الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(3) - (82) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّضْحِ بَعْدَ الْوُضُوءِ
(6)
- 457 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: قَالَ مَنْصُورٌ:
===
(3)
- (82) - (باب ما جاء في النضح بعد الوضوء)
والنضح: الرش، قاله الجوهري، وفي "معالم السنن": النضح، وكذا الانتضاح: رش الماء على الثوب ونحوه، والمراد به هنا: أن يرش الماء على فرجه بعد الوضوء؛ ليذهب عنه الوسواس الذي يعرض للإنسان أنه قد خرج من ذكره بلل، فإذا كان ذلك المكان بللًا .. دفع ذلك الوسواس. انتهى من "العون".
* * *
واستدل عليه المؤلف رحمه الله تعالى بحديث الحكم بن سفيان الثقفي رضي الله عنه، فقال:
(6)
-457 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن بشر) بن الفرافصة العبدي الكوفي، ثقة. يروي عنه:(ع)، وثقه ابن معين، قال في "التقريب": ثقة حافظ، من التاسعة، مات سنة (203 هـ) ثلاث ومئتين.
(حدثنا زكرياء بن أبي زائدة) خالد بن ميمون بن فيروز الهمداني الوادعي أبو يحيى الكوفي. يروي عنه: (ع).
قال في "التقريب": ثقة وكان يدلس، من السادسة، مات سنة سبع، أو ثمان، أو تسع وأربعين ومئة.
(قال) زكرياء (قال) لنا (منصور) بن المعتمر بن عبد الله السلمي أبو عثاب بمثلثة الكوفي. يروي عنه: (ع).
قال العجلي: ثقة ثبت، له نحو ألفي حديث، وقال في "التقريب": ثقة
حَدَّثَنَا مُجَاهِدٌ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ
===
ثبت، وكان لا يدلس، من الخامسة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة (132 هـ).
(حدثنا مجاهد) بن جبر أبو الحجاج المخزومي مولاهم المكي المقرئ المفسر. يروي عنه: (ع)، ثقة إمام في التفسير وفي العلم، من الثالثة، مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث أو أربع ومئة، وله ست وثمانون سنة.
(عن الحكم بن سفيان الثقفي) وقيل: سفيان بن الحكم، وقيل ابن أبي الحكم، قيل: له صحبة، لكن في حديثه اضطراب. يروي عنه:(د س ق). انتهى من "التقريب".
وقال في "التهذيب": روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في نضح الفرج بعد الوضوء، ويروي عنه مجاهد، وقد اختلف عليه فيه: قيل: عنه عن الحكم، أو ابن الحكم عن أبيه، وقيل: عن الحكم بن سفيان عن أبيه، وقيل: عن الحكم غير منسوب عن أبيه، وقيل: عن رجل من ثقيف عن أبيه، هذه أربعة أقوال، وقيل: عن مجاهد عن الحكم بن سفيان من غير ذكر أبيه، وقيل: عن مجاهد عن رجل من ثقيف، يقال له: الحكم، أو أبو الحكم، وقيل: عن ابن الحكم، أو أبي الحكم بن سفيان، وقيل: عن الحكم بن سفيان، أو ابن أبي سفيان، وقيل: عن رجل من ثقيف، وهذه ستة أقوال ليس فيها عن أبيه.
قال البخاري: قال بعض ولد الحكم بن سفيان: إنه لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الحافظ ابن حجر: هو الحكم بن سفيان بن عثمان بن عامر بن معتب بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي، قال أبو زرعة وأبو إبراهيم الحربي: له صحبة، واختلف فيه على مجاهد: فقيل هكذا، أو قيل: سفيان بن الحكم، وقيل: غير ذلك، وقال ابن عبد البر: له حديث واحد، وهو مضطرب الإسناد. انتهى "تحفة الأحوذي".
أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضأَ، ثُمَّ أَخَذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَنَضَحَ بِهِ فَرْجَهُ.
===
(أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، ثم أخذ كفًّا من ماء، فنضح به فرجه) أي: رشه عليه؛ لدفع الوسوسة وتعليم الأمة. انتهى "سندي".
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأنهم اضطربوا في الحكم بن سفيان، كما مر آنفًا.
ودرجة الحديث: أنه صحيح؛ لأن له شواهد من حديث ابن عباس، وأسامة بن زيد بن حارثة، وأبي سعيد الخدري، وحديث أبي هريرة، وحديث جابر، أما حديث أسامة بن زيد، وحديث أبي هريرة، وحديث جابر .. فقد ذكرها المؤلف في الباب نفسه، وأما حديث ابن عباس .. فأخرجه عبد الرزاق في "جامعه" أنه شكى إليه صلى الله عليه وسلم رجل، فقال: إني أكون في الصلاة، فيتخيل لي أن بذكري بللًا، فقال:"قاتل الله الشيطان؛ إنه يمس ذكر الإنسان ليريه أنه قد أحدث، فإذا توضأت .. فانضح فرجك بالماء، فإن وجدت .. فقل: هو من الماء"، ففعل الرجل ذلك، فذهب. كذا في "شرح سراج أحمد"، وأما حديث أبي سعيد .. فلم أقف على من أخرجه.
قلت: فحديث الباب: ضعيف السند؛ للاضطراب المذكور، ولكن في الباب أحاديث عديدة، كما ذكرنا، مجموعها يدل على أن له أصلًا. انتهى من "تحفة الأحوذي".
فالحديث: ضعيف السند، صحيح المتن، غرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
(7)
- 458 - (2) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُقَيْلٍ،
===
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث الحكم بن سفيان بحديث زيد بن حارثة رضي الله عنهم، فقال:
(7)
-458 - (2)(حدثنا إبراهيم بن محمد) بن يوسف بن سريج -مصغرًا- (الفريابي) بكسر الفاء، وسكون الراء، فمثناة من تحت، وبموحدة نسبة إلى بلدة في الترك تسمى فرياب، أبو إسحاق، نزيل بيت المقدس. روى عن: الوليد بن مسلم، وحسان بن عبد الله، وأيوب بن سويد الرملي، ويروي عنه:(ق)، وبقي بن مخلد، وصالح جزرة، وأبو حاتم.
وقال: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": صدوق تكلم فيه الساجي، من العاشرة.
(حدثنا حسان بن عبد الله) بن سهل الكندي أبو علي الواسطي، سكن مصر.
روى عن: ابن لهيعة، والليث، والمفضل بن فضالة، وغيرهم، ويروي عنه:(خ س ق)، وإبراهيم بن محمد الفريابي، وأبو حاتم الرازي، ويحيى بن معين، وآخرون.
قال أبو حاتم: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطئ، وقال في "التقريب": صدوق يخطئ، من العاشرة، مات سنة اثنتين وعشرين ومئتين (222 هـ).
(حدثنا) عبد الله (بن لهيعة) الحضرمي أبو عبد الرحمن المصري القاضي، صدوق، من السابعة، ثقة فيما روى عنه العبادلة، خلط بعد احتراق كتبه، مات سنة (174 هـ). يروي عنه:(م دت ق).
(عن عقيل) -مصغرًا- ابن خالد بن عقيل -مكبرًا- الأيلي -بفتح وسكون
عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ عَنْ أَبيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "عَلَّمَنِي جِبْرِيلُ الْوُضُوءَ، وَأَمًرَنِي أَنْ أَنْضَحَ تَحْتَ ثَوْبِي لِمَا يَخْرُجُ مِنَ الْبَوْلِ بَعْدَ الْوُضُوءِ".
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَلَمَةَ:
===
وكسر- أبو خالد الأموي مولاهم، ثقة ثبت، سكن المدينة، ثم الشام، ثم مصر، من السادسة، مات سنة (144 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(ع).
(عن الزهري) محمد بن مسلم المدني، ثقة، من الرابعة، مات سنة خمس وعشرين ومئة، وقيل: قبل ذلك بسنة أو سنتين. يروي عنه: (ع).
(عن عروة) بن الزبير، ثقة، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين (94 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(ع).
(قال) عروة: (حدثنا أسامة بن زيد بن حارثة عن أبيه) الهاشمي مولاهم المدني، رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من ثمانياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه عبد الله بن لهيعة.
(قال) زيد: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علّمني جبريل) الأمين عليه السلام (الوضوء) الشرعي؛ وهو استعمال الماء في أعضاء الوضوء، (وأمرني) جبريل (أن أنضح) من باب (فتح) أي: أن أرش ماء على ما (تحت ثوبي) من الفرج؛ دفعًا (لـ) الوسوسة والشك فيـ (ما يخرج من البول بعد) الفراغ من (الوضوء).
والحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستشهاد به، ولكن رواه أحمد في "مسنده" عن الهيثم.
(قال أبو الحسن) تلميذ المؤلف علي بن إبراهيم (بن سلمة) القزويني:
حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ التَّنِّيسِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
(8)
- 459 - (3) حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ سَلَمَةَ الْيَحْمَدِيُّ،
===
(حدثنا أبو حاتم) الرازي محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي، ثقة، من الحادية عشرة، مات سنة سبع وسبعين ومئتين. يروي عنه:(خ د س).
(حدثنا عبد الله بن يوسف التنيسي) -بكسر التاء وتشديد النون المكسورة وكسر المهملة بعدها ياء مشددة- نسبة إلى تنيس بلدة مشهورة في مصر، أبو محمد الكلاعي بفتح الكاف أصله من دمشق، ثقة متقن، من أثبت الناس في "الموطأ"، من كبار العاشرة، مات سنة ثماني عشرة ومئتين (218 هـ). يروي عنه:(خ د ت س).
(حدثنا ابن لهيعة) غرضه: بيان متابعة عبد الله بن يوسف لحسان بن عبد الله، (فذكر) عبد الله بن يوسف (نحوه) أي: نحو حديث حسان بن عبد الله.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث الحكم بن سفيان بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(8)
- 459 - (3)(حدثنا الحسين بن سلمة) بن إسماعيل بن يزيد بن أبي كبشة -بفتح الكاف، وسكون الموحدة، فشين معجمة، كذا في "المغني"- الأزدي الطحان البصري (اليحمدي) -بفتح التحتانية، وفتح الميم، بينهما حاء مهملة ساكنة، وقيل: بضم التحتية، وكسر الميم- نسبة إلى يحمد؛ بطن من الأزد. روى عن: سلم بن قتيبة، وأبي داوود الطيالسي، وعبد الرحمن بن مهدي، وغيرهم، ويروي عنه:(ت ق)، وابن أبي عاصم، وابن خزيمة، وابن أبي داوود، وآخرون.
حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ،
===
قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي، وهو صدوق، وقال الدارقطني: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": صدوق، من التاسعة.
(حدثنا سلم بن قتيبة) الشعيري بفتح المعجمة وكسر المهملة نسبة إلى بيع الشعير؛ حب معروف مقتات، أبو قتيبة الخراساني نزيل البصرة. روى عن: الحسن بن علي الهاشمي، وجرير بن حازم، ويونس بن أبي إسحاق، وإسرائيل بن يونس، وغيرهم، ويروي عنه:(خ عم)، والحسين بن سلمة اليحمدي، وعمرو بن علي الفلاس، وعقبة بن مكرم، وآخرون.
قال ابن قانع بصري: ثقة، تُوفي سنة إحدى ومئتين (201 هـ)، وقال الحاكم عن الدارقطني: ثقة، وقال المسعودي عن الحاكم: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": صدوق، من التاسعة، مات سنة مئتين (200 هـ)، أو بعدها.
(حدثنا الحسن بن علي) بن محمد بن ربيعة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب النوفلي (الهاشمي) والد أبي جعفر الشاعر. روى عن: الأعرج، ويروي عنه:(ت ق)، وأبو قتيبة سلم بن قتيبة.
قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ضعيف، وقال ابن عدي: حديثه قليل، وهو إلى الضعف أقرب، أخرجا له حديثًا واحدًا في النضح في الطهارة، وقال الدارقطني: روى عن الأعرج مناكير، وقال في "التقريب": ضعيف، من السادسة.
(عن عبد الرحمن) بن هرمز (الأعرج) أبي داوود المدني الهاشمي مولاهم؛ مولى ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، قال ابن سعد: كان ثقة كثير
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا تَوَضَّأْتَ .. فَانْتَضِحْ".
===
الحديث، وقال العجلي: مدني تابعي، ثقة، وقال في "التقريب": ثقة ثبت عالم، من الثالثة، مات سنة سبع عشرة ومئة (117 هـ) بالإسكندرية.
(عن أبي هريرة) رضي الله عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه راويًا متفقًا على ضعفه؛ وهو الحسن بن علي.
(قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا توضأت فانتضح") أي: رش على فرجك ماءً؛ دفعًا للوسوسة.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في الطهارة، باب (38) من النضح بعد الوضوء، في رقم (50)، وفي رواية الترمذي:(عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: جاءني جبريل، فقال: يا محمد؛ إذا توضأت) أي: إذا فرغت من الوضوء .. (فانتضح) أي: رش على فرجك الماء بعد الوضوء؛ دفعًا لما يعرض من الوسوسة في خروج البول منه.
قال القاضي أبو بكر بن العربي في "العارضة": اختلف العلماء في تأويل هذا الحديث على أربعة أقوال:
الأول: معناه: إذا توضأت .. فصب الماء على العضو صبًا، ولا تقتصر على مسحه؛ فإنه لا يجزئ فيه إلا الغسل.
الثاني: معناه: استبرئ الماء بالنتر والتنحنح، يقال: نضحت: استبرأت، وانتضحت: تعاطيت الاستبراء له.
الثالث: معناه: إذا توضأت .. فرش الإزار الذي يلي الفرج؛ ليكون ذلك مذهبًا للوسواس والشك.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
الرابع: معناه: الاستنجاء بالماء إشارة إلى الجمع بينه وبين الأحجار؛ فإن الحجر يُخفف، والماء يطهره، وقد حدثني أبو مسلم المهدي، قال: من الفقه الرائق: الماء يذهب الماء؛ معناه: أن من استنجى بالأحجار .. لا يزال البول يرشح، فيجد منه البلل، فإذا استعمل الماء .. نسب الخاطر ما يجد من البلل إلى الماء، وارتفع الوسواس. انتهى كلام ابن العربي ملخصًا.
وقال الخطابي في "معالم السنن": الانتضاح ها هنا: الاستنجاء بالماء، وكان من عادة أكثرهم أن يستنجوا بالحجارة لا يمسون الماء، وقد يتأول الانتضاح ها هنا أيضًا على رش الفرج بالماء بعد الاستنجاء؛ ليدفع بذلك وسوسة الشيطان. انتهى.
وذكر النووي عن الجمهور أن المعنى الثاني هو المراد ها هنا، وفي "جامع الأصول": الانتضاح: رش الماء على الثوب ونحوه، والمراد: أن يرش على فرجه بعد الوضوء ماءً؛ ليذهب عنه الوسواس الذي يعرض للإنسان أنه قد خرج من ذكره بلل، فإذا كان ذلك المكان بللًا .. ذهب ذلك الوسواس، وقيل: أراد بالانتضاح الاستنجاء بالماء؛ لأن الغالب كان من عادتهم أنهم يستنجون بالحجارة. انتهى.
قلت: والحق أن المراد بالانتضاح في هذا الحديث: هو الرش على الفرج بعد الوضوء، كما يدل عليه ألفاظ أكثر الأحاديث الواردة في هذا الباب. انتهى "تحفة الأحوذي".
قلت: فهذا الحديث وإن كان ضعيفًا؛ لضعف سنده .. ففي هذا الباب أحاديث عديدة مجموعها يدل على أن له أصلًا.
(9)
- 465 - (4) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى،
===
فإذًا نقول: هذا الحديث: ضعيف السند، صحيح المتن، لأن له شواهد، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث الحكم بن سفيان بحديث جابر رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(9)
-460 - (4)(حدثنا محمد بن يحيى) الذهلي النيسابوري، ثقة، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ). يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا عاصم بن علي) بن عاصم بن صهيب الواسطي أبو الحسن التيمي مولاهم؛ مولى قُريبة بنت محمد بن أبي بكر الصديق. روى عن: قيس بن الربيع، والليث بن سعد، وعكرمة بن عمار، وغيرهم، ويروي عنه:(خ ت ق)، والذهلي، والدارمي، وأحمد بن حنبل، وأبو حاتم، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق، وثقه ابن سعد وابن قانع، وقال العجلي: كان ثقة في الحديث، وقال النسائي: ضعيف، وقال في "التقريب": صدوق ربما وهم، من التاسعة، مات سنة إحدى وعشرين ومئتين (221 هـ).
(حدثنا قيس) بن الربيع الأسدي أبو محمد الكوفي، صدوق، تغير لما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدّث به، من السابعة، مات سنة بضع وستين ومئة. يروي عنه:(د ت ق).
(عن) محمد بن عبد الرحمن (بن أبي ليلى) الأنصاري الكوفي القاضي
عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: تَوَضَّأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَنَضَحَ فَرْجَهُ.
===
صدوق، سيئ الحفظ جدًّا، من السابعة، مات سنة ثمان وأربعين ومئة (148 هـ). يروي عنه:(عم).
(عن أبي الزبير) المكي، صدوق، من الرابعة، مات سنة ست وعشرين ومئة (126 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن جابر) بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لضعف قيس وشيخه.
(قال: توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنضح) أي: رش (فرجه) بماء.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لأن له شواهد، وغرضه: الاستشهاد به، فهو ضعيف السند، صحيح المتن.
* * *
فجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: أربعة أحاديث:
الأول: حديث الحكم بن سفيان، ذكره للاستدلال به على الترجمة.
والثاني: حديث زيد بن حارثة، ذكره للاستشهاد.
والثالث: حديث أبي هريرة، ذكره للاستشهاد.
والرابع: حديث جابر، ذكره للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم