الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فضرب سعد في صدره، وقال: اسكت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
…
وساقه ولم يخرج البخاري هذا الحديث.
والمراد بالغنى هنا: غنى النفس لأنه هو الغنى المحبوب، لقوله صلى الله عليه وسلم: ولكن الغنى غنى النفس، وأشار القاضي عياض: إلى أن المراد به الغنى بالمال، وأما الخفي: بالخاء المعجمة هذا هو الموجود في النسخ المعتمدة من صحيح مسلم، والمعروف في الروايات كذا قاله النووي (1)، وذكر القاضي (2): أن بعضهم رواه بالحاء المهملة ومعناه بالمعجمة: الخامل المنقطع إلى العبادة، والاشتغال بنفسه، وبالمهملة: المواصل لرحمة اللطيف بهم وبغيرهم من الضعفاء، والصحيح بالمعجمة.
من الحسان
4220 -
أن رجلًا قال: يا رسول الله أي الناس خير؟ قال: "من طال عمره وحسن عمله" قال: فأي الناس شر؟ قال: "من طال عمره وساء عمله".
قلت: رواه الترمذي (3) في الزهد وقال: حسن صحيح. (4)
وهذان قسمان من أربعة: طرفان بينهما واسطة؛ لأن الإنسان إما طويل العمر أو قصيره وعلى التقديرين إما حسن العمل أو سيئه، فطويل العمر حسن العمل، وطويل العمر سيء العمل طرفان شرهما الثاني، وقصير العمر حسن العمل، وقصير العمر سيء العمل، واسطتان خيرهما الأول.
(1) انظر: المنهاج للنووي (18/ 133).
(2)
انظر: إكمال المعلم (18/ 518 - 519).
(3)
ورد في المخطوط "أبو داود" وأظن الصحيح "الترمذي" يدل عليه قول الترمذي وصنيع الحافظ ابن حجر في هداية الرواة.
(4)
أخرجه الترمذي (2330)، وإسناده حسن. وأخرجه أحمد (5/ 40، 43، 44، 47، 48، 49).
4221 -
أن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين رجلين، فقتل أحدهما في سبيل الله، ثم مات الآخر بعده بجُمعة أو نحوها، فصلوا عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ما قلتم؟ " قالوا: دعونا الله أن يغفر له، ويرحمه، ويُلحقه بصاحبه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"فأين صلاته بعد صلاته، وعمله بعد عمله -أو قال-: صيامه بعد صيامه؟ لما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض".
قلت: رواه أبو داود في الجهاد والنسائي في الجنائز من حديث عبيد الله بن خالد (1) ورجاله رجال الصحيح إلا عبد الله بن ربيعة السلمي الراوي عن عبيد الله بن خالد إن كان هو صحابيًّا كما صرح به النسائي فعدالته ثابتة وإن لم يكن له صحبة، كما ذهب إليه بعضهم فقد روى له أبو داود والنسائي ولم أر له ذكرًا في الضعفاء. (2)
4222 -
أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ثلاث أُقسم عليهن، وأحدثكم حديثًا فاحفظوه: فأما الذي أُقسم عليهن، فإنه ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها، إلا زاده الله بها عزًّا، ولا فتح عبد باب مسألة، إلا فتح الله عليه باب فقر، وأما الذي أحدثكم فاحفظوه، فقال: إنما الدينا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالًا وعلمًا، فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعمل فيه بحقه، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علمًا ولم يرزقه مالًا، فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالًا لعملت بعمل فلان، فهو بنيته، فأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالًا ولم يرزقه علمًا، فهو يتخبط في ماله بغير علم، لا يتقي فيه ربه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعمل فيه بحق فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالًا ولا علمًا، فهو يقول: لو أن لي مالًا لعملت فيه بعمل فلان، فهو بنيته، فوزرهما سواء". (صحيح).
(1) أخرجه أبو داود (2524)، والنسائي (4/ 74) وإسناده صحيح.
(2)
عبد الله بن ربيعة قيل له صحبة ونفاها أبو حاتم وذكره ابن حبان في ثقات التابعين ووثقه ابن سعد في الطبقات (6/ 196) وذكره في التابعين. وانظر: الاستيعاب (3/ 897)، والإصابة (4/ 81).
قلت: رواه الترمذي في الزهد وقال: حسن صحيح. (1)
4223 -
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى إذا أراد بعبد خيرًا استعمله"، فقيل: وكيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: "يوفقه لعمل صالح قبل الموت".
قلت: رواه الترمذي في القدر عن حميد الطويل عن أنس وقال: صحيح. (2)
4224 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الكيس: من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز: من أتبع نفسه هواها، وتمنّى على الله".
قلت: رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما في الزهد من حديث شداد بن أوس وفي سنده أبو بكر بن أبي مريم قال الذهبي: ضعفوه، وله علم وديانة. (3)
ودان نفسه: أي أذلها واستعبدها، وقيل: حاسبها قاله ابن الأثير.
وقال: في شرح السنة (4): معناه أنه يحاسب نفسه في الدنيا قبل أن يحاسب في الآخرة، قال عمر رضي الله عنه: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وإنما يخِف الحساب يوم القيامة على من حاسب في الدنيا نفسه.
(1) أخرجه الترمذي (2325).
(2)
أخرجه الترمذي (2142)، وصححه ابن حبان (341)، والحاكم (1/ 340)، ووافقه الذهبي، وانظر: الصحيحة (1114).
(3)
أخرجه الترمذي (2459)، وابن ماجه (4265) وإسناده ضعيف. وأبو بكر بن أبي مريم هو: أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغسّاني، قال الحافظ: ضعيف، وكان قد سُرق بيته واختلط. التقريب (8031)، وانظر قول الذهبي في الكاشف (2/ 411) رقم (6526).
(4)
شرح السنة (14/ 309).