الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(27) - (106) - بَابٌ: فِي فَرْكِ الْمَنِيِّ مِنَ الثَّوْبِ
(81)
- 532 - (1) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، جَمِيعًا عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ،
===
(27)
- (106) - (باب: في فرك المني من الثوب)
وفركه: دلكه يابسًا بأصابعه حتى يذهب الأثر من الثوب. انتهى "تحفة".
* * *
(81)
- 532 - (1)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي.
(حدثنا أبو معاوية) محمد بن خازم الضرير التميمي الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (195 هـ). يروي عنه:(ع).
(ح وحدثنا محمد بن طريف) بن خليفة البجلي أبو جعفر الكوفي، من صغار العاشرة، صدوق. يروي عنه:(م د ت ق)، مات سنة اثنتين وأربعين ومئتين (242 هـ)، وقيل قبل ذلك.
(حدثنا عبدة بن سليمان) الكلابي الكوفي، ثقة، من الثامنة، مات سنة سبع وثمانين ومئة، وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).
(جميعًا) أي: كل من أبي معاوية، وعبدة بن سليمان رويا:
(عن) سليمان بن مهران (الأعمش) الكاهلي الكوفي، ثقة، من الخامسة، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن إبراهيم) بن يزيد بن قيس النخعي الكوفي، ثقة، من الخامسة، مات دون المئة سنة ست وتسعين (96 هـ). يروي عنه:(ع).
عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: رُبَّمَا فَرَكْتُهُ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي.
===
(عن همام بن الحارث) بن قيس بن عمرو النخعي الكوفي، ثقة عابد، من الثانية، مات سنة خمس وستين (65 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.
وهذان السندان من سداسياته، وحكمهما: الصحة؛ لأن رجالهما كلهم ثقات أثبات.
(قالت) عائشة: (ربما فركته) قال السندي: الفرك: دلك الشيء حتى ينقطع، وهو من باب نصر وضرب، وهذا محمول على المني اليابس؛ إذ الرطب لا يزول بالفرك. انتهى "سندي". أي: قليلًا من الأحيان فركته ودلكته بأصابعي إذا كان يابسًا، قال الطيبي: الفرك: الدلك حتى يذهب الأثر من الثوب، وفي "المصباح": فركته مثل حتته؛ وهو أن تحكه بيدك بلا ماء حتى يتفتت ويتقشر. انتهى من "العون"، أي: أحيانًا فركته (من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي) أي: بأصابعي بلا ماء إذا كان يابسًا.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم وأبو داوود والنسائي والترمذي، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وهو قول غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم من الفقهاء؛ مثل: سفيان الثوري، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وغيرهم.
وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عائشة بحديث آخر لها رضي الله عنها، فقال:
(82)
- 533 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: نَزَلَ بِعَائِشَةَ ضَيْفٌ، فَأَمَرَتْ لَهُ بِمِلْحَفَةٍ لَهَا صَفْرَاءَ، فَأحْتَلَمَ فِيهَا، فَاسْتَحْيَا أَنْ يُرْسِلَ بِهَا وَفِيهَا أَثَرُ الاحْتِلَامِ، فَغَمَسَهَا فِي الْمَاءِ ثُمَّ أَرْسَلَ بِهَا،
===
(82)
-533 - (2)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد) الطنافسي الكوفي.
(حدثنا أبو معاوية) محمد بن خازم الكوفي.
(عن الأعمش عن إبراهيم) بن يزيد النخعي الكوفي.
(عن همام بن الحارث) النخعي الكوفي.
(قال) همام: (نزل بعائشة) أم المؤمنين رضي الله عنها.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة.
أي: نزل وضاف عندها (ضيف) لم أر من ذكر اسم هذا الضيف؛ أي: بات عندها ضيف، (فأمرت) عائشة (له) لأجل ذلك الضيف من عندها من الخدم أن يعطوا له (بملحفة) أي: بلحاف (لها صفراء) اللون ليلبسه عند النوم، قال في "القاموس": اللحاف ككتاب وزنًا: ما يلتحف به، واللباس يلبس فوق سائر اللباس من دثار البرد ونحوه كالملحفة، (فاحتلم) الضيف ليلًا (فيها) أي: في الملحفة، (فاستحيا) الضيف (أن يرسل) ويرد (بها) أي: بالملحفة إلى عائشة (وفيها) أي: والحال أن في الملحفة (أثر الاحتلام) ومنيه، (فغمسها) أي: فغمس الضيف الملحفة (في الماء) ليزيل أثر الاحتلام عنها، (ثم) بعدما غمسها في الماء (أرسل) الضيف (بها) أي: بالملحفة إلى عائشة.
فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ أَفْسَدَ عَلَيْنَا ثَوْبَنَا؟ إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيهِ أَنْ يَفْرُكَهُ بِإِصْبَعِهِ، رُبَّمَا فَرَكْتُهُ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِإِصْبَعِي.
(83)
- 534 - (3) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ،
===
(فقالت عائشة) لمن عندها حين رأت الملحفة مغموسة في الماء قد تغيرت بذهاب صبغها عنها: (لم أفسد) هذا الضيف (علينا ثوبنا؟ ) أي: ملحفتنا بغمسها في الماء؛ لأنه زال عنها بعض صبغها بغمسها في الماء؛ أي: لأي غرض غمسها في الماء؛ لأنه لا حاجة إلى غمسها في الماء في إزالة أثر الاحتلام عنها؟ بل (إنما كان يكفيه) ويغنيه عن الغمس في الماء في إزالة أثر الاحتلام عنها (أن يفركه) من بابي نصر وضرب، كما مر؛ أي: أن يدلكه ويمرخه (بإصبعه) عن الملحفة بلا ماء، (ربما فركته) أي: كثيرًا فركت المني وحككته (من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم بإصبعي) بلا ماء.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي؛ أخرجه في الطهارة، باب (85) ما جاء في المني يصيب الثوب، برقم (116)، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
ودرجة الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به للأول.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديثها الأول بحديث آخر لها، فقال:
(83)
- 534 - (3)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا هشيم) -مصغرًا- ابن بشير -مكبرًا- السلمي الواسطي، ثقة، من السابعة، مات سنة ثلاث وثمانين ومئة (183 هـ). يروي عنه:(ع).
عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَجِدُهُ فِي ثَوْبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَحُتُّهُ عَنْهُ.
===
(عن مغيرة) بن مقسم الضبي الكوفي، ثقة، من السادسة، مات سنة ست وثلاثين ومئة (136 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(ع).
(عن إبراهيم) بن يزيد بن قيس النخعي الكوفي.
(عن الأسود) بن يزيد بن قيس النخعي الكوفي، ثقة مخضرم، من الثانية، مات سنة أربع أو خمس وسبعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن عائشة) رضي الله عنها.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة.
(قالت) عائشة: والله؛ (لقد رأيتني أجده) أي: لقد رأيت نفسي واجدة المني (في ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأحته) أي: فأحت المني، وأحكه بإصبعي وهو يابس (عنه) أي: عن ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم والنسائي.
فدرجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأول للاستدلال، والأخيران للاستشهاد، وكلهم لعائشة رضي الله عنها.
والله سبحانه وتعالى أعلم