الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(32) - (111) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمَسْحِ بِغَيْرِ تَوْقِيتٍ
(101)
- 552 - (1) حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى وَعَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ الْمِصْرِيَّانِ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَّنِ بْنِ رَزِينٍ،
===
(32)
- (111) - (باب ما جاء في المسح بغير توقيت)
أي: من غير تقييد بمدة في المسافر والمقيم.
* * *
(101)
- 552 - (1)(حدثنا حرملة بن يحيى) التجيبي، صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة ثلاث أو أربع وأربعين ومئتين. يروي عنه:(م س ق).
(وعمرو بن سواد) -بتشديد الواو- ابن الأسود بن عمرو العامري السرحي، ثقة، من الحادية عشرة. يروي عنه:(م د س ق)، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ).
(المصريان قالا: حدثنا عبد الله بن وهب) بن مسلم القرشي مولاهم المصري، ثقة، من التاسعة، مات سنة سبع وتسعين مئة (197 هـ). يروي عنه:(ع).
(أنبأنا يحيى بن أيوب) الغافقي -بمعجمة ثم فاء بعد الألف ثم قاف- أبو العباس المصري.
وثقه ابن معين ويعقوب بن سفيان، وقال في "التقريب": صدوق، ربما أخطأ، من السابعة. يروي عنه:(ع)، مات سنة ثمان وستين ومئة (168 هـ).
(عن عبد الرحمن بن رزين) -مكبرًا بفتح الراء وكسر الزاي آخره نون-
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ قَطَنٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ عِمَارَةَ
===
ويقال: ابن يزيد، والأول هو الصواب، الغافقي -بمعجمة وفاء مكسورة وقاف- المصري، صدوق، من الرابعة. يروي عنه:(دق).
(عن محمد بن يزيد بن أبي زياد) الثقفي مولى المغيرة بن شعبة الكوفي، نزيل مصر، مجهول الحال، من السادسة. يروي عنه:(د ت ق)، اتفقوا على ضعفه.
(عن أيوب بن قطن) -بفتح القاف والطاء- الكندي الفلسطيني، فيه لين، من الخامسة. يروي عنه:(د ق).
(عن عبادة) بضم المهملة وتخفيف الموحدة (بن نسي) -بضم النون وفتح المهملة الخفيفة- الكندي أبي عمر الشامي، قاضي طبرية، ثقة فاضل، من الثالثة، مات سنة ثماني عشرة ومئة (118 هـ). يروي عنه:(عم).
(عن أُبي) بضم الهمزة وتشديد الياء (بن عمارة) -بكسر العين على الأصح، وقيل: بضمها، والأول أشهر- ويقال: ابن عبادة -بموحدة- الأنصاري المدني، سكن مصر، الصحابي المشهور رضي الله عنه، له حديث واحد في المسح على الخفين، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في بيته. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم حديث المسح، ويروي عنه:(د ق)، وأيوب بن قطن، وقيل: وهب بن قطن، وعبادة بن نسي. وفي إسناد حديثه اضطراب، وقال أبو داوود: اختُلف في إسناده، وليس بالقوي، وقال أبو زرعة عن أحمد: رجاله لا يُعرفون، وقال ابن عبد البر: لم يذكره البخاري؛ لأن أهل الحديث يقولون: إنه خطَّاء.
وهذا السند من ثمانياته، وحكمه: الضعف؛ لأن في رجاله محمد بن
-وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ صَلَّى فِي بَيْتِهِ الْقِبْلَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا- أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ؟ قَالَ: "نَعَمْ"، قَالَ: يَوْمًا؟ قَالَ: وَيَوْمَيْنِ؟ قَالَ: وَثَلَاثًا؟
…
حَتَّى بَلَغَ سَبْعًا قَالَ لَهُ: "وَمَا بَدَا لَكَ".
===
يزيد، وهو مجهول الحال، وأيوب بن قطن، وهو لين الحديث، وفيه اضطراب أيضًا.
(و) قال يحيى بن أيوب، كما في "أبي داوود":(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى في بيته) مستقبلا (القبلتين) الكعبة المشرفة وبيت المقدس (كلتيهما)، وقوله:(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى في بيته) والغرض من ذكر هذا: إظهار أن أُبي بن عمارة من قدماء الصحابة، أسلم في ابتداء زمان الهجرة. انتهى من "البذل".
(أنه) أي: أن أُبي بن عمارة (قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أ (أمسح على الخفين) بدلًا عن غسل الرجلين؟ بتقدير همزة الاستفهام، (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم له:(نعم) امسح عليهما، (قال) أُبي: أأمسح (يومًا؟ ) قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم، امسح يومًا"، (قال) أُبي:(و) أمسح (يومين؟ ) قال له: "نعم، امسح يومين"، (قال) أُبي:(و) أمسح (ثلاثًا؟ ) قال له: "نعم، امسح ثلاثًا"، قال له: أمسح أربعًا، وأمسح خمسًا، وأمسح ستًا (حتى بلغ سبعًا، قال له) رسول الله صلى الله عليه وسلم: امسح ما ذكرته لي، بل (و) امسح (ما بدا) وظهر (لك) مما هو فوق ذلك؛ كتسع وعشر وأحد عشر.
ودرجة هذا الحديث: أنه ضعيف، لضعف سنده، وغرضه: الاستئناس به للترجمة؛ فالحديث: ضعيف السند، وضعيف المتن (13)(85).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
قال النووي: هذا الحديث ضعيف باتفاق أهل الحديث، وقيل: تأويله أن له المسح دائمًا مع مراعاة شرط التوقيت. انتهى.
وقولنا: (وفي إسناده اضطراب): قال أبو داوود في "سننه": وقد اختُلف في إسناده عن يحيى بن أيوب الغافقي مع كون يحيى غير قوي؛ فإنه روى عنه ابن أبي مريم المصري، وروى عنه يحيى بن إسحاق السيلحيني -بمهملة ممالة ولام مفتوحة ومهملة مكسورة ثم ياء ساكنة ثم نون- نسبة إلى سيلحين؛ قرية بقرب بغداد. انتهى "بذل".
قال في "العون": وقد اختُلف فيه على يحيى بن أيوب اختلافًا كثيرًا، وعبد الرحمن بن رزين، ومحمد بن يزيد، وأيوب بن قطن .. مجهولون، قال ابن القطان: والاختلاف الذي أشار إليه أبو داوود والدارقطني هو أن يحيى بن أيوب رواه عن عبد الرحمن بن رزين عن محمد بن يزيد عن عبادة بن نُسي عن أُبي بن عمارة، ورواه إسحاق بن الفرات عن يحيى بن أيوب عن وهب بن قطن عن أُبي بن عمارة، فهذا قول ثانٍ، ويُروى عنه عن عبد الرحمن بن رزين عن محمد بن يزيد عن أيوب بن قطن عن عبادة بن نُسي عن أُبي بن عمارة، فهذا قول ثالث، ويُروى عنه كذلك مرسلًا لا يُذكر فيه أُبي بن عمارة، فهذا قول رابع، قال الشيخ تقي الدين قال أبو زرعة: سمعت أحمد بن حنبل يقول: حديث أُبي بن عمارة ليس بمعروف الإسناد. انتهى.
وكذا ضعّفه البخاري فيما نقل عنه البيهقي في "المعرفة"، وقال أبو الفتح الأزدي: هو حديث ليس بالقائم، وقال ابن عبد البر: حديث أُبي بن عمارة لا يثبت، وليس له إسناد قائم. انتهى من "العون" بتصرف.
(102)
- 553 - (2) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ،
===
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود؛ أخرجه في الطهارة، باب التوقيت في المسح، برقم (158)، وبيّن ضعف سنده.
* * *
واستدل المؤلف رحمه الله تعالى على الترجمة بحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال:
(102)
- 553 - (2)(حدثنا أحمد بن يوسف) بن خالد المهلبي الأزدي أبو الحسن (السلمي) النيسابوري، المعروف بحمدان. روى عن: أبي عاصم، وعبد الرزاق، وأبي النضر، ويروي عنه:(م د س ق)، ويحيى بن يحيى وهو من شيوخه، وأبو عوانة، وابن خزيمة، وغيرهم.
ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": ثقة حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة أربع وستين ومئتين (264 هـ)، وله ثمانون سنة.
(حدثنا أبو عاصم) النبيل الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم الشيباني البصري، ثقة ثبت، من التاسعة، مات سنة اثنتي عشرة ومئتين (212 هـ)، أو بعدها. يروي عنه:(ع).
(حدثنا حيوة بن شريح) ابن صفوان بن مالك التجيبي، أبو زرعة المصري، الفقيه الزاهد. روى عن: يزيد بن أبي حبيب، وأبي هانئ حميد بن هانئ، وآخرين، ويروي عنه:(ع)، وأبو عاصم، والليث بن سعد، وآخرون.
وقال أحمد: ثقة ثقة، وقال ابن معين: ثقة، وقال في "التقريب": ثقة ثبت فقيه زاهد، من السابعة، مات سنة ثمان، وقيل: تسع وخمسين ومئة.
(عن يزيد بن أبي حبيب) سويد مولى شريك بن الطفيل الأزدي أبي رجاء
عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَلَوِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْ مِصْرَ، فَقَالَ: مُنْذُ كَمْ لَمْ تَنْزِعْ خُفَّيْكَ؟ قَالَ: مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ قَالَ: أَصَبْتَ السُّنَّةَ.
===
المصري، عالمها ثقة فقيه، وكان يرسل. يروي عنه:(ع)، من الخامسة، مات سنة ثمان وعشرين ومئة (128 هـ).
(عن الحكم بن عبد الله البلوي) المصري، وقيل: عبد الله بن الحكم، وهو الصواب، وفي "لب اللباب": البلوي -بفتحتين- نسبة إلى بلى بن عمرو بن إلحاف بن قضاعة. روى عن: علي بن رباح، ويروي عنه:(ق)، ويزيد بن أبي حبيب. وقال في "التقريب": صدوق، من الخامسة.
(عن علي بن رباح) بن قصير ضد الطويل (اللخمي) أبي عبد الله المصري، ثقة. يروي عنه:(م عم)، والمشهور فيه: على -بالتصغير- وكان يغضب منها، من كبار الثالثة، مات سنة بضع عشرة ومئة.
(عن عقبة بن عامر الجهني) المدني الصحابي المشهور رضي الله عنه، كان فقيهًا فاضلًا، مات في قرب الستين (60 هـ). يروي عنه:(ع).
(أنه) أي: أن عقبة (قدم على عمر بن الخطاب من مصر، فقال) له عمر: (منذ كم) أي: في كم مدة (لم تنزع)، ولم تخلع (خفيك) بعدما لبستهما؟ (قال) عقبة: لم أنزعهما ولم أخلعهما (من الجمعة إلى الجمعة) أي: لم أخلعهما سبعة أيام، (قال) له عمر:(أصبت) أي: وافقت (السنة) أي: الطريقة الشرعية فيما فعلت من لبسهما سبعة أيام.
وهذا السند من ثمانياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
قال السندي: قوله: (أصبت السنة) المشهور أن الصحابي إذا قال كذلك .. فهو بمنزلة رفع الحديث، فهذا يدل على عدم التوقيت في المسح، فدل على
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
الترجمة، إلا أن يقال: هذا لا بقوة صريح الرفع، فيُقدم عليه صريح الرفع الوارد في التوقيت، أو يحتمل أن يكون السؤال والجواب عن لُبس الخف مع مراعاة التوقيت، والله أعلم. انتهى.
وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لكون سنده صحيحًا، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: حديثان:
الأول: حديث أُبي بن عمارة، ذكره للاستئناس.
والثاني: حديث عمر بن الخطاب، ذكره للاستدلال به على الترجمة.
والله سبحانه وتعالى أعلم