياة. وينبغي على المنهج الدراسي أن يقدم لكل منهما الخبرات المناسبة لفطرته واستعداداته ووظيفته في عمارة الأرض بعامة وتنمية المجتمع المسلم بخاصة؛ لأن مخالفة خبرات المنهج لهذه الفطرة تتسبب في عجز كل منهما عن الوفاء بمهماته في الارتقاء بحياته وحياة الأسرة، وفي تقدم المجتمع على وجه العموم، ويحول دون انطلاق القدرات المبدعة عند كل منهما.

31-

العناية بالترفيه. إن الترفيه حافز من حوافز العمل، وعامل على تجديد الطاقة والتهيئة لبذل مزيد من الجهد في العمل. لذلك ينبغي تضمين خبرات المنهج خبرات ترفيهية مناسبة لمختلف الأعمار ومستويات النضج والبيئة الاجتماعية والطبيعية.

ص: 387