الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(11) - (90) - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي ذَلِكَ
(33)
- 484 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَكَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَتِفًا،
===
(11)
- (90) - (باب الرخصة في ذلك)
أي: في ترك الوضوء من أكل شيء طبخته النار؛ لأن ما طبخته النار ومسته لا ينقض الوضوء.
* * *
واستدل المؤلف رحمه الله تعالى على هذه الترجمة بحديث ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما-، فقال:
(33)
- 484 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو الأحوص) سلام بن سُليم الحنفي الكوفي، ثقة، من السابعة، مات سنة تسع وسبعين ومئة (179 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن سماك بن حرب) بن أوس الذهلي الكوفي، صدوق، من الرابعة. يروي عنه:(م عم)، مات سنة ثلاث وعشرين ومئة (123 هـ).
(عن عكرمة) أبي عبد الله الهاشمي مولاهم؛ مولى ابن عباس، ثقة ثبت، عالم بالتفسير، من الثالثة، مات سنة أربع ومئة، وقيل بعد ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن ابن عباس) -رضي الله تعالى عنهما-.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
(قال) ابن عباس: (أكل النبي صلى الله عليه وسلم كتفًا) من الشاة، كما
ثُمَّ مَسَحَ يَدَيْهِ بِمِسْحٍ كَانَ تَحْتَهُ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ فَصَلَّى.
(34)
- 485 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ،
===
هو مصرح به في رواية أبي داوود، والكتف -على وزن فرح ومثل جبل-: ما بين رأس العضد والعنق، (ثم مسح يديه بمسح) قال السندي: المسح -بكسر الميم وسكون السين وبالحاء المهملتين-: ثوب غليظ من الشعر (كان) مفروشًا (تحته، ثم قام إلى الصلاة، فصلى) أي: ولم يتوضأ، واتفقوا على أن هذا الحديث ناسخ لما تقدم، فالحديث نص صريح في عدم انتقاض الوضوء بأكل ما مسته النار، قيل: والحكمة في الأمر بالوضوء مما مست النار في أول الإسلام ما كانوا عليه من قلة التنظيف في الجاهلية، فلما تقررت النظافة وشاعت في الإسلام .. نسخ الوضوء تيسيرًا على المؤمنين. انتهى "سندي".
قال المنذري: وأخرج هذا الحديث البخاري ومسلم في "صحيحيهما"، وأخرجه أبو داوود في الطهارة (75)، باب في ترك الوضوء مما مست النار، رقم (185)، والنسائي في (133)، باب ترك الوضوء مما غيرت النار، رقم (183) من حديث ابن عباس من غير مسح اليد، ورواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" في كتاب الوضوء.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح متفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لهذا الحديث بحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، فقال:
(34)
- 485 - (2)(حدثنا محمد بن الصباح) بن سفيان الجرجرائي
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: أَكَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ خُبْزًا وَلَحْمًا وَلَمْ يَتَوَضَّؤُوا.
===
أبو جعفر التاجر، صدوق، من العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(د ق).
(أخبرنا سفيان بن عيينة، عن محمد بن المنكدر) بن عبد الله بن الهدير -مصغرًا- ابن عبد العزى القرشي التيمي أبي عبد الله المدني، أحد الأئمة الأعلام.
قال في "التقريب": ثقة ثبت فاضل، من الثالثة، مات سنة ثلاثين ومئة (130 هـ) أو بعدها. يروي عنه:(ع).
(و) عن (عمرو بن دينار) الجمحي المكي، ثقة، من الرابعة، مات سنة ست وعشرين ومئة (126 هـ). يروي عنه:(ع).
(وعبد الله بن محمد بن عقيل) -مكبرًا- ابن أبي طالب الهاشمي المدني، صدوق، في حديثه لين، من الرابعة، مات بعد الأربعين ومئة. يروي عنه:(د ت ق).
كلهم رووا: (عن جابر بن عبد الله) الأنصاري المدني رضي الله عنه.
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
(قال) جابر: (أكل النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر خبزًا ولحمًا) مطبوختين، وصلّوا (ولم يتوضؤوا) من أكلها مع أن النار أثرت فيهما.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي أخرجه في كتاب الطهارة، باب (59) ما جاء في ترك الوضوء مما غيرت النار، رقم (80) عن ابن أبي عمر
(35)
- 486 - (3) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ،
===
عن سفيان به، فذكر المؤلف المرفوع منه، وترك قصة المرأة الطويلة، قال الترمذي: وهذا آخر الأمرين من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يعني: ترك الوضوء مما مست النار، وكأن هذا الحديث ناسخ للحديث المذكور في الباب السابق؛ يعني: حديث الوضوء مما مست النار انتهى.
ورواه أبو داوود والطيالسي في "مسنده" بتمامه عن بكار عن أبي الزبير عن جابر، وسياقه أتم، ورواه ابن أبي شيبة بتمامه عن هشيم عن علي بن زيد عن محمد بن المنكدر به فذكره، ورواه مسدد وابن أبي عمر وأحمد بن منيع والحارث وأبو يعلى الموصلي وابن حبان والحاكم والبيهقي، وله شاهد في "الصحيحين" من حديث عمرو بن أمية.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ابن عباس.
* * *
ثم استشهد له ثانيًا بحديث عمرو بن أمية رضي الله عنه، فقال:
(35)
- 486 - (3)(حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم) بن عمرو العثماني مولاهم (الدمشقي) المعروف بدحيم -مصغرًا- ثقة حافظ متقن، من العاشرة. يروي عنه:(خ د س ق).
(حدثنا الوليد بن مسلم) القرشي الدمشقي، ثقة، من الثامنة، مات آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(حدثنا الأوزاعي) عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد الشامي، ثقة، من السابعة، مات سنة سبع وخمسين ومئة (157 هـ). يروي عنه (ع).
حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: حَضَرْتُ عَشَاءَ الْوَلِيدِ أَوْ عَبْدِ الْمَلِكِ فَلَمَّا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ .. قُمْتُ لِأَتَوَضَّأَ، فَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي
===
(حدثنا الزهري قال) الزهري: (حضرت عشاء) -بفتح العين وبالمد-: ما يؤكل أوائل الليل أو أواخر النهار (الوليد) أي: عزومة الوليد بن عبد الملك، (أو) قال حضرت عشاء (عبد الملك) بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي أبي الوليد المدني ثم الدمشقي، كان طالب علم قبل الخلافة، ثم اشتغل بها، فتغير حاله، ملك ثلاث عشرة سنة استقلالًا، وقبلها منازعًا لابن الزبير تسع سنين، من الرابعة، مات دون المئة سنة ست وثمانين (86 هـ) في شوال، وقد جاوز الستين، والشك من الأوزاعي، هل قال الزهري: عشاء عبد الملك أو عشاء ولده الوليد بن عبد الملك، والله أعلم.
قال الزهري: (فلما حضرت الصلاة) أي: دخل وقت صلاة المغرب، أو وقت صلاة العشاء .. (قمت لأتوضأ) للصلاة؛ لأنا أكلنا خبزًا ولحمًا مطبوختين.
(فقال) لي (جعفر بن عمرو بن أمية) الضمري -بفتح المعجمة وسكون الميم- نسبة إلى ضمرة بن بكر أخي عبد الملك بن مروان من الرضاعة. روى عن: أبيه في الوضوء، وأنس، ووحشي، ويروي عنه:(خ م ت س ق)، والزهري، وأبو سلمة، وأبو قلابة.
قال العجلي: ثقة، وقال في "التقريب": ثقة، من الثالثة، مات سنة ست وتسعين (96 هـ).
(أشهد على أبي) عمرو بن أمية بن خويلد بن ناشرة بن كعب بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن عدي بن كنانة الضمري أبي أمية المدني، أحد الأبطال من الصحابة، الصحابي المشهور رضي الله عنه، له عشرون حديثًا، ويروي عنه:(ع)، وابنه جعفر في الوضوء، أسلم بعد أحد، ومات بالشام في خلافة معاوية.
أَنَّهُ شَهِدَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ أَكَلَ طَعَامًا مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ: وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى أَبِي بِمِثْلِ ذَلِكَ.
===
(أنه) أي: أن أبي (شهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
(أنه) صلى الله عليه وسلم (أكل طعامًا) وهو كتف شاة (مما غيّرتـ) ـه (النار، ثم صلى و) الحال أنه (لم يتوضأ) الوضوء الشرعي للصلاة، وفي رواية مسلم:(رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتز من كتف) شاة نضيج (يأكل منها، ثم صلى) بالناس (ولم يتوضأ) وضوءه للصلاة.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الوضوء، باب من لم يتوضأ من لحم الشاة والسويق، رقم (207) عن ابن عباس، ومسلم في كتاب الحيض، باب نسخ الوضوء مما مست النار، رقم (92)، والترمذي في الأطعمة، باب ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من الرخصة في قطع اللحم بالسكين عند الأكل، رقم (1836)، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن المغيرة بن شعبة.
ودرجة هذا الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ابن عباس.
قال الزهري بالسند السابق: (وقال علي بن عبد الله بن عباس) وهو في ذلك المحضر، وهو معطوف على قوله: فقال جعفر بن عمرو (وأنا أشهد على أبي) عبد الله بن عباس (بمثل ذلك) أي: بمثل ما شهد جعفر بن عمرو على أبيه.
* * *
(36)
- 487 - (4) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ
===
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث ابن عباس بحديث أم سلمة رضي الله عنهم، فقال:
(36)
- 487 - (4)(حدثنا محمد بن الصباح) الجرجرائي.
(حدثنا حاتم بن إسماعيل) العبدري مولاهم أبو إسماعيل المدني، صدوق، من الثامنة، مات سنة ست أو سبع وثمانين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن جعفر بن محمد) بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي المدني، المعروف بالصادق، صدوق فقيه إمام، من السادسة. يروي عنه:(م عم)، مات سنة ثمان وأربعين ومئة (148 هـ).
(عن أبيه) محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبي جعفر الهاشمي المدني، ثقة فاضل. يروي عنه:(ع)، من الرابعة، مات سنة بضع عشرة ومئة.
(عن علي بن الحسين) بن علي بن أبي طالب الهاشمي أبي الحسين المدني، الملقب بزين العابدين، ثقة ثبت، عابد فقيه، فاضل مشهور، من الثالثة. يروي عنه:(ع)، مات سنة ثلاث وتسعين (93 هـ)، وقيل غير ذلك.
(عن زينب بنت أم سلمة) المخزومية الصحابية -رضي الله تعالى عنها-. يروي عنها: (ع)، ماتت سنة ثلاث وسبعين (73 هـ).
(عن أم سلمة) أم المؤمنين -رضي الله تعالى عنها- هند بنت أبي أمية حذيفة المخزومية. يروي عنها: (ع)، ماتت سنة اثنتين وستين (62 هـ).
قَالَتْ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِكَتِفِ شَاةٍ، فَأَكَلَ مِنْهُ وَصَلَّى وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً.
(37)
- 488 - (5) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ،
===
وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
(قالت) أم سلمة: (أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم) بالبناء للمجهول (بكتف شاة) أي: بلحم كتف شاة مطبوخ، والكتف: رأس العضد، (فأكل منه) أي: من لحم الكتف، (وصلى) بالناس (و) الحال أنه (لم يمس ماء) أي: لم يتوضأ للصلاة مع أكله لحمًا مطبوخًا.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: النسائي؛ أخرجه في كتاب الطهارة، باب ترك الوضوء مما غيرّت النار، رقم (182)، وعبد الرزاق في "مصنفه" في كتاب الطهارة، وابن أبي شيبة في "مصنفه".
ودرجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ابن عباس رضي الله عنه.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى رابعًا لحديث ابن عباس بحديث سويد بن النعمان الأنصاري رضي الله عنهم، فقال:
(37)
- 488 - (5)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا علي بن مسهر) -بضم الميم وسكون المهملة وكسر الهاء- القرشي أبو الحسن الكوفي، قاضي الموصل، ثقة، له غرائب بعدما أضر، من الثامنة. يروي عنه:(ع)، مات سنة تسع وثمانين ومئة (189 هـ).
(عن يحيى بن سعيد) بن قيس الأنصاري النجاري أبي سعيد المدني،
عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ، أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ النُّعْمَانِ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ؛ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالصَّهْبَاءِ .. صَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ دَعَا بِأَطْعِمَةٍ فَلَمْ يُؤْتَ إِلَّا بِسَوِيقٍ، فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ فَاهُ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى بِنَا الْمَغْرِبَ.
===
قاضيها، ثقة، حجة كثير الحديث، ثبت، من الخامسة. يروي عنه:(ع)، مات سنة أربع وأربعين ومئة (144 هـ) أو بعدها.
(عن بشير) بالتصغير (ابن يسار) الأنصاري الحارثي مولاهم أبي كيسان المدني، ثقة فقيه، من الثالثة. يروي عنه:(ع).
(أخبرنا سويد) بالتصغير (ابن النعمان) بن مالك (الأنصاري) الصحابي المشهور رضي الله عنه شهد أحدًا وما بعدها، ما روى عنه سوى بشير بن يسار. يروي عنه:(خ س ق).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
(أنهم) أي: أن الصحابة (خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر) لغزو اليهود (حتى إذا كانوا بالصهباء) -بفتح الصاد وسكون الهاء وبالمد- موضع قريب من خيبر .. (صلى) بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (العصر) أي: صلاتها، (ثم دعا) أي: طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم (بأطعمة) جمع طعام ليطعمها، (فلم يؤت إلا بسويق) دقيق مقلي الشعير، (فأكلوا) من السويق بعدما لُتّ، (وشربوا) منه بعدما خُلط، (ثم دعا) وطلب (بماء) يمضمض به الفم، فأتي به (فمضمض فاه) بذلك الماء، (ثم قام فصلى بنا المغرب) بلا وضوء شرعي له، والحال أن السويق مما غيرته النار بالقلي.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في مواضع كثيرة؛ منها:
(38)
- 489 - (6) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
===
في كتاب الوضوء، باب من مضمض من السويق، والنسائي في كتاب الطهارة، في باب المضمضة من السويق.
ودرجته: أنه صحيح، وغرضه: بسوقه الاستشهاد به، والله سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى خامسًا لحديث ابن عباس بحديث أبي هريرة رضي الله عنهم، فقال:
(38)
- 489 - (6)(حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب) الأموي أبو عبد الله الأُبلي -بضم الهمزة والباء الموحدة- أو البصري، واسم أبي الشوارب: محمد بن عبد الرحمن بن أبي عثمان، صدوق، من كبار العاشرة. يروي عنه:(م ت س ق)، مات سنة أربع وأربعين ومئتين (244 هـ).
(حدثنا عبد العزيز بن المختار) الأنصاري مولاهم كان مولى حفصة بنت سيرين الدبّاغ البصري، ثقة، من السابعة. يروي عنه:(ع).
(حدثنا سهيل) بن أبي صالح السمان القيسي مولاهم أبي يزيد المدني، صدوق، من السادسة. يروي عنه:(ع)، مات في خلافة المنصور.
(عن أبيه) أبي صالح ذكوان السمان، ثقة، من الثالثة. يروي عنه:(ع)، مات سنة إحدى ومئة (101 هـ).
(عن أبي هريرة) رضي الله عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة.
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ كَتِفَ شَاةٍ، فَمَضْمَضَ وَغَسَلَ يَدَيْهِ وَصَلَّى.
===
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاة) مطبوخًا، (فمضمض) فمه من دسومته، (وغسل يديه) أي: كفيه من مرقه، (وصلى) بالناس بلا وضوء.
وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به.
ولكن أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب الطهارة، باب من كان لا يتوضأ مما مست النار، وعبد الرزاق في "مصنفه" في الطهارة، باب من قال: لا يتوضأ مما مست النار، وأحمد في "مسنده".
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ستة أحاديث، كلها صحيحة:
الأول منها: حديث ابن عباس، ذكره للاستدلال.
والثاني: حديث جابر، ذكره للاستشهاد.
والثالث: حديث عمرو بن أمية، ذكره للاستشهاد.
والرابع: حديث أم سلمة، ذكره للاستشهاد.
والخامس: حديث سويد بن النعمان، ذكره للاستشهاد.
والسادس: حديث أبي هريرة، ذكره للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم