الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(57) - (136) - بَابُ مَنِ احْتَلَمَ وَلَمْ يَرَ بَلَلًا
(152)
- 603 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الْعُمَرِيِّ،
===
(57)
- (136) - (باب من احتلم ولم ير بللًا)
أي: رطوبة من الماء، هل يجب عليه الغُسل أم لا؟
والاحتلام: افتعال من الحُلم -بضم المهملة وسكون اللام- وهو ما يراه النائم في نومه، يقال: منه حلم - بالفتح - واحتلم، والمراد به ها هنا: أمر خاص وهو الجماع؛ أي: باب من جامع في المنام، ولم ير رطوبة من الماء، هل يجب عليه الغُسل أم لا؟ .
* * *
(152)
-603 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا حماد بن خالد) الخيّاط - بالخاء المعجمة - القرشي أبو عبد الله البصري، نزيل بغداد، ثقة أمي، من التاسعة. يروي عنه:(م عم).
(عن) عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب (العمري) أبي عبد الرحمن المدني أخي عبيد الله بن عمر.
قال في "التقريب": ضعيف عابد، من السابعة، مات سنة إحدى وسبعين ومئة (171 هـ)، وقيل بعدها. روى عن: أخيه عبيد الله بن عمر بن حفص، ونافع، وزيد بن أسلم، ويروي عنه:(م عم)، وحماد بن خالد، وابن مهدي، والليث بن سعد، وابن وهب، وعبد الرزاق، وغيرهم.
قال النسائي: ضعيف الحديث، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صدوق، في حديثه اضطراب، وقال علي بن المديني: ضعيف، وكان يحيى بن سعيد لا
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَرَأَى بَلَلًا وَلَمْ يَرَ أَنَّهُ احْتَلَمَ .. اغْتَسَلَ،
===
يُحدّث عنه ويضعّفه، وقال ابن عمار الموصلي: لم يتركه أحد إلا يحيى بن سعيد، وزعموا أنه أخذ كتب أخيه عبيد الله فرواها، وقال الخليلي: ثقة غير أن الحفّاظ لم يرضوا حفظه، وقال عثمان الدارمي عن ابن معين: صالح ثقة، وبالجملة: إنه مختلف فيه.
(عن) أخيه (عبيد الله) بن عمر بن حفص بن عاصم العمري أبي عثمان المدني، ثقة ثبت، قدّمه أحمد بن صالح على مالك في نافع، وقدّمه ابن معين في القاسم عن عائشة على الزهري عن عروة، من الخامسة، مات سنة بضع وأربعين ومئة (143 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن القاسم) بن محمد بن أبي بكر الصديق التيمي، ثقة أحد الفقهاء في المدينة، من كبار الثالثة، مات سنة ست ومئة على الصحيح (106 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها (عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه راويًا مختلفًا فيه وهو العمري.
(قال) النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا استيقظ) وانتبه (أحدكم من نومه، فرأى بللًا) أي: رطوبة ماء في ثوبه أو جسده، (ولم ير) أي: ولم يتذكر (أنه احتلم) أي: جامع في النوم .. (اغتسل) هو خبر بمعنى الأمر، وهو للوجوب، أي: فليغتسل وجوبًا؛ لأن البلل علامة ودليل على احتلامه ولا عبرة بالنوم، فالمدار على البلل سواء تذكر الاحتلام أم لا. انتهى "تحفة الأحوذي"،
وَإِذَا رَأَى أَنَّهُ قَدِ احْتَلَمَ وَلَمْ يَرَ بَلَلًا .. فَلَا غُسْلَ عَلَيْهِ".
===
قال السندي: قوله: "فرأى بللًا" إطلاقه يمنعه ما إذا اعتقده مذيًا؛ فإنه يغسله، وبه صرح كثير من علمائنا. انتهى منه.
(وإذا رأى) أي: ظن (أنه قد احتلم) أي: جامع في نومه (ولم ير بللًا) أي: رطوبة .. (فلا غُسل) واجب (عليه) لأن البلل علامة، ودليل على احتلامه وهو مفقود، وقال في "النيل": رجال هذا الحديث رجال الصحيح إلا عبد الله بن عمر العمري، وقد اختُلف فيه، ثم ذكر أقوال الجرح والتعديل فيه، ثم قال: هكذا رواه أحمد وابن أبي شيبة من طريقه، فالحديث معلول بعلتين: الأولى: العمري المذكور، والثانية: التفرد وعدم المتابعة، فقصر عن درجة الحسن والصحة. انتهى شوكاني انتهى "تحفة".
ومقتضى كلام الشوكاني: أنه حديث جيد يصح الاحتجاج به.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في الطهارة (95)، باب في الرجل يجد البلة في منامه، رقم (236)، والترمذي في الطهارة (82)، باب فيمن يستيقظ فيرى بللًا ولا يذكر احتلامه، رقم (113)، وأحمد (6/ 256).
فدرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، كما مر، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة، والله أعلم.
قال الخطابي في "معالم السنن": ظاهر هذا الحديث يوجب الاغتسال إذا رأى بلة وإن لم يتيقن أنها الماء الدافق، ورُوي هذا القول عن جماعة من التابعين منهم عطاء والشعبي والنخعي، وقال أحمد بن حنبل: أعجب إليّ أن يغتسل، إلا رجلًا به أبردة، وقال أكثر أهل العلم: لا يجب عليه الاغتسال حتى يعلم أنها الماء الدافق، واستحبوا أن يغتسل من طريق الاحتياط، ولم يختلفوا
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
أنه إذا لم ير الماء، وإن كان رأى في النوم أنه قد احتلم .. فإنه لا يجب عليه الاغتسال. انتهى كلامه. انتهى من "العون".
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثًا واحدًا، ذكره للاستدلال به على الترجمة.
والله سبحانه وتعالى أعلم