الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب التصاوير
من الصحاح
3597 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلبٌ ولا تصاوير". قلت: رواه البخاري في بدء الخلق وفي المغازي وهو أيضًا، ومسلم وابن ماجه ثلاثتهم في الصلاة، والترمذي في الاستئذان، والنسائي في الصيد كلهم من حديث أبي طلحة واسمه زيد بن سهل يرفعه. (1)
3598 -
أن النبي صلى الله عليه وسلم أصبح يومًا واجمًا، وقال:"إن جبريل كان وعدني أن يلقاني الليلة، فلم يلقني! أما والله ما أخلفني"، ثم وقع في نفسه: جرو كلب تحت فسطاط، فأمر به فأخرج، ثم أخذ بيده ماء، فنضح مكانه، فلما أمسى لقيه جبريل، فقال له:"لقد كنت وعدتني أن تلقاني البارحة؟ " قال: أجل، ولكنا لا ندخل بيتًا فيه كلب ولا صورة، فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ، فأمر بقتل الكلاب، حتى إنّه يأمر بقتل كلب الحائط الصغير، ويترك كلب الحائط الكبير.
قلت: رواه مسلم وأبو داود كلاهما في اللباس، والنسائي في الصيد ثلاثتهم من حديث ابن عباس عن ميمونة (2) ورواه مسلم أيضًا من حديث عائشة مثل معناه (3)، ولم يخرجه البخاري لا من حديث ميمونة ولا من حديث عائشة، وأخرج مختصرًا عن ابن عمر قال: وعد النبي صلى الله عليه وسلم جبريل فراث عليه حتى اشتد على النبي صلى الله عليه وسلم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فلقيه فشكا إليه ما وجد، فقال له:"إنا لا ندخل بيتًا فيه صورة ولا كلب"(4).
(1) أخرجه البخاري في بدء الخلق (3226) واللباس (5958)، ومسلم (2106)، وابن ماجه (3649)، والترمذي (2804)، والنسائي (7/ 185).
(2)
أخرجه مسلم (2105)، وأبو داود (4157)، والنسائي (7/ 186).
(3)
أخرجه مسلم (2104).
(4)
أخرجه البخاري (5960).
قوله: "أصبح يومًا واجمًا" هو بالجيم وهو الساكت الذي يظهر عليه الهم، وقيل هو الحزين.
و"الجرو الكلب" بكسر الجيم وضمها وفتحها، ثلاث لغات وهو الصغير من أولاد الكلاب وسائر السباع.
والفسطاط: فيه ست لغات فسطاط وفستاط بالتاء، وفساط بتشديد السين وتضم الفاء فيهن، وتكسر وهو نحو الخباء.
قال القاضي (1): والمراد به هنا بعض حجال البيت، بدليل قولها في الحديث الآخر "تحت سرير عائشة"، وأصل الفسطاط عمود الأخبية التي تقام عليها.
قوله: "لا تدخل بيتًا فيه كلب ولا صورة" قال العلماء: سبب امتناع الملائكة من بيت فيه صورة كونها متضمنة فيها مضاهاة لخلق الله، وقد عبدت الصور من دون الله، وسبب امتناعها من بيت في كلب لكثرة أكله النجاسات ولقبح رائحة الكلب.
قال العلماء: وهؤلاء الملائكة هم الذي يطوفون بالرحمة والبركة والاستغفار، وأما الحفظة فيدخلون كل بيت لا يفارقون بني آدم، وخصّ الخطابي (2) الكلب بما يحرم اقتناؤه، والصورة بما يحرم فعلها، أما كلب الصيد وما أشبهه والصورة الممتهنه فلا، وتبعه القاضي (3)، وخالف النووي (4)، وقال: إنه عام في كل كلب، وكل صورة لإطلاق الأحاديث، ولأن الجرو الذي كان في بيته صلى الله عليه وسلم كان فيه عذر ظاهر لأنه لم يعلم به، ومع ذلك امتنع جبريل من دخوله، فلو كان العذر لا يمنع لم يمتنع، قوله:"حتى أنه أمر بقتل كلب الحائط الصغير" إلى آخره.
الحائط: البستان، والفرق بينهما أن الحائط الكبير يحتاج إليه، وهذا منسوخ.
(1) انظر: إكمال المعلم (6/ 630)، والنهاية لابن الأثير (1/ 346).
(2)
أعلام الحديث (2/ 1486).
(3)
انظر: إكمال المعلم (6/ 630).
(4)
المنهاج للنووي (14/ 118).
3599 -
أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يترك في بيته شيئًا فيه تصاليب إلا نقضه.
قلت: رواه البخاري وأبو داود كلاهما في اللباس، والنسائي في الزينة ثلاثتهم من حديث عمران بن حطّان السدوسي عن عائشة، وعمران هذا هو الخارجي المشهور لم يرو غير حديثين. (1)
وقال أبو داود: لم يكن ليدع في بيته ثوبًا فيه تصليب إلا قضه، ومعنى قضه: أي قطعه، والتصاليب: ما كان فيه صورة صليب.
3600 -
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أصحاب هذه الصور يُعَذَّبون يوم القيامة، ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم"، وقال:"إن البيت الذي فيه الصورة، لا تدخله الملائكة".
قلت: رواه الشيخان في حديث واحد بأطول مما ذكره المصنف، البخاري في مواضع منها في البيوع وفي النكاح وهو ومسلم في اللباس كلاهما من حديث نافع عن القاسم عن عائشه. (2)
قوله صلى الله عليه وسلم: "ويقال لهم أحيوا ما خلقتم" هذا النهي يسميه الأصوليون أمر تعجيز.
3601 -
أنها كانت قد اتخذت على سَهوة لها سترًا فيه تماثيل، فهتكه النبي صلى الله عليه وسلم فاتخذتُ منه نُمرقتين، فكانتا في البيت يجلس عليهما.
قلت: رواه الشيخان في اللباس، والنسائي في الزينة ثلاثتهم من حديث عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة. (3)
(1) أخرجه البخاري (5952)، وأبو داود (4151)، والنسائي في الكبرى (9791).
وقوله الخارجي المشهور ذكره الذهبي في "الميزان"(3/ ت 6277)، والعجليّ في ثقاته (2/ ت 1423).=
= وقد روى له البخاري حديثين هذا الحديث وحديث في كتاب اللباس باب لبس الحرير للرجال (10/ 285)(5835)، وقال الحافظ: صدوق إلا أنه كان على مذهب الخوارج، ويقال: رجع عن ذلك، انظر: التقريب (5187).
(2)
أخرجه البخاري في البيوع (2225)، وفي اللباس (5955)، ومسلم (2107).
(3)
أخرجه البخاري (5961)، ومسلم (2107)، والنسائي (8/ 214).
والسهوة: بالسين المهملة قال في النهاية (1): "بيت صغير منحدر في الأرض قليلًا، شبيه بالمخدع والخِزَانة"، وقيل هو كالصّفة يكون بين يدي البيت، وقيل: شبيه بالرَّفّ أو الطاق يوضع فيه الشيء.
والنمرقة: بضم النون والراء ويقال بكسرها ويقال بضم النون وفتح الراء ثلاث لغات وهي وسادة صغيرة، وقيل مرفقة (2).
3602 -
"أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في غزاة، فأخذت نمطًا، فسترته على الباب، فلما قدم رأى النمط، فجذبه حتى هتكه، ثم قال: "إن الله لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين".
قلت: رواه الشيخان وأبو داود ثلاثتهم في اللباس، والنسائي في "اليوم والليلة" كلهم من حديث عائشة وبعضهم أتم من بعض. (3)
والنمط: بفتح النون والميم والمراد به هنا بساط لطيف، له خمل، وقد صرحت الروايات في هذا الحديث بأن هذا النمط كان فيه صور الخيل ذوات الأجنحة، وقد استدلوا بهذا الحديث على كراهة ستر الحيطان وتنجيد البيوت بالثياب وأن ذلك ليس بحرام، وقال الشيخ أبو الفتح نصر المقدسي (4) من أصحابنا: هو حرام، ليس في الحديث ما يقتضي التحريم؛ لأن حقيقة اللفظ أنه ليس بواجب ولا مندوب ولا يقتضي التحريم.
(1) انظر: النهاية (2/ 430).
(2)
انظر: المصدر السابق (5/ 118).
(3)
أخرجه البخاري (5955)، ومسلم (2107)، وأبو داود (4153)، والنسائي في الكبرى (9776).
(4)
هو: نصر بن إبراهيم بن نصر بن إبراهيم بن داود المقدسي، أبو الفتح الدمشقي الشافعي، فقيه، محدث، حافظ، توفي بدمشق في عام 490 هـ وله: الحجة على تارك المحجة، التهذيب، في فروع الفقه الشافعي، انظر: الطبقات الشافعية للسبكي (4/ 27 - 29).
وذكر النووي هذا القول في المنهاج (14/ 122).
3603 -
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أشد الناس عذابًا يوم القيامة: الذين يضاهون بخلق الله".
قلت: رواه البخاري في اللباس من حديث عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة. (1)
قوله صلى الله عليه وسلم: "الذين يضاهون بخلق الله" أي يتشابهون فيفعلون ما يضاهي خلق الله أي مخلوقه أو يشبهون فعلهم بفعله أي في التصوير والتخليق.
3604 -
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي؟، فليخلقوا ذرةً، أو ليخلقوا حبةً، أو شعيرة".
قلت: رواه الشيخان في اللباس وأعاده البخاري في التوحيد من حديث أبي هريرة. (2)
3605 -
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أشد الناس عذابًا عند الله: المصورون".
قلت: رواه الشيخان في اللباس والنسائي في الزينة ثلاثتهم من حديث مسروق عن عبد الله بن مسعود يرفعه. (3)
3606 -
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل مصور في النار، يُجعل له بكل صورة صوّرها نفسًا، فتعذبه في جهنم".
قلت: رواه مسلم في اللباس بهذا اللفظ من حديث ابن عباس. (4)
وفيه من كلام ابن عباس، فإن كنت لا بد فاعلًا فاجعل الشجرة وما لا نفس له بديلًا.
3607 -
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تحلّم بحُلم لم يره، كلّف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل، ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون، أو يفرون منه، صب في أذنيه الآنك يوم القيامة، ومن صور صورة، عذّب وكلف أن ينفخ فيها، وليس بنافخ".
(1) أخرجه البخاري (4954).
(2)
أخرجه البخاري (5953)، وفي التوحيد (7559)، ومسلم (2111).
(3)
أخرجه البخاري (5950)، ومسلم (2109)، والنسائي (8/ 216).
(4)
أخرجه مسلم (2110).