الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كثير ثنا سفيان عن يونس بن عبيد قال: سمعت الحسن قال: قدم عقيل بن أبي طالب البصرة؛ فتزوج امرأة من بني خزيم (1)، قالوا (2): بالرفاء والبنين، قال: لا تقولوا ذلك؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، وأمرنا أن نقول:"بارك الله لك، وبارك الله عليك".
371 - باب الرخصة في ذلك
604 -
أخبرنا أحمد بن إبراهيم المديني بعُمان حدثنا أبو سعيد الأشج
ــ
563) - حدثنا أبو اليمان حدثنا إسماعيل بن عياش عن سالم بن عبد الله الجزري عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جده عقيل به.
قلت: وهذا سند ضعيف؛ فيه علتان:
الأولى: قال الحافظ ابن عساكر عقبه: "رواه عبد الله عن جده منقطعًا".
الثانية: رواية إسماعيل بن عياش ضعيفة عن غير أهل الشام، وهذا منها.
ولا يقال: إن الحديثين بمجموعهما يمكن تحسينه؛ نظرًا لاشتراكهما في علة الانقطاع، وهو من نفس الطبقة؛ لكن الحديث صحيح بشاهده الآتي رقم (605).
تنبيهان:
الأول: رواه الخطيب البغدادي في "الموضح"(2/ 471) من طريق يونس بن عبيد عن عقيل (بإسقاط الحسن)، وهو خطأ؛ لأن جميع المصادر التي روت الحديث من طريق يونس بن عبيد ذكرت الحسن، وقد ذكر شيخنا رحمه الله في "آداب الزفاف"(ص 105) أن الخطيب رواه في "الموضح"(2/ 255)؛ فلم أجده بعد طول بحث، وإنما وجدته، كما ذكرته آنفًا؛ فإن كان هو فليس طريقًا ثالثًا، والله أعلم.
الثاني: قوّى شيخنا رحمه الله في "آداب الزفاف" الحديث برواية عبد الله بن محمد بن عقيل عن جده، ولم ينتبه للانقطاع الذي ذكره ابن عساكر.
وهذه الطريق لا تشد الأول؛ لاشتراكهما في العلة نفسها والطبقة نفسها، والله أعلم.
604 -
إسناده ضعيف؛ فيه علتان:
الأول: الأعمش مدلس، وقد عنعن.
الثانية: أبو إسحاق السبيعي مدلس -أيضًا- وقد عنعن، وأما اختلاطه فقد أمناه؛ لأن الأعمش روى عنه قبل اختلاطه.
(1) هكذا في "م"، وفي "ل":"جشم"، و"هـ" وهامش "م":"جعشم".
(2)
في "ل" وهامش "م": "فقالوا له".
ثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد خير عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرورًا؛ فقال: "يا عائشة، إن الله عز وجل زوّجني مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم في الجنة"، قالت: قلت: بالرفاء والبنين يا رسول الله.
قال (أبو بكر)(1) بن السني: كذا كتبته من كتابه.
نوع آخر من القول:
605 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن أخبرنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي ثنا الدراوردي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفأ رجلًا قال: "بارك الله فيك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير (2) ".
ــ
605 -
إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(253 - 254/ 259) بسنده سواء.
وأخرجه أبو داود (2/ 241/ 2130) -ومن طريقه الخطابي في "غريب الحديث"(1/ 295)، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(2/ 280/ 495) -، والترمذي (3/ 400/ 1091)، وابن ماجه (1/ 614/ 1905)، وأحمد (2/ 381)، والدارمي (2/ 134)، وسعيد بن منصور في "سننه"(173/ 522 - ط. الأعظمي) -وعنه أحمد (2/ 381) -، وأبو يعلى في "معجم شيوخه"(342 - 343/ 325)، والطوسي في "مختصر الأحكام"(ج 1/ ق 110)، والطبراني في "الدعاء"(2/ 1239 - 1240/ 938)، وابن حبان في "صحيحه"(9/ 359/ 4052 - إحسان)، والحاكم (2/ 183) -وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 148) -، وابن السماك في "حديثه"(ج 2/ ق 101/ ب)، والخطابي في "غريب الحديث"(1/ 294 - 295)، والبيهقي (7/ 148) بطرق عن الدراوردي به.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.
وكذا صححه الحافظ ابنُ دقيق العيد في "الاقتراح"(ص 502) على شرط مسلم.
قلت: وهو كما قالوا.
(1) ليست في "ل".
(2)
في "م" و"هـ": "بخير"، والمثبت موافق لما في "عمل اليوم والليلة".
372 -
باب ما يقول (1) الرجل لمن يخطب إليه (2)
606 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا عبد الأعلي بن واصل بن عبد الأعلى وأحمد بن سليمان -واللفظ له- قالا: حدثنا مالك بن إسماعيل ثنا عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي ثنا عبد الكريم بن سليط عن ابن بريدة عن أبيه رضي الله عنه: أن نفرًا من الأنصار قالوا لعلي: عندك فاطمة؛ فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلّم عليه، فقال:"ما حاجة ابن أبي طالب؟ "؛ قال: ذكرت فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"مرحبًا وأهلًا! "، ولم يزده عليهما، فخرج إلى الرهط من الأنصار ينتظرونه، فقالوا: ما ذاك ما قال
ــ
606 -
إسناده ضعيف؛ أخرجه المصنف (رقم 608) بسنده سواء.
والحديث في "عمل اليوم والليلة" للنسائي (252 - 253/ 257) به.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(8/ 21)، والبزار في "مسنده"(2/ 151 - 152/ 1407 - كشف)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(8/ 22/ 3018 و 15/ 199/ 5944 و 201/ 5947)، والروياني في "مسنده"(1/ 76 - 77/ 35)، والطبراني في "الدعاء"(2/ 20/ 1153)، والمزي في "تهذيب الكمال"(17/ 75 - 76) بطرق عن مالك بن إسماعيل به.
وأخرجه أحمد (5/ 359)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(8/ 21/ 3017) عن حميد بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي به.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير عبد الكريم بن سليط وهو مقبول؛ كما في "التقريب"؛ يعني: حيث يتابع، وإلا؛ فلين، ولم يتابع عليه.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 94): "وفي إسناده عبد الكريم بن سليط ولم يجرحه أحد وهو مستور، وبقية رجاله رجال الصحيح" أ. هـ.
وكلامه هذا أحسن وأقوى من قوله في (9/ 209): "رواه الطبراني والبزار ورجالهما رجال الصحيح غير عبد الكريم بن سليط ووثقه ابن حبان".
قلت: ابن حبان معروف أنه متساهل جدًا في التوثيق؛ فلا يعتد بتوثيقه هذا لعبد الكريم؛ لأنه تفرد به.
وأغرب الحافظ ابن حجر رحمه الله حين قال في "فتح الباري"(9/ 230): "وسنده لا بأس به".
(1) في "ل" و"هـ" وهامش "م": "باب ما يرد الرجل على من يخطب إليه".
(2)
هذا الباب متقدم في "ل" بعد باب خطبة النكاح.