الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سليمان ثنا حرب بن سريج (1) عن حماد بن أبي سليمان قال: تغديت عند أبي بردة؛ فقال: ألا أحدثك ما حدثني به عبد الله بن قيس رضي الله عنه؟ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أكل؛ فشبع، وشرب؛ فروى؛ فقال: الحمد لله الذي أطعمني، فأشبعني، وسقاني؛ فأرواني خرج من ذنوبه؛ كيوم ولدته أمه".
282 - باب ما يقول إذا شرب اللّبن
475 -
أخبرني محمد بن محمد الباهلي حدثنا يعقوب بن إبراهيم
ــ
وقال النقاشُ؛ كما في "تهذيب التهذيب"(9/ 14): "روى أحاديث موضوعة".
وقال ابن عدي في "الكامل"(6/ 2274 - 2275): "منكر الحديث، وعامة أحاديثه غير محفوظ".
وقال الحافظ في "التقريب"(2/ 141): "منكر الحديث".
الثانية: حرب بن سُريج، ضعيف؛ ولخصه الحافظ بقوله:"صدوق يخطئ".
وعبد الله بن قيس؛ هو أبو موسى الأشعري الصحابي المشهور رضي الله عنه.
أما الهيثمي؛ فقال في "مجمع الزوائد"(5/ 29): "رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفه! ".
وتعقبه شيخنا رحمه الله في "الضعيفة"(3/ 279): "وليس فيهم من لا يُعرف إطلاقًا؛ فلعله تحرف عليه بعض أسماء رواته".
قلت: وهو كما قال رحمه الله، لكن ما وقع فيه الهيثمي رحمه الله، وقع فيه شيخنا رحمه الله؛ فإنه فاته إعلال الحديث بشيخ أبي يعلى الكذاب؛ فقد تحرف عند شيخنا رحمه الله اسمه من محمد بن إبراهيم الشامي -بالشين المعجمة-، إلى محمد بن إبراهيم السامي -بالسين المهملة-؛ فسكت عنه رحمه الله، وأعله بحرب بن سريج فقط؛ فليحرر.
475 -
إسناده ضعيف؛ أخرجه الترمذي في "سننه"(5/ 506 - 507/ 3455)، و"الشمائل المحمدية"(205) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(11/ 387 - 388/ 3055)، و"الشمائل"(2/ 647 - 648/ 1007) -، والنسائي في "عمل اليوم والليلة "(264/ 286)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى"(1/ 396 - 397)، وأحمد (1/ 225) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال"(21/ 297) - بطرق عن إسماعيل بن عُليّة به.
(1) في "هـ": "شريح"، وهو خطأ.
الدورقي ثنا إسماعيل بن عُليَّة عن علي بن زيد (بن عبد الله)(1) بن جدعان
ــ
وأخرجه أبو داود (3/ 339/ 3730)، والنسائي (265/ 287)، والطيالسي (2723) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"(ج 2/ ق 285 - 286) -، والحميدي في "مسنده"(1/ 225 - 226/ 482)، وأحمد (1/ 220 و 225 و 280)، وأبو الشيخ في "أخلاق النّبيّ صلى الله عليه وسلم"(223/ 639)، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء"(206/ 109)، والعدني في "مسنده"؛ كما في "المطالب العالية"(3/ 47/ 2366)، و"إتحاف الخيرة المهرة"(4/ 328/ 3679/ 2) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"(ج 2/ق 284 - 285 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) - بطرق عن علي بن زيد بن جدعان به.
قلت: وهذا سند ضعيف؛ فيه علتان:
الأولى: عمر بن حرملة، مجهول؛ كما في "التقريب".
الثانية: علي بن زيد بن جدعان؛ ضعيف؛ كما في "التقريب".
قال الترمذي: "حديث حسن".
تنبيه: وقع في بعض مصادر التخريج: "عمرو بن حرملة"، قال المزي في "تهذيب الكمال" (21/ 298):"وقال بعضهم: عمرو بن حرملة؛ ولا يصح".
وللحديث طريق أخرى، فأخرجه ابن ماجه (2/ 1103/ 3322 و 1133/ 3426): حدثنا هشام بن عمار: ثنا إسماعيل بن عياش: ثنا ابن جريج، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عبد الله بن عباس به.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ فيه علتان:
الأولى: إسماعيل بن عياش؛ ضعيف في غير الشاميين، وهذا منها، فإن ابن جريج مكي.
الثانية: ابن جريج؛ مدلس وقد عنعن، وهو موصوف بالتدليس القبيح.
قال الدارقطني في "سؤالات الحاكم"(174/ 265): "يتجنب تدليس ابن جريج؛ فإنه وحش التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح: مثل إبراهيم بن أبي يحيى وموسى بن عبيدة وغيرهما".
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: "قال أبي: بعض هذه الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة، كان ابن جريج لا يبالي من أين يأخذ، يعني: قوله: أُخبرتُ، وحُدّثتُ عن فلان".
وقال الأثرم عن أحمد: "إذا قال ابن جريج: قال فلان، وقال فلان، وأخبرت؛ جاء بمناكير، وإذا قال؛ أخبرني، وسمعت؛ فحسبك به".
(1) ليست في "ل".
حدثني عمرو بن حرملة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال
ــ
وقال يحيى بن سعيد القطان: "كان ابن جريج صدوقًا؛ فإذا قال: حُدثت؛ فهو سماع، وإذا قال: أخبرني؛ فهو قراءة، وإذا قال: قال؛ فهو شبه الريح".
انظر: "تهذيب التهذيب"(6/ 404).
وقال أحمد بن صالح المصري، كما في "تاريخ الدارمي" (43/ 10):"ابن جريج إذا أخبر الخبر فهو جيد، وإذا لم يخبر فلا يعبأ به".
قال شيخنا العلامة الألباني رحمه الله في "جلباب المرأة المسلمة"(ص 46): "فتبين من كلمات هؤلاء الأئمة: أن حديث ابن جريج المعنعن ضعيف شديد الضعف لا يستشهد به؛ لقبح تدليسه، حتى روى أحاديث موضوعة بشهادة الإمام أحمد" أ. هـ.
على أن الحافظ ابن معين قال في "تاريخ الدارمي"(44/ 13): "ابن جريج؛ ليس بشيء في الزهري".
قلت: وهو كذلك؛ فقد خالف ابنُ جريج أصحاب الزهري في هذا الحديث في إسناده ومتنه.
أما الإسناد؛ فقد أخرجه البخاريُّ في "صحيحه"(9/ 534/ 5391 و 542/ 5400 و 663/ 5537)، ومسلم في "صحيحه"(3/ 1544/ 1945 و 1946)، وأبو داود (3/ 353/ 3794)، والنسائي في "المجتبى"(7/ 197 - 198 و 198)، و"الكبرى"(3/ 156/ 4828 و 4829 و 4/ 153/ 6653)، وابن ماجه (2/ 1079 - 1080/ 3241) وغيرهم كثير من طريق مالك بن أنس ومعمر ومحمد بن الوليد الزبيدي وصالح بن كيسان ويونس بن يزيد الأيلي خمستهم عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن ابن عباس عن خالد بن الوليد. وبعض الرواة لم يذكر خالد بن الوليد ولا يضر ذلك.
وتابع الزهري عليه: محمد بن المنكدر؛ أخرجه مسلم (3/ 1543).
وأما المتن. فلم يذكروا ما عند ابن ماجه، وفيه -أيضًا- قصة طويلة في أكل خالد للضب.
قال ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 4/ 1482): "سألت أبي: عن حديث رواه هشام بن عمار بآخره عن إسماعيل بن عياش عن ابن جريج عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس (وذكره).
قال أبي: هذا خطأ؛ إنما هو عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن ابن عباس عن خالد بن الوليد ثم قال: ليس هذا من حديث الزهري؛ إنما هو من حديث علي بن زيد بن جدعان عن عمر بن حرملة عن ابن عباس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
قال أبي: وأخاف أن يكون قد أُدخل على هشام بن عمار؛ لأنه لما كبر تغير" أ. هـ.
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أطعمه الله طعامًا؛ فليقل: اللهمّ، بارك لنا فيه، وأطعمنا خيرًا منه، ومن سقاه الله عز وجل لبنًا؛ فليقل: اللهمّ، بارك لنا فيه، وزدنا منه؛ فإنه ليس شيء يجزىء من الطعام والشراب غير اللّبن".
ــ
قلت: وهو كما قال، وهذه علَّةً ثالثة تقدح في صحة هذه المتابعة.
وأخرجه أبو عبد الله بن مروان القرشي في "الفوائد"(25/ 113/ 2)؛ كما في "الصحيحة"(5/ 411): حدثنا محمد بن إسحاق بن الحويص: ثنا هشام بن عمار: حدثنا ابن عياش: حدثنا ابن جريج، قال: وابن زياد، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عتبة به.
قلت: ابن زياد هذا لم يأت معرفًا في الإسناد، وعندي أن الذين روى عنهم إسماعيل بن عياش واسمه ابن زياد ثلاثة؛ ذكرهم المزي في "تهذيب الكمال":
الأول: عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المخزومي -وهذا مما فات شيخنا رحمه الله - فلم يذكره ضمن من روى عن إسماعيل واسمه ابن زيادة فليستدرك.
الثاني: عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقى.
الثالث: محمد بن زياد الألهاني.
والراجح عندي: أنه الأول؛ فإنه الوحيد من بين الثلاثة الذي يروي عن الزهري، بخلاف الثاني، والثالث، فإنهم لم يذكروا في ترجمتهما أنهما رويا عن الزهري.
وإذا كان الأمر كذلك، فإن عبد الله بن زياد بن سمعان هذا متروك الحديث؛ بل كذبه أبو داود وغيره؛ كما في "التقريب".
وحينئذ لا يصلح هذا متابعًا لابن جريج؛ لأن هذا مدلس وقد عنعن ولعله تلقّاه من هذا المتروك المتهم فأسقطه ورواه عن الزهري مباشرة.
وهذا مما لم يتطرق له شيخنا رحمه الله في "الصحيحة"(5/ 412) أبدًا؛ فليراجع.
على أنه لو لم يترجح لدينا أيهم الراوي من بين الثلاثة، فالاحتمال قائم، ومع الاحتمال يسقط الاستدلال، وحينئذ لا يصلح في المتابعات والشواهد؛ كما هو ظاهر.
سلمنا أن ابن زياد هذا هو محمد بن زياد الألهاني -وهو ثقة- ومع ذلك؛ فإن هذا لا ينفع ولا يصلح؛ فإنه خالف ما رواه أصحاب الزهري -وهم ثقات حفاظ أثبات فيه، وهم جمع- خالفوه في إسناده ومتنه، كما تقدم، فالقول قولهم بلا ريب.
وعندئذ نقول: لا يحتمل مخالفة الثقة لهؤلاء الجمع من الحفاظ الذين رووه عن الزهري هكذا؛ فكيف إذا كان مشكوكًا في عدالته وحاله؟!.
وبالجملة، فالحديث ضعيف؛ والله أعلم.