الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب أشراط الساعة
من الصحاح
4340 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من أشراط الساعة: أن يرفع العلم، ويكثر الجهل، ويكثر الزنا، ويكثر شرب الخمر، ويقل الرجال، وتكثر النساء، حتى يكون لخمسين امرأة القيّم الواحد".
وفي رواية: "ويقل العلم ويظهر الجهل".
قلت: رواه البخاري في النكاح وفي العلم ومسلم في القدر واللفظ للبخاري ورواه الترمذي وابن ماجه في الفتن والنسائي في العلم كلهم من حديث أنس. (1)
وأشراط الساعة: علاماتها، واحدها شرط بفتح الشين والراء، وسبب قلة الرجال وكثرة النساء: الحروب والقتال الذي يقع في آخر الزمان وتراكم الملاحم.
4341 -
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن بين يدي الساعة كذابين،
فاحذروهم".
قلت: رواه مسلم في الفتن من حديث جابر بن سمرة ولم يخرج البخاري عن جابر في هذا شيئًا. (2)
4342 -
قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم يحدث، جاء أعرابي فقال: متى الساعة؟ قال: "فإذا ضيعت الأمانة، فانتظر الساعة"، قال: كيف إضاعتها؟ قال: "إذا وسد الأمر إلى غير أهله، فانتظر الساعة".
(1) أخرجه البخاري في العلم (80)، وفي النكاح (5231)، ومسلم (2671)، والترمذي (2205)، وابن ماجه (4045)، والنسائي في الكبرى (5905).
(2)
أخرجه مسلم (1822).
قلت: رواه البخاري من حديث عطاء بن يسار عن أبي هريرة في العلم بطوله وفي الرقائق مختصرًا. (1)
قوله: رواه البخاري قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا وسد الأمر إلى غير أهله" أي إذا أسند وجعل في غير أهله، يعني إذا سود وشرف غير المستحق للسيادة والشرف، وقيل هو من الوسادة، أي إذا وضعت وسادة الملك، والأمر والنهي لغير مستحقها، تكون إلى بمعنى اللام.
4343 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة، حتى يكثر المال فيفيض، حتى يُخرج الرجل زكاة ماله، فلا يجد أحدًا يقبلها منه، وحتى تعود أرض العرب مروجًا، وأنهارًا".
قلت: رواه مسلم في الفتن من حديث أبي هريرة. (2)
المروج: بضم الميم والراء المهملة وآخره جيم، جمع مرج وهو: الموضع المنبت الذي ترعى فيه الدواب.
وهذه إشارة إلى قرب الساعة، وقلة الآمال، وعدم الفراغ للرعي فيها.
4344 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تبلغ المساكن إهاب، أو يَهاب".
قلت: رواه مسلم في الآيات التي تكون قبل الساعة، من حديث أبي هريرة قال مسلم: قال زهير: قلت: لسهل وكم ذلك من المدينة، قال: كذا وكذا ميلًا، ولم يخرج البخاري هذا الحديث. (3)
وإهاب: بكسر الهمزة ويهاب: بياء مثناة من تحت مفتوحة، ولم يذكر في المشارق (4) إلا الكسر وحكى عن بعضهم: نهاب بالنون، والمشهور الأول، والمعنى والله أعلم:
(1) أخرجه البخاري (59)، وفي الرقائق (6496).
(2)
أخرجه مسلم (157).
(3)
أخرجه مسلم (2903).
(4)
انظر: مشارق الأنوار (1/ 50).
لا تقوم الساعة حتى تصير المدينة معمورة بكثرة أهلها بحيث تبلغ مساكنهم وعمرانهم ذلك الموضع.
4345 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يكون في آخر الزمان خليفة، يقسم المال ولا يعدّه".
قلت: رواه مسلم في الفتن من حديث أبي سعيد الخدري. (1)
- وفي رواية: "يكون في آخر أمتي خليفة، يحثي المال حثيًا، ولا يعده عدًّا".
قلت: رواها مسلم في الفتن عن أبي نضرة عن أبي سعيد وجابر ولم يخرج البخاري ذلك (2).
وفي رواية لمسلم أيضًا: "يحثوا المال حثيًا".
قال أهل اللغة يقال: حثيت أحثي حثيًا، وحثوت أحثو حثوًا لغتان، وقد جاءت اللغتان في هذا الحديث، وجاء مصدر الثانية على فعل الأولى، وهو جائز من باب قوله تعالى:{وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا} والحثو: هو الحفن باليدين، وهذا الحثو الذي يفعله هذا الخليفة يكون لكثرة الأموال والغنائم والفتوحات مع سخاء نفسه (3).
4346 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوشك الفرات أن يَحْسِر عن كنز من ذهب، فمن حضر، فلا يأخذ منه شيئًا".
قلت: رواه الشيخان في الفتن وأبو داود في الملاحم والترمذي في صفة الجنة كلهم من حديث جندب بن عبد الرحمن عن جده حفص بن عاصم عن أبي هريرة. (4)
ويحسر: هو بفتح الياء وكسر السين أي ينكشف لذهاب مائه.
(1) أخرجه مسلم (2914).
(2)
أخرجه مسلم (2913).
(3)
انظر: المنهاج للنووي (18/ 53 - 54).
(4)
أخرجه البخاري (71189)، ومسلم (2894)، والترمذي (2569)، وأبو داود (4313).
4347 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة، حتى يحسر الفرات على جبل من ذهب، يقتتل الناس عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، ويقول كل رجل منهم: لعلي أكون أنا الذي أنجو".
قلت: رواه مسلم في الفتن (1) من حديث: يعقوب بن عبد الرحمن عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة يرفعه وروى مسلم أيضًا من حديث أبي بن كعب مثل معناه.
4348 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تفيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة، فيجيء القاتل فيقول: في هذا قتلت، ويجيء القاطع فيقول: في هذا قطعت رحمي، ويجيء السارق فيقول: في هذا قطعت يدي، ثم يدعونه، فلا يأخذون منه شيئًا".
قلت: رواه مسلم في الزكاة والترمذي في الفتن (2) كلاهما من حديث محمد بن فضل عن أبيه عن أبي حازم عن أبي هريرة.
وأفلاذ كبدها: بهمزة مفتوحة وفاء ساكنة وآخره دال معجمة قال في المشارق (3):
يعني كنوزها والأفلاذ: القطع، الواحد: فلذة بكسر الفاء وسكون اللام شبه ما يخرج من بطنها من ذلك بأكباد دواب الكبد الذي هو مستور في أجوافها ورفعة ذلك ونفاسته بفلذة الكبد وهو أفضل ما يشوى من البعير عند العرب وأمرأه.
والأسطوان: بضم الهمزة والطاء وهي جمع إسطوانة وهي السارية والعمود وشبه بالأسطوان لعظمه وكبره.
4349 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر، فيتمرغ عليه، ويقول: يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر! وليس به الدين، إلا البلاء".
(1) أخرجه مسلم (2894).
(2)
أخرجه مسلم (1013) ، والترمذي (2208).
(3)
انظر: مشارق الأنوار (2/ 158).
قلت: رواه مسلم في الفتن (1) ولم يخرج البخاري هذا اللفظ وخرجا عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه"(2).
والتمرغ: التقلب في التراب.
4350 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة، حتى تخرج نار من أرض الحجاز، تضيء أعناق الإبل ببصرى".
قلت: رواه الشيخان كلاهما في الفتن من حديث أبي هريرة وقد رواه الحاكم في المستدرك (3) من حديث أبي هريرة بهذا اللفظ بسند فيه: رشدين ابن سعد عن عقيل عن الزهري عن ابن المسيب أن أبا هريرة أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
وساقه ورشدين بن سعد ضعيف، والحديث ثابت في الصحيحين من غير طريق رشدين بن سعد وسيأتي الكلام على هذه النار في أول الباب الذي بعده.
4351 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أول أشراط الساعة: نار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب".
قلت: رواه البخاري في [الأنبياء](4) من حديث أنس. (5)
(1) أخرجه مسلم (157).
(2)
أخرجه البخاري (7115)، ومسلم (157).
(3)
أخرجه البخاري (7118)، ومسلم (2902)، والحاكم (4/ 443). وقال الحافظ: رشدين ابن سعد أبو الحجاج المصري ضعيف، وقال: قال ابن يونس: كان صالحًا في دينه، فأدركته غفلة الصالحين فخلط في الحديث التقريب (1953).
(4)
في الأصل بياض بمقدار كلمة، لعلها التي أثبتها.
(5)
أخرجه البخاري (3329).