الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال إبراهيم: كانوا يقولون: ثلاثة لا غيبة لهم: السلطان الجائر، وذو البدعة، والفاسق المعلن بفسقه ومثل ذلك عن الحسن (1).
3896 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل أمتي معافى إلا المجاهرون وإن من المجانة أن يعمل الرجل بالليل عملًا، ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان! عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه".
قلت: رواه مسلم في الزهد من حديث أبي هريرة. (2)
قال الشافعي: واجب لمن أصاب ذنبا وستره الله أن يستر على نفسه ويتوب فيما بينه وبين الله عز وجل.
وقال الجوهري: المجون أن لا يبالي الإنسان ما صنع وقد مجن بالفتح يمجن مجونًا ومجانة فهو ماجن والجمع المجان.
من الحسان
3897 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ترك الكذب وهو باطل، بنى الله له في رَبَض الجنة، ومن ترك المراء، وهو محق، بني له في وسط الجنة، ومن حسّن خلقه بني له في أعلاها".
قلت: رواه الترمذي في الأدب وابن ماجه في السنة من حديث أنس وقال الترمذي: حسن، لا يعرف إلا متن حديث سلمة بن وردان. (3)
قلت: ومدار الحديث على سلمة، وسلمة هذا لين الحديث ضعفه الدارقطني وغيره، وقوله: وهو باطل: يجوز عندي أن تكون هذه الجملة حالية، فالواو، واو الحال أي
(1) انظر: شرح السنة للبغوي (13/ 142).
(2)
أخرجه مسلم (2990). قوله: إلا المجاهرون بالرفع على تأويل الكلام بالمنفي أي لا يغتاب أحد إلا المجاهرون، وقد يروى بالنصب فلا إشكال.
(3)
أخرجه الترمذي (1993)، وابن ماجه (51). وإسناده ضعيف، فيه سلمة بن وردان وقد ضعفوه كما قال الحافظ في "التقريب"(2527).
تركه في حال كونه باطلًا، وهي حال ليست بلازمة لأن من الكذب ما ليس بباطل، كما إذا كان فيه عصمة نبي أو دم مسلم فإنه واجب، وكما إذا كان للحرب أو للإصلاح بين الناس، وللزوجة كما تقدم في حديث مسلم فإنه مباح وليس بباطل.
وربض الجنة: بفتح الباء الموحدة ما حولها خارجًا عنها، تشبيهًا بالأبنية التي تكون حول المدن وتحت القلاع قاله ابن الأثير (1).
والمرآء: الجدال والتماري، والماراة: المجادلة على مذهب الشك، ويقال للمناظرة مماراة لأن كل واحد منهما يستخرج ما عند صاحبه، ويمتريه كما يمتري الحالب اللبن من الضرع. والوسط: بالسكون يقال فيما كان متفرق الأجزاء غير متصل كالناس والدواب وغير ذلك، فإن كان متصل الأجزاء كالدار والرأس فهو بالفتح، وقيل كلما يصلح فيه بَيْن فهو بالسكون، وما لا يصلح فيه بَيْن فهو بالفتح، وقيل: كل منهما يقع موقع الآخر قال ابن الأثير: وهو الأشبه (2).
3898 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتدرون ما أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ تقوى الله وحسن الخلق، أتدرون ما أكثر ما يدخل النار؟ الأجوفان: الفم والفرج".
قلت: رواه الترمذي في البر وابن ماجه في الزهد كلاهما من حديث أبي هريرة وقال الترمذي: صحيح غريب. (3)
(1) انظر: النهاية (2/ 185).
(2)
المصدر السابق (5/ 183).
(3)
أخرجه الترمذي (2004)، وابن ماجه (4246).
وإسناده حسن عم عبد الله بن إدريس اسمه داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي ترجم له الحافظ في "التقريب"(1827) وقال: ضعيف. وجد عبد الله هو يزيد بن عبد الرحمن الأودي قال عنه الحافظ في التقريب (7798): مقبول، انظر: الصحيحة (977).
3899 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من الخير، ما يعلم مبلغها، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من الشر ما يعلم مبلغها، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه".
قلت: رواه الترمذي في الزهد وقال: حسن صحيح، قال: وهكذا رواه غير واحد عن محمد بن عمرو عن أبيه عن جده، قال: سمعت بلال بن الحارث فذكره، وروى مالك بن أنس هذا الحديث عن محمد ابن عمرو عن أبيه عن بلال ولم يذكر جده انتهى كلام الترمذي. (1)
3900 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويل لمن يحدّث فيكذب، ليضحك القوم، ويل له، ويل له".
قلت: رواه أبو داود والترمذي في الزهد والنسائي في التفسير من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده وقال الترمذي: حسن انتهى.
وجد بهز بن حكيم هو معاوية بن حيدة القشيري (2) له صحبة وقد اختلفوا في بهز فمن الأئمة من وثقه، ومنهم من قال: لا يحتج به (3).
والويل: الحزن والهلاك والمشقة من العذاب وكل من وقع في هلكة دعا بالويل.
3901 -
قال صلى الله عليه وسلم: "إن العبد ليقول الكلمة، لا يقولها إلا ليضحك الناس يهوي بها أبعد مما بين السماء والأرض، وإنه ليزل عن لسانه أشد مما يزل عن قدمه".
قلت: لم أقف على هذا الحديث في شيء من الكتب الستة.
ورواه الإمام أحمد من حديث مكحول عن أبي هريرة والبغوي في شرح السنة من حديث يحيى بن عبيد عن أبيه عن أبي هريرة واللفظ له. (4)
(1) أخرجه الترمذي (2319) وإسناده حسن.
(2)
أخرجه أبو داود (4990)، والترمذي (2315)، والنسائي في الكبرى (11655) وإسناده حسن لأنه من رواية بهز بن حكيم عن جده، وصححه الحاكم (1/ 46).
(3)
انظر الخلاف في بهز بن حكيم في تهذيب الكمال (6/ 259 - 263)، ومختصر المنذري (7/ 280).
(4)
أخرجه البغوي في شرح السنة (4/ 319) برقم (4131) وأخرجه أحمد (2/ 355).
3902 -
قال صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء كذبًا، أن يحدث بكل ما سمع".
قلت: هذا الحديث رواه مسلم في مقدمة كتابه مسندًا (1) من حديث أبي هريرة ومرسلًا.
قال المنذري (2): وعند بعض رواة مسلم كلاهما مسند، قال الدارقطني: والصواب مرسل انتهى، والإمام عبد الحق الإشبيلي في الجمع بين الصحيحين ذكره مسندًا ونسبه إلى مسلم، ولم يذكر الإرسال، قال: ولم يخرج البخاري هذا الحديث انتهى.
ولم أر الحميدي ذكره فيما انفرد به مسلم ورواه أبو داود مسندًا: "كفى بالمرء إثمًا أن يحدث بكل ما سمع".
3903 -
قال صلى الله عليه وسلم: "من صمتَ نجا".
قلت: رواه الترمذي في الزهد من حديث أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو وقال: غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة انتهى كلامه. (3)
ورواه الدارمي وغيره من غير طريق ابن لهيعة، فرواه الدارمي عن إسحاق بن عيسى عن عبد الله بن عقبة عن يزيد بن عمرو بن أبي عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو فذكره.
3904 -
قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ما النجاة؟ فقال: "أملك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك".
قلت: رواه الترمذي في الزهد من حديث أبي أمامة الباهلي عن عقبة بن عامر الجهني وفيه عبيد الله بن زحر الإفريقي العابد يختلف فيه وله مناكير ضعفه أحمد بن حنبل،
(1) أخرجه مسلم في المقدمة (5) مسندًا ومرسلًا وكذلك وأبو داود (4992).
(2)
مختصر السنن (7/ 281).
(3)
أخرجه الترمذي (2501)، والدارمي (2/ 299) وضعفه النووي في الأذكار. وقال: إنما ذكرته لأبنية لكونه مشهورًا، انظر: الأذكار (ص 417 رقم 1062)، وقال الشيخ الألباني رحمه الله: لكن رواه ابن المبارك -وغيره- بسند صحيح، انظر: الصحيحة (536).
والحديث في مسنده. (1)
3905 -
قال صلى الله عليه وسلم: "إذا أصبح ابن آدم، فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، فتقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا".
قلت: رواه الترمذي في الزهد في باب حفظ اللسان، عن محمد بن موسى البصري عن حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن أبي سعيد الخدري (2) رفعه، وساقه بلفظه، قال الترمذي: ورواه أبو أسامة وغيره عن حماد ولم يرفعه، وهو أصح من حديث محمد بن موسى، قال: ولا يعرف هذا الحديث إلا من حديث حماد، قلت: وحماد أحد أعلام الدنيا كان يحفظ حديثه كالماء، روى له الشيخان وأصحاب السنن.
قوله: يكفر اللسان، قال في الصحاح (3): والتكفير أن يخضع الإنسان لغيره، كما يكفّر العِلْج للدهاقين: يضع يده على صدره ويتطامن له. وقال في النهاية (4): تكفّر للّسان أي تذلّ وتخضع، والتكفير هو: أن ينحني الإنسان ويطاطيء رأسه قريبًا من الركوع كما يفعل من يريد تعظيم صاحبه.
3906 -
قال صلى الله عليه وسلم: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".
قلت: رواه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي: حديث غريب (5) لا نعرفه من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه قال:
(1) أخرجه ابن المبارك في "كتاب الزهد"(134)، وأحمد (5/ 259)، والترمذي (2406)، وقال الترمذي: حديث حسن، قال الشيخ الألباني رحمه الله إن له إسنادًا صحيحًا، انظر: الصحيحة (890). وعبيد الله بن زحر: قال الحافظ: صدوق يخطيء، التقريب (4319).
(2)
أخرجه الترمذي (2407) وإسناده حسن. ورواه كذلك أحمد (3/ 95 - 96).
(3)
الصحاح للجوهري (2/ 808).
(4)
انظر: النهاية لابن الأثير (4/ 188).
(5)
أخرجه الترمذي (2317)، وابن ماجه (3976)، وأخرجه الترمذي (2318). من مرسل علي بن الحسين وأخرجه مالك في الموطأ (2/ 903)، وأحمد (1/ 201)، وقال الشيخ الألباني رحمه الله وهو حديث صحيح. انظر: هداية الرواة (4/ 383).
وحدثنا قتيبة عن مالك عن الزهري عن علي ابن الحسين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"، قال الترمذي: هكذا روى غير واحد من أصحاب الزهري عن علي بن الحسين عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو حدثنا مالك، قال: وهذا عندنا أصح من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة، وعلي بن الحسين لم يدرك علي بن أبي طالب انتهى كلام الترمذي.
قوله: يعنيه بفتح الياء أي يهمه.
3907 -
قال: توفي رجل من الصحابة، فقال رجل: أبشر بالجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أو لا تدري، فلعله تكلم فيما لا يعينه، أو بخل بما لا ينقُصُه".
قلت: رواه الترمذي في الزهد وقال: هذا حديث غريب انتهى (1) ورجاله رجال الصحيحين إلا شيخ الترمذي وهو سليمان بن عبد الجبار البغدادي فإنَّه لم يخرج له من أصحاب السنن غير الترمذي.
قال المزي: وقد ذكره ابن حبان في كتاب الثقات (2).
3908 -
قال: قلت: يا رسول الله، ما أخوف ما تخاف علي؟ قال: فأخذ بلسان نفسه وقال: "هذا".
قلت: رواه الترمذي في باب حفظ اللسان، من حديث سفيان بن عبد الله الثقفي وحذف الشيخ صدر الحديث وهو: قلت: يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به قال: "قل ربي الله، ثم استقم" قال: قلت: يا رسول الله ما أخوف
…
إلى آخره، وقال: -أعني الترمذي-: هذا حديث حسن صحيح، ورواه النسائي في التفسير وابن ماجه في الفتن (3) وسفيان بن عبد الله الثقفي هذا صحابي لم يخرج له البخاري شيئًا ولا مسلم
(1) أخرجه الترمذي (2316) ورجاله ثقات لكن فيه عنعنة الأعمش عن أنس.
(2)
انظر: تهذيب الكمال (12/ 22)، والثقات لابن حبان (8/ 280)، وقال الحافظ: صدوق، التقريب (2598).
(3)
أخرجه الترمذي (2410)، وابن ماجه (3972)، والنسائي في الكبرى (11489) وإسناده صحيح.
إلا حديثًا واحدًا، وهو: قلت: يا رسول الله قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا بعدك، قال:"قل آمنت بالله ثم استقم".
وفي رواية: قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا بعدك، وأقلل لا تغضب فأعاد ذلك عليه (1).
تنبيهان أحدهما: أنه وقع في كثير من نسخ المصابيح إسناد الحديث إلى سعيد بن عبد الله الثقفي والصواب أنه سفيان بن عبد الله، فكذا هو في الترمذي وغيره ولم أر في الصحابة سعيد بن عبد الله الثقفي.
الثاني: أنه لم يذكر المزي في "الأطراف"(2) في مسند سفيان ابن عبد الله الثقفي هذا غير حديث واحد، وعزاه لمسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وهو:"يا رسول الله قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا غيرك" الحديث، فاقتضى كلامه أن حديث مسلم هو حديث الترمذي ولذلك قال الطوفي: في مختصر الترمذي حين ذكر حديث الترمذي هذا إن مسلمًا رواه وفي ذلك نظر للمتأمل.
قلت: والصواب أن حديث الترمذي اشتمل على جملتين: الجملة الأولى: روى مسلم معناها وهي يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به قال: قل آمنت بالله ثم استقم، والجملة الثانية: ليست في مسلم.
3909 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كذب العبد، تباعد عنه الملك ميلًا، من نتْن ما جاء به".
قلت: رواه الترمذي في البر من حديث عبد الله بن عمر، قال الترمذي: حديث جيد غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه تفرد به عبد الرحيم بن هارون انتهى. (3)
(1) أخرجه مسلم (38)، وأحمد (3/ 431) وابن حبان (5698).
(2)
انظر: تحفة الأشراف للمزي (4/ 20 - 21).
(3)
أخرجه الترمذي (1972). وفيه: عبد الرحيم بن هارون وهو متهم بالكذب قال الحافظ في "التقريب"(4088): ضعيف، كذّبه الدارقطني وفي المطبوع من سنن الترمذي (3/ 517): هذا حديث حسن غريب، وليس فيه "جيد"، وذكر المحقق بأنه وقع في بعض النسخ من الترمذي "حسن جيد غريب".
وعبد الرحيم بن هارون لم يرويه غير الترمذي، وحسن حديثه، وقال الدارقطني: متروك الحديث يكذب، وقد ساق له ابن عدي عدة أحاديث استنكرها (1).
وظاهر الحديث: أن الملك يدرك من الإنسان ريحًا خبيثة عند الكذب، كما قد قيل إن الملائكة إنما تعرف أفعال العبد الباطنة كالزنا والعزم على المعصية بريح خبيثة، وبالعكس يجعل الله ذلك أمارة لهم على أفعال القلوب.
3910 -
قال صلى الله عليه وسلم: "كبرت خيانة: أن تحدث أخاك حديثًا، هو لك به مصدق، وأنت به كاذب".
قلت: رواه أبو داود في الأدب من حديث سفيان بن أسيد الحضرمي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
…
وساقه بلفظه، وفي إسناده بقية بن الوليد وفيه مقال: وذكر أبو القاسم البغوي: سفيان ابن أسيد هذا، وقال: لا أعلمه روى غير هذا الحديث انتهى. (2)
3911 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان ذا وجهين في الدنيا، كان له يوم القيامة لسانان من نار".
قلت: رواه أبو داود في الأدب من حديث عمار بن ياسر وفي إسناده شريك بن عبد الله القاضي وفيه مقال. (3)
3912 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس المؤمن بالطعان، ولا باللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء".
(1) انظر: الكامل لابن عدي (5/ 1921 - 1922)، وتهذيب الكمال (18/ 44).
(2)
أخرجه أبو داود (4971) وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس، وكذلك جهالة شيخه ضبارة ابن مالك.
انظر: التقريب (2978)، والضعيفة (1251).
(3)
أخرجه أبو داود (4873). وفي إسناده شريك القاضي وفيه مقال.
وقال الحافظ العراقي: في تخريج الإحياء (3/ 158): إسناده حسن، وله شاهد من حديث أنس عند أبي يعلى (2771).
قلت: رواه الترمذي في البر من حديث عبد الله بن مسعود وقال: حسن غريب انتهى. (1) ورجاله رجال الصحيحين غير محمد بن يحيى الأزدي شيخ الترمذي فإن لم يرو له غيره وابن ماجه، قال الدارقطني: ثقة، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات (2)، والطعّان: الوقاع في أعراض الناس بالذم، والغيبة ونحوهما، وهو فعال من طعن فيه وعليه بالقول، يطعن بالفتح والضم: إذا عابه، واللعن المنهي عنه: أن يلعن رجلًا بعينه برًّا كان أو فاسقًا، وأما لعن كافر غير معين وفاجر غير معين: فغير منهي عنه، فقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم شارب الخمر والواصلة وغيرهما.
والبذيء: بالذال المعجمة والفاحش السيء القول. قال ابن الأثير (3): البذاء بالمد الفحش في القول.
3913 -
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يكون المؤمن لعّانًا".
قلت: رواه الترمذي في البر من حديث عبد الله بن عمرو، قال: حسن غريب، قال: رواه (4) بعضهم بهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعانًا" انتهى، ورجاله رجال الصحيحين غير كثير ابن زيد فإنه لم يرويه إلا أبو داود والترمذي وابن ماجه وقال فيه أبو زرعة: صدوق فيه لين (5).
3914 -
قال صلى الله عليه وسلم: "لا تلاعنوا بلعنة الله، ولا بغضب الله ولا بجهنم".
(1) أخرجه الترمذي (1977) وإسناده حسن.
وقال الحافظ في بلوغ المرام: بعد ذكر هذا الحديث صححه الحاكم ورجح الدارقطني وقفه. وانظر: علل الدارقطني (5/ 92 - 93)، الصحيحة (320).
(2)
ومحمد بن يحيى الأزدي البصري: ثقة، التقريب (6429).
(3)
انظر: النهاية لابن الأثير (1/ 111).
(4)
أخرجه الترمذي (2019) وإسناده حسن. وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 47) وصححه. ووافقه الذهبي.
(5)
كثير بن زيد الأسلمي، قال الحافظ: صدوق يخطيء، التقريب (5646).
قلت: رواه أبو داود في الأدب والترمذي في البر كلاهما عن الحسن عن سمرة بن جندب، قال الترمذي: حديث حسن صحيح (1) انتهى، وقد تكلم الناس في الحسن عن سمرة، وأنه هل سمع من سمرة، فقيل: لم يسمع منه غير حديث العقيقة ورواية أبي داود والترمذي: ولا بالنار، بدل: جهنم.
3915 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن العبد إذا لعن شيئًا، صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض، فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يمينًا وشمالًا، فإذا لم تجد مساغًا، رجعَتْ إلى الذي لعن، إن كان لذلك أهلًا، وإلا رجعت إلى قائلها".
قلت: رواه أبو داود في الأدب من حديث أبي الدرداء يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسكت هو والمنذري عليه ورجاله كلهم موثقون. (2)
3916 -
أن رجلًا نازعته الريح رداءه، على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلعنها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تلعنها فإنها مأمورة، وإنه من لعن شيئًا ليس له بأهل، رجعت اللعنة عليه".
قلت: رواه أبو داود في الأدب والترمذي في [اللعنة] وقال: غريب لا نعلم أحدًا أسنده غير بشر (3) بن عمر انتهى كلامه، وبشر بن عمر هذا هو الزهراني احتج به البخاري.
(1) أخرجه أبو داود (4906)، والترمذي (1976).
وفي إسناده الحسن عن سمرة وكذلك فيه عنعنة الحسن البصري.
(2)
أخرجه أبو داود (4905) وإسناده ضعيف فيه نمران بن عتبة قال: الذهبي "لا يدرى من هو". الميزان (4/ ت 9119)، وقال الحافظ: مقبول، التقريب (7237).
وله شاهد بلفظه. مرسل عند عبد الرزاق (19531) ومن طريقه البغوي في شرح السنة (3357) من حديث حميد بن هلال مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ورجاله ثقات. انظر: مختصر المنذري (7/ 228)، والصحيحة (1269).
(3)
أخرجه أبو داود (4908)، والترمذي (1978)، وابن حبان (5745).
وقال الحافظ في الفتح: رواته ثقات ولكنه أعل بالإرسال. وانظر: الصحيحة (528).
3917 -
قال صلى الله عليه وسلم: "لا يبلّغني أحد من أصحابي عن أحد شيئًا، فإني أحبّ أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر".
قلت: رواه أبو داود في الأدب والترمذي في المناقب وقال: غريب من هذا الوجه انتهى كلامه. (1)
3918 -
قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا، تعني: قصيرة، فقال:"لقد قلت كلمة لو مزج بها البحر لمزجته".
قلت: رواه أبو داود في الأدب (2) ولفظه: قالت: قلت: للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا، قال أبو داود: قال غير مسدد: تعني قصيرة، فقال: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته، قالت: وحكيتُ له إنسانًا، فقال:"ما أحب أني حكيت إنسانًا وأن لي كذا وكذا".
ورواه الترمذي أيضًا وقال: حسن صحيح.
ومزجته: أي غلبته بالمزج وصار البحر مغلوبًا بها.
3919 -
قال صلى الله عليه وسلم: "ما كان الفُحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه".
قلت: رواه الترمذي في البر عن محمد بن عبد الأعلى عن عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرزاق انتهى. (3)
(1) أخرجه أبو داود (4860)، والترمذي (3897).
وفي إسناده زيد بن زائد قال الذهبي: قال الأزدي: لا يصح حديثه، قلت: لا يعرف، الميزان (2/ 103)، وترجم له الحافظ في التقريب (2149) وقال: مقبول. وكذلك الوليد ابن أبي هشام قال في التقريب (7512): مستور.
(2)
أخرجه أبو داود (4875)، والترمذي (2502) وإسناده صحيح على شرط مسلم.
(3)
أخرجه الترمذي (1974) وإسناده صحيح على شرط الشيخين وكذلك أخرجه أحمد (3/ 165)، والبخاري في الأدب (601). وانظر: هداية الرواة (4/ 386).
وهذا سند لا غبار عليه، رجاله من أجل أئمة الدين وأعظم علماء المسلمين، خرج لهم الشيخان إلا محمد بن عبد الأعلى فإنه لم يخرج له البخاري (1) والله أعلم.
وقد تقدم تفسير الفحش في أحاديث الصحاح من هذا الباب.
وقال في الصحاح (2): الشين خلاف الزين، يقال: شانه يشينه، والمشاين: المعايب والمقابح.
3920 -
قال صلى الله عليه وسلم: "من عيَّر أخاه بذنب، لم يمت حتى يعمله".
قلت: رواه الترمذي في الزهد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل، ولهذا قال المصنف: أنه منقطع، لأن خالد بن معدان لم يدرك معاذًا. (3)
وقد قيل أن المراد من ذنب قد تاب منه.
3921 -
قال صلى الله عليه وسلم: "لا تُظهر الشماتة بأخيك، فيرحمه الله ويبتليك".
قلت: رواه الترمذي في الزهد: من حديث مكحول عن واثلة بن الأسقع وقال: حسن غريب (4) انتهى، ومكحول قد سمع من واثلة وأنس وأبي هند الداري، ويقال: إنه لم يسمع من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هؤلاء الثلاثة، وفي سند هذا الحديث: عمر
(1) وقال الحافظ: محمد بن عبد الأعلى الصنعاني: ثقة، التقريب (6100).
(2)
انظر: الصحاح للجوهري (5/ 2147).
(3)
أخرجه الترمذي (2505) وإسناده فيه انقطاع، وكذلك فيه علة أخرى وهي أن في إسناده محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني قال: الذهبي تركوه، وترجم له الحافظ في "التقريب" (5857) وقال: ضعيف، وانظر: الضعيفة (178).
(4)
أخرجه الترمذي (2506) وإسناده حسن. وهو كما قال: لولا أن فيه عنعنة مكحول فإنه صاحب تدليس كما قال الذهبي.
وانظر أجوبة الحافظ بن حجر في "أجوبته" على أحاديث المشكاة، وهداية الرواة (4/ 387 - 388).
بن إسماعيل بن مجالد، روى له الترمذي خاصة، قال الذهبي فيه: أتهم وكذبه ابن معين (1).
تنبيه: وقع في سند هذا الحديث في الترمذي عن أمية بن القاسم عن حفص بن غياث، قال المزي: كذا هو جميع نسخ الترمذي والصواب القاسم بن أمية (2).
3922 -
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أحب أني حكيت أحدًا وأن لي كذا وكذا".
قلت: قد تقدم التنبيه على هذا الحديث قبل ثلاث أحاديث، وأنه بعض حديث رواه الترمذي وصححه. (3)
3923 -
قال: جاء أعرابي فأناخ راحلته، ثم عقلها، ثم دخل المسجد، فصلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سلّم أتى راحلته فأطلقها، ثم ركب، ثم نادى: اللهم ارحمني ومحمدًا ولا تشرك في رحمتنا أحدًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أتقولون هو أضل أم بعيره؟ ألم تسمعوا إلى ما قال؟ " قالوا: بلى.
قلت: رواه أبو داود في الأدب من حديث جندب ورجاله رجال الصحيحين إلا أبا عبد الله الجشمي رواية عن جندب، فإنَّه لم يخرج له إلا أبو داود، وقال الذهبي: ولا أعلم أحدًا حدث عنه إلا الجريري. (4)
(1) انظر: قول الذهبي في الكاشف (2/ 55)، تكذيب ابن معين له في رواية ابن الجنيد (51)، وقال الحافظ: متروك، التقريب (4900).
(2)
انظر: تحفة الأشراف (9/ 80).
(3)
أخرجه الترمذي (2503)، وإسناده صحيح. انظر: الصحيحة (901).
(4)
أخرجه أبو داود (4885) وإسناده ضعيف، فيه أبو عبد الله الجشمي قال الحافظ في التقريب (8270): مجهول، ولكن القصة صحيحة من حديث أبي هريرة. كما في هداية الرواة (4/ 388).