الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وغني عن القول، أن التطبيق سوف يحتاج إلى مزيد من المعلمين ومزيد من المصادر التعليمية، وغير ذلك من متطلبات التطبيق وفق التوسع في عدد مدارسه.
ولا يزال هناك آخرون ينبغي أن ينضموا إلى فريق الإشراف على التطبيق من ذوي العلاقة في مجتمع مدارس التطبيق، مثل المشرف الاجتماعي أو الأخصائي النفسي لما له من صلة بأمور مثل الإرشاد التعليمي وتقسيم الطلاب وفق قدراتهم التحصيلية، ومثل المهنيين الذين سوف يصورون الأوراق ويقومون بأعمال الصيانة، والإداريين الذين سيتابعون توافر الكتب الدراسية وأدلة المعلمين وغيرها من المصادر التعليمية التي ينبغي أن تتوافر في مدارس التطبيق في الوقت المناسب.
وكل من هؤلاء يكون في حاجة إلى أمرين: الأول، تحديد مسئولياته الشخصية ودرجة حريته في التصرف تحديدًا دقيقًا، والثاني، التدرب على القيام بها.
ثانيًا: إعداد متطلبات التطبيق
المواد اللازمة لعملية التطوير متنوعة. فمنها ما تتعلق بالتوعية بضرورة عملية تخطيط المنهج، وبث الشعور بالواجب نحوها، وبيان ما تحتاجه هذه العملية من إمكانات مادية وبشرية، وما يمكن أن يحدث من مشكلات في أثناء تنفيذها، ومهمات مختلف الجهات أفرادًا، وهيئات ومؤسسات تجاهها. وقد تحتاج هذه التوعية إلى نشرات وربما استبانات ومواد الندوات والمحاضرات، وبرامج تبث في الإذاعة والتلفاز، وخطب تلقى في المساجد، وبيانات منتظمة للإعلام وبخاصة للإذاعة والتلفاز ونشرات للمسئولين والقيادات والمهنيين ذوي العلاقة، وغير ذلك من المواد ذات الطبيعة الإعلامية والإخبارية وغيرها مما تستلزم طبيعة سير العمل في تطبيق المنهج التخاطب به مع الغير. وهذه تبدأ الحاجة إليها مع بداية عملية التطبيق، ويسهم فيها إلى جانب الجهاز الفني، الجهاز الإداري لعملية التطبيق. وتستمر الحاجة إليها إلى أن تنتهي هذه العملية.
وهناك مواد علمية مهمة ينبغي إعدادها، منها ما يتعلق بالمصادر التعليمية الخاصة بكل من المعلمين والطلاب. وهذه هي حجر الزاوية بالنسبة لعملية تطبيق المناهج الدراسية؛ لأنها تجمع أطراف المنهج الدراسي وطرائق تعليمه في ثناياها، وتحتاج إلى فريق عمل متكامل يتعاون على إعدادها بالصورة المطلوبة والمحتوى المناسب.
والواقع أن المصادر اللازمة لعملية تطبيق المنهج لا تقتصر على هذه التي تخص كلا من المتعلم والمعلم والإعلام كما يتصور البعض، ولكنها تمتد لتغطي حاجات كل من أولياء الأمور الذين يمكن أن تعد لهم نماذج لتقارير دورية عن تقدم أبنائهم في المنهج والمشكلات التي يواجهونها، وجهود المؤسسة التربوية في حلها، واستبانات يعبئونها عن ملاحظاتهم على أبنائهم، وينبغي إعداد نشرات توجه
إلى مؤسسات المجتمع والجماعات المهنية توضح لها مدى وفاء المنهج الجديد بحاجتها من الخبرات، ونشرات إلى دو النشر توضح لهم الجوانب التي ينبغي أن تسهم فيها هذه الدور؛ لإحداث التثقيف المناسب عن المنهج الجديد، وإبراز ما يتناوله من مفاهيم وحقائق ومهارات وتطبيقات، يضاف إلى ما سبق إعداد كتيبات لتثقيف كل من المتعلمين والمعلمين والموجهين ومديري المؤسسات التربوية عن المنهج الجديد وأهميته ومميزاته.
ومن المصادر التي ينبغي توافرها نماذج التقويم، ليس فقط لتقويم تحصيل المتعلم وأداء المعلم داخل المؤسسة التربوية، ولكن أيضًا لتقوم المهارات التي يكتسبها المتعلمون من التدريبات العملية والتطبيقية، التي قد يؤدونها خارج المدرسة في المصانع وغيرها من المؤسسات الإنتاجية والخدمية والمهنية في المجتمع، وفيما يلي نحاول إعطاء مثال عن أهم المصادر الخاصة بكل من المتعلم والمعلم.
فبالنسبة للمتعلم، ينبغي مراعاة ما يلي في المصادر الخاصة به:
1-
أن تناسب مستوى نضج المتعلمين وسابق خبراتهم. ويساعد في هذا -بالدرجة الأولى- المتخصصون في علم النفس وفي المناهج وطرائق التعليم.
2-
أن تستخدم أكثر أساليب التعلم عطاء بعد التجريب. ويساعد في هذا -بالدرجة الأولى- المتخصصون في علم النفس التربوي والمتخصصون في طرائق التعليم.
3-
أن تتنوع طرائق عرض المادة لاختيار أفضلها. ويساعد في هذا - بالدرجة الأولى- المتخصصون في المناهج وطرائق تعليم المادة الدراسية التي يطبق منهجها.
4-
أن تهتم بالتطورات الحديثة في المادة الدراسية وتكاملها الرأسي.
ويساعد في هذا المتخصصون في المادة الدراسية -بالدرجة الأولى- ثم المتخصصون في طرائق التعليم.
5-
أن تستخدم أحدث التقنية التعليمية المناسبة. ويساعد في هذا -بالدرجة الأولى- المتخصصون في تقنية التعليم والمتخصصون في طرائق التعليم.
6-
أن تراعي التكامل الأفقي بين المنهج المراد تطبيقه ومناهج المواد الأخرى التي يدرسها المتعلمون. ويساعد في هذا -بالدرجة الأولى- الموجهون والمدرسون وموجهو المواد الأخرى ذات العلاقة ومدرسوها.
7-
أن تشمل تطبيقات عن البيئة المحلية والمجتمع، ويساعد في هذا -بالدرجة الأولى- الموجهون والمعلمون والمتخصصون في المناهج وطرائق التعليم، وبعض قيادات المؤسسات الإنتاجية والخدمية والهيئات المهنية في المجتمع.
8-
ألا يحدث توسع في التطبيق إلا بعد التقويم العلمي، وبناء على نتيجته يتقرر التوسع من عدمه. ويساعد في هذا فريق يتكون ممن سبق ذكرهم إضافة إلى أعضاء مجتمع المؤسسة التي يجري فيها التجريب.
ويمكن أن يسهم في جميع ما سبق موجهون ومعلمون مما سبق لهم خبرة في تطبيق المناهج، فإن خبرتهم العملية لها عطاؤها المتميز.
ولا تقتصر المواد التعليمية الخاصة بالمتعلمين على المحتوى الذي سوف يدرسونه. فهناك مواد التقنية التعليمية وأجهزتها وأدواتها، وقد تدعو الحاجة إلى ورشة يعد فيها المتعلمون بعض أدواتها، وهناك خطط النشاط المدرسي وما تحتاجه من اتصالات وترتيب لزيارات، وتجهيز لأدوات ومواد ولوازم أخرى، وهناك المعامل التي قد يتطلبها تطبيق المنهج، وما تحتاجه من أجهزة وأدوات ومواد. وكل هذا ينبغي توافره.
ولا يمكن أن يتم تطبيق منهج ما، دون توافر مكتبة مناسبة للمتعلم، ولا نعني هنا أن تكون مكتبة مستقلة، ولكن الذي نعنيه أن تستجيب مكتبة المدرسة لحاجة المتعلم، فتحوي كتبًا مناسبة لمستوى مهاراته في القراءة ومستوى تحصيله في المادة الدراسية، ومحتواها أقرب ما يكون إلى محتوى المقرر الدراسي الذي يدرسه، ويكون فيها ثراء في التطبيقات العلمية في داخل المقرر وفي المقررات الأخرى وفي الحياة اليومية، وتتعدد فيها الكتب التي يتواتر فيها هذا كله وتتنوع. وأهم ما ينبغي توافره بالمكتبة وجود المواد التي تساعد المتعلم على التعليم الذاتي. وتحفزه على الاستمرار فيه، ويجد المتعلمون على اختلاف قدراتهم ومستويات ذكائهم ما يتحدى قدراتهم ومهاراتهم دون أن يتسبب في إحباطهم.
أما المعلم، فإن المصادر اللازمة له متعددة ومتنوعة، فمن أهم هذه المصادر ما يتعلق بعملية التطبيق نفسها، فغني عن الذكر أنه لكي يسهم المعلم بفعالية ويكون على علم وبصيرة بهذه العملية، ينبغي أن يستوعبها ويعرف مهماته فيها، وبخاصة أن يحيط بأهدافها إحاطة كاملة، ويمهر في ترجمة هذه الأهداف إلى أداءات وسلوك. وأن يعرف الأساليب والخطوات التي سوف تطبق في عملية التطبيق، وأن يعرف المعوقات التي قد تعترض طريقها، ويعمل على الوقاية من الوقوع فيها، وهذا لا يتم فقط عن طريق المناقشات التي يشترك فيها مع بقية فريق التطبيق والاطلاع على
السجلات الخاصة بالعملية، ولكن بالإضافة إلى هذا، ينبغي أن يطلع على تجارب مماثلة تمت في تطبيق مناهج المجال نفسه في المجتمع نفسه بخاصة، وفي غيره من المجتمعات المتقدمة بعامة.
ومن المصادر المهمة أيضًا دليل المعلم. فدليل لمعلم بالنسبة للمنهج الجديد أو المطور يعتبر حجر الزاوية فيما يتعلق بنشاط المعلم في تطبيق المنهج الجديد. فالدليل إضافة إلى أنه مرشد للمعلم، فإنه يمده بكثير من المعلومات التي يحتاج إليها. ففيه يجد لمعلم أهداف كل درس، وتوجيهات بأهم طرائق التعليم والمناشط وتقنية التعليم التي يمكنه أن يستخدمها في تقديم الدروس للمتعلمين، كما أنه يمد المعلم بنماذج من الأسئلة المتدرجة في الصعوبة عن كل درس يميز بعض منها للمتفوقين، ونماذج للاختبارات الحديثة، وإرشادات إلى مصادر يمكن أن يرجع إليها المعلم لمزيد من الاطلاع، وقد يحتوي نماذج لإعداد الدروس.
ويحتاج المعلم من المكتبة إلى معلومات وافية عن عملية التقويم؛ نظرًا لأهميتها في عملية التعليم والتعلم. ومجالات التقويم كثيرة منها: تقويم أداء المعلم، وتقويم تحصيل المتعلم، وتقويم المنهج الجديد، وتقويم التوجيه الفني، وتقويم الإدارة المدرسية. وكل من هذه المجالات يحتاج إلى نموذج لتقويمه؛ لذلك
ينبغي عليه أن يكون قادرًا على إعداد نماذج متعددة من الاختبارات الخاصة بتقويم كل من المتعلم والمنهج على الأقل، ويحسن تطبيقها وتحليل بياناتها وتفسير نتائجها والاستفادة من التغذية العائدة منها.
ويحتاج المعلم إلى اكتساب المهارة في التدريس العلاجي والتدريس الوقائي، واستثمار التغذية العائدة في التخطيط لهما وتنفيذهما وتقويم نواتجهما، وفي استخدام الأنشطة الترويحية من تاريخ العلوم وغيره من المصادر لحفز المتعلمين على دراسة المادة. ولا يمكن تكوين هذه المهارة دون معلومات كافية متنوعة من خلال مكتبة متكاملة.
ومن الأهمية بمكان أن تكون المكتبة مصدرًا للبحوث في مناهج المادة نفسها، وكيفية تغذية المتفوقين بالخبرات المناسبة لقدراتهم. ومعالجة مشكلات تحصيل المتعلمين بخاصة ومشكلاتهم الأخرى بعامة وإرشادهم في مسيرتهم التعليمية.
وتشمل متطلبات التطبيق توجيهات لبقية أعضاء مجتمع المؤسسة التربوية تشمل مهمات كل منهم في تطبيق المنهج الجديد وأمثلة لأساليب أدائها بمهارة والإجراءات التي يمكنه استخدامها لتحقيق ذلك.