الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(أَو حِرفة) كالبزاز، والعَطار.
(أَو صناعَة) كالخياط، والصَبَّاغ، وَفِيه: أَن كلا من الِاسْم [والكنية] واللقب قسيمُ الآخر، وَتقدم جَوَابه، فَتدبر وتذكر.
(
[الْأَنْسَاب] )
(وَكَذَا معرفَة الْأَنْسَاب، وَهِي تَارَة تقع إِلَى الْقَبَائِل) جمع قَبيلَة، وهم بَنو أبٍ وَاحِد.
(وَهُوَ) وَفِي نُسْخَة: وَهَذَا إِلَى الانتساب، وَفِي نُسْخَة: وَهِي أَي الْأَنْسَاب إِلَى الْقَبَائِل.
(فِي الْمُتَقَدِّمين أَكثر) وَفِي بعض النّسخ: أَكثْرِيّ / أَي مَنْسُوب إِلَى الْأَكْثَر.
(بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمُتَأَخِّرين) قَالَ المُصَنّف: لِأَن الْمُتَقَدِّمين كَانُوا يعتنون بِحِفْظ أنسابهم، وَلَا يَسكنون المدنَ والقرى غَالِبا، بِخِلَاف الْمُتَأَخِّرين، نَقله التلميذ.
(وَتارَة إِلَى الأوطان) جمع وَطن، وَهُوَ مَحل الْإِنْسَان / 144 - ب / من بَلْدَة، أَو ضَيْعَة، أَو سكَّة، وَلَا فرق فِيمَن ينتسب إِلَى مَحل بَين أَن يكون أَصْلِيًّا مِنْهُ، أَو نازلاً فِيهِ، ومجاوراً لَهُ [209 - أ] ، وَلذَلِك تَتَعَدَّد النِّسْبَة [إِلَيْهِ] بِحَسب الِانْتِقَال، وَلَا حَد للإقامة المُسوِّغة للنسبة بِزَمن، وَإِن ضَبطه ابْن الْمُبَارك بِأَرْبَع سِنِين، فقد
وَتوقف فِيهِ ابْن كثير.
(وَهَذَا) أَي الْأَنْسَاب إِلَى الأوطان لحُصُول التميز بَين الأقران.
( [فِي الْمُتَأَخِّرين] أكثري بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمُتَقَدِّمين،) وَهَذَا الْفَنّ مِمَّا يفْتَقر إِلَيْهِ حفاظ الحَدِيث فِي تصرفاتهم، ومصنفاتهم، فَإِنَّهُ قد يتَعَيَّن بِهِ [المهمل، ويتبين بِهِ] الْمُجْمل، وَيظْهر الرَّاوِي المدلس، وَيعلم مِنْهُ التلاقي بَين الراويين، وَغير ذَلِك من مظان الطَّبَقَات، تواريخ الْبلدَانِ، وَمَعْرِفَة الْأَنْسَاب، وفيهَا تصانيف كَثِيرَة، وَقد كَانَ الْعَرَب تنْسب إِلَى قبائلها غَالِبا، فَيُقَال: الْقرشِي الْبكْرِيّ، فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَام، وَغلب عَلَيْهِم سُكْنى الْقرى، والمدائن، وَضاع كثير من أنسابهم، فَلم يبْق لَهُم غير الانتساب إِلَى الْبلدَانِ انتسبوا إِلَيْهَا، ثمَّ مِنْهُم من كَانَ نَقله من بلد [إِلَى بلد] فَأُرِيد الانتساب إِلَيْهِمَا، فَيُقَال: الْمصْرِيّ الدِّمَشْقِي، وَالْأَحْسَن أَن يُقَال: ثمَّ الدِّمَشْقِي لمراعاة التَّرْتِيب.
وَمن كَانَ من أهل قَرْيَة من قرى بَلْدَة يجوز أَن ينْسب إِلَى الْقرْيَة فَقَط، أَو الى بَلْدَة تِلْكَ الْقرْيَة، أَو إِلَى ناحيتها، أَو إِلَى إقليمها، وَله الْجمع فَيبْدَأ بالأعم وَهُوَ الإقليم، ثمَّ النَّاحِيَة، ثمَّ الْبَلدة، ثمَّ الْقرْيَة، فَيُقَال: الْمصْرِيّ الصعيدي، الْمَنَاوِيّ، الخصوصي، فالاخصوص قَرْيَة، والمنية بَلْدَة، والصعيد نَاحيَة الْمنية، وَيجوز الْعَكْس إِذا الْمَقْصُود التَّعْرِيف والتمييز، وَهُوَ حَاصِل، وَكَذَا فِي النّسَب إِلَى الْقَبَائِل يبْدَأ بِالْعَام، ثمَّ بالخاص ليحصل بِالثَّانِي فَائِدَة لم تكن لَازِمَة من الأول فَيُقَال: الْقرشِي ثمَّ الْهَاشِمِي دون الْعَكْس، لعدم الْفَائِدَة حِينَئِذٍ [209 - ب] لاستلزام الْهَاشِمِي الْقرشِي، فَإِن قيل:[فَكَانَ] يَنْبَغِي أَن لَا يذكر الْأَعَمّ بل يقْتَصر على
الْأَخَص.
فَالْجَوَاب: أَنه قد يخفي على النَّاس كَون الْهَاشِمِي قرشيا، كَذَا قَالَه الشَّارِح، وَهُوَ منقوض بِعَدَمِ جَوَاز الْعَكْس فَالصَّوَاب فِي الْجَواب أَن يُقَال: يُسْتَفَاد بِذكر الْأَعَمّ معنى عَام، ثمَّ ذكر الْأَخَص يُفِيد زِيَادَة لم فَائِدَة تكن مستفادة من الْأَعَمّ على وَجه الْإِجْمَال والتبيين الَّذِي هُوَ أوقع فِي النَّفس، وَلَيْسَ كَذَلِك ذكر الْأَعَمّ بعد ذكر الْأَخَص إِلَّا بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْجَاهِل بقضية الأعمية والأخصية، وَلَا عِبْرَة بِهِ عِنْد أهل الْعلم. نعم، قد يظْهر هَذَا الخفاء فِي الْبَطن الْخَفي كالأشهلي من الْأنْصَارِيّ، وَمَعَ هَذَا قد يقتصرون على الْعَام، وَقد يقتصرون على الْخَاص وَهُوَ قَلِيل.
(وَالنِّسْبَة إِلَى الوطن أَعم من أَن يكون) بِصِيغَة التَّذْكِير فِي النّسخ الصَّحِيحَة بِنَاء على أَن النِّسْبَة مصدر يَسْتَوِي فِيهِ الْمَذْكُور والمؤنث، أَو بِتَأْوِيل الانتساب، وَلَا يبعد أَن يكون الضَّمِير رَاجعا إِلَى الوطن.
(بلادا) جمع بلد.
(أَو ضيَاعًا / 145 - أ /) بِكَسْر الضَّاد، جمع ضَيْعَة بِفَتْحِهَا، وَهِي المزرعة /.
(أَو سككا) بِكَسْر السِّين الْمُهْملَة، وَفتح الْكَاف جمع سكَّة وَهِي: الْمحلة وَالطَّرِيق، لكنه أوسع من الزقاق، وَكَانَ الأولى ذكر هَذِه الْأَشْيَاء بِصِيغَة الْإِفْرَاد لمناسبة الوطن ولمراعاة قَوْله:
(أَو مجاورة) وَهِي كَمَا قبلهَا مَنْصُوبَة على التَّمْيِيز، وَيُمكن أَن تكون [خبر يكون] بِتَقْدِير مُضَاف، أَي نِسْبَة بِلَاد الخ، لَكِن يشكل أَن الْمُجَاورَة مُقَابلَة
للتوطن. اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يُرَاد بِهِ الْمَعْنى اللّغَوِيّ، وَالْأَظْهَر أَن المنصوبات تَمْيِيز من الأوطان، أَي تقع الْأَنْسَاب تَارَة إِلَى الأوطان من جِهَة توطن الْبِلَاد، أَو الضّيَاع، والسكك، أَو من جِهَة الْمُجَاورَة فِي أَحدهَا، لَكِن [210 - أ] اخْتَلَّ الْكَلَام بمزج الشَّرْح فِي المرام، وَإِنَّمَا جمع الأوطان لإدارة الْأَنْوَاع، ومقابلة الْجمع [بِالْجمعِ] وَإِلَّا فَلَا ينْسب أحد إِلَى الأوطان إِلَّا نَادرا وَكَذَا قَوْله:
(وَتَقَع) أَي تَارَة (إِلَى الصَّنَائِع) والصناعة بِالْفَتْح أخص من الحرفة، لِأَن الصِّنَاعَة لَا بُد من الْمُبَاشرَة فِيهَا بِخِلَاف الحرفة كَذَا قيل، وَأما بِالْكَسْرِ فَهُوَ بِمَعْنى الِاصْطِلَاح النَّاشِئ عَن الصَّنْعَة المعنوية من الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة، [والنقلية] .
(كالخياط) أَي الْمُبَاشرَة الْخياطَة.
(والحرف) بِكَسْر فَفتح، جمع حِرْفَة.
(كالبزاز) أَي بَائِع الْبَز من غير مُبَاشرَة فِي تَحْصِيل وجوده من الْغَزل، والنسج.
(وَيَقَع فِيهَا) أَي فِي الْأَنْسَاب المنسوبة إِلَى الْقَبَائِل، والأوطان، والصنائع، والحرف، أَو فِي النِّسْبَة إِلَى هَذِه الْأَشْيَاء، وَفِي نُسْخَة: وَيَقَع فِيهِ أَي فِي الانتساب الْمَذْكُور.
(الِاتِّفَاق) أَي خطأ كالقريشي [والقرشي] .
(والاشتباه) أَي لفظا، فَإِن أَحدهمَا بِضَم الْقَاف، وَفتح الرَّاء، نِسْبَة إِلَى قُرَيْش، وَالْآخر بِفَتْح فَسُكُون، نِسْبَة إِلَى مَوضِع من بِلَاد مَا وَرَاء النَّهر، وَهَذَا الْوُقُوع كثير فِي الصَّنَائِع، والحرف كالصباغ، والصياغ، فَالْأول بِالْمُوَحَّدَةِ، وَالثَّانِي بالتحتية وَالْبَزَّار فِي آخِره رَاء، [وَالْبَزَّاز فِي آخِره زَاي] ، وَالْجمال [والحمال] بِالْجِيم والحاء.
(كالأسماء) أَي كوقوعهما فِي الْأَسْمَاء على مَا تقدم. هَذَا مَا ظهر لي من المرام فِي حل الْكَلَام، وَقَالَ الشَّارِح: بِنَاء على أَن أَصله بِلَفْظ فِيهِ، كَمَا فِي نُسْخَة عندنَا. أَي يَقع للراويين وَأكْثر اشتباههم فِي النّسَب كَمَا يَقع الْأَسْمَاء، وَذَلِكَ كَالنَّسَائِيِّ بِفَتْح النُّون وَالسِّين، وَبعد الْألف همزَة، نِسْبَة لمدينة بخراسان يُقَال لَهَا: نسَاء وهم جمَاعَة: مِنْهُم صَاحب السّنَن انْتهى. وَبعده من الْمَعْنى لَا يخفي.
(وَقد تقع الْأَنْسَاب)[210 - ب] أَشَارَ إِلَى أَن ضمير تقع رَاجع إِلَيْهَا فَيتَعَيَّن التَّأْثِير فَمَا فِي بعض النّسخ المصححة بالتذكير، فَأَما سَهْو وغفلة، وَأما بِنَاء على أَن الْمَتْن وَالشَّرْح كمصنف وَاحِد، وَأَنت تعلم أَن هَذَا مِمَّا لَا ضَرُورَة إِلَيْهِ، وَلَا مِمَّا يُوجد باعث عَلَيْهِ.
(ألقابا) أَي قد يَقع / 145 - ب / اللقب بِصِيغَة النِّسْبَة.
(كخالد بن مخلد) بِفَتْح مِيم، وَسُكُون مُعْجمَة.
(الْقَطوَانِي) بِفَتْح الْقَاف، والطاء الْمُهْملَة.
(كَانَ كوفيا ويلقب بالقطواني) وَهُوَ فعلان بِالتَّحْرِيكِ، صفة مَأْخُوذَة من
القطوان، وَهُوَ مقاربة الخطو مَعَ النشاط كَذَا ذكره محش، وَهُوَ غير صَحِيح لِأَن مُقْتَضى الفعلان كَون النُّون زَائِدَة، وَمُقْتَضى الفعول كَونهَا أَصْلِيَّة فاختلفت مادتهما، وَفِي حَاشِيَة: / مَنْسُوب إِلَى بلد، وَهُوَ على تَقْدِير صِحَّته غير مُنَاسِب للمقام [اللَّهُمَّ] إِلَّا أَن يُقَال: إِنَّه كَانَ كوفيا وَكَانَ ينْسب إِلَى غير بَلَده، أَو إِلَى بلد مَذْمُوم.
(وَكَانَ يغْضب مِنْهَا) أَي من تِلْكَ النِّسْبَة، وَذكر فِي الْمُغنِي نقلا عَن مُقَدّمَة الْعَسْقَلَانِي أَنه لم يرد مَنْسُوبا فِيهِ، وَرَأَيْت فِي تَحْرِير المشتبه لَهُ: بواو وَفتح الطَّاء الْمُهْملَة، خَالِد بن مخلد الْقَطوَانِي شيخ البُخَارِيّ، وَمُحَمّد بن أبي الْحسن الْقَطوَانِي شيخ لِابْنِ عقدَة، وَكَذَا عُثْمَان بن عمر الْقَطوَانِي، وَهَذَا مَنْسُوب إِلَى قطوان من قرى سَمَرْقَنْد، وَالله سُبْحَانَهُ أعلم. وَفِي الْقَامُوس: قطا: ثقل مَشْيه، والماشي قَارب فِي مَشْيه، فَهُوَ قطوان، ويحرك، وَهُوَ مَوضِع، والطويل الرجلَيْن المتقارب الخطو، وقطوان محركة مَوضِع بِالْكُوفَةِ مِنْهُ الأكسية، وَقَالَ محش: نِسْبَة لقطوان بِالْفَتْح مَوضِع بِالْكُوفَةِ انْتهى. فَالْوَجْه مَا بَيناهُ وَالله سُبْحَانَهُ أعلم.
(و)(من المهم أَيْضا معرفَة أَسبَاب ذَلِك) أَي مَا ذكر.
(أَي الألقاب) يَعْنِي أَسبَاب أَنْسَاب الألقاب، كالضال اسْم فَاعل [211 - أ] من ضل، والضعيف ضد الْقوي كَمَا تقدم ذكرهمَا، وَتبين وجههما، وكصاعقة،