الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة أخرى أصابني وجع؛ فقال لي: "ضع عليه يدك، وقل: أعوذ بعزّة الله وقدرته من شرّ ما أجد سبع مرات"؛ فأذهبه الله عز وجل عني.
358 - باب الدعاء لحفظ القرآن
580 -
أخبرنا عبد الله بن محمد بن مسلم (1) ومحمد بن خريم بن
ــ
580 -
موضوع؛ أخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير"(4/ 1192 - تحقيق حمدي السلفي)، والطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 290 - 292/ 12036)، و"الدعاء"(3/ 1420 - 1422/ 1333) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 138) - من طريق هشام بن عمار به.
قال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح؛ ومحمد بن إبراهيم مجروح، وأبو صالح لا نعلمه إلا أن يكون إسحاق بن نجيح؛ وهو متروك".
قلت: وهو كما قال:
وقال العقيلي: "محمد بن إبراهيم وشيخه مجهولان بالنقل، فالحديث غير محفوظ، وليس له أصل".
وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال"(3/ 446): "محمد بن إبراهيم القرشي عن رجل، وعنه هشام بن عمار، فذكر خبرًا موضوعًا في الدعاء لحفظ القرآن؛ ساقه العقيلي" أ. هـ.
وقال في "المغني في الضعفاء"(2/ 545/ 5208): "محمد بن إبراهيم القرشي عن رجل؛ روى عنه هشام بن عمار خبرًا موضوعًا" أ. هـ.
وأخرجه الترمذي (5/ 563 - 565/ 3570)، وابن أبي عاصم في "الدعاء"؛ كما في "النكت الظراف"(5/ 91) -ومن طريقه الشجري في "الأمالي"(1/ 113 - 114) -، والحاكم (1/ 316 - 317)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(2/ 108 - 110/ 673)، وقوّام السُّنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب"(2/ 131 - 133/ 1297)، وابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "النكت الظراف"(5/ 91)، وابن عساكر في "جزء أخبار حفظ القرآن"(ق 84/ 2 - 86/ 1)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (65/ 64/ 1 - 2)؛ كما في "الضعيفة" (7/ 384) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي: حدثنا الوليد بن مسلم: حدثنا ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس عن عبد الله بن عباس به.
(1) في "ل": "سلم".
مروان قالا: حدثنا هشام بن عمار ثنا محمد بن إبراهيم القرشي ثنا أبو
ــ
قال الترمذي: "هذا حديث حسن (1) غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي بقوله:"قلت: هذا حديث منكر شاذ، أخاف أن يكون موضوعًا، وقد حَيّرني -والله- جودة سنده؛ فإن الحاكم قال فيه (وذكر إسناده) مصرحًا بالتحديث بقوله: حدثنا ابن جريج، فقد حدث به سليمان قطعًا، وهو ثبت، والله أعلم" أ. هـ.
وقال في "ميزان الاعتدال"(2/ 213 - 214): "وهو مع نظافة سنده حديث منكر جدًا، في نفسي منه شيء، فالله أعلم، فلعل سليمان شُبِّه له، وأدخل عليه؛ كما قال فيه أبو حاتم: "لو أن رجلًا وضع له حديثًا لم يفهم"" أ. هـ.
وتعقب الحاكمَ الشوكانيُّ في "الفوائد المجموعة"(ص 42): "ولم تركن النفس إلى مثل هذا من الحاكم؛ فالحديث يقصر عن الحسن فضلًا عن الصحة، وفي ألفاظه نكارة" أ. هـ.
قلت: إسناده ضعيف جدًا، فيه علل:
الأولى: ابن جريج، مدلس وقد عنعن، وتدليسه من أقبح أنواع التدليس.
قال الأثرم عن الإمام أحمد: "إذا قال ابن جريج: قال فلان، وقال فلان، وأُخبرت؛ جاء بمناكير، وإذا قال: أخبرني، وسمعت؛ فحسبك به" أ. هـ.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: "قال أبي: بعض هذه الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة، كان ابن جريج لا يبالي من أين يأخذ؛ يعني: قوله: أخبرت، وحُدثت عن فلان".
وقال يحيى القطان: "كان ابن جريج صدوقًا، فإذا قال: حدثني؛ فهو سماع، وإذا قال: أخبرني، فهو قراءة، وإذا قال: قال؛ فهو شبه الريح" أ. هـ.
وقال الدارقطني: "يتجنب تدليس ابن جريج؛ فإنه وحش التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح".
قال شيخنا ناصرُ السُّنَّة العلامة الألباني رحمه الله في "جلباب المرأة المسلمة"(ص 46): "فتبين من كلمات هؤلاء الأئمة: أن حديث ابن جريج المعنعن ضعيف شديد الضعف لا يستشهد به؛ لقبح تدليسه، حتى روى أحاديث موضوعة بشهادة الإمام أحمد" أ. هـ.
الثانية: الوليد بن مسلم يدلس تدليل التسوية، ولم يصرح بالتحديث في جميع
(1) في ثبوت كلمة: "حسن" عن الترمذي نظر؛ كما حققه شيخنا رحمه الله في "الضعيفة"(7/ 384/ 3374).
صالح عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال علي بن أبي
ــ
طبقات السند، ولا يكفيه تصريحه بالتحديث عن ابن جريج وحده.
الثالثة: سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي تكلم فيه من جهة حفظه.
قال أبو حاتم الرازي؛ كما في "الجرح والتعديل"(4/ 129): "صدوق مستقيم الحديث؛ ولكنه أروى الناس عن الضعفاء والمجهولين، وكان عندي في حد: لو أن رجلًا وضع له حديثًا لم يفهم وكان لا يميز" أ. هـ.
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ"(2/ 406): "وكان سليمان صحيح الحديث، إلا أنه كان يحوّل، فإن وقع فيه شيء فمن التنقل".
قال الشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني رحمه الله في تعليقه على "الفوائد المجموعة"(ص 43) معلقًا على هذا الكلام: "يعني: أن أصول كتبه كانت صحيحة، ولكنه كان ينتقي من أحاديث يكتبها في أجزاء، ثم يحدث عن تلك الأجزاء؛ فقد يقع له خطأ عند التحويل، فيقع في بعض الأحاديث في الجزء خطأ؛ فيحدث به.
وأحسب بليةَ هذا الخبر من ذاك، كأنه كان في أصل سليمان خبرًا آخر فيه. "حدثنا الوليد: حدثنا ابن جريج"، وعنده هذا الخبر بسند آخر إلى ابن جريج؛ فانتقل نظره عند النقل من سند الخبر الأول إلى سند الخبر الثاني؛ فتركب هذا الجزء على ذاك السند، وكأن هذا إنما اتفق له أخيرًا فلم يسمع الحفاظ الأثبات كالبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم هذا الجزء منه، ولو سمعه أحدهم لنبهه؛ ليراجع الأصل".
قلت: وهو كما قال رحمه الله، وهذا يلتقي تمامًا مع ما قرره الذهبي رحمه الله في "ميزان الاعتدال".
وأخرجه الدارقطني في "الأفراد"(ق 162/ أ) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 138 - 140) -: حدثنا محمد بن الحسن بن محمد القرشي: حدثنا الفضل بن محمد العطار: حدثنا هشام بن عمار: حدثنا الوليد بن مسلم، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس به.
قال ابن الجوزي: "أنا لا أتهم به إلا النقاش شيخ الدارقطني؛ قال طلحة بن محمد بن جعفر: كان النقاش يكذب، وقال البُرْقاني: كل حديثه منكر، وقال الخطيب: أحاديثه مناكير بأسانيد مشهورة".
وتعقبه الحافظ ابن حجر؛ كما نقله عنه الشوكاني في "الفوائد المجموعة"(ص 42): "هذا الكلام تهافت، والنقاش بريء من عهدته؛ فإن الترمذي أخرجه في "جامعه" من طريق الوليد به" أ. هـ.
قلت: وعلته الوليد بن مسلم، فإنه مدلس تدليل التسوية، ولم يصرح بالسماع.
وبالجملة؛ فالحديث واه بمرة، وأما متنه؛ فموضوع ليس عليه نور النبوة.
طالب رضي الله عنه: يا رسول الله، القرآن يتفلّت (1) من صدري، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:"ألا أعلّمك كلمات ينفعك الله عز وجل بهن"، قال: نعم، بأبي أنت وأمي؛ فقال صلى الله عليه وسلم: "صَلِّ ليلة الجمعة أربع ركعات، تقرأ في الرّكعة الأولى بفاتحة الكتاب ويس، وفي الرّكعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان، وفي الرّكعة الثالثة بفاتحة الكتاب وألم تنزيل السجدة، وفي الرّكعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل، فإذا فرغت من التّشهد؛ فاحمد الله، واثن عليه، وصلّ على النّبيّين، واستغفر للمؤمنين، وقل: اللهمّ، ارحمني بترك المعاصي -أبدًا- ما أبقيتني، وارحمني من أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النّظر فيما يرضيك عني، اللهمّ، بديع السّماوات والأرض ذا الجلال، والإكرام والعزة التي لا ترام (2)، أسألك يا الله، يا رحمن بجلالك ونور (3) وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك؛ كما علّمتني، وارزقني أن أتلوه على النّحو الذي يرضيك عني، وأسألك أن تنوّر بكتابك بصري، وتطلق به لساني، وتفرج به عن قلبي، وتشرح به صدري، وتستعمل به (4) بدني، وتقويني على ذلك، وتعينني عليه؛ فإنه لا يعين على الخير غيرك، ولا يوفق لذلك إلا أنت، تفعل ذلك ثلاثًا أو خمسًا أو سبعًا تجاب بإذن الله
ــ
وقد حكم عليه بالوضع شيخنا ناصرُ السُّنة وقامع البدعة العلامة المحدث الألباني رحمه الله في "ضعيف سنن الترمذي"(719)، و"ضعيف الترغيب والترهيب"(874)، و"الضعيفة"(3374).
وقال المنذري في "الترغيب والترهيب"(2/ 214): "طرق أسانيد هذا الحديث جيدة ومتنه غريب جدًا" أ. هـ.
وقال الحافظ ابن كثير في "فضائل القرآن" المطبوع في آخر "تفسيره": "ولا شك أن سنده من الوليد على شرط الشيخين حيث صرح الوليد بالسماع من ابن جريج، والله أعلم؛ فإنه من البين غرابته بل نكارته" أ. هـ.
(1) في "م" و"هـ": "ينفلت".
(2)
في "ل": "والعز الذي لا يرام".
(3)
في "ل": "بجلال نور وجهك".
(4)
في "م" و"هـ": "تستعجل" وهو خطأ.