الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذه المواعظ والأمثال التي يتعظ بها الناس، وأما قوله إن من القول عيالًا فعرضُك كلامك وحديثك على من لا تريده.
قال المنذري (1): وفي إسناده أبو تُميلة -يحيى بن واضح- الأنصاري المروزي، وثقه يحيى بن معين، وأبو حاتم الرازي، وأدخله البخاري في كتاب الضعفاء، فقال أبو حاتم الرازي: يحوَّل من هناك انتهى كلام المنذري.
وقال الذهبي: وقد وهم أبو حاتم إذ زعم أن البخاري تكلم فيه وذكره في الضعفاء فلم أر ذلك ولا كان ذلك فإن البخاري قد احتج به انتهى (2).
قلت: وإنما نقلت ذلك عن المنذري لنجيب، فإن يحيى بن واضح روى له الستة واحتجوا به.
باب حفظ اللسان والغيبة والشتم
من الصحاح
3873 -
قال صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا، أو ليسكت".
قلت: رواه الجماعة البخاري في الأدب والرقائق ومسلم في الأحكام وأبو داود في الأطعمة، لما في بقية الحديث من إكرام الضيف، والترمذي وابن ماجه في البر والنسائي في الرقائق من حديث أبي شريح الخزاعي. (3)
(1) مختصر السنن (7/ 292 - 293).
(2)
انظر كلام الذهبي في الميزان (4/ 413)، واعتذر أنه ما ذكره في الميزان إلا لذكر ابن الجوزي له في ضعفائه (3/ رقم 3760).
(3)
أخرجه البخاري (6019) و (6135) و (6476)، ومسلم (48)، والنسائي في الكبرى (11779)، وأبو داود (3748)، والترمذي (1967)، وابن ماجه (3672).
3874 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه، أضمن له الجنة".
قلت: رواه البخاري في المحاربين وفي الرقائق من حديث سهل بن سعد الساعدي وليس في مسلم، ورواه الترمذي في الزهد (1).
3875 -
قال صلى الله عليه وسلم: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم".
قلت: رواه البخاري والنسائي كلاهما في الرقائق من حديث عبد الله ابن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة. (2)
3876 -
وفي رواية: "يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب".
قلت: رواها الشيخان. (3)
3877 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر".
قلت: رواه الشيخان في الإيمان والترمذي في البر والنسائي في المحاربة كلهم من حديث أبي وائل عن عبد الله بن مسعود. (4)
3878 -
قال صلى الله عليه وسلم: "أيما رجل قال لأخيه: كافر فقد باء بها أحدهما".
قلت: رواه البخاري في الأدب بهذا اللفظ ومسلم في الإيمان والترمذي في الإيمان من حديث عبد الله بن عمر. (5)
(1) أخرجه البخاري (6474)، و (6807)، والترمذي (2408).
(2)
أخرجه البخاري (6478)، والنسائي في الكبرى (11773). وأوله:"إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقى لها بالا، يرفعه الله بها درجات .. ".
(3)
أخرجه البخاري (6477)، ومسلم (2988).
(4)
أخرجه البخاري (48)، ومسلم (64)، والترمذي (2635)، والنسائي (7/ 122).
(5)
أخرجه البخاري (6104)، ومسلم (60)، والترمذي (2637).
3879 -
قال صلى الله عليه وسلم: "لا يرمي رجل رجلًا بالفسوق، ولا يرميه بالكفر، إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك".
قلت: رواه البخاري في الأدب من حديث أبي ذر واسمه جندب بن جنادة. (1)
3880 -
قال صلى الله عليه وسلم: "من دعا رجلًا بالكفر، أو قال: عدو الله، وليس كذلك إلا حار عليه".
قلت: رواه مسلم في الإيمان من حديث أبي ذر. (2)
3881 -
قال صلى الله عليه وسلم: "المستبّان، ما قالا، فعلى البادىء، ما لم يعتد المظلوم".
قلت: رواه مسلم في الأدب من حديث أبي هريرة ولم يخرجه البخاري وخرجه أبو داود والترمذي. (3)
3882 -
قال صلى الله عليه وسلم: "إن اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة".
قلت: رواه مسلم وأبو داود كلاهما في الأدب من حديث أبي الدرداء ولم يخرجه البخاري. (4)
ومعناه: أنه لا يكون في الجملة التي تشهد يوم القيامة على الأمم التي كذبت أنبياءها على نبينا وعليهم الصلاة والسلام بالتبليغ إذا كذبهم قومهم.
3883 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قال الرجل: هلك الناس، فهو أهلكهم".
قلت: رواه مسلم وأبو داود كلاهما في الأدب من حديث أبي هريرة ولم يخرجه البخاري. (5)
(1) أخرجه البخاري (6045).
(2)
أخرجه مسلم (61).
(3)
أخرجه مسلم (2587)، وأبو داود (4894)، والترمذي (1981).
(4)
أخرجه مسلم (2598)، وأبو داود (4907).
(5)
أخرجه مسلم (2623)، وأبو داود (4983).
قال بعض الرواة وهو أبو إسحاق إبراهيم بن سفيان لا أدري أهلكُهم أو أهلكَهم بالنصب أو بالرفع، قال الحميدي (1): والأشهر الرفع أي أشدهم هلاكًا وذلك إذا قال ذلك على سبيل الازراء والاحتقار وتفضيل نفسه عليهم لأنه لا يدري سر الله في خلقه انتهى.
وقيل معناه: أنهم قد استحقوا العقوبة والمصير إلى العذاب فهوا أشد هلاكًا لأنه سد باب التوبة هو الرجاء من الله تعالى.
3884 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تجدون شر الناس يوم القيامة: ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه".
قلت: رواه الشيخان كلاهما في الأدب من حديث أبي هريرة. (2)
قال الطبري: وذم ذي الوجهين إذا كان في غير إصلاح، ولم يدع إليه ضرورة لا يمكن دفعها إلا به، أما إذا ادعت ضرورة فيوري بما يدفع به عن نفسه، بما لا كذب فيه أو كان في إصلاح ذات البين فهذا يرجى فيه سعة، ولو كان فيه كذب وسبيله سبيل الكذب والخداع في الحرب، والإصلاح بين الزوجين ونحو ذلك.
3885 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة قتّات".
قلت: رواه الشيخان في الأدب ومسلم في الإيمان وأبو داود في الأدب والترمذي في البر والنسائي في التفسير كلهم من حديث حذيفة ابن اليمان. (3)
والقتات: قال ابن الأثير (4): هو النمام، يقال: قتّ الحديث يقته إذا زوّره وهيأه وسوّاه وقيل: النمام: الذي يكون مع القوم يتحدَّثون فينُمّ عليهم. والقتات: الذي يتسمّع على القوم وهم لا يعلمون ثم ينمّ.
(1) انظر: الجمع بين الصحيحين للحميدي (3/ 287).
(2)
أخرجه البخاري (6058)، ومسلم (2526).
(3)
أخرجه البخاري (6056)، ومسلم (105)، وأبو داود (4871)، والترمذي (2026)، والنسائي في الكبرى (11614).
(4)
النهاية (4/ 11).
3886 -
ويروى: "لا يدخل الجنة نمام".
قلت: هذه الرواية رواها مسلم في الإيمان عن حذيفة أيضًا. (1)
3887 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرّى الصدق، حتى يكتب عند الله صديقًا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب، حتى يكتب عند الله كذابًا".
قلت: رواه الشيخان في الأدب من حديث منصور عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود. (2)
3888 -
وفي رواية: "إن الصدق بر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الكذب فجور، وإن الفجور يهدي إلى النار".
قلت: هذه الرواية في مسلم. (3)
3889 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، ويقول خيرًا وينمي خيرًا".
قلت: رواه الشيخان في الصلح ومسلم في الأدب. (4)
وفيه: قال ابن شهاب: ولم يرخّص في شيء مما يقول الناس إنه كذب، إلا في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها، قال عبد الحق الإشبيلي: وقول ابن شهاب: هذا رفعه مسلم من طريق أخرى عن أم كلثوم
(1) أخرجه مسلم (105).
(2)
أخرجه البخاري (6094)، ومسلم (2607).
(3)
أخرجه مسلم (2607).
(4)
أخرجه البخاري (2692)، ومسلم (2605)، وأبو داود (4920)، والترمذي (1938)، والنسائي في الكبرى (9123).
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولم أسمعه رخص في شيء مما يقول الناس .. الحديث بمثله (1)، ولم يرفعه البخاري، وأخرجه موقوفًا، وأسند الحديث المتقدم:"ليس الكذاب .. " كما أسنده مسلم، ورواه أبو داود في الأدب والترمذي في البر والنسائي في السير كلهم من حديث أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط (2).
وينمي بفتح الياء وسكون النون قال ابن الأثير (3): يقال: نميت الحديث أنميته، إذا بلّغته على وجه الإصلاح وطلب الخير، فإذا بلّغته على وجه الإفساد والنميمة، قلت: نميته، بالتشديد، هكذا قال أبو عبيد وابن قتيبة وغيرهما من العلماء.
3890 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم المداحين، فاحثوا في وجوههم التراب".
قلت: رواه مسلم في آخر الكتاب وأبو داود في الأدب وروى الترمذي معناه في الزهد وكذلك ابن ماجه في الأدب كلهم من حديث المقداد بن الأسود. (4)
وهو: المقداد بن عمرو الكندي ويكنى أبا معبد وإنما نسب إلى الأسود بن عبد يغوث لأنه كان قد تبناه وهو صغير، وقد حمل المقداد هذا الحديث على ظاهره ووافقه طائفة وكانوا يحثون التراب في وجهه حقيقة، وقال آخرون: معناه خيبوهم فلا تعطوهم شيئًا لمدحهم (5).
3891 -
قال: أثنى رجل على رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"ويلك قطعت عنق أخيك -ثلاثًا- من كان منكم مادحًا لا محالة، فليقل: أحسب فلانًا والله حسيبه، إن كان يرى أنه كذلك، ولا يزكي على الله أحدًا".
(1) انظر: المنهاج للنووي (16/ 239).
(2)
انظر: الجمع بين الصحيحين (4/ 276 - 277).
(3)
انظر: النهاية لابن الأثير (5/ 121).
(4)
أخرجه مسلم (3002)، وأبو داود (4804)، والترمذي (2393)، وابن ماجه (3742).
(5)
انظر: المنهاج للنووي (18/ 173).
قلت: رواه الشيخان البخاري في الشهادات وفي الأدب ومسلم في آخر الكتاب وأبو داود وابن ماجه كلاهما في الأدب. (1)
وقطعت عنق أخيك: أي أهلكته، وهذه استعارة من قطع العنق الذي هو القتل لاشتراكهما في الهلاك ولكن هلاك هذا الممدوح في دينه وقد يكون من جهة الدنيا لا يحصل له من الإعجاب.
3892 -
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتدرون ما الغيبة؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:"ذكرك أخاك بما يكره"، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: "إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن، فقد بهته".
قلت: رواه مسلم في البر والصلة وأبو داود في الأدب والترمذي في البر والنسائي في التفسير، ولفظ أبي داود والترمذي "قيل يا رسول الله ما الغيبة؟ قال: ذكرك أخاك بما يكره"، وساقه بلفظه ولم يخرج البخاري هذا الحديث. (2)
وبهته معناه: كذبت عليه.
تنبيه: وقع في جامع الأصول (3) عزو الحديث إلى أبي داود والترمذي خاصة وهو ثابت في مسلم كما بينته.
3893 -
قوله في المصابيح: ويروى: "إذا قلت: لأخيك ما فيه، فقد اغتبته وإذا قلت ما ليس فيه، فقد بهته".
قلت: رواه المصنف في شرح السنة من حديث شعبة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة يرفعه ولم أره في مسلم. (4)
(1) أخرجه البخاري (6162)، ومسلم (3000)، وأبو داود (4805)، وابن ماجه (3744).
(2)
أخرجه مسلم (2589)، وأبو داود (4874)، والترمذي (1934)، والنسائي في الكبرى (11518).
(3)
جامع الأصول (8/ 447).
(4)
أخرجه البغوي في شرح السنة (13/ 139) رقم (3561).
3894 -
أن رجلًا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ائذنوا له، فبئس أخو العشيرة"، فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه، وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله! قلت له كذا وكذا، ثم تطلّقت في وجهه، وانبسطت إليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"متى عهدتني فحّاشًا؟ إنّ شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة: من تركه الناس اتقاء شرّه".
قلت: رواه البخاري في الأدب وترجم عليه بباب: ما يجوز من اغتياب أهل الفساد وأهل الريب، وروى مسلم وأبو داود كلاهما في الأدب معناه وكذلك الترمذي في البر. (1)
3895 -
قوله في المصابيح: ويروى: "اتقاء فحشه".
قلت: هذه رواها مسلم في الأدب. (2)
والعشيرة: الأدنودن من القرابة وهم بنو الأب، وقيل: الشعوب ثم العماير ثم البطون ثم الأفخاد ثم العشيرة، وقيل: العشيرة: القبيلة.
قوله: "اتقاء فحشه" الفحش: أصله زيادة الشيء على مقداره وقال بعضهم: كلما نهى الله عنه فهو فاحشة، وقيل: الفاحشة ما اشتد فحشه من الذنوب.
وهذا الرجل هو عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، وقيل: هو مخرمة بن نوفل الزهري، والد المسور بن مخرمة (3).
وفي هذا الحديث دليل على جواز تعريف الناس، بأمر من كان كذلك ليحذروه وينزجروا عن مذهبه، ولعله كان مجاهرًا بفعله، والمجاهرة بذكر أمره، ولا غيبة في ذكره بما جاهر به وهو أرجح ما يحمل عليه قوله صلى الله عليه وسلم:"لا غيبة لفاسق" أي فيما جاهر به، وكذلك لا غيبة لأمير جائر ولا صاحب بدعة.
(1) أخرجه البخاري (6032)، ومسلم (2591)، وأبو داود (4791)، والترمذي (1996).
(2)
أخرجه مسلم (2591).
(3)
انظر: مختصر سنن أبي داود للمنذري (7/ 169)، والمنهاج للنووي (16/ 217).