الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(15) - (94) - بَابُ الْوُضُوءِ مِنَ الْمَذْيِ
(49)
- 500 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ،
===
(15)
- (94) - (باب) وجوب (الوضوء من) خروج (المذي) لا الغُسل
والمذي فيه لغات؛ أفصحها: بفتح الميم، وسكون الذال المعجمة، وتخفيف الياء، ثم بكسر الذال، وتشديد الياء؛ وهو: ماء أبيض رقيق لزج يخرج عند الملاعبة والتقبيل عادة أو تذكر الجماع وإرادته، وقد لا يحس بخروجه. كذا في "الفتح". انتهى من "العون".
* * *
واستدل المؤلف رحمه الله تعالى على الترجمة بحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال:
(49)
- 500 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا هشيم) -مصغرًا- ابن بشير -مكبرًا- ابن القاسم بن دينار السلمي، أبو معاوية بن أبي خازم -بمعجمتين- الواسطي، نزيل بغداد، ثقة ثبت، كثير التدليس، من السابعة. يروي عنه:(ع)، مات سنة ثلاث وثمانين ومئة (183 هـ)، وقد قارب الثمانين، وليس عندهم هشيم إلا هذا.
(عن يزيد بن أبي زياد) القرشي الهاشمي مولاهم أبي عبد الله الكوفي، رأى أنسًا. روى عن: عبد الرحمن بن أبي ليلى، ومولاه عبد الله بن الحارث بن نوفل، وإبراهيم النخعي، وغيرهم، ويروي عنه:(م عم)، وهشيم، وأبو عوانة، وشعبة، وزائدة، وآخرون.
ضعّفه ابن معين وابن سعد وابن قانع، وقال أبو حاتم والدارقطني: ليس
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمَذْيِ فَقَالَ: "فِيهِ الْوُضُوءُ، وَفِي الْمَنِيِّ الْغُسْلُ".
===
بالقوي، وقال في "التقريب": ضعيف، كبُر فتغير وصار يتلقن، وكان شيعيًا، من الخامسة، مات سنة ست وثلاثين ومئة (136 هـ).
(عن عبد الرحمن بن أبي ليلى) الأنصاري المدني ثم الكوفي، ثقة، من الثانية، مات بوقعة الجماجم سنة ثلاث وثمانين (83 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن علي) بن أبي طالب رضي الله عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف.
(قال) علي: (سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المذي) أي: عن حكمه هل يوجب الوضوء أو الغسل؟ والسائل هو المقداد بن الأسود بأمر علي؛ لأنه استحيا من سؤاله بنفسه؛ لمكانة فاطمة عنده، كما في "صحيح مسلم"، (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في جواب السائل:(فيه) أي: في خروج المذي (الوضوء، وفي) خروج (المني الغُسل) ففي الحديث دليل على أن خروج المذي لا يوجب الغُسل، وإنما يجب به الوضوء.
وشارك في رواية هذا الحديث: الترمذي؛ أخرجه في الطهارة، باب (83) ما جاء في المني والمذي، رقم (114).
قال أبو عيسى: وهذا الحديث حسن صحيح، وفي الباب عن المقداد بن الأسود وأُبي بن كعب، وأخرجه أحمد وأبو داوود والنسائي وابن ماجه، وأخرجه البخاري ومسلم مختصرًا، وفي إسناد الترمذي وابن ماجه يزيد بن أبي زياد، وقد عرفت ما فيه من الكلام، وقد صحح الترمذي حديث يزيد هذا في مواضع،
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وحسّنه في موضع، كما عرفت في المقدمة، فلعل تصحيحه وتحسينه بمشاركة الأمور الخارجة عن نفس السند؛ من اشتهار المتون، ونحو ذلك، وإلا .. فيزيد ليس من رجال الحسن، فكيف الصحيح؟ ! وأيضًا الحديث من رواية ابن أبي ليلى عن علي، وقد قيل: إنه لم يسمع منه. انتهى "تحفة الأحوذي".
قلت: الحديث صحيح؛ لأن له شاهدًا في "صحيح مسلم"، فغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
أخرجه مسلم بسند صحيح في كتاب الحيض، باب المذي، رقم (18)، لفظه: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع وأبو معاوية وهشيم عن الأعمش عن منذر بن يعلي عن ابن الحنفية عن علي قال: (كنت رجلًا مذاءً، وكنت أستحيي أن أسأل النبي صلى الله عليه وسلم؛ لمكانة ابنته، فأمرت المقداد بن الأسود
…
) الحديث، وأخرجه أبو داوود أيضًا، والنسائي، فالحديث: صحيح المتن والسند، فلا غبار عليه.
ولكن في رواية الترمذي عن ابن أبي ليلى عن علي قال: (سألت النبي صلى الله عليه وسلم)، فأضاف السؤال إلى نفسه، وفي رواية مالك والبخاري ومسلم أنه قال:(فأمرت المقداد بن الأسود)، وفي رواية النسائي أن عليًّا قال:(أمرت عمار بن ياسر)، فبين هذه الرواية معارضة، وجمع ابن حبان بين هذا الاختلاف: بأن عليًّا أمر عمارًا أن يسأل، ثم سأل بنفسه، قال الحافظ: وهو جمع جيد إلا بالنسبة إلى آخره؛ لكونه مغايرًا لقوله: إنه استحيا عن السؤال بنفسه؛ لأجل فاطمة، فيتعين حمله على المجاز؛ بأن بعض الرواة أطلق أنه سأل؛ لكونه الآمر بذلك، وبهذا جزم الإسماعيلي ثم النووي. انتهى "تحفة الأحوذي".
(50)
- 501 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ
===
قلت: وأما كون المأمور المقداد في رواية الشيخين ومالك، وكونه عمارًا في رواية النسائي .. فالجمع بينهما بترجيح رواية الشيخين. انتهى من الفهم السقيم.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث علي بحديث المقداد -رضي الله تعالى عنهما-، فقال:
(50)
- 501 - (2)(حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عثمان بن عمر) بن فارس العبدي أبو محمد البخاري نزيل البصرة، ثقة. يروى عنه:(ع)، قيل: كان يحيى القطان لا يرضاه، من التاسعة، مات سنة تسع ومئتين (209 هـ).
(حدثنا مالك بن أنس) الأصبحي المدني إمام الفروع، ثقة حجة، من السابعة، مات سنة تسع وسبعين ومئة (179 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن سالم) بن أبي أمية (أبي النضر) بدل من سالم، أو عطف بيان له، التيمي مولاهم؛ مولى عمر بن عبيد الله المدني. يروى عنه:(ع)، ثقة ثبت، وكان يرسل، من الخامسة، مات سنة تسع وعشرين ومئة (129 هـ).
(عن سليمان بن يسار) الهلالي مولاهم؛ مولى ميمونة أم المؤمنين. يروي عنه: (ع)، ثقة فاضل، أحد الفقهاء السبعة في المدينة، من كبار الثالثة، مات بعد المئة، وقيل قبلها.
(عن المقداد بن الأسود) الصحابي المشهور رضي الله عنه.
وهذا السند من سداسياته وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات أثبات.