الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(18) - (97) - بَابُ الْوُضُوءِ عَلَى الطَّهَارَةِ
(57)
-508 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ،
===
(18)
- (97) - (باب الوضوء على الطهارة)
(57)
-508 - (1)(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله الذهلي النيسابوري، ثقة، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ) القصير العدوي مولاهم مولى آل عمر أبو عبد الرحمن المكي، أصله من ناحية البصرة، وقيل: من ناحية الأهواز. روى عن: عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، والليث، وكهمس بن الحسن، وغيرهم، ويروي عنه:(ع)، روى عنه البخاري والباقون بواسطة أحمد بن حنبل، وإسحاق، والذهلي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وخلق.
قال أبو حاتم: صدوق، وقال النسائي: ثقة، وقال الخليلي: ثقة، حديثه عن الثقات يُحتج به، ويتفرد بأحاديث، وقال في "التقريب": ثقة فاضل، أقرأ القرآن نيفًا وسبعين سنة، من التاسعة، مات سنة ثلاث عشرة ومئتين (213 هـ)، وقد قارب المئة، وهو من كبار شيوخ البخاري.
(حدثنا عبد الرحمن بن زياد) بن أنعم -بفتح أوله وسكون النون وضم المهملة- الأفريقي قاضيها، ضعيف في حفظه، من السابعة، مات سنة ست وخمسين ومئة (156 هـ)، وقيل بعدها، وقيل: جاوز المئة ولم يصح. روى عن: أبي غطيف الهذلي، وأبي عبد الرحمن الحبلى، وعبد الرحمن بن رافع
عَنْ أَبِي غُطَيْفٍ الْهُذَلِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي مَجْلِسِهِ فِي الْمَسْجِدِ؛ فَلَمَّا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ
===
التنوخي، وغيرهم، ويروي عنه:(د ت ق)، وعبد الله بن يزيد المقرئ، وابن إدريس، وأبو خيثمة، وأبو أسامة، وخلق.
وقال المروزي عن أحمد: ضعيف، وقال الدوري عن ابن معين: ضعيف، وقال يعقوب بن شيبة: ضعيف الحديث، وهو ثقة صدوق، رجل صالح، وقال الترمذي: ضعيف عند أهل الحديث، وكذلك قال النسائي: ضعيف عندهم، وبالجملة: اتفقوا على ضعفه.
(عن أبي غطيف) بالتصغير (الهذلي) مجهول، من الثالثة، وقيل: هو غطيف أو غضيف بالضاد المعجمة. انتهى "تقريب". روى عن: ابن عمر حديث: "من توضأ على طهر .. كتب الله تعالى له عشر حسنات"، ويروي عنه:(د ت ق)، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم.
قال ابن أبي حاتم عن أبي زرعة: لا يُعرف اسمه، وقال ابن يونس: أبو غطيف الهذلي يروي عن حاطب بن أبي بلتعة، وعبيد بن رويفع، ويروي عنه: بكر بن سوادة.
قلت: وضعّفه الترمذي. انتهى من "التهذيب".
(قال) أبو غطيف: (سمعت عبد الله بن عمر بن الخطاب) -رضي الله تعالى عنهما-.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف جدًّا؛ لأن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم اتفقوا على ضعفه، وأبو غطيف مجهول.
أي: سمعته وهو جالس (في مجلسه في المسجد) أي: من المسجد النبوي يقول ما سيأتي، كما يأتي بيانه، (فلما حضرت الصلاة) أي: الظهر؛ أي: لما
قَامَ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى ثُمَّ عَادَ إِلَى مَجْلِسِهِ، فَلَمَّا حَضَرَتِ الْعَصْرُ .. قَامَ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى ثُمَّ عَادَ إِلَى مَجْلِسِهِ، فَلَمَّا حَضَرَتِ الْمَغْرِبُ .. قَامَ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى ثُمَّ عَادَ إِلَى مَجْلِسِهِ، فَقُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللهُ، أَفَرِيضَةٌ أَمْ سُنَّةٌ الْوُضُوءُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ؟ قَالَ: أَوَ فَطِنْتَ إِلَيَّ وَإِلَى هَذَا مِنِّي؟ ! فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: لَا، لَوْ تَوَضَّأْتُ لِصلَاةِ الصُّبْحِ .. لَصَلَّيْتُ بِهِ
===
حضر ودخل وقتها .. (قام) من مجلسه ذلك، (فتوضأ) للصلاة، (وصلى) مع الناس، (ثم عاد) ورجع (إلى مجلسه) الأول، (فلما حضرت العصر) أي: دخل وقتها .. (قام) من مجلسه (فتوضأ وصلى) العصر مع الناس.
(ثم) بعد صلاته العصر (عاد) ورجع (إلى مجلسه) الأول، (فلما حضرت المغرب) أي: دخل وقتها .. (قام) من مجلسه (فتوضأ) لها، (وصلى) المغرب مع الناس، (ثم عاد) ورجع (إلى مجلسه) الأول، فذهبت إليه (فقلت) له في تكراره الوضوء مع كونه متوضئًا:(أصلحك الله) تعالى؛ أي: وفقك الله سبحانه بكل ما هو صلاح عنده، (أفريضة) خبر مقدم (أم سنة) معطوف عليه (الوضوء) مبتدأ مؤخر؛ أي: هل الوضوء (عند كل صلاة) من الصلوات المفروضة، وأنت على طهر ولم تحدث؛ أي: هل هذه الصنيعة فريضة مما فرضه الله تعالى على عباده، أم سنة مما سنّه رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعله؟
فـ (قال) لي ابن عمر: (أو فطنت إليّ وإلى هذا مني؟ ) أي أنظرت إليّ وإلى هذا الوضوء المكرر الواقع مني، وفطنته؛ أي: عرفته مني وسألتني عنه؟ قال أبو غطيف: (فقلت) لابن عمر: (نعم) نظرت إليك، وعرفت هذا الصنيع منك، (فقال) لي ابن عمر: هذا الصنيع الذي صنعته (لا) أي: ليس بفرض ولا سنة، ولكن (لو توضأت لصلاة الصبح .. لصليت به) أي: بذلك
الصَّلَوَاتِ كُلَّهَا مَا لَمْ أُحْدِثْ، وَلكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"مَنْ تَوَضَّأَ عَلَى كُلِّ طُهْرٍ .. فَلَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَإِنَّمَا رَغِبْتُ فِي الْحَسَنَاتِ".
===
الوضوء؛ أي: لجاز لي أن أصلي بذلك الوضوء (الصلوات) الخمس (كلها ما لم أحدث) أي: ما لم أنقض الوضوء، ولم يقع مني حدث.
(ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من توضأ على كل طهر) ووضوء ملتبس به عند كل صلاة، أو مع كل طهر .. (فله عشر حسنات) على كل وضوء، قال ابن رسلان في "شرحه على أبي داوود": يشبه أن يكون المراد: كتب الله به عشر وضوءات؛ فإن أقل ما وعد به من الأضعاف الحسنة بعشر أمثالها، وقد وعده بالواحدة سبع مئة، ووعد ثوابًا بغير حساب. انتهى.
(وإنما) أنا (رغبت) وحرصت (في) تحصيل تلك (الحسنات) العشر وفعلت ذلك.
قوله: (سمعت عبد الله بن عمر بن الخطاب) قال السندي: مفعول محذوف، تقديره: يقول ما سيأتي، (أو فطنت إليّ) بتشديد الياء، وفي "القاموس" (4/ 258): فطن به وإليه وله؛ كفرح ونصر وكرم، والمعنى: أنظرت إليّ وإلى هذا الفعل؟ (فقال: لا) أي: ليس بفرض ولا سنة، (لصليت به) أي: لجاز لي ذلك من غير إخلالٍ بفرض أو سنة "من توضأ على طهر" قيل: أي: مع طهر، أو توضأ ثابتًا على طهر تشبيهًا لثبوته على طهر؛ أي: على وصف الطهر بثبوت الراكب على مركوبه، واستعار لفظة (على) المستعملة في الثاني للأول، كما قالوا في قوله تعالى:{أُولَئِكَ عَلَى هُدًى} (1).
(1) سورة البقرة: (6).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وفي "الزوائد": قلت: مدار الحديث على عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، وهو ضعيف، ومع ضعفه كان يدلس. انتهى.
وروى هذا الحديث أبو داوود في الطهارة (32)، باب الرجل يجدّد الوضوء من غير حدث، رقم (62)، والترمذي في الطهارة، باب (44) ما جاء في الوضوء لكل صلاة، رقم (59)، وعبد الرحمن كان قاضي إفريقية، وكان البخاري يقوّي أمره، وقال يحيى بن معين: ضعيف ولا يُسقط حديثه، وقال أحمد: ليس بشيء، نحن لا نروي عنه شيئًا، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وقال ابن القطان: الحق فيه: أنه ضعيف، وقال ابن حبان في "المجروحين" (2/ 50): يروي الموضوعات عن الثقات، ويدّلس عن محمد بن سعيد المصلوب. انتهى "تحفة الأشراف" رقم (8590).
فهذا الحديث درجته: أنه ضعيف المتن والسند (8)(80)؛ لضعف سنده؛ لكون مداره على عبد الرحمن بن زياد، وشيخه أبو غطيف مجهول، وغرضه بسوقه: الاستئناس به للترجمة.
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا هذا الحديث الضعيف الاستئناسي.
والله سبحانه وتعالى أعلم