المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌417 - باب ما يستحب أن يقرأ في اليوم والليلة - عجالة الراغب المتمني في تخريج كتاب «عمل اليوم والليلة» لابن السني - جـ ٢

[سليم الهلالي]

فهرس الكتاب

- ‌262 - باب ما يقول إذا انتهى إلى مجلس يجلس فيه

- ‌263 - باب السلام إذا انتهى الرجل إلى المجلس

- ‌264 - باب ما يدعو به الرجل لجلسائه

- ‌265 - باب ما يقول إذا جلس مجلسًا كَثُرَ فيه لغطه

- ‌266 - باب كم مرة يستغفر في المجلس

- ‌267 - باب الصلاة على النّبيّ صلى الله عليه وسلم عند التفرق من المجلس

- ‌268 - باب السلام على أهل المجلس إذا أراد أن يقوم

- ‌269 - باب الاستغفار قبل أن يقوم

- ‌270 - باب كم يستغفر إذا قام من المجلس

- ‌271 - باب ما يقول إذا غضب

- ‌272 - باب كيف يسلم الرجل إذا دخل بيته

- ‌273 - باب ما يقول إذا الطّعام قُرِّبَ إليه

- ‌274 - باب التسمية عند الطعام

- ‌275 - باب ما يقول إذا نسي التّسمية في أوّل طعامه

- ‌276 - باب البسملة على آخر الطعام

- ‌277 - باب ما يقول لمن يأكل معه

- ‌278 - باب ما يقول إذا أكل مع ذي عاهة

- ‌279 - باب ما يقول إذا أكل

- ‌280 - باب ما يقول إذا شبع من الطعام

- ‌281 - باب ما يقول إذا شرب

- ‌282 - باب ما يقول إذا شرب اللّبن

- ‌283 - باب ما يقول لمن سقاه

- ‌284 - باب ما يقول إذا أكل عند قوم

- ‌285 - باب ما يقول لمن أماط الأذى عن طعامه وشرابه

- ‌286 - باب ما يقول إذا أفطر

- ‌287 - باب الدعاء عند الإفطار

- ‌288 - باب ما يقول إذا أفطر عند قوم

- ‌289 - باب ما يقول إذا رفع طعامه

- ‌290 - باب ما يقول إذا رفعت مائدته

- ‌291 - باب ما يقول إذا غسل يديه

- ‌293 - باب ما يقول إذا فرغ من غدائه وعشائه

- ‌294 - باب ذكر الله عز وجل بعد الطعام

- ‌295 - باب ما يقول إذا حضر الطعام وهو صائم

- ‌296 - باب كيف يدعى إلى الطعام

- ‌297 - باب ما يقول إذا خرج في سفر

- ‌298 - باب ما يقول إذا وضع رجله في الركاب

- ‌299 - باب التسمية عند الرّكوب

- ‌300 - باب ما يقول إذا ركب

- ‌301 - باب ما يقول إذا ركب سفينة

- ‌302 - باب ما يقول لمن خرج في سفر

- ‌303 - باب ما يقول إذا شيع رجلًا

- ‌304 - باب ما يقول إذا ودَّع رجلًا

- ‌305 - باب ما يقول إذا ودع من يريد الحجّ

- ‌306 - باب ما يقول لأهله إذا ودعهم

- ‌307 - باب ما يقول إذا انفلتت دابته

- ‌308 - باب ما يقول إذا عثرت دابّته

- ‌309 - باب ما يقول على الدّابة الصّعبة

- ‌310 - باب ما يقول إذا عثر؛ فدميت أصبعه

- ‌311 - باب ما يحدى به في السفر

- ‌312 - باب ما يقول إذا كان في سفر فأسحر

- ‌313 - باب ما يقول إذا صلَّى الصّبح في السّفر

- ‌314 - باب ما يقول إذا صعد في عقبة

- ‌315 - باب ما يقول إذا أشرف على واد

- ‌317 - باب ما يقول إذا علا شرفًا من الأرض

- ‌318 - باب ما يقول إذا تغوّلت الغيلان

- ‌319 - باب ما يقول إذا رأى قرية يريد دخولها

- ‌320 - باب ما يقول إذا أشرف على مدينة

- ‌321 - باب ما يقول إذا نزل منزلًا

- ‌322 - باب ما يقول إذا قفل من سفره

- ‌323 - باب ما يقول إذا قدم من سفره فدخل على أهله

- ‌324 - باب ما يقول لمن قدم من الغزو

- ‌325 - باب ما يقول لمن يقدم من حج

- ‌326 - باب ما يقول لمن يقدم عليه من سفر

- ‌327 - باب ما يقول إذا دخل على مريض

- ‌328 - باب تطييب نفس المريض

- ‌329 - باب مسألة المريض عن حاله

- ‌330 - باب ما يستحب من جواب المريض

- ‌332 - باب تلقين المريض الصبر

- ‌333 - باب دعاء العُوّاد للمريض

- ‌334 - باب دعاء المريض لنفسه

- ‌335 - باب ما يقول لمرضى أهل الكتاب

- ‌336 - باب ما يكره للمريض من الدعاء

- ‌337 - باب دعاء المريض للعوّاد

- ‌338 - باب ما يقول للمريض إذا برأ وصحّ من مرضه

- ‌339 - باب ما يقول إذا ذكر مصيبة قد أُصيب بها

- ‌340 - باب ما يقول إذا بلغه وفاة رجل

- ‌341 - باب ما يقول إذا بلغه وفاة أخيه

- ‌342 - باب ما يقول إذا بلغه قتل رجل من أعداء المسلمين

- ‌343 - باب ما يقول إذا أصابه ضرّ وسئم الحياة

- ‌344 - باب ما يقول لأهله إذا حضرته الوفاة

- ‌345 - باب ما يقول إذا رمدت عينه

- ‌346 - باب ما يقول إذا صدع

- ‌347 - باب ما يقول إذا حم

- ‌348 - باب رقية الحمّى

- ‌349 - باب ما يقول إذا اشتكى

- ‌350 - باب الاسترقاء من العين

- ‌351 - باب الاسترقاء من العقرب

- ‌352 - باب رقية العقرب

- ‌353 - باب الاسترقاء من النظرة

- ‌354 - باب رقية الحية (والاسترقاء من الحية)

- ‌355 - باب رقية القرحة

- ‌356 - باب رقية الشياطين

- ‌357 - باب رقية الأوجاع

- ‌358 - باب الدعاء لحفظ القرآن

- ‌359 - باب ما يقول من أصيب بمصيبة

- ‌360 - باب ما يقول إذا أصيب بولده

- ‌361 - باب ما يقول إذا وضع ميتًا في قبره

- ‌362 - باب ما يقول إذا فرغ من دفن الميت

- ‌363 - باب تعزية أولياء الميّت

- ‌364 - باب ما يقول إذا خرج إلى المقابر

- ‌365 - باب ما يقول إذا مر بقبور المشركي

- ‌366 - باب الاستخارة عند طلب الحاجة

- ‌367 - باب كم مرّة يستخير الله عز وجل

- ‌368 - باب خطبة النّكاح

- ‌369 - باب ما يقول إذا افاد امرأة

- ‌370 - باب ما يقول للرّجل إذا تزوّج

- ‌371 - باب الرخصة في ذلك

- ‌373 - باب ما يقول للعروس ليلة البناء

- ‌374 - باب ما يقول إذا جامع أهله

- ‌375 - باب مداراة الرجل امرأته

- ‌376 - باب ملاطفة الرجل أهله

- ‌377 - باب ممازحة الرجل امرأته ومضاحكته إيّاها

- ‌378 - باب الرّخصة في أن يكذب الرجل امرأته

- ‌379 - باب الرّخصة في أن تكذب المرأة زوجها لترضيه

- ‌380 - باب التغليظ في إفشاء الرجل سر امرأته

- ‌381 - باب كراهية الرجل يحدث الرجل بما يكون بينه وبين امرأته

- ‌382 - باب الرّخصة في أن يحدث بذلك

- ‌384 - باب ما تعوّذ به المرأة التي تطلق

- ‌385 - باب ما تدعو به المرأة الغيرى

- ‌386 - باب ما يعمل بالولد إذا ولد

- ‌388 - باب كم مرة يقول ذلك

- ‌389 - باب ما يقول إذا سئل عن شيء من ذلك

- ‌392 - باب ما يقرأ على من يعرض له في عقله

- ‌393 - باب ما يقرأ على من به لمم

- ‌394 - باب ما يعوّذ به الصّبيان

- ‌395 - باب ما يعوذ به القوبة والبثرة

- ‌396 - باب ما يقرأ على الملدوغ

- ‌397 - باب من يخاف من مردة الشياطين

- ‌399 - باب ما يقول إذا رأى الهلال

- ‌400 - باب ما يقول إذا نظر إلى القمر

- ‌401 - باب ما يقول إذا سمع أذان المغرب

- ‌402 - باب ما يقول إذا رأى سهيلًا

- ‌403 - باب ما يقول إذا انقض الكوكب

- ‌404 - باب ما جاء في الزهرة

- ‌405 - باب ما يقول بعد صلاة المغرب

- ‌406 - باب ما يقول إذا أهل شهر رجب

- ‌407 - باب الاستئذان

- ‌408 - باب كيف الاستئذان

- ‌409 - باب كم مرة يستأذن

- ‌410 - باب كم مرة يسلم المستأذن

- ‌411 - باب إخراج من دخل بغير استئذان ولا تسليم

- ‌412 - باب كراهية الرجل أن يقول إذا استأذن: أنا

- ‌413 - باب كيف الاستثناء في المخاطبة

- ‌415 - باب ما يقول إذا طعنه العدو

- ‌416 - باب استحباب الذكر بعد العصر إلى الليل

- ‌417 - باب ما يستحب أن يقرأ في اليوم والليلة

- ‌418 - باب ثواب من قرأها مائتي مرة في اليوم والليلة

- ‌419 - باب قراءة عشرين آية

- ‌420 - باب قراءة أربعين آية

- ‌421 - قراءة خمسين آية

- ‌422 - قراءة ثلاثمائة آية

- ‌425 - باب ما يقول إذا فرغ من وتره

- ‌426 - باب ما يقول إذا أخذ مضجعه

- ‌427 - باب فضل من بات طاهرًا

- ‌428 - باب ما يقول من ابتلى بالأهوال يراها في منامه

- ‌429 - باب ما يسأل إذا أوى إلى فراشه من الرؤيا

- ‌430 - باب كراهية النوم على غير ذكر الله عز وجل

- ‌431 - باب ما يقول من يفزع في منامه

- ‌432 - باب ما يقول إذا أصابه الأرق

- ‌433 - باب ما يقول إذا تعار من الليل

- ‌434 - باب ما يقول إذا نظر إلى السماء في جوف الليل

- ‌435 - باب ما يقول إذا قام عن فراشه من الليل ثم عاد إليه

- ‌436 - باب ما يقول إذا وافق ليلة القدر

- ‌437 - باب ما يقول إذا رأى في منامه ما يحب

- ‌438 - باب ما يقول إذا رأى في منامه ما يكره

- ‌439 - باب النهي أن يحدث الرجل بما رأى في منامه مما يكره

- ‌440 - باب ما يقول إذا استعبر الرؤيا

- ‌ ثبت المصادر والمراجع

الفصل: ‌417 - باب ما يستحب أن يقرأ في اليوم والليلة

الربيع الزهراني وخلف بن هشام قالوا: حدثنا حماد بن زيد ثنا المعلي بن زياد عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأن أجلس مع قوم يذكرون الله عز وجل من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق ثمانية من ولد إسماعيل".

زاد لوين: كان أنس إذا حدث بهذا الحديث أقبل عليّ؛ فقال: والله ما هو بالذي تصنع أنت وأصحابك، ولكنهم قوم يتحلقون الحلق.

‌417 - باب ما يستحب أن يقرأ في اليوم والليلة

672 -

أخبرنا الحسين (1) بن يوسف حدثنا علي بن عبد الرحمن بن المغيرة ثنا عثمان بن صالح ثنا ابن لهيعة عن حميد بن مخراق عن أنس بن

ــ

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 105): "رواه أبو يعلى عن المعلي بن زياد عن يزيد الرقاشي؛ ويزيد ضعفه الجمهور، وقد وثق".

وقال البوصيري: "مدار طرق حديث أنس هذا على يزيد بن أبان الرقاشي وهو ضعيف".

قلت: وصح الحديث بلفظ آخر: "لأن أقعد مع قوم يذكرون الله -تعالى- من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلى من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل، ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله -تعالى- من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة".

أخرجه أبو داود (4/ 74/ 3667)، والطبراني في "الدعاء"(3/ 1638/ 1878)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(1/ 409/ 561 و 562) من حديث أنس رضي الله عنه بسند صحيح.

وله شاهد من حديث أبي أمامة رضي الله عنه به: أخرجه أحمد (5/ 254)، والطبراني في "المعجم الكبير"(8/ رقم 8028)، و"الدعاء"(3 رقم 1882)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(2/ 284) بسند ضعيف، فيه علي بن زيد بن جُدعان وهو ضعيف؛ لكن لا بأس به في الشواهد.

672 -

تقدم برقم (438).

(1) في هامش "م": "الحسن".

ص: 764

مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ في يوم وليلة خمسين آية؛ لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ مائة آية؛ كتب من القانتين، ومن قرأ مائتي آية؛ لم يحاجه القرآن يوم القيامة، ومن قرأ خمسمائة آية؛ كتب له قنطار (1) من الأجر".

673 -

أخبرنا أحمد بن عمير حدثنا عبيد الله بن سعيد ثنا أبي ثنا يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي زياد: أن يزيد الرقاشي حدثه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "من قرأ أربعين آية في ليلة؛ لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ مائة آية؛ كتب من القانتين، ومن قرأ مائتي آية؛ لم يحاجه القرآن، ومن قرأ خمسمائة آية؛ كتب له قنطار (من الأجر) (2) ".

نوع آخر:

674 -

أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمَّد بن إسماعيل بن أبي سمينة ثنا أبو توبة الربيع بن نافع ثنا الهيثم بن حميد عن زيد بن واقد عن سليمان بن موسى عن كثير بن مرة عن تميم الداري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ في اليوم والليلة مائة آية؛ كتب له قنوت (3) ليلة".

ــ

673 -

إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه المصنف (رقم 701) بسنده سواء.

قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علل:

الأولى: يزيد هو ابن أبان الرقاشي؛ متروك الحديث.

الثانية: يزيد بن أبي زياد؛ ضعيف، كبر؛ فتغير، وصار يتلقن؛ كما في "التفريب".

الثالثة: عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير؛ ضعفه ابن حبان وابن عدي والذهبي وغيرهم.

وقال الحافظ ابن حجر؛ كما في "الفتوحات الربانية"(3/ 275): "سنده ضعيف".

674 -

مضى برقم (439).

(1) في هامش "ل": "معيار"، قيل: ألف ومائة أوقية، وقيل: مائة وعشرون رطلًا، وقيل: ملء مسك ثور ذهبًا.

(2)

ليست في "ل".

(3)

في "ل" بين السطور: "قيام".

ص: 765

675 -

أخبرنا أبو عبد الرحمن أخبرني إبراهيم بن يعقوب ثنا عبد الله بن يوسف والربيع بن نافع قالا: ثنا الهيثم بن حميد أخبرني زيد بن واقد عن سليمان بن موسى عن كثير بن مرة عن تميم الداري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ مائة آية في ليلة؛ كتب له قنوت ليلة"(1).

676 -

أخبرنا عبد الله بن أحمد عبدان حدثنا زيد بن الحريش ثنا

ــ

675 -

مضى برقم (439).

676 -

إسناد ضعيف جدًا، (وهو حديث ضعيف)؛ أخرجه ابن عدي في "الكامل"(1/ 407) عن عبدان به.

وأخرجه قوّام السُّنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب"(1/ 523 / 948)، وأبو طاهر السلفي في "الطيوريات"(ج 8 / ق 133/ ب - ق 134/ أ)، وابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "نتائج الأفكار" (ق 245/ أ- ب- النسخة المحمودية) - بطرق عن زيد بن الحريش قلت: وهذا سند ضعف جدًا؛ فيه ثلاث علل:

الأولى: الأغلب بن تميم؛ منكر الحديث؛ كما قال البخاري وابن حبان.

الثانية: زيد بن الحريش؛ مجهول؛ كما قال ابن القطان الفاسي.

الثالثة: الحسن البصري؛ مدلس وقد عنعن.

وأخرجه ابن أبي داود في "فضائل القرآن"؛ كما في "تلخيص كتاب الموضوعات" للذهبي (ص 68 - 69) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 247) - حدثنا محمَّد بن زكريا عن عثمان بن الهيثم عن هشام بن حسان وحده به.

قلت: لكن محمدًا هذا كذاب، فلا يفرح به.

وأخرجه الدارمي في "سننه"(10/ 527 / 3682 - فتح المنان) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار"(ق 245/ أ- المحمودية) -، وابن حبان في "صحيحه"(665 - موارد) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"؛ كما في "نتائج الأفكار"(ق 245/ أ)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(2/ 480/ 2463 و 2464)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(3/ 253)، وابن مردويه في "تفسيره" -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"؛ كما في "نتائج الأفكار"(ق 245/ أ) - من طريق شجاع بن الوليد عن زياد بن خيثمة عن محمَّد بن جحادة عن الحسن به. لكن ابن حبان جعله من مسند جندب بن عبد الله رضي الله عنه.

قال الحافظ: "هذا حديث حسن".

(1) هذا الحديث من "ل"، وساقط من "هـ" و"م" وجميع النسخ المطبوعة.

ص: 766

الأغلب بن تميم عن أيوب ويونس وهشام عن الحسن عن أبي هريرة

ــ

قلت: رجاله كلهم ثقات، لكن الحسن -وهو البصري- وإن سمع من أبي هريرة في الجملة؛ كما بينته في "كفاية الحفظة شرح المقدمة الموقظة"؛ إلا أنه مدلس، وقد عنعن ولم يصرح بالتحديث؛ فهو علة الخبر.

وأما جعل ابن حبان الحديث من مسند جندب؛ فقد قال الحافظ: "وما أظنه إلا وهمًا".

قلت: وهو كما قال:

وأخرجه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 149)، و"المعجم الأوسط"(4/ 21/ 3509) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"(ق 244/ ب - ق 245/أ - المحمودية) -، والخطيب في "تاريخ بغداد"(10/ 257 - 258) من طريق الأغلب بن تميم عن جسر بن فرقد عن غالب القطان عن الحسن به.

لكن وقع عند الطبراني: الحسن بن أبي جعفر، ورواه الحافظ من طريقه وسماه (جسرًا)، وقد سقط من "تاريخ بغداد".

قال الحافظ: "هذا حديث غريب، وجسر ضعيف، وكذلك الراوي عنه".

قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علتان:

الأولى: الأغلب بن تميم؛ منكر الحديث.

الثانية: جسر؛ ضعيف.

وإن كان الحسن بن أبي جعفر؛ كما وقع في مطبوع الطبراني فهو -أعني: الحسن- ضعيف.

وأخرجه الطيالسي في "مسنده"(2467) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"(ق 245/أ - المحمودية)، وأبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء"(2/ 159) -، والعقيلي في "الضعفاء الكبير"(1/ 203)، وأبو الشيخ الأصبهاني في "طبقات المحدثين بأصبهان"(4/ 286 - 287/ 1047)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 252) بطرق عن جسر بن فرقد عن الحسن به.

قلت: وجسر بن فرقد؛ ضعيف الحديث.

وأخرجه أبو يعلى في "مسنده"(11/ 93 - 94/ 6224) من طريق هشام بن زياد أبي المقدام عن الحسن به.

قلت: وهشام هذا؛ متروك الحديث؛ كما في "التقريب".

وأخرجه ابن عدي في "الكامل"(2/ 713) من طريق الحسن بن دينار عن الحسن به.

قلت: والحسن هذا؛ متروك الحديث أيضًا.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(2/ 480 / 2462) من طريق المبارك بن فضالة عن أبي العوام عن الحسن به.

ص: 767

- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ يسَ في يوم وليلة ابتغاء وجه (1) الله عز وجل؛ غفر الله له"(2).

نوع آخر:

677 -

حدثنا سليمان بن الحسن (3) بن المنهال أخبرنا أبو كامل

ــ

قلت: ومبارك هذا؛ مدلس وقد عنعن، وأبو العوام لم أعرفه.

وبالجملة؛ فالحديث ثبت بطرق عن أبي هريرة لكن مداره على الحسن وهو مدلس وقد عنعن.

677 -

إسناده ضعيف؛ أخرجه الترمذي في "جامعه"(5/ 165/ 2892 و 475/ 3404)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة "(432/ 707 و 708)، والبخاري في "الأدب المفرد"(2/ 616/ 1209)، وابن أبي شيبة في "المصنف"(10/ 424/ 9865)، وأحمد (3/ 340)، وعبد بن حميد في "مسنده"(3/ 23/ 1038 - منتخب)، والدارمي في "سننه"(10/ 519/ 3676 - فتح المنان) -ومن طريقهما الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"(ق 247/ أوب- المحمودية) -، وابن الضريس في "فضائل القرآن"(176/ 238) -ومن طريقه ابن بشران في "الأمالي"(110/ 227) -، وابن نصر المروزي في "قيام الليل"(ص 163 - مختصره)، والشجري في "الأمالي"(1/ 107)، وأبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء"(8/ 129)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(2/ 478/ 2455)، و"الدعوات الكبير"(2/ 121/ 360)، والبغوي في "شرح السُّنة"(4/ 472/ 1207)، و"معالم التنزيل"(6/ 311)، والواحدي في "الوسيط"(3/ 449)، وتمام الرازي في "فوائده"(4/ 157/ 1353 - 1355 - ترتيبه)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(17/ 327 و 52/ 423 - مطبوع)، وابن حجر في "نتائج الأفكار"(ق 247/ ب)، والطبراني في "الدعاء"(2/ رقم 266 - 269 و 271 و 272)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(3/ 235/ 466 و 347/ 527)، وأبو طاهر السلفي في "الطيوريات"(ج 9/ق 147/ ب)، وابن مردويه في "جزء ما انتقاه على الطبراني"(151/ 68) بطرق عن ليس بن أبي سليم به.

قال الترمذي: "هذا حديث غريب".

وقال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث غريب من حديث أبي الزبير عن جابر، وفيه

(1) في هامش "م": "رحمة".

(2)

هذا الحديث متأخر في "ل" بعد ثلاث أحاديث.

(3)

في هامش "م": "الحسين".

ص: 768

الجحدري حدثنا عبد الواحد (1) بن زياد ثنا الليث بن أبي سليم عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام كل ليلة حتى يقرأ: ألم تنزيل الكتاب، وتبارك (الذي بيده الملك) (2) ".

ــ

علتان: عنعنه أبي الزبير، وضعف ليث، وقال الترمذي: غريب، رواه غير واحد عن ليث، وتابعه مغيرة بن مسلم عن أبي الزبير، وقال زهير بن معاوية: قلت لأبي الزبير: أسمعت جابرًا لهذا؟ فقال: إنما أخبرنيه صفوان أو ابن صفوان عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنكر أن يكون عن جابر" أ. هـ.

قلت: رواية المغيرة بن مسلم، أخرجها النسائي في "عمل اليوم والليلة"(431/ 706)، والبخاري في "الأدب المفرد"(2/ 614/ 1207) بطرق عن شبابة بن سوار عن المغيرة به.

ورواية زهير بن معاوية، أخرجها النسائي (432/ 709)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 251)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة"(3/ 350/ 1290)، و"مسند علي بن الجعد"(2/ 941/ 2705) -ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(17/ 327) -، والحاكم (2/ 412) -وعنه البيهقي في "شعب الإيمان"(2/ 478/ 2456)، و"الدعوات الكبير"(2/ 122 - 123/ 361) -.

قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"(ق 247/ ب): "زهير هذا هو أبو خيثمة الجعفي الكوفي وهو من كبار الحفاظ الإثبات، وكأن ليثًا ومغيرة سلكا الجادة؛ لأن أبا الزبير يكثر عن جابر.

وقد وصل رواية مغيرة: النسائي في "اليوم والليلة"، ووصل رواية زهير: أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة"، أخرجه في ترجمة صفوان غير منسوب - عن علي بن الجعد عن زهيرة فقال: لا يُعرف إلا من هذا الوجه، ويقال: إن صفوان مكي، وقال غيره: هو شامي روى عنه أبو الزبير حديثًا غير هذا، فقال: عن صفوان بن عبد الله عن أم الدرداء.

وعلى هذا فهو مرسل أو معضل" أ. هـ.

قلت: وهذا كلام في غاية التحقيق، وقد خفي هذا على شيخنا العلامة الألباني رحمه الله في "الصحيحة"(2/ 130)؛ فجعل رواية زهير بن معاوية هذه عن صفوان أو ابن صفوان عن جابر وهذا خطأ منه رحمه الله؛ فإن صفوان لم يروه عن جابر وإنما منتهاه عن صفوان نفسه؛ كما تقدم صريحًا في كلام الحافظ ابن حجر آنف الذكر، وقد سبقه الترمذي، فقال: "وروى زهير قال: قلت لأبي الزبير: سمعت من جابر، فذكر هذا

(1) في هامش "م": "الوليد".

(2)

ليست في "ل".

ص: 769

قال: وقال طاووس: وتفضلان كل سورة من القرآن ستين حسنة.

نوع آخر:

678 -

أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الأعلي بن حماد ثنا يزيد بن زريع

ــ

الحديث؟ فقال أبو الزبير: إنما أخبرنيه صفوان أو ابن صفوان وكأن زهيرًا أنكر أن يكون هذا الحديث عن أبي الزبير عن جابر".

فهذا نص صريح أن زهيرًا بن معاوية كان ينكر أن يكون هذا الحديث من مسند جابر، وإنما هو عن صفوان نفسه؛ وهذا صريح جدًا في وضع أبي القاسم البغوي هذا الحديث في "معجم الصحابة" له في ترجمة صفوان، وبالله التوفيق.

وبالجملة، فالحديث ضعيف؛ كما تقدم بيانه والصواب فيه أنه مرسل أو معضل.

أما الحاكم؛ فصححه على شرط مسلم، ووهم في ذلك.

678 -

إسناده صحيح؛ أخرجه ابن حبان في "صحيحه"(3/ 65 - 66/ 785 - إحسان) عن أبي صخرة عن عبد الأعلي بن حماد به.

وأخرجه أحمد (6/ 449)، وأبو عوانة في "مسنده"(2/ 487 - 488/ 3941)، وأبو نعيم الأصبهاني في "مستخرجه"(2/ 405/ 1833) عن روح بن عبادة، والمحاملي في "الأمالي"(331/ 356 - رواية ابن البيّع)، و (ج 3/ق 31/أ، وج 6/ ق 82/أ - رواية ابن مهدي) من طريق عمرو بن حمران، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة به.

قلت: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات، ويزيدُ بنُ زُرَيع ورَوحُ بنُ عبادة سمعا من ابن أبي عروبة قبل الاختلاط.

وقد توبع سعيد بن أبي عروبة؛ فأخرجه مسلم في "صحيحه"(1/ 555/ 809)، والترمذي في "جامعه"(5/ 162)، وأبو نعيم الأصبهاني في "مستخرجه"(2/ 405/ 1833)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 249)، والنسفي في "القند في ذكر علماء سمرقند"(ص 348)، والضياء المقدسي في "فضائل القرآن العظيم"(95 - 96/ 49) بطرق عن معاذ بن هشام الدَّسْتَوَائي ويزيد بن هارون عن هشام بن عبد الله الدَّسْتَوَائي عن قتادة به.

وأخرجه مسلم (1/ 556)، وأبو داود (4/ 117/ 4323)، والنسائي في "فضائل القرآن"؛ كما في "تحفة الأشراف"(8/ 233)، و"عمل اليوم والليلة"(528/ 951)، وأحمد (5/ 196 و 6/ 449)، وابن أبي شيبة في "مسنده"(1/ 50/ 38)، وابن الضريس في "فضائل القرآن"(161 - 162/ 206 و 163/ 210)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 245)، وأبو يعلى في "مسنده" -رواية ابن المقرئ- ومن طريقه الضياء المقدسي في "فضائل القرآن العظيم"(95 - 96/ 49) ، وأبو عوانة (2/ 487 - 488/ 3941)، وأبو نعيم الأصبهاني في "مستخرجه"(2/ 405/ 1835)، والواحدي في "الوسيط"(3/ 135)، والمهرواني في "الفوائد المنتخبة" -المعروف بـ "المهروانيات" (80/ 30 -

ص: 770

عن سعيد عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن حديث معدان اليعمري عن

ــ

تخريج الخطيب البغدادي)، والحاكمِ (2/ 368)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(2/ 474/ 2443)، و"معرفة السنن والآثار"(2/ 530/ 1817)، و"السنن الصغير"(1/ 344/ 966)، والجورقاني في "الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير"(2/ 1276/ 680)، والبغوي في "شرح السُّنة"(4/ 469/ 1204)، و"معالم التنزيل"(5/ 214) بطرق كثيرة عن همام بن يحيى عن قتادة به.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.

قلت: وقد وهما في استدراكه؛ فإن مسلمًا أخرجه في "صحيحه" كما ترى.

وقال الجورقاني والبغوي: "هذا حديث صحيح".

وأخرجه أحمد (6/ 449) من طريق شيبان النحوي عن قتادة به.

قلت: هكذا رواه هؤلاء الثقات الأربعة بهذا اللفظ، وخالفهم شعبة بن الحجاج، فقال:"من حفظ عشر آيات من آخر سورة الكهف".

فأخرجه أحمد (6/ 446) -ومن طريقه أبو نعيم في "المستخرج"(2/ 405/ 1834) -، ومسلم في "صحيحه"(1/ 556)، وابن حبان في "صحيحه"(3/ 66/ 786 - إحسان)، والضياء المقدسي في "فضائل القرآن العظيم"(97/ 50) عن محمد بن المثنى، كلاهما (الإِمام أحمد ومحمد بن المثنى) عن محمَّد بن جعفر عن شعبة به.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(527/ 949)، و"الكبرى"(5/ 15/ 8025) عن عمرو بن علي الفلاس عن شعبة به إلا أنه لم يقل من أول الكهف ولا من آخرها.

وأخرجه مسلم (1/ 556)، والترمذي (5/ 162/ 2886)، والروياني في "مسنده" -ومن طريقه الضياء المقدسي في "فضائل القرآن العظيم"(95 - 96/ 49) - ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل"(ص 170 - مختصر) ثلاثتهم عن محمَّد بن بشار (بندار) عن محمَّد بن جعفر به، لكنهم اختلفوا في لفظه:

- فلفظ مسلم والروياني من آخر سورة الكهف.

- ولفظ محمَّد بن نصر من سورة الكهف لم يحدد لا من أول السورة ولا من آخرها.

- ولفظ الترمذي "من قرأ ثلاث آيات من أول سورة الكهف".

ولا شك عندي في شذوذ هذه الرواية؛ لأن مسلمًا وابن نصر والروياني رووه عن محمَّد بن بشار ولم يذكروا هذا اللفظ، ثم هو مخالف لجميع الألفاظ عن شعبة، فلم يذكر أحد من الرواة عن شعبة هذا اللفظ فالوهم إمّا من الترمذي نفسه أو شيخه محمَّد بن بشار أو شعبة، فإنه كان يضطرب في ضبط هذا الحرف، والله أعلم.

ثم رأيت لشيخنا ناصر السُّنة العلامة الألباني رحمه الله بحثًا ماتعًا في ضعف

ص: 771

أبي الدرداء رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حفظ عشر آيات من أول الكهف؛ عصم من فتنة الدجال".

ــ

هذه اللفظة وشذوذها في "الضعيفة"(1336)؛ فانظره غير مأمور.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(527/ 950)، وأحمد (6/ 446)، وأبو عوانة في "مسنده"(2/ 487/ 3940)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 245) -ومن طريقه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن"(6/ 1181 - 1182/ 657) - عن حجاج بن محمَّد الأعور، والخطيب في "تاريخ بغداد"(1/ 290) من طريق إسحاق بن بهلول، كلاهما عن شعبة به.

قلت: هكذا رواه محمَّد بن جعفر وحجاج الأعور وإسحاق بن بهلول عن شعبة، وخالفهم معاذ بن معاذ وخالد بن عبد الله الطحان وآدم بن أبي إياس، فرووه عن شعبة به، لكن جعلوه من مسند ثوبان رضي الله عنه.

أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(527/ 948)، والروياني في "مسنده"(1/ 404/ 613)، وأبو يعلى في "مسنده"، كما في "إتحاف الخيرة المهرة"(8/ 107/ 7742).

قلت: وهي شاذة عندي بلا شك؛ لمخالفتها لسائر الرواة عن شعبة، خاصة رواية محمَّد بن جعفر (غندر) وحجاج الأعور. فإنهما من أثبت الناس في شعبة، وقد أخرجه مسلم في "صحيحه" من طريق غندر، وكذا رواه سائر أصحاب قتادة وجعلوه من مسند أبي الدرداء.

وقد ذكرت آنفًا أن رواية شعبة شاذة، وهاك البيان:

قال الإِمام مسلم في "صحيحه" عقب الحديث: "وقال همّام: من أول الكهف؛ كما قال هشام".

قال شيخنا ناصرُ السُّنة العلامة الألباني رحمه الله في "الصحيحة"(2/ 124 - 125): "يشير بذلك إلى ترجيح روايتهما على رواية شعبة، وهو كذلك لو كانا وحيدين؛ فكيف ومعهما رواية سعيد بن أبي عروبة وشيبان بن عبد الرحمن؛ كما سبق، بل إن شعبة قد وافقهم عليها في رواية عنه؛ أخرجها الترمذي وصححها، ولكنه شذ عنهم جميعًا في لفظ آخر، فقال: "ثلاث"، مكان: "عشر"، وبيان ذلك في "السلسلة الأخرى" (1336).

ثم رأيت شعبة قد روي ذلك الحرف على وجه آخر بلفظ: "من سورة الكهف"، ولم يقل:"أول"، ولا "آخر". وكأنه لتردده بينهما. أخرجه عنه هكذا الخطيب في "تاريخه"(1/ 290) " أ. هـ.

قلت: وهو كما قال رحمه الله وأجزل مثوبته -، وكذا روى هذا الحرف بهذا اللفظ محمَّد بن بشار عن محمَّد بن جعفر عن شعبة عند محمَّد بن نصر المروزي، وعمرو بن

ص: 772

679 -

أخبرنا الحسين (1) بن يوسف حدثنا علي بن عبد الرحمن بن

ــ

علي الفلاس عن شعبة عند النسائي، ولم يذكرا هل هو من أول الكهف أو آخرها؟.

وهذا يقوي الاحتمال الذي ذكره شيخنا رحمه الله من تردُّ شعبة في هذا الحرف وعدم ضبطه له؛ ولذلك قال شيخنا رحمه الله في "الضعيفة"(3/ 510):

"ويبدو لي أن شعبة نفسه كان يضطرب في رواية هذا الحديث؛ فتارة يقول: "عشر"؛ كما هي رواية أحمد ومسلم عنه، وتارة يقول: "ثلاث"، كما في رواية الترمذي، وهي شاذة قطعًا، وتارة يقول: "آخر الكهف"؛ كما في روايتهما، وأخرى يقول: "أول الكهف" وهي الصواب" أ. هـ.

ثم وجدت ما يؤكد شذوذ رواية شعبة (من آخر الكهف)؛ فقد أخرج الإِمام مسلم في "صحيحه"(2937) من حديث النوّاس بن سمعان -في ذكر قصة الدجال- وفيه: "فمن رآه منكم؛ فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف".

فهذا شاهد قويّ، قويَ جدًا يؤكد ما انتهيت إليه بعد هذا التحقيق من شذوذ رواية "آخر الكهف"، وأن الصواب في لفظ الحديث:(أول سورة الكهف)؛ فالحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

679 -

إسناده ضعيف؛ أخرجه أحمد (3/ 439) عن حسن بن موسى الأشيب، والبغوي في "شرح السنة"(4/ 469 - 470/ 1205)، و"معالم التنزيل"(5/ 214) من طريق أبي الأسود النضر بن عبد الجبار كلاهما عن ابن لهيعة به.

وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(20/ 162/ 443) من طريق رشدين بن سعد عن زبّان بن فائد به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: زبّان بن فائد، ضعيف الحديث مع صلاحه وعبادته؛ كما في "التقريب".

الثانية: سهل بن معاذ، لا بأس به إلا في رواية زبّان بن فائد عنه، كما في "التقريب"، وهذا منها.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 52 - 53): "رواه أحمد والطبراني، وفي إسناد أحمد ابن لهيعة، وهو ضعيف وقد يحسن حديثه! ".

قلت: وفي كلامه هذا نظر من ناحيتين:

الأولى: أن ابن لهيعة ليس ضعيف على إطلاقه، بل بتفصيل معروف عند أهل العلم بالحديث، وملخص ما فيه: أنه اختلط بعد احتراق كتبه؛ فمن سمع منه قبل ذلك؛ فحديثه عنه مستقيم، ومن سمع منه بعد احتراق كتبه واختلاطه؛ فحديثه ضعيف، وحديثنا هذا من هذا القبيل، فإن النضر بن عبد الجبار من قدماء أصحاب ابن لهيعة،

(1) في هامش "م": "الحسن".

ص: 773

المغيرة ثنا عثمان بن صالح ثنا ابن لهيعة حدثني زَبّان بن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قرأ من أول سورة (أصحاب) (1) الكهف وآخرها؛ كانت له نور بين يديه إلى رأسه، ومن قرأها كلها؛ كانت له نورًا من السماء إلى الأرض".

نوع آخر:

680 -

أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا محمَّد بن النضر بن مساور (2) ثنا

ــ

وهو ممن سمع منه قبل احتراق كتبه؛ كما نصص على ذلك يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ".

الثانية: أن ابن لهيعة لم يتفرد به؛ بل تابعه رشدين بن سعد، وهو ضعيف، لكن ليس شديد الضعف؛ فيستشهد به، وهو لا بأس به في المتابعات والشواهد، فبرئت ذمة ابن لهيعة منه تمامًا.

680 -

إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(434/ 712)، و"التفسير"(2/ 227/ 464) بسنده سواء.

وأخرجه الترمذي في "جامعه"(5/ 181/ 2920 و 475/ 3405) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"(ق 199/ ب- المحمودية) -، وأحمد (6/ 68 و 122 و 189)، وابن خزيمة في "صحيحه"(2/ 191/ 1163)، وابن نصر المروزي في "قيام الليل"(ص 169 - مختصره)، وأبو يعلى الموصلي في "مسنده"(8/ 106/ 4643 و 203/ 4765) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"(ق 199/ ب- المحمودية) -، والحاكم (2/ 434) - وعنه البيهقي في "شعب الإيمان"(5/ 407/ 2242) -، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(2/ 121/ 359)، والمزي في "تهذيب الكمال"(27/ 413) بطرق كثيرة عن حماد بن زيد به.

قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب".

وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة"(8/ 137): "هذا إسناد رواته ثقات، وأبو لبابة اسمه مروان".

وقال شيخنا ناصرُ السُّنة العلامة الألباني رحمه الله في "الصحيحة"(2/ 240 - 241): "وهذا إسناد جيد، سكت عليه الحاكم والذهبي، ورجاله ثقات، وقال الترمذي: "أخبرني محمَّد بن إسماعيل -يعني: البخاري- قال: أبو لبابة هذا اسمه مروان مولى

(1) زيادة من "ل".

(2)

في هامش "م": "يسار".

ص: 774

حماد بن زيد عن مروان أبي لبابة: أن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ كل ليلة بني إسرائيل، والزمر".

نوع آخر:

681 -

أخبرنا أبو يعلى حدثنا يحيى بن أيوب العابد ثنا مصعب بن

ــ

عبد الرحمن بن زياد، وسمع من عائشة، سمع منه حماد بن زيد".

قلت: وكذلك سماه النسائي في "عمل اليوم والليلة"، ومن طريقه ابن السني في "عمله"، وقال ابن معين:"ثقة"، وذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 425)، وروى عنه ثقتان آخران، ولذلك صرح الذهبي في "الكاشف"، والعسقلاني في "التقريب" بأنه ثقة، ولم يعرفه ابن خزيمة؛ فقال مترجمًا عن الحديث: "باب استحباب قراءة بني إسرائيل

وإن كان أبو لبابة هذا يجوز الاحتجاج بخبره؛ فإني لا أعرفه بعدالة ولا بجرح".

قلت: قد عرفه البخاري ومن وثقه، ومن عرف حجة على من لم يعرف" أ. هـ.

قلت: وهو كما قال رحمه الله إلا قوله: "إسناده جيد"؛ فمن حقه أن يقول: إسناد صحيح؛ فهو كذلك؛ فإن رجاله كلهم ثقات.

681 -

إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده"(11/ 105/ 6232) بسنده سواء.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(2/ 484 / 2476) من طريق يحيى بن أيوب به.

وأخرجه الترمذي (5/ 163/ 2889)، وابن الضريس في "فضائل القرآن"(168/ 222) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"(ق 245/ ب- المحموديّة) -، وأبو يعلى في "مسنده"(11/ 93 - 94/ 6224)، والرافعي في "التدوين"(3/ 82)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(2/ 484 - 485/ 2477)، وابن مردويه والثعلبي في "تفسيريهما"؛ كما في "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (3/ 272) بطرق عن أبي المقدام هشام بن زياد به.

قال البيهقي: "تفرد به هشام، وهو ضعيف! ".

قلت: بل هو متروك الحديث؛ كما في "التقريب".

قال الترمذي: "هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وهشام أبو المقدام يُضعف، ولم يسمع الحسن عن أبي هريرة، هكذا قال أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد" أ. هـ.

قلت: بل سمع الحسن عن أبي هريرة حديث المختلعات، وقد فصلت هذا في كتابي "كفاية الحفظة"، لكن هو مدلس لا بد أن يصرح بالسماع، وقد صرح بالتحديث عند أبي يعلى (6224).

ص: 775

المقدام حدثني أبو المقدام عن الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ سورة الدخان في ليلة جمعة؛ أصبح مغفورًا له".

نوع آخر:

682 -

أخبرنا أبو يعلى حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ثنا محمَّد بن

ــ

وللحديث شاهد من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه مرفوعًا به، أخرجه الواحدي في "الوسيط"(4/ 85).

قلت: بإسناد ضعيف جدًا؛ فيه علتان:

الأولى: سلام بن سليم، وهو المعروف بالطويل؛ متروك الحديث.

الثانية: هارون بن كثير، مجهول؛ كما في "الميزان".

وبالجملة؛ فالحديث ضعيف جدًا، وشاهده لا يفرح به؛ لأنه مثله.

682 -

إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "تفسير القرآن العطيم"(4/ 302)، و"تخريج الكشاف"(3/ 412) - بسنده سواء.

وأخرجه عبد الله بن وهب في "جامعه"؛ كما في "بيان الوهم والإيهام"(4/ 664)، و"الكاف الشاف"(ص 163)، و"لسان الميزان"(3/ 140)، و"نتائج الأفكار"(ق 246/ ب- المحمودية)، و"تفسير القرآن العظيم"(4/ 302) -، ومن طريقه ابن أبي داود وعلي بن سعيد العسكري كلاهما في "ثواب القرآن"، كما في "نتائج الأفكار"(ق 246/ ب)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(2/ 491/ 2498)، والبغوي في "معالم التنزيل"(8/ 28)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1/ 112 - 113/ 151) عن السري بن يحيى عن شجاع عن أبي ظبية عن ابن مسعود به.

وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده"(2/ 729/ 721 - بغية الباحث)، وأبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "تفسير القرآن العظيم"(4/ 302)، و"تخريج أحاديث الكشاف"(3/ 411 - 412)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(2/ 491 - 492/ 2499 و 492/ 2500)، وابن مردويه والثعلبي في "التفسير"، كما في "تخريج أحاديث الكشاف"(3/ 412)، و"لسان الميزان"(7/ 61) بطرق عن السري بن يحيى به مثل رواية ابن وهب، وبعضهم قال:"أبو طيبة".

وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 257) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"(ق 246/ ب- النسخة المحمودية) -، وابن عبد البر في "التمهيد"(5/ 269)، والقاسم بن الفضل الأصبهاني في "الأربعين"(ص 275 - 276)، وابن ديزيل في "جزءه"؛ كما في "لسان الميزان"(7/ 61)، وابن حجر في "نتائج الأفكار"(ق 246/ ب- المحمودية) عن عمرو بن الربيع، وابن بشران في "الأمالي"

ص: 776

منيب العدني ثنا السري بن يحيى الشيباني عن أبي طيبة (1): أن

ــ

(2/ 92/ 1128) من طريق يزيد بن أبي حكيم كلاهما (عمرو ويزيد) عن السري بن يحيى عن أبي شجاع عن أبي ظبية به.

وأخرجه سمويه في "فوائده"، وابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "لسان الميزان"(7/ 61) -، والشجري في "الأمالي"(2/ 283)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(2/ 491/ 2497) بطرق عن السري بن يحيى عن شجاع عن أبي فاطمة عن ابن مسعود.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ فيه علل:

الأولى والثانية: شجاع وأبو ظبية، مجهولان.

قال الذهبي في "ميزان الاعتدال"(2/ 265): "شجاع عن أبي ظبية عن ابن مسعود؛ قال أحمد بن حنبل: لا أعرفهما، حدث عنه الليث بن سعدة مجهول.

قلت: هو صاحب حديث "من قرأ الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة"، رواه عنه السري بن يحيى بإسناده مرفوعًا" أ. هـ.

قلت: وقد اختلف في اسمهما؛ فقيل: عن شجاع عن أبي ظبية، وقيل: عن أبي شجاع عن أبي ظبية -بمعجمة ثم موحدة-، وقيل: عن شجاع عن أبي فاطمة، وقيل: عن شجاع عن أبي طيبة، وسيأتي بيان هذا الاختلاف في العلة الرابعة، وبيان الراجح من ذلك.

وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال"(4/ 536): "أبو شجاع؛ نكرة لا يُعرف عن أبي طيبة، ومَن أبو طيبة؟! عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة" أ. هـ.

وقال أيضًا في (4/ 542): "أبو طيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه -وعنه أبو شجاع سعيد؛ مجهول" أ. هـ.

وقال الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف"(3/ 413): "وشجاع مجهول العين دون الحال".

الثالثة: الانقطاع؛ قال الدارقطني في "المؤتلف والمختلف"(3/ 1475): "أبو طيبة الجرجاني عيسى بن سليمان له حديث مرسل؛ يرويه السري بن يحيى أبو الهيثم عن شجاع عن أبي طيبة عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة" أ. هـ.

وقال الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف"(3/ 413): "فقد تبين ضعف هذا الحديث من وجوه:

(1) في "هـ": "عن شجاع عن أبي طيبة"، وهو خطأ، فلم يروه ابن السني بإثبات "شجاع"؛ كما في "ل" و"م" و"تحريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (3/ 412).

ص: 777

ابن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قرأ

ــ

أحدها: الانقطاع؛ كما ذكره الدارقطني، وابن أبي حاتم في "علله" نقلًا عن أبيه" أ. هـ.

وقال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"(ق 247/أ - المحمودية): "والذي يترجح: أن ضعفه بسبب الانقطاع، فإن أبا طيبة الجرحاني لم يدرك ابن مسعود وأقل ما بينهما راويان فيكون السند معضلا" أ. هـ.

وكذا أعله رحمه الله بالانقطاع في "الكاف الشاف"(ص 163).

الرابعة: الاضطراب في سنده؛ فمنهم من يقول: أبو طيبة -بالطاء المهملة بعدها ياء-؛ كما ذكره الدارقطني، ومنهم من يقول: بظاء معجمة بعدها باء موحدة، ومنهم من يقول: أبو فاطمة؛ كما ذكرهما البيهقي.

ومنهم من يقول: شجاع، ومنهم من يقول: عن أبي شجاع". قاله الزيلعي في "تخريج الكشاف" (3/ 414).

وقال الحافظ ابن حجر في "الكافي الشاف"(ص 163): "اختلف أصحاب السري؛ هل شيخه شجاع أو أبو شجاع؛ وكذا اختلفوا في شيخ أبي شجاع: هل هو أبو فاطمة أو أبو ظبية؟ ثم اختلفوا في ضبط أبي ظبية: فعند الدارقطني بالطاء المهملة بعدها تحتانية ثم موحدة وأنه عيسى بن سليمان الجرجاني، وأن روايته عن ابن مسعود منقطعة.

ويؤيده: أن الثعلبي أخرجه من طريق أبي بكر العطاري عن السري عن شجاع عن أبي طيبة الجرجاني، وعند البيهقي أنه بالمعجمة بعدها موحدة وأنه مجهول" أ. هـ.

ونحوه في "نتائج الأفكار"(ق 246/ ب).

وقال في "لسان الميزان"(7/ 61): فاجتمع من الخلال فيه ثلاثة أشياء:

أحدها: هل شيخ السري شجاع أو أبو شجاع؛ والراجح أنه أبو شجاع!!.

ثانيها: هل شيخه أبو طيبة أو أبو فاطمة، والراجح أبو طيبة.

ثالثها: أبو طيبة؛ بمهملة ثم تحتانية ساكنة ثم موحدة أو بمعجمة عن موحدة ساكنة ثم تحتانية؟.

رجح الدارقطني الأول -أنه بالمهملة وتقديم التحتانية وجزم بأنه عيسى بن سليمان الدارمي الجرجاني؛ ويؤيده: أنه وقع في رواية الثعلبي عن أبي طيبة الجرجاني، وكذا جزم ابن أبي حاتم [في "الجرح والتعديل" (4/ 378)].

قلت: وكذا ذكر في "نتائج الأفكار": "أن المعتمد هو أبو شجاع".

لكن البيهقي رجح أنه الثاني -بمعجمة عن موحدة ساكنة ثم تحتانية-، وهذا كله مما يؤكد الجهل بحالهما.

والراجح أنه شجاع، وهو الذي جزم به الإِمام أحمد -فيما تقدم من نقل الذهبي عنه-؛ وكذا جزم به الدارقطني في "المؤتلف والمختلف"(3/ 147)، وابن أبي حاتم

ص: 778

سورة الواقعة (في)(1) كل ليلة؛ لم تصبه فاقة أبدًا".

ــ

في "الجرح والتعديل"(4/ 378)، وابن حبان في "الثقات" (4/ 368) -لكن قال: شجاع أبو طيبة! وسيأتي الرد عليه-، والحافظ نفسه؛ كما سيأتي في بحث له تراجع أخيرًا عن هذا الذي جزم به آنفًا.

وقال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان"(3/ 139 - 140) -في ترجمة شجاع-: "وقد قيل فيه: شجاع أبو طيبة؛ كذا ذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو خطأ. وقال: يَروي عن ابن عمر، روى عنه السري بن يحيى.

وأما ابن أبي حاتم؛ فقال: شجاع عن -في "الأصل": بن وهو خطأ- أبي طيبة الجرجاني عيسى بن سليمان بن دينار.

قلت: وهو تخليط!!؛ فإن الجرجاني ما أدرك ابن مسعود ولا أصحاب ابن مسعود، والصواب: أن هذا هو أبو شجاع سعيد بن يزيد المصري الذي روى عنه الليث بن سعد؛ فقد روى ابن وهب حديثًا في "جامعه" عن السري بن يحيى عن أبي شجاع! عن أبي ظبية عن ابن مسعود رضي الله عنه يعني: حديثنا هذا-" أ. هـ كلامه.

وقال أيضًا في (6/ 60): "والذي يخطر لي بعد البحث الشديد: أنه أبو شجاع سعيد بن يزيد شيخ الليث بن سعد" أ. هـ.

وقال في "نتائج الأفكار"(ق 246/ ب): "وهو الذي ترجح عندي بعد البحث الشديد".

لكنه بعد هذا البحث الشديد تراجع عن الذي خطر له وترجح عنده في نفس

الكتاب بعد صفحتين مباشرة فقال (6/ 62): "وأما ابن أبي حاتم، فقال: شجاع عن أبي طيبة الجرجاني عيسى بن سليمان بن دينار، فتقدم ذكره في هذا الكتاب [(3/ 140)] وقد استنكرت ما جزم به ابن أبي حاتم فيما تقدّم في ترجمة شجاع في "الأسماء" [(3/ 140)] ثم ظهر لي أنه الأرجح؛ لما ذكرته هنا" أ. هـ.

وقال في "نتائج الأفكار": "واختلفوا في ضبط شيخه -يعني: شجاعًا-؛ فعند الأكثر بفتح الطاء المهملة وسكون الياء التحتية وبعدها موحدة مفتوحة، وضبطه البيهقي بالمعجمة وتقديم الموحدة. والأول هو المعتمد وهو عيسى بن سليمان الجرجاني".

قلت: ولذلك أعله بالانقطاع بين أبي طيبة وابن مسعود.

وخلاصة هذا البحث: أن الصواب فيه هو السري بن يحيى عن شجاع عن أبي طيبة عن ابن مسعود وهي رواية الحارث بن أبي أسامة.

(1) ليست في "ل".

ص: 779

قال: وقد أمرت بناتي أن يقرأنها كل ليلة.

نوع آخر:

683 -

أخبرنا محمَّد بن الحسين بن مكرم حدثنا محمود بن غيلان ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا خالد بن طهمان أبو العلاء حدثني نافع (بن أبي نافع)(1) عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يصبح ثلاث مرات: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر وُكِّلَ به سبعون ألف ملك يصلون عليه حتى يمسى، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدًا، وإن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة".

نوع آخر:

684 -

أخبرنا أبو عبد الرحمن أخبرنا علي بن حجر حدثنا بقية بن

ــ

وتقدم أن شجاعًا وأبا طيبة كلاهما مجهول، وأنه منقطع بين أبي طيبة وبين ابن مسعود.

العلة الخامسة: نكارة متنه؛ قاله الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف"(3/ 413).

قال الإِمام أحمد بن حنبل؛ كما في "العلل المتناهية"(1/ 113)، و"الكافي الشاف" (ص 163):"هذا حديث منكر، وشجاع لا أعرفه" أ. هـ.

وقال الزيلعي (3/ 413): "وقد اجتمع على ضعفه الإِمام أحمد وأبو حاتم وابنه والدارقطني والبيهقي وابن الجوزي تلويحًا وتصريحًا، والله أعلم".

قلت: وضعفه أيضًا ابنُ القطان الفاسي في "بيان الوهم والإيهام"(4/ 663)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"(ق 246/ ب)، و"الكافي الشاف"(ص 163)، والمناوي في "فيض القدير"(6/ 201).

وقال المناوي في "التيسير": "والحديث منكر".

وقال شيخنا العلامة الألباني رحمه الله في "الضعيفة"(1/ 457/ 289): "ضعيف".

683 -

مضى تخريجه برقم (81).

684 -

إسناده حسن؛ أخرجه النسائي في "السنن الكبرى"(5/ 16/ 8026)، و"عمل اليوم والليلة"(434/ 713) بسنده سواء.

(1) زيادة من "ل".

ص: 780

الوليد عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن أبي بلال عن العرباض بن سارية رضي الله عنه: أن النّبي (1) صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بالمسبحات قبل أن يرقد، ويقول:"إن فيهن آية هي أفضل من ألف آية".

نوع آخر:

685 -

أخبرنا أبو عبد الرحمن أنا إسحاق بن منصور ومحمد بن

ــ

وأخرجه الترمذي في "جامعه "(5/ 181/ 2921 و 475/ 3406) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"(ق 199/ أ - ب - المحمودية) - عن علي بن حُجر به.

وأخرجه أبو داود (4/ 313/ 5057)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(434 - 435/ 714)، وأحمد (4/ 128)، وابن نصر المروزي في "قيام الليل"(ص 170 - مختصره)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ"(2/ 347) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(2/ 493/ 2504) -، والطبراني في "المعجم الكبير"(18/ 209 - 210/ 625)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(2/ 493/ 2503) بطرق عن بقية بن الوليد به.

قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب".

وقال الحافظ: "هذا حديث حسن".

وحسنه شيخنا العلامة الألباني رحمه الله في "صحيح الترمذي"(2333 و 2712).

قلت: وهو كما قالوا، وبقية بن الوليد، وإن كان مدلسًا، فقد صرح بالتحديث عند أحمد والبيهقي، فانتفت شبهة تدليسه.

وخالف بقيةَ معاويةُ بنُ صالح؛ فرواه عن بحير بن سعد به مرسلًا دون ذكر العرباض بن سارية: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(435/ 715)، والدارمي في "سننه"(10/ 533 / 3689 - فتح المنان) من طريقين عن معاوية به.

قلت: بقية أوثق من معاوية وهذا له أوهام؛ كما في "التقريب"، فلعل هذا من أوهامه.

(تنبيه): تصحف في "عمل اليوم والليلة"(714) اسم "بحير بن سعد" إلى "يحيى بن سعيد" وهو خطأ فاحش من المحقق، والتصويب من "تحفة الأشراف"(7/ 288).

685 -

إسناد حسن، (وهو صحيح)، أخرجه ابنُ الضريس في "فضائل القرآن"

(1) في "ل": "رسول الله".

ص: 781

المثنى قالا: حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة عن قتادة عن عباس الجشمي

ــ

(175/ 236)، وابن حبان في "صحيحه"(3/ 69/ 788 - إحسان)، والشجري في "الأمالي"(1/ 106 - 107) من طريق يحيى القطان به.

وأخرجه أبو داود (2/ 57/ 1400)، والترمذي (5/ 64/ 2891)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(433/ 710)، و"التفسير"(2/ 454/ 632)، وابن ماجه (2/ 1244/ 3786)، وأحمد (2/ 299 و 321)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"(122)، وأبو عبيد في

"فضائل القرآن"(ص 260)، والفريابي في "فضائل القرآن"(134/ 33)، وابن الضريس في "فضائل القرآن"(176/ 237)، وأبو يعلى في "مسنده" -رواية ابن المقرئ- ومن طريقه الضياء المقدسي في "فضائل القرآن العظيم"(99/ 52) -، ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل"(ص 163 - مختصره)، وابن حبان في "صحيحه"(3/ 67/ 787 - إحسان)، والدينوري في "المجالسة وجواهر العلم"(3/ 367/ 996)، وأبو نعيم الأصبهاني في "أخبار أصبهان"(2/ 260)، وابن بشران في "الأمالي"(109/ 226)، والحاكم (1/ 565)، والبيهقي في "السنن الصغير"(1/ 344/ 968)، و"شعب الإيمان"(2/ 493 - 494/ 2506)، و"إثبات عذاب القبر"(166 و 167)، وأبو عمرو الداني في "البيان في عد آي القرآن"(ص 37)، وابن الجوزي في "التحقيق"(1/ 346/ 449) بطرق عن شعبة به.

وأخرجه عبد بن حميد في "مسنده"(3/ 207/ 1443 - منتخب)، والحاكم (2/ 497 - 498) عن الطيالسي عن عمران القطان عن قتادة به.

قال الترمذي: "هذا حديث حسن".

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي.

وحسنَّه شيخنا العلامة الألباني رحمه الله في "صحيح سنن أبي داود"(1247)، و"صحيح سنن الترمذي"(2315)، وصححه في "صحيح سنن ابن ماجه"(3068).

قلت: وهو كما قال الترمذي وشيخنا؛ فإن مداره على عباس الجُشمي روى عنه قتادة والجريري ووثقه ابن حبان، وحسن له الترمذي، وصحح له الحاكم والذهبي وهو من التابعين؛ فمثله حديثه في مرتبة الحَسَنِ -إن شاء الله-.

وله شاهد من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه بنحوه؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 176)، و"المعجم الأوسط"(4/ 76/ 3654) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"(5/ 114 - 115/ 1738 و 1739) -.

قلت: وسنده صحيح.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 127): "ورجاله رجال الصحيح".

وبالجملة؛ فالحديث بمجموعها صحيح بلا ريب.

تنبيه: تحرف في "الأمالي" لابن بشران اسم "شعبة" إلى "ربيعة"، وهو خطأ قبيح؛

ص: 782

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " (إن)(1) في القرآن سورة ثلاثون آية شفعت لصاحبها حتى غفر له: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [الملك: 1].

نوع آخر:

686 -

حدثنا محمَّد بن خريم (بن مروان)(2) ثنا هشام بن عمار ثنا

ــ

فليصحح؛ وابن بشران رواه من طريق ابن الضريس من طريق خالد بن الحارث عن شعبة، كذا هو في "فضائل القرآن" له بإثبات شعبة وليس ربيعة.

686 -

إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه ابن عدي في "الكامل"(4/ 1634) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(2/ 487 - 488/ 2486) - عن الحسن بن سفيان عن هشام بن عمار به.

لكن قال: عن "الخليل بن موسى" بدلًا من "سعيد بن يحيى".

وأخرجه ابن نصر المروزي في "قيام الليل"(ص 166 - مختصره)، وأبو يعلى في "مسنده"، كما في "إتحاف الخيرة المهرة"(8/ 221/ 7938)، والطبراني في "المعجم الكبير"(20/ 185/ 525)، وأبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن"(112/ 77)، وابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "تفسير القرآن العظيم"(1/ 349)، والحاكم (1/ 559 و 568 و 2/ 259)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(2/ 485/ 2478)، و"السنن"الكبرى" (10/ 9)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج 18/ ق 111/ أ)، ويوسف بن عبد الهادي في "هداية الإنسان" (ق 23/ أ) بطرق عن عبيد الله بن أبي حميد به.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: عبيد الله؛ قال أحمد: تركوا حديثه".

قلت: وهو كما قال، ولخصه الحافظ في "التقريب" بقوله:"متروك"، وخالفه قتادة؛ فرواه عن أبي المليح عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أعطيت مكان التوراة السبع الطوال، وأعطيت مكان الزبور المائين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفُضلت بالمفصل".

أخرجه الطيالسي في "مسنده"(1012)، وأحمد (4/ 107)، والطبري في "جامع البيان"(رقم 126)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(3/ رقم 1379)، والطبراني في "المعجم الكبير"(22/ رقم 185 و 186)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة "الصحابة"

(1) ليست في "ل".

(2)

ليست في "ل".

ص: 783

سعيد بن يحيى اللخمي ثنا عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت المفصل نافلة".

نوع آخر:

687 -

أخبرنا أبو عبد الرحمن أخبرنا محمَّد بن عبد الله بن يزيد عن أبيه

ــ

(5/ رقم 6485)، وابن منده في "المعرفة"(ج 2/ ق 206/ ب)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(2/ رقم 2484) وغيرهم بطرق عن عمران بن دوّار القطان عن قتادة به.

قلت: وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمران بن دوّار القطان، وهو صدوق.

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 46): "رواه أحمد وفيه عمران القطان وثقه ابن حبان وغيره وضعفه النسائي وغيره، وباقي رجاله ثقات".

وتابعه سعيد بن بشير عن قتادة به: أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(22/ رقم 187)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(2/ رقم 2485)، وابن عبد الهادي في "هداية الإنسان"(ق 22/ ب).

وسعيد هذا ضعيف، لكن الحديث بمجموعهما صحيح -إن شاء الله-.

687 -

إسناده حسن؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(435 - 436/ 716) بسنده سواء.

وأخرجه أبو داود (2/ 57/ 1399 و3/ 93 - 94/ 2789)، والنسائي في "السنن الكبرى"(5/ 16/ 8027)، وأحمد (2/ 169) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال"(23/ 54 - 55) -، والبزار في "البحر الزخار"(6/ 429/ 2459)، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 169 - 170)، والطبراني في "المعجم الكبير"(158/ 64 - قطعة من المجلد 13) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "جزء من حديث أبي عبد الرحمن بن يزيد المقرئ مما وافق رواية الإِمام أحمد بن حنبل في "مسنده" (71 - 72/ 27)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 248/ ب- ق 249/ أ- المحمودية) -، والشجري في "الأمالي" (1/ 106)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (14/ 145/ 5531)، والحاكم (2/ 532) -وعنه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 496/ 2512) - بطرق عن عبد الله بن يزيد المقرئ به.

وأخرجه النسائي في "المجتبى"(7/ 212 - 213)، و"السنن الكبرى"(3/ 52/ 4455)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(14/ 144/ 5530)، والدارقطني في "سننه"(4/ 282) -ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى"(9/ 263 - 264)

ص: 784

عن سعيد حدثني عياش بن عباس (1) عن عيسى بن هلال عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرئني سورة جامعة، فأقرأه:{إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} حتى فرغ منها، قال الرجل: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها (آية)(2) أبدًا فقال

ــ

وابن حبان في "صحيحه"(13/ 235 - 236/ 5914 - إحسان)، والحاكم (4/ 223) -وعنه البيهقي (9/ 264) - من طريق عبد الله بن وهب عن سعيد بن أبي أيوب به.

قال الحاكم في "الموضع الأول": "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي بقوله:"قلت: بل صحيح، وصححه النسائي".

وقال في "الموضع الثاني": "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي.

وقال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث صحيح".

قلت: والأقرب -والله أعلم- أنه حسن الإسناد. فإن مداره على عيسى بن هلال وهو صدوق؛ كما في "التقريب"، وليس هو على شرطهما، كما ادعى الحاكم، فإن الشيخين لم يخرجا لعيسى بن هلال شيئًا، وعياش بن عباس من أفراد مسلم.

وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 262)، والطبراني في "المعجم الكبير"(64 - 65/ 158 - قطعة من المجلد 13) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "جزء من حديث أبي عبد الرحمن بن يزيد المقرىء"(27) - من طريق النضر بن عبد الجبار أبي الأسود وعبد الله بن يوسف كلاهما عن ابن لهيعة عن عياش به.

قلت: وسنده حسن لذاته؛ ورواية أبي الأسود عن ابن لهيعة قديمة.

وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار"(14/ 144/ 5530)، والدارقطني (4/ 282) -ومن طريقه البيهقي (9/ 263 - 264) -، والطبراني في "المعجم الكبير"(65/ 159 - قطعة من المجلد 13)، والحاكم (4/ 223) من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن عياش بن عباس به.

وأخرجه ابن حبان في "صحيحه"(3/ 50/ 773 - إحسان) من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن عياش به.

قلت: وروايته هذه من المزيد في متصل الأسانيد.

وأخرجه ابن حبان في "صحيحه"(3/ 50/ 773 - إحسان)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(14/ 144/ 5530)، والدارقطني (4/ 282) -ومن طريقه البيهقي (9/ 263 - 264) - من طريق ابن وهب عن عبد الله بن عياش عن عياش بن عباس به.

(1) في "م": "عياش".

(2)

ليست في "ل".

ص: 785

رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفلح الرّويجل (1)، أفلح الرّويجل (1) ".

688 -

حدثني عبيد الله (2) بن محمَّد حدثنا عبيد الله بن أحمد ثنا

ــ

688 -

إسناده ضعيف جدًا، والحديث منكر؛ أخرجه أبو أمية الطرسوسي في "مسند أبي هريرة"(ق 195/ ب) من طريق عيسى به.

قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علتان:

الأولى: عيسى بن ميمون؛ متروك الحديث.

الثانية: يحيى بن أبي كثيرة مدلس، وقد عنعن.

وله شاهد من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما به: أخرجه الترمذي

(5/ 166/ 2894)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 262 - 263 و 265 و 268)، وابن الضريس في "فضائل القرآن"(202/ 299)، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2638)، وأبو الشيخ في "الثواب"، كما في "فتح الباري"(9/ 61)، والحاكم (1/ 566)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(2/ 496/ 2514)، والرافعي في "التدوين"(3/ 410 - 411)، والثعلبي في "تفسيره"(13/ ق 135/ أ) -وعنه البغوي في "معالم التنزيل"(8/ 504) - من طريق يمان بن المغيرة عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس به.

قال الترمذي: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث يمان بن المغيرة".

قال شيخنا ناصر السُّنة العلامة الألباني رحمه الله في "الضعيفة"(3/ 518/ 1342): "وهو ضعيف؛ كما قال الحافظ في "التقريب"، بل قال فيه البخاري: "منكر الحديث"، وهذا منه في منتهى التضعيف له، وقال النسائي: "ليس بثقة".

وأما الحاكم؛ فقال: "صحيح الإسناد! "، فتعقبه الذهبي بقوله:"قلت: بل يمان ضعفوه" أ. هـ.

قلت: وهو كما قال رحمه الله، وقد صدّر حديثنا هذا بقوله:"منكر".

وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(9/ 61): "فيه يمان بن المغيرة وهو ضعيف".

وشاهد آخر من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه به: أخرجه الترمذي (5/ 165 - 166/ 2893)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير"(1/ 243)، وابن خزيمة في "صحيحه"، كما قال البيهقي في "شعب الإيمان"(2/ 498) -ومن طريقه الواحدي في "الوسيط"(4/ 541) -، والبيهقي في "شعب الإيمان"(2/ 497 - 498/ 2516 و 2517)،

(1) هكذا في "ل"، وفي "م" و"هـ":"الرجل"، والمثبت هو المرافق لما في "عمل اليوم والليلة" وقد رواه المصنف عنه، وتكرر في "م" و"هـ" لفظة "أفلح الرجل" ثلاث مرات.

(2)

في "م" و"هـ": "عبد الله".

ص: 786

الحسن بن عمر بن شقيق ثنا عيسى بن ميمون حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النّبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ في ليلة: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ}؛ كانت له كعدل نصف القرآن، ومن قرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)}؛ كانت له كعدل ربع القرآن، ومن قرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)}؛ كانت له كعدل ثلث القرآن".

689 -

أخبرني أبو العباس بن مخلد ثنا ابن الرماح ثنا [أبو حذيفة ثنا](1) عبد الرحمن بن أبي بكر عن زرارة بن مصعب عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ آية الكرسي، وأول حم المؤمن؛ عصم ذلك اليوم من كل سوء".

نوع آخر:

690 -

أخبرني عبد الله بن محمَّد بن مسلم (2) حدثنا هشام بن عمار ثنا

ــ

والخطيب البغدادي في "تالي التلخيص"(2/ 432 - 433/ 259)، والمزي في "تهذيب الكمال"(6/ 166 - 167)، وابن حجر العسقلاني في "نتائج الأفكار" (ق 248/أ - المحمودية) من طريق الحسن بن سلم بن صالح العجلي: حدثنا ثابت البناني عن أنس به.

قال الترمذي: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث هذا الشيخ الحسن بن سلم".

وقال العقيلي: "والحسن هذا مجهول، وحديثه غير محفوظ".

وقال البيهقي: "والعجلي مجهول".

وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال"(1/ 493)، و"المغني في الضعفاء" (1/ 160):"هذا منكر، والحسن لا يعرف".

689 -

مضى تخريجه برقم (77).

690 -

إسناده ضعيف، أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(7/ 36/ 1777)، وأبو نعيم الأصبهاني في "أخبار أصبهان"(2/ 120)، وابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في

(1) زيادة من "ل".

(2)

في "م" و"هـ": "سالم".

ص: 787

سليمان بن موسى الزهري ثنا مظاهر (1) بن أسلم المخزومي أخبرني سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة".

نوع اَخرة

691 -

أخبرنا أبو عبد الرحمن أنا محمَّد بن عبد الله بن المبارك ثنا

ــ

"تفسير القرآن العظيم"(1/ 451) بطرق عن هشام بن عمار به.

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن سعيد المقبري إلا مظاهر بن أسلم، ولا عن مظاهر إلا سليمان بن موسى، تفرد به: هشام بن عمار".

قلت: وهو صدوق مقرىء، لكن مظاهر بن أسلم؛ ضعيف الحديث.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 274): "وفيه مظاهر بن أسلم وثقه ابن حبان، وضعفه ابن معين وجماعة".

وقال ابن كثير: "ومظاهر بن أسلم ضعيف".

691 -

إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(468/ 801)، و"السنن الكبرى"(6/ 524/ 11709) بسنده سواء.

وأخرجه أبو داود (4/ 313/ 5055) -ومن طريقه البيهقي في "الدعوات الكبير"(2/ 118/ 358)، والخطيب البغدادي في "الأسماء المبهمة"(ص 308)، وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 594) -، وابن أبي شيبة في "الأدب"(264/ 243)، و"مصنفه"(9/ 74 / 6579 و 10/ 249/ 9353)، وأحمد في "مسنده"(5/ 425/ 7484 - المسند المعتلي) -وقد سقط من المطبوع-، والدارمي في "سننه"(10/ 536/ 3692 - فتح المنان) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"(ق 198/ ب- المحموديّة) -، وأبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 264)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(8/ 108)، وأبو القاسم البغوي في "مسند علي بن الجعد"(2/ 923 - 924/ 2654)، والطبراني في "الدعاء"(2/ 919/ 277)، وابن حبان في "صحيحه"(3/ 70/ 790 و 12/ 335/ 5526 و 354 - 355/ 5546 - إحسان)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة"(5/ 2686 - 2687/ 6428)، والحاكم (2/ 538) -وعنه البيهقي في "شعب الإيمان"(2/ 498/ 2520) -، والخرائطي في "مكارم الأخلاق"(2/ 894/ 998)، والواحدي في "الوسيط"(4/ 564) بطرق عن زهير بن معاوية به.

وأخرجه الترمذي (5/ 474)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(468/ 802)،

(1) في هامش "م": "ظاهر".

ص: 788

يحيى بن آدم ثنا زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه

ــ

وأحمد في "مسنده"(5/ 456) و (5/ 425/ 7484 - المسند المعتلي) -وسقط من المطبوع-، وابن الأعرابي في "معجمه"(2/ 599/ 1182)، والبزار في "مسنده"؛ كما في "تغليق التعليق"(4/ 408)، و"النكت الظراف"(9/ 64)، والحاكم (1/ 565) -وعنه الببهقي في "شعب الإيمان"(2/ 499/ 2521) بطرق عن إسرائيل عن أبي إسحاق به.

وأخرجه ابن حبان في "صحيحه"(3/ 69 - 70/ 789 و 12/ 334 - 335/ 5525 و 354/ 5545 - إحسان) بسند صحيح إلى أبي عبد الرحيم الحراني عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق به.

وأخرجه أحمد في "مسنده"(5/ 425/ 7484 - المسند المعتلي) عن يحيى بن آدم وعبد الرزاق وأبي أحمد الزبيري ثلاثتهم عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق به.

وخالفهم وكيع وعبد الله بن المبارك؛ فروياه عن الثوري عن أبي إسحاق السبيعي عن فروة به مرسلًا لم يذكر (عن أبيه): أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق"(2/ 893 / 997)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(804).

وأخرجه النسائي (803) من طريق مخلد عن الثوري عن أبي إسحاق عن فروة عن ظئر لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(2/ 498/ 2519) من طريق أحمد بن الوليد الفحام عن أبي أحمد الزبيري عن الثوري عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي فروة الأشجعي عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأصحها فيما يبدو لي الرواية الأولى المسندة -والله أعلم-.

قلت: مدار الحديث عند الجميع على أبي إسحاق السبيعي وهو مدلس مختلط؛ لكنه رواه عنه سفيان الثوري وهو أحفظ أصحاب أبي إسحاق لحديثه وأتقنهم له.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي.

وقد وقع اضطراب في هذا الحديث، وهاك بيانه:

فقد رواه زهير بن معاوية وإسرائيل والثوري وزيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق؛ كما تقدم بيانه.

وخالفهم شعبة؛ فرواه عن أبي إسحاق السبيعي عن رجل عن فروة بن نوفل: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم .. الحديث: أخرجه الترمذي (5/ 474/ 3403).

قلت: ورواية شعبة هذه شاذة بلا شك؛ لمخالفتها للثقات الذين رووه عن أبي إسحاق، كما تقدم، ولأن فروة بن نوفل هذا لا تصح صحبته؛ قال الحافظ في "التقريب":"مختلف في صحبته والصواب: أن الصحبة لأبيه"

فكيف جاء في رواية شعبة أن فروة أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو لا صحبة له؟!.

ص: 789

- رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما جاء بك؟ "، قال: جئت يا

ــ

ولذلك قال الترمذي عقب رواية إسرائيل السابقة: "هذا أصح"؛ يعني: من رواية شعبة.

ثم قال: "وروى زهير هذا الحديث عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، وهذا أشبهُ وأصح من حديث شعبة. وقد اضطرب أصحاب أبي إسحاق في هذا الحديث".

وقال المزي في "تحفة الأشراف"(9/ 64): "والأول -يعني-: رواية زهير وإسرائيل - أصح".

وخالفهم شريك بن عبد الله القاضي، فرواه عن أبي إسحاق عن فروة عن جبلة بن الحارث أو الحارث بن جبلة مرفوعًا. فجعله من مسند جبلة.

أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(467/ 800)، وابن قانع في "معجم الصحابة"(1/ 162)، وأحمد في "مسنده"؛ كما في "إطراف المسند المعتلي"(2/ 220 - 221/ 2136)، والطبراني في "المعجم الكبير"(2/ 287/ 2195)، و"المعجم الأوسط"(2/ 275/ 1968)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(2/ 974/ 2503)، وبعضهم ذكر فروة وبعضهم لم يذكره.

قلت: لكن شريكًا هذا ضعيف؛ لسوء حفظه، وقد خالف أصحاب أبي إسحاق فيه، والقول قولهم، وروايته منكرة.

وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده"(2/ 954/ 1053 - بغية الباحث)، وأبو يعلى في "مسنده"(3/ 169/ 1596)، وابن حبان في "الثقات"(3/ 330 - 331)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(6/ 2988/ 6951)، وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 594) من طريق عبد العزيز بن مسلم القسلمي عن أبي إسحاق عن فروة به مرسلًا.

قال ابن حبان: "القلب يميل إلى أن هذه اللفظة ليست بمحفوظة من ذكر صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وإنا نذكره في كتاب التابعين أيضًا؛ لأن ذلك الموضع به أشبهُ وعبد العزيز ربما وهم فأفحش".

وقال (5/ 297): "فروة؛ قد قيل: إن له صحبة، وقد ذكرناه في "الصحابة"، والقلب إلى تلك اللفظة ليست بمحفوظة أميل؛ إنما قالها عبد العزيز بن مسلم القسلمي".

وتعقبه الحافظ ابن حجر بما لا طائل تحته في "النكت الظراف" (9/ 64،؛ فقال:"اللفظة ثابتة وإنما سقط من رواية عبد العزيز قوله: "عن أبيه"؛ فإن ذلك محفوظ عنه وهو صحابي باتفاق".

قلت: رواية عبد العزيز هذه شاذة؛ لأن في عبد العزيز كلام، ولأنه خالف سائر أصحاب أبي إسحاق ممن رواه مسندًا، وقد بينت آنفًا أن فروة لا صحبة له وهو ظاهر رد ابن حبان لرواية عبد العزيز، فكلام ابن حبان وقصده من كلمة "هذه اللفظة"، يعني:

ص: 790

رسول الله لتعلمني شيئًا أقوله عند منامي (1)، قال: "إذا أخذت مضجعك؛

ــ

جعل عبد العزيز بن مسلم فروة بن نوفل صحابيًا وليس المقصود لفظ الحديث المرفوع، وهذا صريح في قول ابن حبان:"القلب يميل إلى أن هذه اللفظة ليست بمحفوظة من ذكر صحبة رسول الله"؛ فكلام ابن حبان على إثبات الصحبة أو نفيها، وكلام الحافظ على لفظ الحديث، وبينهما فرق واضح.

قلت: وبسبب هذه الاختلاف أعله بعض أهل العلم بالاضطراب، وممن أعله به: - الإِمام الترمذي في "جامعه": "وقد اضطرب أصحاب أبي إسحاق في هذا الحديث".

- الإِمام ابن عبد البر في "الاستيعاب"(3/ 538 - "هامش الإصابة"): "حديثه في: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} مختلف فيه، مضطرب الأسانيد لا يثبت" أ. هـ.

وتعقب الترمذيّ الحافظُ المزيُ في "تحفة الأشراف"(8/ 252): "قلت: كذا قال، والصحيح حديث أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه".

وهو كما قال؛ كما بينته آنفًا.

لكن المزي خالف هذا الترجيح في "تهذيب الكمال"(30/ 72) فوقع فيما وقع فيه الترمذي؛ حيث قال: "وهو حديث مضطرب الإسناد".

وتعقب الحافظ ابنُ حجر في "الإصابة"(3/ 578) ابنَ عبد البر؛ فقال: "وزعم ابن عبد البر بأنه حديث مضطرب! وليس كما قال، بل الرواية التي فيها: "عن أبيه" أرجح؛ وهي موصولة ورواته ثقات فلا يضرُه مخالفة من أرسله بلا خلاف".

قلت: وكلامه هذا أحسن من كلامه في "نتائج الأفكار": "وفي سنده اختلاف كثير على أبي إسحاق؛ ولذلك اقتصرت على تحسينه".

قلت: ليس كل اختلاف أو اضطراب له محل من النظرة فإن شرط الاضطراب؛ كما هو معلوم أن تتساوى وجوه الاختلاف في القوة بحيث لا يمكن الجمع بينها أو ترجيح أحدها على الآخر، وهذا معدوم في حديثنا هذا، فإن رواية الجماعة -بلا شك- أصح طرق الحديث وأقواها، وما عداها إما ضعيف منكر أو تفرد ثقة واحد بسند دون سندهم ولا يضرهم هذا؛ كما هو ظاهر؛ ولذلك قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (3/ 578) -في ترجمة "نوفل الأشجعي"- راوي حديثنا هذا:"شرط الاضطراب: أن تتساوى الوجوه في الاختلاف، وأما إذا تفاوتت؛ فالحكم للراجح بلا خلاف" أ. هـ.

وجملة القول: إن الرواة اختلفوا على أبي إسحاق السبيعي في هذا الحديث، والصحيح منها هو رواية الجماعة عن أبي إسحاق بإثبات:"عن أبيه"، وهذا هو الذي

(1) في هامش "م": "مسائي".

ص: 791

فاقرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} ، ثم نم على خاتمتها؛ فإنها براءة من الشرك".

ــ

رجحه الترمذي، والدارقطني في "العلل"(ج 1/ ل 152/ ب)، والمزي والحافظ ابن حجر. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(2/ 394 /128 - تكملة)، وابن أبي شيبة في "مصنفه"(9/ 74/ 6580 و 10/ 249 - 250/ 935)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(5/ 357)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3/ 19 - 20/ 1304)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة"(5/ 2687/ 6429) من طريق مروان بن معاوية، عن أبي مالك الأشجعي عن عبد الرحمن بن نوفل الأشجعي عن أبيه به.

قلت: إسناده ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: نوفل الأشجعي؛ تابعي ثقة لكن لا تصح صحبته؛ فهو مرسل.

الثانية: عبد الرحمن بن نوفل؛ ذكره البخاري في "التاريخ الكبير"(5/ 357)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(5/ 294) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم يوثقه إلا ابن حبان (5/ 112) على عادته في توثيق المجاهيل.

وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بنحوه؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة"(8/ 207/ 7906 - ط. دار الرشد) -، وابن عدي في "الكامل"(2/ 647)، والطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 241/ 12993)، وأبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (4/ 96) عن جبارة بن مغلس: ثنا حجاج بن ميمون عن ابن عباس به.

قال البوصيري: "هذا إسناد ضعيف؛ لضعف جبارة بن المغلس".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 121): "وفيه جبارة بن المغلس وهو ضعيف جدًا".

قلت؛ وفاتهما إعلاله بحجاج بن تميم؛ قال النسائي: "ليس بثقة"، وقال ابن عدي:"ليس رواياته بالمستقيمة"، وقال الذهبي:"أحاديثه تدل على أنه واه" أ. هـ.

وقد توبع! فأخرجه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2142) من طريق شيبان: ثنا محمَّد بن زياد: ثنا ميمون بن مهران عن ابن عباس به.

قلت: لكن محمدًا بن زياد هذا؛ كذاب؛ فلا يفرح به.

وشاهد آخر من حديث خباب بن الأرت رضي الله عنه بنحوه، أخرجه البزار في "مسنده"(4/ 27/ 3113 - كشف)، والطبراني في "المعجم الكبير"(4/ 81/ 3708) من طريق شريك القاضي، عن جابر الجعفي عن معقل الزبيري عن عباد بن الأخضر عن خباب به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ فيه علل:

ص: 792

نوع آخر:

692 -

أخبرنا أبو يعلى حدثنا حوثرة بن أشرس (1) ثنا المبارك بن

ــ

الأولى: جابر الجعفي؛ متروك الحديث بل اتهم بالكذب، وبه وحده أعلّه الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 121).

الثانية: شريك القاضي؛ سيىء الحفظ.

الثالثة: عباد بن الأخضر لم يدرك أحدًا من الصحابة.

وشاهد ثالث من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه بنحوه؛ أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(2/ 499/ 2522).

قال البيهقي: "وهو بهذا الإسناد منكر".

قلت: وفيه من لم أعرفه.

وقد صحح الحديث شيخنا في "صحيح سنن أبي داود"(4227)، وحسنه في "صحيح الجامع الصغير"(292).

وقد صح الحديث من حديث رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه دون تقييده عند النوم:

أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(431/ 604)، و"فضائل القرآن"(5/ 16/ 8028)، ومسدد بن مسرهد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة المهرة"(8/ 206/ 7902 و 7903 - ط. دار الرشد)، وابن أبي شيبة في "مسنده"(2/ 423 - 424/ 962)، وأحمد (4/ 63)، والدارمي في "سننه"(10/ 535/ 3691 - فتح المنان)، وسعيد بن منصور في "سننه"(2/ 404/ 129 - تكملة)، وابن الضريس في "فضائل القرآن"(205/ 306)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (7/ 86) بطرق عن مهاجر أبي الحسن عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه جاء زمن زياد إلى الكوفة فسمعته يحدث قال: كنت أسير مع النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة ظلماء ذات ريح وركبتي تصيب أو تمس ركبته، فسمع رجلًا يقرأ:{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} حتى ختمها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قد برىء هذا من الشرك"

الحديث.

قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات، وجهالة الصحابة لا تضر، كما هو معلوم.

وصححه البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة"(8/ 206).

692 -

إسناده حسن، (وهو صحيح)؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده"(6/ 83/ 3336) -وعنه ابن حبان في "صحيحه"(3/ 72/ 792 - إحسان)، وابن عدي في "الكامل في الضعفاء"(6/ 2322) - بسنده سواء.

(1) في "م": "الخرص".

ص: 793

فضالة عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رجلًا قال:

ــ

وأخرجه ابن عدي (6/ 2322) عن الحسن بن سفيان الفسوي وجعفر الفريابي كلاهما عن حوثرة بن أشرس به.

وأخرجه الترمذي في "جامعه"(5/ 170)، وأحمد (3/ 14 و 150)، والدارمي في "سننه"(10/ 547 /3700 - "فتح المنان")، وعبد بن حميد في "مسنده"(3/ 150 - 151/ 1304 - منتخب)، وابن الضُريس في "فضائل القرآن"(193/ 279 و 281)، ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل"(ص 162 - مختصر)، وابن الأعرابي في "المعجم"(3/ 1008/ 2153)، والبغوي في "شرح السُّنّة"(4/ 475/ 1210)، و"معالم التنزيل"(8/ 590) بطرق كثيرة عن المبارك بن فضالة به.

قلت؛ وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات رجال "الصحيح" غير المبارك بن فضالة، وهو صدوق مدلس، لكنه صرح بالتحدث عند أحمد والدارمي؛ فانتفت شبهةُ تدليسه.

وتابعه عبيدُ الله بنُ عمر -وهو ثقة ثبت حجة- عن ثابت البناني به.

أخرجه البخاري في "صحيحه" -معلقًا- (2/ 255/ 774)، ووصله الترمذيُّ في "جامعه"(5/ 169/ 2901) -ومن طريقه الحافظ ابنُ حجر في "تغليق التعليق"(2/ 314) وأبو عوانة في "مسنده"(2/ 490/ 3951 و 3952)، وأبو يعلى في "مسنده"(6/ 83/ 3335) -وعنه ابن حبان في "صحيحه"(3/ 73 - 74/ 794)، والضياءُ المقدسي في "فضائل القرآن العظيم"(100/ 53)، "الأحاديث المختارة"(5/ 127/ 1749) -، وابن خزيمة في "صحيحه"(1/ 269/ 537)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 275 - 276/ 898)، وبيبي بنت عبد الصمد الهرثمية في "جزئها"(65)، والحاكم (1/ 240 - 241)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 61)، و"السنن الصغير"(1/ 345 - 346/ 972)، و"شعب الإيمان"(2/ 505/ 2540 و 506/ 2541)، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد"(5/ 263)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"(5/ 128 و 129/ 1750 و 1751) من طريق عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي وسليمان بن بلال كلاهما عن عبيد الله بن عمر به.

قلت: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات، ورواية عبد العزيز الدراوردي عن عبيد الله على وجه الخصوص منكرة؛ كما قال النَّسائيُّ، لكن تابعه سليمان بن بلال فصح الحديث، ولله الحمد.

قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث عبيد الله بن عمر عن ثابت". ونقل عنه الضياء المقدسي أنه قال: "حديث صحيح غريب".

ونقل عنه المزني في "تحفة الأشراف"(1/ 147)، وابن حجر في "تغليق التعليق" (2/ 314) أنه قال:"حديث حسن غريب".

ص: 794

يا رسول الله، إني أحب {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)}؛ فقال:"حبك إياها أدخلك الجنة".

693 -

أخبرنا أبو عبد الرحمن أخبرنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن

ــ

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وقد احتج البخاري أيضًا مستشهدًا بعبد العزيز بن محمَّد في مواضع من الكتاب"، ووافقه الذهبي.

قلت: وقد أُعِل الحديثُ بما لا يقدح -إن شاء الله-؛ فقد نقل الحافظ ابنُ حجر في "فتح الباري"(2/ 255) عن الإِمام الدارقطني: أن حمادًا بنَ سلمة خالف عبيدَ الله بنَ عمر في إسناده؛ فرواه عن ثابت البناني عن حبيب بن سُبيعة مرسلًا. قال الدارقطني: "وهو أشبه بالصواب".

قال الحافظ ابنُ حجر معقبًا: "وإنما رجَّحه؛ لأن حماد بن سلمة مقدم في حديث ثابت، لكن عبيدَ الله بنَ عمر حافظ حجة، وقد وافقه مباركُ بن فضالة. فيُحتمل أن يكون لثابت فيه شيخان" أ. هـ،

قلت: وهو كما قال رحمه الله.

وتابعهم أيضًا عليه؛ شريك بن عبد الله القاضي -وهو ضعيف- عن ثابت به موصولًا.

أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(2/ 581/ 1143) من طريق أبي الوليد الطيالسي عن شريك به.

وبالجملة؛ فالحديث صحيح ثابت -إن شاء الله- بمجموع طرقه.

693 -

إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "المجتبى"(2/ 171)، و"الكبرى"(1/ 341/ 1066 و 6/ 526/ 11715)، و"عمل اليوم والليلة"(430/ 702) بسنده سواء.

وأخرجه الترمذي (5/ 167 - 168/ 2897)، والنسائي في "السنن الكبرى"(16/ 526/ 1715)، وأحمد (2/ 302 و 535/ 536)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 266)، وابن عبد البر في "التمهيد"(19/ 216)، والحاكم (1/ 566)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(2/ 504 - 505/ 2538)، والثعلبي في "تفسيره"(13/ ق 188/ ب)، والبغوي في "شرح السنة"(4/ 476 - 477/ 1241)، و"معالم التنزيل"(8/ 589 - 590) بطرق عن الإِمام مالك وهذا في "الموطأ" له (1/ 208/ 18 - رواية يحيى الليثي) و (1/ 100/ 257 - رواية أبي مصعب الزهريّ)، و (ص 143 - رواية القعنبي) به.

قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مالك بن أنس".

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.

قلت: وهو كما قالا؛ فإن رجاله كلهم ثقات.

وصححه شيخنا العلامة الألباني رحمه الله في "صحيح سنن الترمذي"(2320)، و"صحيح سنن النسائي"(950)، و"صحيح الترغيب والترهيب"(1478).

ص: 795

عبيد الله (1) بن عبد الرحمن عن عبيد بن حنين مولى آل زيد بن الخطاب قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع رجلًا يقرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وجبت"؛ فسألته: ماذا يا رسول الله؛ قال: "الجنَّة".

694 -

أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبيد الله بن معاذ (بن معاذ)(2) ثنا أبي ثنا

ــ

694 -

إسناده شاذ، (وهو حديث صحيح)؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" -وعنه ابن حبان في "صحيحه"(6/ 314/ 2576 - إحسان) - بسنده سواء.

وأخرجه النسائي في "السنن"الكبرى" (أ)؛ كما في "تحفة الأشراف" (7/ 20/ 2902) -، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (179/ 244) -ومن طريقه الخطيب البغدادي في "حديث الستة من التابعين" (25/ 1) -، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 248/ 1211)، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/ 207 - 208/ 10484)، وأبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (2/ 117 و 7/ 168)، والخطيب البغدادي في "حديث الستة من التابعين" (25 - 26/ 1 و 27/ 2) بطرق عن عبيد الله بن معاذ العنبري به.

وأخرجه البزار في "البحر الزخار"(5/ 251/ 1866)، والخطيب في "حديث الستة من التابعين"(35/ 4) من طريق أبي بحر البكراوي -وهو ضعيف- عن شعبة به.

وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(8/ 228/ 8480) -وعنه أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء"(7/ 168) -، والخطيب في "حديث الستة من التابعين"(36 - 37/ 5) عن معاذ بن المثنى عن عثمان بن محمَّد النشيطي عن شعبة به.

قال يعقوب بن شيبة: "قال أبو زكريا يحيى بن معين: حَدث معاذ بن معاذ بحديث ما له أصل، ولا رواه شعبة، فقال رجل: أي شيء هو؛ فقال: ما تصنع به؛ قال: نعرفه، قال: حدث عن شعبة عن علي بن مدرك عن إبراهيم النخعي عن الربيع بن خثيم عن ابن مسعود (وذكره)، قال ابن معين: وكان في أصل كتاب معاذ، وليس بشيء، ولم يسمعه منه أحد، ولا حدث به أحد إلا عبيد الله، وهو صحيح في كتابه وليس بشيء"، كما نقله الخطيب في "حديث الستة من التابعين"(ص 28 - 29).

(1) في هامش "م": "عبد الله".

(2)

زيادة من "ل".

(أ) وقع في مطبوع "عمل اليوم والليلة" للنسائي (675) سقط في سند الحديث، واستدركته من "تحفة الأشراف"(7/ 20)، ولذلك لم أعزه لمطبوع "عمل اليوم والليلة"؛ فليصحح.

ص: 796

شعبة عن علي بن مدرك عن إبراهيم النخعي عن الربيع بن خثيم عن

ــ

وقال يعقوب بن شيبة؛ كما في "جزء الخطيب"(ص 29): "وهذا إسناد صحيح، ولا أعلم أحدًا رواه عن شعبة، من ها هنا أنكره يحيى، وقد بلغني أن أبا بحر البكراوي قد رواه عن شعبة؛ فإن كان هذا صحيحًا؛ فالحديث صحيح غريب" أ. هـ.

قلت: قد صح كما تقدم عند البزار الخطيب؛ لكن أبا بحر هذا ضعيف، وتابعه ثانٍ وهو عثمان بن محمَّد النشيطي ولم أجد له ترجمة بعد طول بحث؛ فالعلة ليست تفرد معاذ بن معاذ به مع أنه ثقة متقن من رجال البخاري وإنما وقع في الحديث اختلاف على الربيع؛ كما سأبينه.

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 148): "رجاله رجال الصحيح؛ غير عبد الله بن أحمد وهو ثقة إمام".

وقال السيوطي في "الدر المنثور"(8/ 679): "بسند صحيح" وزاد نسبته لابن نصر.

قلت: ذكرت آنفًا أن الحديث وقع فيه اختلاف على الربيع بن خيثم، والحقيقة أن هذا الحديث فيه اختلاف كثير جدًا، حتى ألف الحافظ الخطيب البغدادي جزئه المعروف بـ "حديث الستة من التابعين" في جمع طرق هذا الحديث وبين الخلاف في سنده، وهاك زبدة هذا الاختلاف.

أقول وبالله التوفيق: هكذا رواه إبراهيم بن يزيد النخعي عن الربيع بن خيثم، وخالفه هلال بن يساف؛ فرواه عن الربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب الأنصاري به.

قال صالح بن محمَّد المعروف بـ "جزرة": "هذا غلط -يعني حديث إبراهيم-، وسمعت يحيى بن معين -وسئل عنه-؛ فقال: خطأ، والصواب: حديث الربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن ابن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب"؛ كما نقله عنه الخطيب البغدادي في "جزئه"(ص 27).

قلت: ورواية هلال بن يساف عن الربيع به، رواها عنه منصور بن المعتمر -وهو ثقة ثبت وكان لا يدلس؛ كما في "التقريب"- واختلف فيه على منصور على النحو التالي: فأخرجه الترمذي في "جامعه"(5/ 167/ 2896)، والنسائي في "المجتبى"(2/ 171 - 172)، و"السنن الكبرى"(1/ 342/ 1068)، و"عمل اليوم والليلة"(424/ 681)، وأحمد (5/ 419 - 420) -ومن طريقه الخطيب البغدادي في "حديث الستة من التابعين"(37 - 38/ 6) -، بطرق عن عبد الرحمن بن مهدي، وعبد بن حميد في "مسنده"(1/ 223/ 222 - منتخب)، وابن أبي شيبة في "المسند"(1/ 30/ 7)، والمحاملي في "الأمالي"(94/ 49 - رواية ابن البيع)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(2/ 506 - 507/ 2544) عن حسين بن علي الجعفي، والطبراني في "المعجم الكبير"(4/ 167/ 4026)، وأبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء"(4/ 154) من طريق

ص: 797

عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيعجز أحدكم أن

ــ

معاوية بن عمرو، والخطيب البغدادي في "جزئه"(40 - 41/ 9) من طريق يحيى بن أبي بكير، وأبو نعيم الأصبهاني (2/ 117 و 4/ 154) من طريق أبي حذيفة خمستهم عن زائدة بن قدامة -وهو ثقة ثبت صاحب سُنّة- عن منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف عن الربيع بن خثيم به.

قلت: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات أثبات.

وقال الترمذي: "هذا حديث حسن، ولا نعرف أحدًا روى هذا الحديث أحسن من رواية زائدة".

وقد وقع في هذه الطريق اختلاف بسيط غير مؤثر وهاك بيانه، فقد أخرجه الترمذي والنسائي؛ كما تقدم، كلاهما عن محمَّد بن بشار -بندار- عن عبد الرحمن بن مهدي به. وخالفهما محمَّد بن إسماعيل البُصلاني؛ فرواه عن محمَّد بن بشار به موقوفًا.

أخرجه الخطيب في "جزئه"(7/ 39).

قلت: ومحمد بن إسماعيل هذا ثقة، لكن خالفه من هو أوثق منه بكثير وهما الإمامان الحافظان الترمذي والنسائي فرفعاه ولا شك أن روايتهما أصح؛ لأنهما أوثق، ولأن الرفع زيادة يجب قبولها، وقد جاء كذلك في سائر طرق الحديث.

ووقع فيه اختلاف آخرة فأخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن"(184/ 255) -ومن طريقه الخطيب في "جزئه"(40/ 8) - عن ابن أبي شيبة عن حسين بن علي الجعفي عن زائدة به لكن بإسقاط الربيع بن خثيم.

قلت: وهذه الرواية شاذة بلا شك؛ فقد رواه ابن أبي شيبة نفسه في "المسند"، عن حسين الجعفي بإثبات الربيع بن خثيم، وتابعه: عبد بن حميد وإسحاق بن بهلول وأحمد بن عبد الحميد الحارثي، وهؤلاء كلهم أثبتوا الربيع بن خثيم في سنده، على أنه جاء في سائر الطرق بإثباته.

قلت: ولم يتفرد زائدة بن قدامة به، بل تابعه عليه ثقتان آخران:

الأول: إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي: أخرجه الدارمي في "سننه"(10/ 549/ 3702 - "فتح المنان"): ثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل به.

الثاني: الفضيل بن عياض، لكن اختلف عليه في سنده؛ فأخرجه الخطيب البغدادي في "جزئه"(41 - 42/ 10) من طريق محمَّد بن الفضل عن سويد بن سعيد عن فضيل بن عياض به مثل رواية زائدة.

وسويد هذا صدوق في نفسه؛ إلا أنه عمي؛ فصار يتلقن ما ليس من حديثه، كما في "التقريب".

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(424/ 682)، والطبراني في "المعجم الكبير"(4/ 167/ 4028) بطرق عن فضيل بن عياض به إلا أنهم قدموا في إسناده وأخروا،

ص: 798

يقرأ ثلث القرآن كل ليلة؟ " قالوا: ومن يستطيع ذلك؛ قال: "بلى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} ".

ــ

فقالوا: عن عمرو بن ميمون عن الربيع بن خثيم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى به.

وأخرجه الخطيب في "جزئه"(42 - 43/ 11) من طريق علي بن الأزهر عن فضيل به لكنه أسقط (أبا أيوب الأنصاري) من السند.

قلت: والصحيح رواية من وافق زائدة بن قدامة فيه.

قال الخطيب البغدادي في "حديث الستة من التابعين"(ص 31 - 32): "وأما حديث منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف؛ فقد اختلف فيه على منصور:

فرواة زائدة بن قدامة الثقفي وفضيل بن عياض كلاهما عن منصور عن هلال عن الربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون.

وبعض الرواة عن فضيل قدم في الإسناد عَمْرًا على الربيع؛ فقال: عن هلال بن يساف عن عمرو بن ميمون عن الربيع بن خثيم؛ وبعضهم أرسله فلم يذكر أبا أيوب فيه.

والصواب: عن الربيع عن عمرو عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم" أ. هـ. وهو كما قال:

وخالف هؤلاء الثقات الثلاثة الإِمام شعبة بن الحجاج؛ فرواه عن منصور بن المعتمر به؛ لكن أسقط من إسناده عبد الرحمن بن أبي ليلى: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(424/ 680)، وأحمد (5/ 418) -ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء"(7/ 168 - 169)، والخطيب البغدادي في "حديث الستة من التابعين"(44/ 13) -، والبخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 137)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 268)، والدارقطني في "العلل"(3/ 103)، والخطيب في "جزئه"(43 - 44/ 12) بطرق عن محمَّد بن جعفر -غندر- عن شعبة به.

وخالف محمدًا بن جعفر أبو بكر بن خلاد -وهو ثقة-، فرواه عن شعبة عن منصور بإسقاط عبد الرحمن بن أبي ليلى وعمرو بن ميمون أيضًا.

أخرجه الخطيب في "جزئه"(45/ 14).

قلت: ولا شك أن روايته هذه شاذة، وغندر أثبت الناس في شعبة، والقول قوله.

على أن رواية شعبة هذه شاذة، والصحيح رواية زائدة بن قدامة ومن وافقه وهو الذي رجحه الترمذي والدارقطني والخطيب البغدادي.

قال الترمذي: "ولا نعرف أحدًا روى هذا الحديث أحسن من رواية زائدة، وتابعه على روايته إسرائيل والفضيل بن عياض.

وقد روى شعبة وغير واحد من الثقات هذا الحديث عن منصور واضطربوا فيه".

وقال الدارقطني في "العلل"(6/ 101): "ورواه منصور بن المعتمر، واختلف عنه:

ص: 799

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

فرواه زائدة بن قدامة فضبط إسناده عن منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف عن الربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب. وخالفه شعبة -في المطبوع: الشعبي، وهو خطأ-؛ فرواه عن منصور عن هلال عن الربيع عن عمرو بن ميمون عن امرأة عن أبي أيوب ولم يذكر ابن أبي ليلى.

ورواه فضيل بن عياض عن منصور: فقدّم في إسناده وأخرة جعله عن هلال بن يساف عن عمرو بن ميمون عن الربيع بن خثيم عن ابن أبي ليلى عن امرأة عن أبي أيوب".

ثم قال: "والقول قول زائدة بن قدامة".

وقال بعد: "والحديث حديث زائدة عن منصور وهو أقام إسناده وحفظه".

وخالفهم أيضًا جرير بن عبد الحميد؛ فرواه عن منصور بن المعتمر به بإسقاط عمرو بن ميمون وعبد الرحمن بن أبي ليلى؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(423 - 424/ 679)، والمحاملي في "الأمالي"(93/ 48 - رواية ابن البيع)، والطبراني في "المعجم الكبير"(4/ 167/ 4027) بطرق عنه به.

قلت: وروايته هذه شاذة بلا شك؛ لأن جريرًا هذا كان يهم آخر عمره في حفظه، وخالفه من هو أوثق منه بكثير؛ فضبطوا إسناده وأقاموه، والقول قولهم؛ كما قال الدراقطني.

وخالفهم أيضًا عبد العزيز بن عبد الصمد؛ فرواه عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش عن عمرو بن ميمون به، بإسقاط الربيع بن خثيم وجَعَلَ مكان هلال بن يساف ربعي بن حراش: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(425/ 683)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(7/ 137)، والطبراني في "المعجم الكبير"(4/ 167 - 168/ 4029) بطرق عنه.

قلت: وعبد العزيز هذا؛ ثقة حافظ؛ كما في "التقريب"، لكنه وهم وأخطأ في هذا الحديث.

قال النسائي: "هذا خطأ".

وقال البخاري: "وربعي لا يصح".

وقال أبو حاتم الرازي في "العلل"(2/ 80): "هذا خطأ، والحديث حديث منصور عن هلال بن يساف".

وقال الدارقطني في "العلل"(6/ 102): "ورواه عبد العزيز بن عبد الصمد عن منصورة فوهم فيه، رواه عن منصور عن ربعي بن حراش عن عمرو بن ميمون عن ابن أبي ليلى عن امرأة عن أبي أيوب، أسقط من الإسناد الربيعَ بنَ خثيم وجَعَل مكان

ص: 800

.......................................................................

ــ

هلال بن يساف ربعي بن خراش ووهم فيه، والقول قول زائدة بن قدامة" أ. هـ.

وخالف منصورًا بنَ المعتمر -وهو من أثبت أهل الكوفة وأوثقهم- حصين بن عبد الرحمن؛ فرواه عن هلال بن يِساف عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب أو عن رجل من الأنصار به بإسقاط الربيع بن خثيم وعمرو بن ميمون وامرأة من الأنصار.

أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده"؛ كما في "الدر المنثور"(8/ 671) -وعنه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(425/ 685)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"(3/ 438/ 1239) -، وأحمد بن حنبل في "مسنده"(5/ 141) -ومن طريقه الخطيب البغدادي في "حديث الستة من التابعين"(47/ 16) -، وأبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 268)، وابن مردويه في "تفسيره"، كما في "الدر المنثور"(8/ 671) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"(3/ 438 - 439/ 1240) -، والخطيب البغدادي في "جزئه"(47/ 16) بطرق عن هشيم ثنا حصين به.

قلت: هكذا رواه أحمد بن منيع وأحمد بن حنبل وأبو عبيد وخالد بن هشام ويحيى بن يحيى عن هشيم به.

وخالفهم العلاءُ بنُ هلال، فرواه عن هشيم عن حصين به بإسقاط هلال بن يساف أيضًا: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(425/ 686).

وروايته هذه منكرة؛ فإن العلاء هذا ليِّن الحديث؛ كما في "التقريب"، ومع لينه وضعفه خالف هؤلاء الثقات في سندهم، والقول قولهم بلا ريب.

وقد ألمح إلى هذا الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"(3/ 439).

أقول: هكذا رواه حصين بنُ عبد الرحمن -وهو ثقة-، وخالفه منصور بن المعتمر -وهو ثقة وكان لا يدلس- فرواه عن هلال بن يِساف بإسناده المتقدم. وهو أحفظ وأثبت من حصين بكثير؛ فروايته مقدمة على رواية حصين بلا ريب.

قال الإمام الدارقطني في "العلل"(6/ 102): "وروى هذا الحديث حصين بن عبد الرحمن عن هلال بن يساف عن ابن أبي ليلى عن أبي بن كعب مكان أبي أيوب. والحديث حديث زائدة عن منصور وهو أقام إسنادهُ وحفظه" أ. هـ.

وخالف هلالًا بن يِساف منذر بن يعلى الثوري؛ فرواه عن الربيع بن خثيم عن أبي أيوب الأنصاري به موقوفًا، بإسقاط عمرو بن ميمون وعبد الرحمن بن أبي ليلى وامرأة من الأنصار وجعله إياه موقوفًا.

أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(423/ 678)، وابن الضريس في "فضائل القرآن"(186/ 260)، والخطيب البغدادي في "حديث الستة من التابعين"(45 - 46/ 15) من طريق أبي الأحوص عن سعيد بن مسروق الثوري عن منذر الثوري به.

ص: 801

.........................................................................

ــ

قلت: وروايته هذه شاذة؛ فإن الحديث حديث زائدة عن منصور هو حفظه وأقام إسناده، وروايته أصح رواية وأحسنها؛ كما قال الترمذي والدارقطني.

وخالف الربيعَ بن خثيم أبو قيس عبدُ الرحمن بن ثروان؛ فرواه عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود البدري به مرفوعًا. فجعله من مسند أبي مسعود البدري رضي الله عنه وأسقط عبد الرحمن بن أبي ليلى وامرأة من الأنصار: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة، (427/ 693)، وابن ماجه (2/ 1245/ 3789)، والطيالسي في "مسنده" (86)، وأحمد (4/ 122)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 267)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/ 137)، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (184 - 185/ 256 و 258)، ومسدد في "مسنده"؛ كما في "مصباح الزجاجة" (2/ 259)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 250 - 251/ 1214 و 1215 و 1216)، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 224 - 225/ 706 و 707 و 708 و 709)، و"المعجم الأوسط" (5/ 129 - 130/ 5999)، و"المعجم الصغير" (2/ 37)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (4/ 2150/ 5403)، و"حلية الأولياء" (4/ 154)، و"أخبار أصبهان" (2/ 11 و 35)، والخطيب البغدادي في "حديث السَّتة من التابعين" (24 و 25 و 26 و 27 و 28)، و"تاريخ بغداد" (13/ 219) بطرق عن أبي قيس به.

قلت: ورواية أبي قيس هذه شاذة بلا ريب؛ لمخالفتها رواية الربيع بن خثيم السابقة، والربيع هذا؛ "ثقة عابد مخضرم، قال له ابن مسعود: لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك"؛ كما في "التقريب"(1/ 244).

أما أبو قيس؛ فمتكلم فيه:

قال الإمام أحمد: "يخالف في أحاديثه". انظر؛ "العلل" لابنه عبد الله (1/ 135)، و"الجرح والتعديل"(5/ 218/ 1028).

وقال أبو حاتم الرازي: "ليس بقوي، وهو قليل الحديث وليس بحافظ"، قيل له: كيف حديثه؟ قال: "صالح، هو ليّن الحديث".

وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب"(1/ 475): "صدوق ربما خالف".

قلت: فحديثه حسن الحديث ما لم يخالف، أما إذا خالف فروايته مردودة لا يحتج بها؛ كما هو الحال هنا، فقد خالف من هو أوثق منه بكثير وهو الربيع بن خثيم فالقول قوله. وقد كان يحيى بن معين يُنكر هذا الحديث على أبي قيس؛ كما في "التاريخ الكبير"(3/ 137).

ومن هنا تعلم أن قول البوصيري: "إسناده صحيح؛ رجاله ثقات" فيه قصور ظاهر.

تنبيه: روى حديث أبي قيس السابق الثوري وشعبة ومسعر بن كدام في آخرين. ورواه عن الثوري أثبت الناس فيه وهم: وكيع، وأبو نعيم الفضل بن دكين،

ص: 802

695 -

أخبرنا الحسين بن يوسف حدثنا علي (بن عبد الرحمن)(1) بن

ــ

وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون، ومحمد بن يوسف الفريابي وأبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد هكذا.

وخالفهم عبدُ الصمد بنُ حسان -وفيه كلام-؛ فرواه عن الثوري عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود البدري به.

أخرجه الدارقطني في "العلل"(6/ 179) -ومن طريقه الخطيب البغدادي في "حديث الستة من التابعين"(60/ 29) -، والخلال في "فضل قل هو الله أحد"(24)، فزاد في السند أبا إسحاق السبيعي.

قلت: وروايته هذه شاذة بلا ريب، لمخالفتها رواية هؤلاء الثقات وهو نفسه متكلم فيه.

وجملة القول: إن أصح طرق الحديث هو طريق زائدة بن قدامة الثقفي السابقة، وسندها صحيح؛ رجالها كلهم ثقات وقد اجتمع في سنده ستة من التابعين على نسق واحد، والمرأة الأنصارية هي زوجة أبي أيوب الأنصاري؛ كما في رواية الترمذي وهي صحابية، فصح الحديث، ولله الحمد والمنة على الإسلام والسُّنة.

وللحديث شاهد من حديث أبي الدرداء به عند مسلم في "صحيحه"(811).

تنبيه: هناك طرق أخرى للحديث لم أذكر تفصيلها؛ خشية الإطالة، فمن أراد الاطلاع عليها؛ فليرجع إلى كتاب الخطيب البغدادي في ذلك.

695 -

إسناده ضعيف؛ (وهو حسن)؛ أخرجه أحمد (3/ 437)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير"(2/ 96)، والطبراني في "المعجم الكبير"(20/ 151 - 152/ 397) بطرق عن ابن لهيعة به.

وأخرجه أحمد (3/ 437)، والطبراني (20/ 152/ 398) من طريق رشدين بن سعد عن زبّان بن فائد به.

قال شيخنا ناصرُ السُّنة العلامة الألباني رحمه الله في "الصحيحة"(2/ 136): "وهذا إسناد لين؛ من أجل زبّان؛ قال الحافظ: "ضعيف الحديث مع صلاحه وعبادته".

وقال الهيثمي في "المجمع"(7/ 145): "رواه أحمد والطبراني وفي إسنادهما رشدين بن سعد وزبان وكلاهما ضعيف وفيهما توثيق لين".

قلت: رشدين قد تابعه ابن لهيعة عند أحمد، وذلك مما يقويه ويبعد العلّة عنه، وزبّان غير متهم، فحديثه مما يستشهد به" أ. هـ كلامه.

قلت: وهو كما قال رحمه الله، وسهل بن معاذ لا بأس به إلا في رواية زبّان عنه، كما في "التقريب"، وهذا منها، فالسند ضعيف بكليهما.

(1) ليست في "ل".

ص: 803