الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(13) - (92) - بَابُ الْمَضْمَضَةِ مِنْ شُرْبِ اللَّبَنِ
(43)
- 494 - (1) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
===
(13)
- (92) - (باب المضمضة من شرب اللبن)
(43)
- 494 - (1)(حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم) بن عمرو العثماني مولاهم (الدمشقي) أبو سعيد الملقب بدحيم -مصغرًا- ابن اليتيم، ثقة حافظ متقن، من العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(خ د س ق).
(حدثنا الوليد بن مسلم) القرشي مولاهم أبو العباس الدمشقي، ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية، من الثامنة، مات آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(حدثنا الأوزاعي) عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرو أبو عمرو الفقيه، ثقة جليل، من السابعة، مات سنة سبع وخمسين ومئة (157 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة) بن مسعود الهذلي أبي عبد الله المدني، ثقة فقيه ثبت، من الثالثة، مات دون المئة سنة أربع وتسعين (94 هـ)، وقيل: سنة ثمان، وقيل غير ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن ابن عباس) -رضي الله تعالى عنهما-.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَضْمِضُوا مِنَ اللَّبَنِ؛ فَإِنَّ لَهُ دَسَمًا".
(44)
- 495 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ،
===
(أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مضمضوا) فمكم بالماء (من) شرب (اللبن) إذا أردتم الصلاة .. (فإن له دسمًا) أي: ودكًا، والأمر فيه للندب؛ لأنه قد جاء تركه أحيانًا.
قال السندي: والدسم -بفتحتين-: الودك، ويحتمل أن تكون الفاء تعليلية للمضمضة من اللبن، فتجب المضمضة من كل ما له دسم لهذه العلة.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الوضوء، باب هل يمضمض من اللبن؟ رقم (211)، ومسلم في كتاب الحيض، باب نسخ الوضوء مما مست النار، رقم (95)، وأبو داوود في الطهارة، باب الوضوء من اللبن، رقم (196)، والترمذي في الطهارة، باب (66) في المضمضة من اللبن، رقم (89) قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وقد رأى بعض أهل العلم المضمضة من اللبن، وهذا عندنا على الاستحباب، ولم ير بعضهم المضمضة من اللبن، والنسائي في الطهارة، باب من قال: يتوضأ في اللبن يُشرب، والبيهقي في "السنن الكبرى"، وابن الأعرابي في "معجمه"، وأحمد في "مسنده".
فهذا الحديث: من المتفق عليه، فهو في أعلى درجات الصحة، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد له بحديث أم سلمة -رضي الله تعالى عنها-، فقال:
(44)
- 495 - (2)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا خالد بن مخلد) القطواني -بفتح القاف والطاء- نسبة إلى قطوان؛ اسم موضع بالكوفة،
عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمَعَةَ،
===
أبو الهيثم البجلي مولاهم الكوفي. روى عن: موسى بن يعقوب، وسليمان بن بلال، ومالك، وآخرين، ويروي عنه:(خ م ت س ق)، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وابن نمير.
قال العجلي: ثقة فيه قليل تشيع، قال عثمان ابن أبي شيبة: هو ثقة صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": صدوق يتشيع، وله أفراد، من كبار العاشرة، مات سنة ثلاث عشرة ومئتين (213 هـ)، وقيل بعدها، وزعم الباجي أن قطوان قرية بالقرب من الكوفة، وكان يكره أن يقال له: القطواني.
(عن موسى بن يعقوب) بن عبد الله بن وهب بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى الأسدي الزمعي أبي محمد المدني. روى عن: أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة، ومهاجر بن مسمار، وأبي حازم بن دينار، وغيرهم، ويروي عنه:(عم)، وخالد بن مخلد، وابن مهدي، وآخرون.
قال علي بن المديني: ضعيف الحديث منكره، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن القطان: ثقة، وقال في "التقريب": صدوق سيئ الحفظ، من السابعة، مات بعد الأربعين ومئة، قال:
(حدثني أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة) بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي. روى عن: أبيه عبد الله بن زمعة، وأمه: زينب بنت أبي سلمة، وجدته أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ويروي عنه:(م د س ق)، وموسى بن يعقوب، والزهري، ومحمد بن إسحاق.
قال أبو زرعة: لا أعرف أحدًا ذكر اسمه، له عند مسلم حديث عن أمه زينب عن أمها أم سلمة في الرضاعة، وقال في "التقريب": مقبول، من الثالثة، وأبوه عبد الله بن زمعة صحابي مشهور.
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا شَرِبْتُمُ اللَّبَنَ .. فَمَضْمِضُوا؛ فَإِنَّ لَهُ دَسَمًا".
===
(عن أبيه) عبد الله بن زمعة رضي الله عنه -بفتح الزاي والميم- ابن الأسود بن المطلب بن أسد القرشي الأسدي، صحابي مشهور. يروي عنه:(ع)، استشهد يوم الدار مع عثمان -رضي الله تعالى عنهما-.
(عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة، وفي "الزوائد": إسناد رجاله ثقات.
(قالت) أم سلمة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا شربتم اللبن)، وأردتم الصلاة .. (فمضمضوا) فمكم؛ (فإن له دسمًا) أي: ودكًا يعلق ويبقى في الفم، فيصل إلى الجوف في الصلاة.
وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" و"مسنده"، كما رواه ابن ماجه عنه، وهو في "الصحيحين" وغيرهما من حديث ابن عباس، قال المناوي في "فيض القدير": قال الحافظ مغلطاي في "شرح ابن ماجه": إسناده صحيح، وأطال في تقريره وبيان رجاله واحدًا واحدًا، وأنهم موثقون، ورواه مسلم في حديث ابن عباس قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب لبنًا، ثم دعا بماء فتمضمض، وقال:"إن له دسمًا"، رقم (95) - (358)، والحديث في "البخاري" باب هل يمضمض من اللبن، رقم (211)، والأمر فيه للاستحباب، والدليل على ذلك ما رواه الشافعي عن ابن عباس راوي الحديث أنه شرب لبنًا فمضمض، ثم قال:"لو لم أتمضمض .. ما باليت"، وروى أبو داوود بإسناد حسن في كتاب الطهارة (78)، باب الرخصة
(45)
- 496 - (3) حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ،
===
في ذلك (197) عن أنس: (أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبنًا، فلم يتمضمض ولم يتوضأ). قاله ابن حجر في "الفتح".
وهذا الحديث درجته: أنه صحيح؛ لكون رجاله ثقات؛ ولأن له شواهد، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به لحديث ابن عباس.
* * *
ثم استشهد له ثانيًا بحديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، فقال:
(45)
- 496 - (3)(حدثنا) أحمد بن أبي بكر القاسم بن الحارث بن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف (أبو مصعب) الزهري المدني. روى عن: مالك "الموطأ"، وعن الدراوردي، وابن أبي حازم، ويروي عنه:(ع)، وأبو إسحاق الهاشمي راوية "الموطأ" عنه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وغيرهم.
قال الحاكم: كان فقيهًا متقشفًا عالمًا بمذاهب أهل المدينة غير مدافع، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": صدوق، عابه أبو خيثمة للفتوى بالرأي، من العاشرة، مات سنة اثنتين وأربعين ومئتين (242 هـ)، وقد نيف على التسعين.
(حدثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد) الأنصاري (الساعدي) المدني، ضعيف، من الثامنة، مات بعد السبعين ومئة. يروي عنه:(ت ق).
(عن أبيه) عباس بن سهل بن سعد الساعدي، أدرك زمن عثمان. روى عن: أبيه سهل بن سعد، وأبي أُسيد، وأبي حميد الساعديين، وأبي هريرة، وغيرهم، ويروي عنه:(خ م د ت ق)، وابناه: عبد المهيمن وأُبي، وعمرو بن يحيى بن عمارة، وعمارة بن غزية.
عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَضْمِضُوا مِنَ اللَّبَنِ؛ فَإِنَّ لَهُ دَسَمًا".
===
قال ابن معين والنسائي: ثقة، وقال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": ثقة، من الرابعة، مات في حدود العشرين ومئة (120 هـ)، وقيل قبل ذلك.
(عن جده) أي: عن جد عبد المهيمن أبي العباس سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي الساعدي، له ولأبيه سعد صحبة -رضي الله تعالى عنهما-، مات سنة ثمان وثمانين (88 هـ)، وقيل بعدها، وقد جاوز المئة. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي بن كعب، وعاصم بن عدي، ويروي عنه:(ع)، وابنه عباس، والزهري، وأبو حازم بن دينار، وغيرهم.
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الضعف؛ لضعف عبد المهيمن، قال البخاري: فيه منكر الحديث.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مضمضوا من اللبن؛ فإن له دسمًا").
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكنه صحيح المتن؛ لأن له شواهد من حديث ابن عباس وأم سلمة.
فالحديث: ضعيف السند، صحيح المتن؛ فقد رواه ابن أبي شيبة في "مسنده" من حديث جابر، قال المناوي في "فيض القدير" (5/ 523): قال مغلطاي: وهذا الحديث أخرجه الأئمة الستة بغير لفظ الأمر، وقال ابن جرير: هذا الحديث صحيح عندنا، وفي "الفردوس": حديث صحيح.
* * *
(46)
- 497 - (4) حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّوَّاقُ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدِ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ،
===
ثم استأنس المؤلف للترجمة بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه، فقال:
(46)
- 497 - (4)(حدثنا إسحاق بن إبراهيم) بن داوود (السوّاق) البصري، صدوق، من الحادية عشرة. روى عن: الضحاك بن مخلد، وابن مهدي، ويحيى القطان، وأبي عاصم، ويروي عنه:(ق)، وعبد الرحمن بن محمد بن حماد الطهراني، ذكره ابن حبان في "الثقات".
(حدثنا الضحاك بن مخلد) بن الضحاك بن مسلم بن الضحاك الشيباني، أبو عاصم النبيل البصري. روى عن: زمعة بن صالح، وسليمان التيمي، وابن عون، وابن عجلان، ويروي عنه:(ع)، وجرير بن حازم وهو من شيوخه، والكوسج، وآخرون.
قال ابن معين: ثقة، وقال العجلي: ثقة كثير الحديث، وكان له فقه، وقال في "التقريب": ثقة ثبت، من التاسعة، مات سنة اثنتي عشرة ومئتين (212 هـ) أو بعدها.
(حدثنا زمعة) بسكون الميم (ابن صالح) الجندي -بفتح الجيم والنون- اليماني نزيل مكة أبو وهب. روى عن: الزهري، وابن طاووس، وعمرو بن دينار، ويروي عنه:(م ت س ق)، والضحاك بن مخلد، وابنه وهب، وابن جريج، والسفيانان.
قال أحمد: ضعيف، وقال النسائي: ليس بالقوي كثير الغلط عن الزهري، وقال في "التقريب": ضعيف، من السادسة، وحديثه عند مسلم مقرون.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: حَلَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَاةً وَشَرِبَ مِنْ لَبَنِهَا، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ فَاهُ وَقَالَ:"إِنَّ لَهُ دَسَمًا".
===
(عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لضعف زمعة بن صالح، ضعّفه الجمهور.
(قال) أنس: (حلب رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة، وشرب من لبنها، تم دعا) وطلب (بماء) فأُتي به، (فمضمض) أي: غسل (فاه) من دسومة اللبن، (وقال: إن له دسمًا) أي: ودكًا، ثم صلى.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، وروى أبو داوود في "سننه" من طريق توبة عن أنس ما يخالفه:(أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبنًا، فلم يمضمض، ولم يتوضأ وصلى)، وقال المزي في "تحفة الأشراف" رقم (1483): ورواه غير واحد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس، وهو المحفوظ، ورواه أصحاب الكتب الستة وابن أبي شيبة أيضًا من طريق محمد بن سيرين عن أنس بن مالك والحارث الهمداني موقوفًا عليهما.
وزمعة بن صالح الجندي ضعّفه أحمد وابن معين، وقال ابن معين مرة: صويلح الحديث، وقال أبو زرعة: لين واهي الحديث، فاتفق الجمهور على ضعفه، فهو ضعيف.
فهذا الحديث: ضعيف سندًا؛ لضعف سنده، وانفرد به ابن ماجه، ومتنًا؛ لانفراد ابن ماجه به، ولا شاهد له، فهو ضعيف متنًا وسندًا (6)(78)، وغرضه: الاستئناس به.
* * *
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
فجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: أربعة أحاديث:
الأول: حديث ابن عباس، ذكره للاستدلال.
والثاني: حديث أم سلمة، ذكره للاستشهاد.
والثالث: حديث سهل بن سعد، ذكره للاستشهاد.
والرابع: حديث أنس بن مالك، ذكره للاستئناس.
والله سبحانه وتعالى أعلم