المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(5) - (84) - باب ما يقال بعد الوضوء - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٤

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌تتمة كتاب الطهارة وسننها

- ‌(1) - (80) - بَابُ مَا جَاءَ فِي غَسْلِ الْقَدَمَيْنِ

- ‌(2) - (81) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوُضُوءِ عَلَى مَا أَمَرَ اللهُ تَعَالَى

- ‌(3) - (82) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّضْحِ بَعْدَ الْوُضُوءِ

- ‌(4) - (83) - بَابُ الْمِنْدِيلِ بَعْدَ الْوُضُوءِ وَبَعْدَ الْغُسْلِ

- ‌(5) - (84) - بَابُ مَا يُقَالُ بَعْدَ الْوُضُوءِ

- ‌(6) - (85) - بَابُ الْوُضُوءِ بِالصُّفْرِ

- ‌(7) - (86) - بَابُ الْوُضُوءِ مِنَ النَّوْمِ

- ‌(8) - (87) - بَابُ الْوُضُوءِ مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ

- ‌(9) - (88) - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي ذَلِكَ

- ‌(10) - (89) - بَابُ الْوُضُوءِ مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ

- ‌(11) - (90) - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي ذَلِكَ

- ‌(12) - (91) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوُضُوءِ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ

- ‌تنبيه

- ‌تنبيه آخر

- ‌(13) - (92) - بَابُ الْمَضْمَضَةِ مِنْ شُرْبِ اللَّبَنِ

- ‌(14) - (93) - بَابُ الْوُضُوءِ مِنَ الْقُبْلَةِ

- ‌(15) - (94) - بَابُ الْوُضُوءِ مِنَ الْمَذْيِ

- ‌فائدة

- ‌(16) - (95) - بَابُ وُضُوءِ النَّوْمِ

- ‌(17) - (96) - بَابُ الْوُضُوءِ لِكُلِّ صَلَاةٍ وَالصَّلَوَاتِ كُلِّهَا بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ

- ‌(18) - (97) - بَابُ الْوُضُوءِ عَلَى الطَّهَارَةِ

- ‌(19) - (98) - بَابُ لَا وُضُوءَ إِلَّا مِنْ حَدَثٍ

- ‌(20) - (99) - بَابُ مِقْدَارِ الْمَاءِ الَّذِي لَا يُنَجَّسُ

- ‌(21) - (100) - بَابُ الْحِيَاضِ

- ‌(22) - (101) - بَابُ مَا جَاءَ فِي بَوْلِ الصَّبِيِّ الَّذِي لَمْ يَطْعَمْ

- ‌(23) - (152) - بَاب: الْأَرْضُ يُصِيبُهَا الْبَوْلُ كيْفَ تُغْسَلُ

- ‌(24) - (103) - بَاب: الْأَرْضُ يُطَهِّرُ بَعْضُهَا بَعْضًا

- ‌(25) - (104) - بَابُ مُصَافَحَةِ الْجُنُبِ

- ‌(26) - (105) - بَابُ الْمَنِيِّ يُصِيبُ الثَّوْبَ

- ‌تتمة

- ‌(27) - (106) - بَابٌ: فِي فَرْكِ الْمَنِيِّ مِنَ الثَّوْبِ

- ‌(28) - (107) - بَابُ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الَّذِي يُجَامِعُ فِيهِ

- ‌(29) - (108) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ

- ‌(30) - (109) - بَابٌ: فِي مَسْحِ أَعْلَى الْخُفِّ وَأَسْفَلِهِ

- ‌(31) - (110) - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّوْقِيتِ فِي الْمَسْحِ لِلْمُقِيمِ وَالْمُسَافِرِ

- ‌فائدة

- ‌(32) - (111) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمَسْحِ بِغَيْرِ تَوْقِيتٍ

- ‌(33) - (112) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ وَالنَّعْلَيْنِ

- ‌(34) - (113) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْعِمَامَةِ

- ‌تتمة

- ‌أَبْوَابُ التَّيَمُّمِ

- ‌(35) - (114) - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّيَمُّمِ

- ‌(36) - (115) - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّيَمُّمِ ضَرْبَةً وَاحِدَةً

- ‌(37) - (116) - بَابٌ: فِي التَّيَمُّمِ ضَرْبَتَيْنِ

- ‌(38) - (117) - بَابٌ: فِي الْمَجْرُوحِ تُصِيبُهُ الْجَنَابَةُ فَيَخَافُ عَلَى نَفْسِهِ إِنِ اغْتَسَلَ

- ‌(39) - (118) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ

- ‌(40) - (119) - بَاب: فِي الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ

- ‌(41) - (120) - بَابٌ: فِي الْوُضُوءِ بَعْدَ الْغُسْلِ

- ‌(42) - (121) - بَاب: فِي الْجُنُبِ يَسْتَدْفِع بِامْرَأَتِهِ قَبْلَ أَنْ تَغْتَسِلَ

- ‌(43) - (122) - بَابٌ: فِي الْجُنُبِ يَنَامُ كهَيْئَتِهِ لَا يَمَسُّ مَاءً

- ‌(44) - (123) - بَابُ مَنْ قَالَ: لَا يَنَامُ الْجُنُبُ حَتَّى يَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ

- ‌(45) - (124) - بَابٌ: فِي الْجُنُبِ إِذَا أَرَادَ الْعَوْدَ تَوَضَّأَ

- ‌(46) - (125) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ يَغْتَسِلُ مِنْ جَمِيعِ نِسَائِهِ غُسْلًا وَاحِدًا

- ‌(47) - (126) - بَابٌ: فِيمَنْ يَغْتَسِلُ عِنْدَ كُلِّ وَاحِدَةٍ غُسْلًا

- ‌(48) - (127) - بَابٌ: فِي الْجُنُبِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ

- ‌(49) - (128) - بَابُ مَنْ قَالَ يُجْزِئُهُ غَسْلُ يَدَيْهِ

- ‌(50) - (129) - بَابُ مَا جَاءَ فِي قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ عَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ

- ‌(51) - (130) - بَابٌ: تَحْتَ كُلِّ شَعَرَةٍ جَنَابَةٌ

- ‌(52) - (131) - بَابٌ: فِي الْمَرْأَةِ تَرَى فِي مَنَامِهَا مَا يَرَى الرَّجُلُ

- ‌(53) - (132) - بَابُ مَا جَاءَ فِي غُسْلِ النِّسَاءِ مِنَ الْجَنَابَةِ

- ‌(54) - (133) - بَابُ الْجُنُبِ يَنْغَمِسُ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ أَيُجْزِئُهُ

- ‌(55) - (134) - بَابُ الْمَاءِ مِنَ الْمَاءِ

- ‌(56) - (135) - بَابُ مَا جَاءَ فِي وُجُوبِ الْغُسْلِ إِذَا الْتَقَى الْخِتَانَانِ

- ‌(57) - (136) - بَابُ مَنِ احْتَلَمَ وَلَمْ يَرَ بَلَلًا

- ‌(58) - (137) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الاسْتِتَارِ عِنْدَ الْغُسْلِ

- ‌(59) - (138) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ لِلْحَاقِنِ أَنْ يُصَلِّيَ

- ‌(60) - (139) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمُسْتَحَاضَةِ الَّتِي قَدْ عَدَّتْ أَيَّامَ أَقْرَائِهَا قَبْلَ أَنْ يَسْتَمِرَّ بِهَا الدَّمُ

- ‌(61) - (140) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمُسْتَحَاضَةِ إِذَا اخْتَلَطَ عَلَيْهَا الدَّمُ فَلَمْ تَقِفْ عَلَى أَيَّامِ حَيْضِهَا

- ‌(62) - (141) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْبِكْرِ إِذَا ابْتُدِئَتْ مُسْتَحَاضَةً أَوْ كَانَ لَهَا أَيَّامُ حَيْضٍ فَنَسِيَتْهَا

- ‌(63) - (142) - بَابٌ: فِيمَا جَاءَ فِي دَمِ الْحَيْضِ يُصِيبُ الثَّوْبَ

- ‌(64) - (143) - بَابُ الْحَائِضِ لَا تَقْضِي الصَّلَاةَ

- ‌(65) - (144) - بَابُ الْحَائِضِ تَتَنَاوَلُ الشَّيءَ مِنَ الْمَسْجِدِ

- ‌(66) - (145) - بَابُ مَا لِلرَّجُلِ مِنِ امْرَأَتِهِ إِذَا كَانَتْ حَائِضًا

- ‌(67) - (146) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِتْيَانِ الْحَائِضِ

- ‌(68) - (147) - بَابٌ: فِي كفَّارَةِ مَنْ أَتَى حَائِضًا

- ‌(69) - (148) - بَابٌ: فِي الْحَائِضِ كَيْفَ تَغْتَسِلُ

- ‌(70) - (149) - بَابٌ: فِيمَا جَاءَ فِي مُؤَاكلَةِ الْحَائِضِ وَسُؤْرِهَا

- ‌(71) - (150) - بَابٌ: فِيمَا جَاءَ فِي اجْتِنَابِ الْحَائِضِ الْمَسْجِدَ

- ‌(72) - (151) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْحَائِضِ تَرَى بَعْدَ الطُّهْرِ الصُّفْرَةَ وَالْكُدْرَةَ

- ‌(73) - (152) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النُّفَسَاءِ كَمْ تَجْلِسُ

- ‌(74) - (153) - بَابُ مَنْ وَقَعَ عَلَى امْرَأَتِهِ وَهِيَ حَائِضٌ

- ‌(75) - (154) - بَابٌ: فِي مُؤَاكلَةِ الْحَائِضِ

- ‌(76) - (155) - بَابُ الصَّلَاةِ فِي ثَوْبِ الْحَائِضِ

- ‌(77) - (156) - بَابٌ: إِذَا حَاضَتِ الْجَارِيَةُ لَمْ تُصلِّ إِلَّا بِخِمَارٍ

- ‌(78) - (157) - بَابُ الْحَائِضِ تَخْتَضِبُ

- ‌(79) - (158) - بَابُ الْمَسْحِ عَلَى الْجَبَائِرِ

- ‌(80) - (159) - بَابُ اللُّعَابِ يُصِيبُ الثَّوْبَ

- ‌(81) - (160) - بَابُ المَجِّ فِي الْإِنَاءِ

- ‌(82) - (161) - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يَرَى عَوْرَةَ أَخِيهِ

- ‌(83) - (162) - بَابُ مَنِ اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ فَبَقِيَ مِنْ جَسَدِهِ لُمْعَةٌ لَمْ يُصِبْهَا الْمَاءُ كَيْفَ يَصْنَعُ

- ‌(84) - (163) - بَابُ مَنْ تَوَضَّأَ فَتَرَكَ مَوْضِعًا لَمْ يُصِبْهُ الْمَاءُ

الفصل: ‌(5) - (84) - باب ما يقال بعد الوضوء

(5) - (84) - بَابُ مَا يُقَالُ بَعْدَ الْوُضُوءِ

(14)

- 465 - (1) حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ

===

(5)

- (84) - (باب ما) ينبغي أن (يقال) من الأذكار (بعد الوضوء)

* * *

(14)

-465 - (1)(حدثنا موسى بن عبد الرحمن) بن سعيد بن مسروق بن معدان بن المرزبان الكندي المسروقي أبو عيسى الكوفي. روى عن: زيد بن الحباب، وحسين بن علي الجعفي، وأبي أسامة، ويحيى القطان، وغيرهم، ويروي عنه:(ت س ق)، وابن خزيمة، وابن جرير، وهارون الحمّال، وآخرون.

قال النسائي: ثقة، وقال في موضع آخر: لا بأس به، وقال أبو حاتم: صدوق ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عساكر: مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ)، وقال في "التقريب": ثقة، من كبار الحادية عشرة.

(حدثنا الحسين بن علي) بن الوليد الجعفي مولاهم، أبو محمد الكوفي. روى عن: عمرو بن عبد الله بن وهب، والأعمش، وزائدة، ويروي عنه:(ع)، وموسى بن عبد الرحمن، وأحمد، هاسحاق، وابن معين، وغيرهم.

قال في "التقريب": ثقة عابد، من التاسعة، مات سنة ثلاث أو أربع ومئتين، وله خمس وثمانون سنة.

(وزيد بن الحُباب) -بضم المهملة وبموحدتين- أبو الحسين العكلي: نسبة إلى عُكل -بضم العين وسكون الكاف- بطن من تميم. روى عن: عمرو بن عبد الله، ومالك بن مغول، وقرة بن خالد، وآخرون، ويروي عنه:(م عم)، وموسى بن عبد الرحمن، وأحمد وابن المديني، وابن رافع، وخلق.

ص: 43

ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَهْبٍ أَبُو سُلَيْمَانَ النَّخَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدٌ الْعَمِّيُّ،

===

وقال في "التقريب": صدوق، يخطئ في حديث الثوري، من التاسعة، مات سنة ثلاث ومئتين (203 هـ).

(ح وحدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله الذهلي النيسابوري، ثقة متقن، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ). يروي عنه:(خ عم).

(حدثنا أبو نعيم) الفضل بن دكين الأحول، ودُكين لقبه، واسمه: عمرو بن حماد بن زهير التيمي مولاهم الملائي بضم الميم مشهور بكنيته الكوفي.

روى عن: عمرو بن عبد الله، وزكرياء بن أبي زائدة، وجعفر بن برقان، ويروي عنه:(ع)، والذهلي، وأحمد، وإسحاق، وغيرهم.

قال في "التقريب": ثقة ثبت، من التاسعة، مات سنة ثمان عشرة، وقيل: تسع عشرة ومئتين (219 هـ).

(قالوا) أي: قال الحسين بن علي، وزيد بن الحباب، وأبو نعيم:

(حدثنا عمرو بن عبد الله بن وهب أبو سليمان النخعي) ويقال له: أبو معاوية الكوفي. روى عن: زيد العمي، وعامر الشعبي، وحماد بن أبي سليمان، ويروي عنه:(س ق)، وأبو نعيم، وزيد بن الحباب، والحسين بن علي الجعفي.

قال أبو حاتم: ثقة صالح الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": ثقة، من السادسة.

(قال) عمرو: (حدثني زيد) بن الحواري، اسمه: مُرّة، أبو الحواري (العمي) البصري، قاضي هراة. روى عن: أنس بن مالك، وسعيد بن المسيب،

ص: 44

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .. فُتِحَ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ دَخَلَ".

===

وأبي وائل، وسعيد بن جبير، ويروي عنه:(عم)، وعمرو بن عبد الله بن وهب، وشعبة، والأعمش، والثوري، وغيرهم.

قال ابن معين: صالح، وقال مرة: لا شيء، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، يُكتب حديثه ولا يُحتج به، وقال العجلي: بصري ضعيف الحديث ليس بشيء، وقال الحسن بن سفيان: ثقة، وقال ابن حبان: يروي عن أنس أشياء موضوعة لا أصل لها حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد بها، وقال في "التقريب": ضعيف، من الخامسة.

(عن أنس بن مالك) رضي الله عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه زيدًا العمي، وهو ضعيف.

(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من توضأ فأحسن الوضوء) والجملة مفسرة لما قبلها؛ لأن الفاء فيها عاطفة تفسيرية، وإحسان الوضوء: هو إسباغه لجميع محل الفرض مع مراعاة آدابه وسننه بلا إسراف في الماء، (ثم قال) بعد الفراغ منه (ثلاث مرات: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .. فُتح له ثمانية أبواب الجنة) تكرمة له حالة كونه (من أيها شاء دخل) أي: حالة كونه يدخل من أيها شاء؛ أي: يختار بينها؛ تكرمة له، ولكن يدخل من الباب الذي سبق في علمه تعالى أنه يدخل منه.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد من حديث عمر بن

ص: 45

قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَلَمَةَ الْقَطَّانُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ بِنَحْوِهِ.

===

الخطاب؛ رواه الترمذي في كتاب الطهارة، باب (41) فيما يقال بعد الوضوء، رقم (55)، عن عمر بن الخطاب، وقال: في إسناده اضطراب، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب كبير شيء، قال: وفي الباب عن أنس بن مالك، وعقبة بن عامر.

قلت: له شاهد من حديث عقبة بن عامر، رواه مسلم في كتاب الطهارة (6)، باب الذكر المستحب عقب الوضوء، رقم (17 - 234)، ورواه أصحاب "السنن الأربعة"، وزاد فيه ابن ماجه في أوله:"ما من مسلم يتوضأ" والباقي نحوه، وهو الحديث التالي لهذا الحديث، وأبو داوود في الطهارة (65)، باب ما يقول الرجل إذا توضأ، رقم (169)، والنسائي (1/ 78)، باب القول بعد الفراغ من الوضوء، رقم (148).

قلت: فهذا الحديث درجته: أنه صحيح بما بعده؛ لأن له شاهدًا في "مسلم" وفي "السنن الأربعة" وهو حديث عقبة بن عامر الآتي بعد هذا الحديث.

فيقال: الحديث ضعيف السند، صحيح المتن بغيره، غرضه: الاستدلال به على الترجمة.

(قال أبو الحسن) علي بن إبراهيم (بن سلمة) بن بحر (القطان) القزويني تلميذ المؤلف:

(حدثنا إبراهيم بن نصر) لم أر ترجمته.

(حدثنا أبو نعيم) غرضه: بيان متابعة إبراهيم بن نصر لمحمد بن يحيى، وساق إبراهيم بن نصر (بنحوه) أي: بنحو حديث محمد بن يحيى.

ص: 46

(15)

- 466 - (2) حَدَّثَنَا عَلْقَمَةُ بْنُ عَمْرٍ والدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَطَاءٍ الْبَجَلِيِّ،

===

واستشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أنس بحديث عقبة بن عامر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم، فقال:

(15)

- 466 - (2)(حدثنا علقمة بن عمرو) بن الحصين بن لبيد التميمي (الدارمي) العطاردي أبو الفضل الكوفي. روى عن: أبي بكر بن عياش، ويروي عنه:(ق)، وموسى بن إسحاق الأنصاري، ويحيى بن محمد بن صاعد.

ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يُغرب، وقال في "التقريب": صدوق له غرائب، من الحادية عشرة، مات سنة ست وخمسين ومئتين (256 هـ).

(حدثنا أبو بكر بن عياش) -بتحتانية ومعجمة- ابن سالم الأسدي الكوفي، الحنّاط المقرئ مولى واصل الأحدب، قيل: اسمه محمد، وقيل: عبد الله، وقيل: سالم، وقيل: شعبة، وقيل: غير ذلك، والصحيح: أن اسمه كنيته. روى عن: أبي إسحاق السبيعي، وأبي حصين عثمان بن عاصم، وعبد العزيز بن رُفيع، وغيرهم، ويروي عنه:(ع) وروايته عند مسلم في المقدمة، والثوري، وابن المبارك، ويحيى بن آدم، وخلق.

ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": ثقة عابد، إلا أنه لما كبر .. ساء حفظه، وكتابه صحيح، من السابعة، مات سنة أربع وتسعين ومئة (194 هـ)، وقيل: قبل ذلك بسنة أو سنتين.

(عن أبي إسحاق) السبيعي عمرو بن عبد الله الهمداني الكوفي، ثقة، من الثالثة، مات سنة تسع وعشرين ومئة، وقيل قبل ذلك، ويروي عنه:(ع).

(عن عبد الله بن عطاء البجلي) الطائفي المكي، وقيل: الكوفي، وقيل: الواسطي، وقيل: المدني، أبي عطاء مولى المطلب بن عبد الله بن قيس بن

ص: 47

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .. إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ".

===

مخرمة، وقيل: مولى بني هاشم. روى عن: عقبة بن عامر مرسلًا، وسليمان وعبد الله ابني بريدة، ويروي عنه:(م عم)، وأبو إسحاق السبيعي، وزهير بن معاوية، والثوري.

قال الترمذي: ثقة عند أهل الحديث، وقال النسائي: ضعيف، وقال في "التقريب": صدوق يخطئ ويدلّس، من السادسة.

(عن عقبة بن عامر الجهني) الصحابي المشهور رضي الله عنه، اختلف في كنيته على سبعة أقوال: أشهرها: أبو حماد، ولي إمرة مصر لمعاوية ثلاث سنين، وكان فقيهًا فاضلًا، مات في قرب الستين.

(عن عمر بن الخطاب) رضي الله عنه.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.

(قال) عمر: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يتوضأ، فيُحسن الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .. إلا فُتحت له ثمانية أبواب الجنة، يدخل من أيها شاء") تكرمة له.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم وأبو داوود والنسائي والترمذي.

فدرجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أنس بن مالك.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم؛ أخرجه في كتاب الطهارة (6)، باب الذكر المستحب عقب الوضوء (17/ 234)، وأبو داوود في الطهارة (65)، باب ما يقول الرجل إذا توضأ، رقم (169)، والنسائي في الطهارة،

ص: 48

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

رقم (148)، والترمذي في الطهارة، باب (41) فيما يقال بعد الوضوء، رقم (55)، قال أبو عيسى: وفي الباب عن أنس، وعقبة بن عامر، قال أبو عيسى: حديث عمر قد خُولف زيد بن الحباب في هذا الحديث، قال: وروى عبد الله بن صالح وغيره عن معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن عقبة بن عامر عن عمر، وعن ربيعة بن أبي عثمان عن جبير بن نفير عن عمر، وهذا حديث في إسناده اضطراب، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب كبير شيء، قال محمد؛ يعني: البخاري: وأبو إدريس لم يسمع عن عمر شيئًا، ورواه أحمد في "المسند"(4/ 151).

قال في "تحفة الأحوذي": قوله: (هذا حديث في إسناده اضطراب، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم كبير شيء).

اعلم: أن حديث عمر هذا أخرجه مسلم في "صحيحه" من وجه آخر بدون زيادة "اللهم؛ اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين"، فهو صحيح سليم من الاضطراب.

قال الحافظ في "التلخيص" بعد ذكر كلام الترمذي: هذا ما لفظه، لكن رواية مسلم سليمة من هذا الاعتراض، والزيادة التي عنده؛ يعني: قوله: "اللهم؛ اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين" .. رواها البزار والطبراني في "الأوسط" من طريق ثوبان، ولفظه: "من دعا بوضوئه فتوضأ، فساعة فرغ من وضوئه يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله، اللهم؛ اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين

" الحديث، ورواه ابن ماجه من حديث أنس. انتهى ما في "التلخيص".

ثم اعلم: أنه لم يصح في هذا الباب غير حديث عمر الذي رواه مسلم، وقد

ص: 49

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

جاء في هذا الباب أحاديث ضعاف؛ منها: حديث أبي سعيد الخدري بلفظ: "من توضأ فقال: سبحانك الله وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك .. كُتب في رق، ثم طُبع بطابع، فلم يكسر إلى يوم القيامة"، واختلف في رفعه ووقفه، والمرفوع ضعيف، وأما الموقوف .. فهو صحيح، كما حقق ذلك الحافظ في "التلخيص".

ثم اعلم: أن ما ذكره الحنفية والشافعية وغيرهم في كتبهم من الدعاء عند كل عضو؛ كقولهم: يقال عند غسل الوجه: اللهم؛ بيض وجهي يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، وعند غسل اليد اليمنى: اللهم؛ اعطني كتابي بيميني، وحاسبني حسابًا يسيرًا

إلى آخره، فلم يثبت فيه حديث.

قال الحافظ في "التلخيص": قال الرافعي: ورد بها الأثر عن الصالحين، قال النووي في "الروضة": هذا الدعاء لا أصل له، وقال ابن الصلاح: لم يصح فيه حديث، قال الحافظ: رُوي فيه عن علي من طرق ضعيفة جدًّا، أوردها المستغفري في "الدعوات"، وابن عساكر في "أماليه". انتهى من "تحفة الأحوذي".

وقال ابن القيم في "الهدي": ولم يُحفظ عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول على وضوئه شيئًا غير التسمية، وكل حديث في أذكار الوضوء التي تقال عليه .. فكذب مختلق لم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا منها، ولا علّمه لأمته، ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم غير التسمية في أوله، وغير قوله:"أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم؛ اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين" في آخره. انتهى، انتهى من "التحفة" أيضًا.

ص: 50

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

قال النواوي: أما أحكام هذا الحديث .. ففيه: أنه يستحب للمتوضئ أن يقول عقب وضوئه: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وهذا متفق عليه، وينبغي أن يضم إليه ما جاء في رواية الترمذي متصلًا بهذا الحديث: اللهم؛ اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين، ويستحب أن يضم إليه ما رواه النسائي في كتابه "عمل اليوم والليلة" مرفوعًا:"سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، أستغفرك وأتوب إليك" قال أصحابنا: وتستحب هذه الأذكار للمغتسل أيضًا، والله سبحانه وتعالى أعلم. انتهى.

* * *

فجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: حديثان:

الأول: حديث أنس، ذكره للاستدلال.

والثاني: حديث عمر، ذكره للاستشهاد.

ولو قدم حديث عمر على حديث أنس .. كان أولى وأوفق.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 51