الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(6) - (85) - بَابُ الْوُضُوءِ بِالصُّفْرِ
(16)
- 467 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمَاجَشُونِ،
===
(6)
- (85) - (باب) جواز (الوضوء بـ) الماء المتخذ في الإناء (الصُّفر) بلا كراهة
والصفر بضم صاد مهملة وسكون فاء، وحكي كسر الصاد: هو من النحاس ما يُشبه لونه لون الذهب.
* * *
واستدل المؤلف رحمه الله تعالى على الترجمة بحديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه، فقال:
(16)
-467 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أحمد بن عبد الله) بن يونس بن عبد الله بن قيس التميمي اليربوعي الكوفي، وقد يُنسب إلى جده. روى عن: الثوري، وابن عيينة، وزائدة، وغيرهم، ويروي عنه:(ع) البخاري ومسلم وأبو داوود بلا واسطة، والباقون بواسطة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وحجاج بن الشاعر.
قال أبو حاتم: كان ثقة متقنًا، وقال النسائي: ثقة، وقال في "التقريب": ثقة حافظ، من كبار العاشرة، مات سنة سبع وعشرين ومئتين (227 هـ) وهو ابن أربع وتسعين سنة.
(عن عبد العزيز) بن عبد الله (بن) أبي سلمة، واسم أبي سلمة: ميمون، ويقال: دينار (الماجشون) -بفتح الجيم وضم الشين المعجمة وبنون، معرب ماء كون، وفي "غنية اللبيب": هو مثلثة الجيم؛ أي: شبه القمر، وقيل: شبه
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ صَاحِبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
===
الورد في جماله. انتهى، وهو صفة لأبي سلمة، وهو ممنوع من الصرف؛ للعلمية والعجمة- أبي عبد الله المدني، وقيل: أبي الأصبغ الفقيه أحد الأعلام، مولى آل الهدير التميمي، نزيل بغداد. روى عن: عمرو بن يحيى المازني، ومحمد المنكدر، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ويروي عنه:(ع)، وأحمد بن عبد الله، وابن وهب، وابن مهدي، وخلق.
وقال في "التقريب": (الماجشون) بكسر الجيم بعدها معجمة مضمومة، ثقة فقيه، مصنف، من السابعة، مات سنة أربع وستين ومئة (164 هـ).
(حدثنا عمرو بن يحيى) بن عُمارة بن أبي حسن، اسمه: تميم بن عمرو الأنصاري المازني المدني ابن بنت عبد الله بن زيد بن عاصم. روى عن: أبيه، وعبّاد بن تميم، ومحمد بن يحيى بن حبان، ويروي عنه:(ع)، وعبد العزيز بن الماجشون، ويحيى بن أبي كثير، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وغيرهم.
قال ابن سعد: كان ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال العجلي وابن نمير: ثقة، وقال في "التقريب": ثقة، من السادسة، مات بعد الثلاثين ومئة.
(عن أبيه) يحيى بن عُمارة بن أبي حسن الأنصاري المازني المدني. روى عن: عبد الله بن زيد بن عاصم، وأنس بن مالك، وأبي سعيد الخدري، ويروي عنه:(ع)، وابنه عمرو، وعُمارة بن غزية، والزهري، وآخرون.
قال ابن إسحاق: كان ثقة، وقال النسائي وابن خراش: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": ثقة، من الثالثة.
(عن عبد الله بن زيد) بن عاصم بن كعب الأنصاري المازني أبي محمد (صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وملازمه سفرًا وحضرًا رضي الله عنه،
قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْرَجْنَا لَهُ مَاءً فِي تَوْرٍ مِنْ صُفْرٍ فَتَوَضأَ بِهِ.
===
أشار بذلك إلى تحقيق ما رواه من صفة الوضوء؛ لأن الصاحب أقعد بمعرفة فعل صاحبه. انتهى "أُبي".
روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم حديث الوضوء وغيره، ويروي عنه: يحيى بن عُمارة، وكان صهره على ابنته أم عمرو.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
(قال) عبد الله بن زيد: (أتانا) أي: جاءنا (رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا، فطلب منا الوضوء، (فأخرجنا) أي: سلمنا (له) صلى الله عليه وسلم (مًاء) مظروفًا (في تور) أي: في إناء (من صُفر) أي: من نحاس أصفر، (فتوضأ به) أي: بذلك الماء المظروف في إناء من صُفر الذي أعطيناه.
وفي الحديث: جواز التوضؤ من النحاس الأصفر بلا كراهة وإن أشبه الذهب بلونه، وكرهه بعضهم؛ لشبهه بالذهب في اللون.
والتور -هو بفتح التاء وسكون الواو- قال الحافظ ابن حجر في "الهدي الساري": هو إناء من حجارة أو غيرها مثل القدر، وقال في "فتح الباري": هو شبه الطست، وقيل: هو الطست، ووقع في حديث شريك عن أنس في المعراج، فأُتي بطست من ذهب فيه تور من ذهب، فظاهره المغايرة بينهما، ويحتمل الترادف، وكأن الطست أكبر من التور. انتهى.
وقال الطيبي: التور: هو إناء صغير من صُفر أو حجارة يُشرب فيه، وقد يُتوضأ منه ويُؤكل منه الطعام. انتهى من "العون".
(17)
-468 - (2) حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ،
===
قوله: (من صُفر) والصُّفر الذي تُعمل منه الأواني ضرب من النحاس، وقيل: ما أصفر منه. قاله في "التوسط".
وهذا الحديث فيه دليل صريح على جواز التوضؤ من النحاس الأصفر بلا كراهة، وإن أشبه الذهب بلونه، وهذا هو الصحيح.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري؛ أخرجه في كتاب الوضوء، باب الوضوء في المخضب والقدح والخشب، ومسلم؛ أخرجه في الطهارة، في باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، رقم (19/ 236)، وأبو داوود في كتاب الطهارة، باب الوضوء في آنية الصُفر، رقم (100).
فالحديث: من المتفق عليه، فهو في أعلى درجات الصحة، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد له بحديث أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله تعالى عنها، فقال:
(17)
- 468 - (2)(حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب) المدني نزيل مكة، وقد يُنسب إلى جده.
قال مُضر بن محمد عن ابن معين: ثقة، وقال الدوري عن ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال ابن مسلمة: ثقة سكن مكة، وقال في "التقريب": صدوق ربما وهم، من العاشرة، مات سنة أربعين أو إحدى وأربعين ومئتين. يروي عنه:(ق).
(حدثنا عبد العزيز بن محمد) بن عبيد (الدراوردي) أبو محمد الجهني
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أَنَّهُ كَانَ لَهَا مِخْضَبٌ
===
مولاهم المدني، صدوق، كان يُحدّث من كتب غيره فيخطئ، قال النسائي: حديثه عن عبيد الله بن عمر العمري منكر، من الثامنة، مات سنة ست، أو سبع وثمانين ومئة (187 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عبيد الله بن عمر) بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري المدني أبي عثمان، ثقة ثبت، من الخامسة، مات سنة بضع وأربعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن جحش) الأسدي المدني، صدوق، من الخامسة. روى عن: أبيه، ويروي عنه:(ق)، وعبيد الله بن عمر العمري، وأخوه عبد الله بن عمر. ذكره ابن حبان في "الثقات".
(عن أبيه) محمد بن عبد الله بن جحش بن رئاب الأسدي المدني، مختلف في صحبته. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عمتيه حُمنة وزينب، وعن عائشة، ويروي عنه:(س ق)، وابنه إبراهيم، ومولاه أبو كثير، والمعلى بن عرفان.
وقال في "التقريب": صحابي صغير، وأبوه من كبار الصحابة، وعمته زينب أم المؤمنين، قال ابن عبد البر: هاجر مع أبيه وعمه إلى الحبشة، وكان مولده قبل الهجرة إلى المدينة بخمس سنين. قاله الواقدي.
(عن) عمته (زينب بنت جحش) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات، وفي "الزوائد": إسناده صحيح، ورجاله ثقات.
(أنه) أي: أن الشأن والحال (كان لها) أي: لزينب (مخضب) -بكسر
مِنْ صُفْرٍ، قَالَتْ: فَكُنْتُ أُرَجِّلُ رَأْسَ رَسُولِ اللهِ صلَّى الملّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ.
(18)
- 469 - (3) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ،
===
الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح الضاد المعجمة بعدها موحدة-: إجانة لغسل الثياب، والمركن، والمشهور أنه الإناء الذي يُغسل فيه الثياب من أي جنس كان، وقد يُطلق على الإناء صغر أو كبر (من صفر، قالت) زينب: (فكنت) أنا دائمًا (أُرجِّل) -بضم الهمزة وفتح الراء وتشديد الجيم المكسورة- من الترجيل؛ وهو تسريح الشعر وتفريقه بالمشط؛ أي: أُسرّح شعر (رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه) أي: في ذلك المخضب؛ أي: بغسله وتمشيطه فيه.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لكون رجاله ثقات، وغرضه: الاستشهاد به لحديث عبد الله بن زيد.
* * *
ثم استشهد له ثانيًا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه، فقال:
(18)
- 469 - (3)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة ثلاث أو خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه:(ق).
(قالا: حدثنا وكيع عن شريك) بن عبد الله بن أبي شريك النخعي الكوفي القاضي. روى عن: إبراهيم بن جرير العجلي، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبي إسحاق السبيعي، ويروي عنه:(م عم)، ووكيع، وابن مهدي، ويحيى بن آدم.
قال ابن معين: ثقة ثقة، وقال العجلي: كوفي ثقة، وقال ابن المبارك: شريك أعلم بحديث الكوفيين من الثوري، وقال في "التقريب": صدوق يخطئ كثيرًا، من الثامنة، مات سنة سبع أو ثمان وسبعين ومئة (178 هـ).
عَن إِبرَاهِيمَ بنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ فِي تَوْرٍ.
===
(عن إبراهيم بن جرير) بن عبد الله البجلي. روى عن: أبيه، وعن ابن أخيه أبي زرعة بن عمرو بن جرير، وقيس بن أبي حازم، ويروي عنه:(د س ق)، وشريك بن عبد الله القاضي، وأبان بن عبد الله البجلي، وقيس بن مسلم، وغيرهم.
قال ابن معين: لم يسمع من أبيه شيئًا، وقال ابن عدي: يقول في بعض رواياته: حدثني أبي، ولم يضعف في نفسه، وإنما قيل: إنه لم يسمع من أبيه، وأحاديثه مستقيمة تُكتب، وقال عنه: مات أبوه وهو حمل، وقال في "التقريب": صدوق إلا أنه لم يسمع من أبيه، وقد روى عنه بالعنعنة، وجاءت رواية له بصريح التحديث، لكن الذنب لغيره، من الثالثة.
(عن أبي زرعة) هرم (بن عمرو بن جرير) بن عبد الله البجلي الكوفي، ثقة، من الثالثة. يروي عنه:(ع).
(عن أبي هريرة) رضي الله عنه.
(أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ في تور) وهو إناء من حجارة أو نحاس، وقد تقدم بسط الكلام فيه في الحديث الأول من هذا الباب، فراجعه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه إبراهيم بن جرير وفيه لين؛ لأنه يروي عن أبيه بصريح السماع، ولم يسمع منه؛ لأنه لم يدرك أباه.
ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستشهاد به.
وقد تقدم تخريج هذا الحديث في باب (53) برقم (354)، وقد أخرج بنحوه البخاري في كتاب الوضوء (41)، باب من مضمض واستنشق
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
من غرفة، برقم (191)، ومسلم في كتاب الطهارة (7)، باب وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، رقم (235)، وأبو داوود (1/ 29 - 30) في كتاب الطهارة، باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم (118 - 119)، والدارمي في الطهارة، باب الوضوء مرتين مرتين.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأول: حديث عبد الله بن زيد، ذكره للاستدلال به.
والثاني: حديث زينب، ذكره للاستشهاد.
والثالث: حديث أبي هريرة، ذكره للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم