الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عنها - قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا غضبى؛ فأخذ بطرف المفصل من أنفي، فعركه، ثم قال:"يا عويش، قولي: اللهمّ، اغفر لي ذنبي، وأذهب غيظ قلبي، وأَجِرْنِي من الشيطان".
386 - باب ما يعمل بالولد إذا ولد
624 -
أخبرنا أبو يعلى حدثنا جبارة بن المغلس ثنا يحيى بن العلاء عن مروان بن سالم عن طلحة بن عبيد الله العقيلي عن حسين بن علي
ــ
624 -
موضوع؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده"(12/ 150/ 6780) -وعنه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2656)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(ج 16/ق 182/ب) - بسنده سواء.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" عن الحسن بن سفيان عن جبارة به.
وأخرجه ابن بشران في "الأمالي"(211/ 490)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(6/ 390/ 8619)، وأبو طاهر القرشي في "حديث ابن مروان الأنصاري وغيره"(2/ 1)؛ كما في "الضعيفة"(1/ 491) من طريق يحيى بن العلاء به.
قلت: إسناده موضوع، فيحيى بن العلاء وشيخه مروان بن سالم يضعان الحديث، وطلحة بن عبيد الله العقيلي؛ مجهول.
وعليه؛ فقول البيهقي عقبه: "في إسناده ضعف"، فيه تساهل لا يخفى.
وعصب الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 59) الجناية بمروان وحده، وهو تعليل بالأدنى، وقد تعقبه عبد الرؤوف المناوي في "فيض القدير" (6/ 239)؛ فقال:"وأما تعصيبه الجناية برأسه وحده يؤذن بأنه ليس فيه ممن يحمل عليه سواه، والأمر بخلافه؛ ففيه يحيى بن العلاء البجلي الرازي؛ قال الذهبي في "الضعفاء والمتروكين": "قال أحمد: كذاب وضاع"، وقال في "الميزان"؛ "قال أحمد: كذاب يضع الحديث"، ثم أورد له أخبارًا هذا منها" أ. هـ.
وعصب البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة"(8/ 91) الجناية بيحيى بن العلاء وحده، فقال:"هذا إسناد ضعيف، لضعف يحيى بن العلاء". وفاته إعلاله بمن ذكرنا.
وقال شيخنا العلامة الألباني رحمه الله في "الضعيفة"(1/ 491/ 321): "موضوع".
قوله في الحديث: "أم الصبيان": هي متابعة من الجن؛ كما في "فيض القدير"(6/ 238).
- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ولد له مولود؛ فأذّن في أذنه اليمنى، وأقام في أذنه اليسرى، لم يضرّه أم الصبيان (1) ".
387 -
باب ما يقول من يبتلى (2) بالوسوسة
625 -
حدثنا محمد بن محمد (3) الباهلي ثنا محمد بن حاتم الزِّمّي ثنا
ــ
625 -
شاذ، (وهو صحيح من حديث أبي هريرة).
قلت: رجال إسناده ثقات؛ غير عمار بن محمد وهو صدوق يخطئ؛ كما في "التقريب"، وقد أخطأ في هذا الحديث وجعله من مسند عائشة، وكأنه سلك الجادة؛ فإن عروة راوية عائشة لكنه وهم فيه، والصواب أنه من مسند أبي هريرة كذا رواه سفيان بن عيينة وأبو سعيد المؤدب عن هشام؛ كما سيأتي تفصيله.
ولذلك قال الإمام الدارقطني في "العلل"(8/ 323): "ولا يصح".
وأخرجه المصنف (627) من طريق عبيد بن واقد عن ليث بن سالم عن هشام به.
قلت: لكن ليثًا هذا؛ لا يُعرف، وعبيد بن واقد؛ ضعيف.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السُّنة"(1/ 293/ 648) -ومن طريقه قوّام السُّنّة الأصبهاني في "الحجة في بيان المحجة"(2/ 286/ 254) -، وأبو يعلى في "مسنده"(8/ 160 - 161/ 4704) من طريق عبد الله بن الأجلح عن هشام به.
قلت: وعبد الله هذا متكلم فيه، وفي "التقريب":"صدوق"، وقد وهم في هذا الحديث، قال الإمام أبو زرعة الرازي؛ كما في "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 159/ 1969):"هذا خطأ؛ وهم فيه عبد الله بن الأجلح، قيل له: فإن ابن أبي فُديك روى عن الضحاك بن عثمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: وهم فيه الضحاك بن عثمان وهو خطأ؛ يعني: والصحيح حديث ابن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي هريرة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم" أ. هـ.
قلت: ورواية الضحاك: أخرجها أحمد (6/ 257)، والبزار في "مسنده"(1/ 34/ 50 - كشف)، وابن أبي الدنيا في "مكائد الشيطان"(49/ 28) -ومن طريقه ابن الجوزي في "تلبيس إبليس"(ص 36) - من طريق ابن أبي فديك عنه به.
والضحاك فيه ضعف، وفي "التقريب":"صدوق يهم"، ولعل هذا من أوهامه إذ الصحيح أن الحديث من مسند أبي هريرة كما ذكرت آنفًا.
(1) في هامش "ل": "ريح تعتريهم".
(2)
في "ل" وهامش "م": "بُلي".
(3)
في هامش "م": "أحمد".
عمار بن محمد عن سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
ــ
وبالجملة؛ فالحديث عن هشام بن عروة بجعله من مسند عائشة إما أنه وهم وخطأ، كما حكم أهل العلم عليه أو ضعيف لا يصح.
ثم رأيت ابن حبان روى الحديث في "صحيحه"(41 - موارد) من طريق كثير بن عبيد المذحجي عن مروان بن معاوية عن هشام به، وجعله من مسند عائشة.
قلت: ومروان هذا ثقة حافظ، لكن خالفه من هو أحفظ منه وأثبت في هشام؛ وهما سفيان بن عيينة وأبو سعيد المؤدب؛ فجعلاه من مسند أبي هريرة: أخرجه مسلم في "صحيحه"، (1/ 119/ 134)، وأبو داود (4/ 231/ 4721) -ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد"(7/ 146) -، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(419/ 662)، والحميدي في "مسنده"(2/ 488/ 1153) -ومن طريقه أبو عوانة في "مسنده"(1/ 80/ 237)، وأبو نعيم في "مستخرجه"(1/ 201/ 343)، وابن منده في "الإيمان"(2/ 478/ 352) -، والبزار في "مسنده"(ق 150/ب)، وابن منده (352) بطرق عن سفيان بن عيينة عن هشام به.
وأخرجه مسلم (134/ 213)، وأحمد (2/ 331)، وأبو نعيم في "المستخرج"(1/ 201/ 344)، وابن منده في "الإيمان"(2/ 478/ 353)، والبغوي في "شرح السُّنة"(1/ 113/ 62) من طريق أبي سعيد المؤدب عن هشام به.
وقد توبع هشام بن عروة على جعله من مسند أبي هريرة؛ تابعه إمام الدنيا في الحفظ والإتقان وهو الزهري، وله عنه ثلاث طرق:
الأولى: طريق عقيل عنه به: أخرجها البخاري في "صحيحه"(6/ 636/ 327) -ومن طريقه قوّام السُّنة الأصبهاني في "الحجة في بيان المحجة"(1/ 108/ 12)، والبغوي في "شرح السُّنة"(1/ 112 - 113/ 61) -، ومسلم في "صحيحه"(1/ 120)، وأبو نعيم في "المستخرج"(1/ 201/ 346)، وابن منده في "الإيمان"(2/ 478 - 479/ 354) من طريق الليث بن سعد عنه به.
الثانية: طريق يونس بن يزيد الأيلي عنه به: أخرجها النسائي في "عمل اليوم والليلة"(419/ 626) -وعنه المصنف (رقم 626) -، وابن منده في "الإيمان"(2/ 479/ 355).
الثالثة: طريق محمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي الزهري عنه به: أخرجها مسلم في "صحيحه"(134/ 214)، والنسائي في "الكبرى"؛ كما في "تحفة الأشراف"(10/ 256)، وابن أبي عاصم في "السُّنة"(1/ 294/ 651)، والبزار في "مسنده"(ق 150/ب)، وأبو عوانة في "مسنده"(1/ 80/ 236)، وأبو نعيم في "المستخرج"(1/ 201/ 345)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السُّنة والجماعة"(3/ 525/ 925 و 926).
ولذلك قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"؛ كما في "الفتوحات الربانية"
- رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان يأتي العبد؛ فيقول: من خلقك؟ فيقول: الله عز وجل فيقول: من خلق السّماوات والأرض؟ فيقول الله عز وجل فيقول: فمن خلق الله؟ فإذا أحسَّ أحدكم
ــ
(4/ 36): "والذي اتفقا عليه في "الصحيحين" أصح؛ والله أعلم" أ. هـ.
قلت: قد تبين: أن الصحيح في هذا الحديث أنه من مسند أبي هريرة رضي الله عنه بشهادة ثلاثة من أئمة الجرح والتعديل وهم: الدارقطني، وأبو زرعة الرازي، وابن حجر العسقلاني.
وقد خفيت هذه العلّة على جمع من أهل العلم، منهم:
1 -
الحافظ الهيثمي؛ فإنه قال في "مجمع الزوائد"(1/ 33): "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجاله ثقات! " أ. هـ.
2 -
الحافظ المنذري؛ فإنه قال في "الترغيب والترهيب"(2/ 266): "رواه أحمد بإسناد جيد!، وأبو يعلى والبزار".
3 -
شيخنا العلامة الألباني رحمه الله في "الصحيحة"(رقم 116).
وقد أخطأ بعض الرواة في هذا الحديث -أيضًا-، فقد أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(1/ 38 - 39/ 21)، وعبد بن حميد في "مسنده"(215 - منتخب)، وأحمد (5/ 214)، وأبو يعلى في "مسنده"، كما في "إتحاف الخيرة المهرة"(1/ 171/ 229)، والطبراني في "الكبير"(4/ 85/ 3719) من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود عبد الرحمن بن نوفل عن عروة بن الزبير عن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن أبيه به، فجعله من مسند خزيمة بن ثابت رضي الله عنه.
قال شيخنا العلامة الألباني رحمه الله في "الصحيحة"(1/ 234): "ورجاله ثقات إلا أن فيهم ابن لهيعة وهو سيىء الحفظ".
قلت: وهو كما قال؛ والمحفوظ عن عروة هو ما رواه أثبت الناس فيه -هشام بن عروة والزهري- وجعلاه من مسند أبي هريرة رضي الله عنه.
وهذه الرواية منكرة لا تصح.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(2/ 251 - 252/ 1896)، و"المعجم الكبير"؛ كما في "مجمع الزوائد"(1/ 34)، والدارقطني في "غرائب مالك"؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 36) من طريق أبي الطاهر بن السرح: نا إسماعيل بن أبي أويس: نا مالك بن أنس، عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص به؛ فجعله من مسند عبد الله بن عمرو رضي الله عنه.
قلت: لكن إسماعيل هذا أخطأ في أحاديث؛ كما في "التقريب"، وخطأه ظاهر إذ الصواب أن الحديث من مسند أبي هريرة رضي الله عنه، كما تقدم بيانه، وروايته هذه وهم؛ ولعله لذلك جعله الدارقطني في "الغرائب".