المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

قلت: رواه الشيخان من حديث أم هانئ بنت أبي طالب، - كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح - جـ ٤

[الصدر المناوي]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب اللباس

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الخاتم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب النعال

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الترجل

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب التصاوير

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الطب والرقى

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الفأل والطيرة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الكهانة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الرؤيا

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الأدب

- ‌باب السلام

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الاستئذان

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المصافحة والمعانقة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب القيام

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الجلوس والنوم والمشي

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب العطاس والتثاؤب

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الضحك

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الأسامي

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب البيان والشعر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب حفظ اللسان والغيبة والشتم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الوعد

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المزاح

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المفاخرة والعصبية

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب البر والصلة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الشفقة والرحمة على الخلق

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الحب في الله

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ما يُنهى عن التهاجُر والتقاطُع واتباع العورات

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الحذر والتأني في الأمور

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الرفق والحياء وحسن الخلق

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الغضب والكبر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الظلم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الأمر بالمعروف

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الرقاق

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب فضل الفقراء، وما كان من عيش النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الأمل والحرص

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب استحباب المال والعمر للطاعة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب التوكل والصبر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الرياء والسمعة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب البكاء والخوف

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب تغير الناس

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب فيه ذكر الإنذار والتعذير

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الفتن

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الملاحم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب أشراط الساعة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب العلامات بين يدي الساعة وذكر الدجال

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب قصة ابن صياد

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب نزول عيسي عليه السلام

- ‌من الصحاح

- ‌باب قرب الساعة، وأن من مات، فقد قامت قيامته

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب لا تقوم الساعة إلا على الأشرار

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

الفصل: قلت: رواه الشيخان من حديث أم هانئ بنت أبي طالب،

قلت: رواه الشيخان من حديث أم هانئ بنت أبي طالب، واسمها فاختة في حديث طويل ذكرت فيه صلاة الضحى، وليس في الصحيحين لأم هانئ غير هذا الحديث المتضمن لصلاة النبي صلى الله عليه وسلم الضحى عام الفتح. (1)

3755 -

قال: قبَّلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد، ما قبلت منهم أحدًا، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ قال:"من لا يرحم لا يُرحم".

قلت: رواه البخاري وأبو داود كلاهما في الأدب، ومسلم في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم، والترمذي في البر أربعتهم من حديث الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة. (2)

‌من الحسان

3756 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلمَيْن يلتقيان فيتصافحان، إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا".

قلت: رواه أبو داود وابن ماجه كلاهما في الأدب والترمذي في الاستئذان ثلاثتهم من حديث أبي إسحاق عن البراء بن عازب يرفعه، قال الترمذي: حسن غريب، من حديث أبي إسحاق عن البراء. انتهى. (3)

وفي إسناده: الأجلح واسمه يحيى بن عبد الله الكندي قال ابن معين: ثقة، ومرة ليس به بأس، وقال ابن عديّ: يعد في شيعة الكوفة، وهو عندي مستقيم الحديث صدوق،

(1) أخرجه البخاري (3171)، ومسلم (336).

(2)

أخرجه البخاري (5997)، ومسلم (2318)، وأبو داود (5218)، والترمذي (1911).

(3)

أخرجه أبو داود (5212)، وابن ماجه (3703)، والترمذي (2727).

وإسناده ضعيف، لضعف الأجلح وهو ابن عبد الله بن حجية الكندي ترجم له الحافظ في "التقريب" (287) وقال: صدوق شيعي، وقد رواه أبو داود الأعمى وأبو بحر عبد الرحمن بن عثمان وزيد بن أبي الشعثاء وأبو الحكم عن البراء من طرق ضعيفة أيضًا لا تقوي الحديث.

ص: 166

وقال أبو زرعة الرازي: ليس بقوي وقال أبو حاتم: ليس بقوي، كان كثير الخطأ، يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال الإمام أحمد: روي عنه غير حديث منكر، وقال السعدي: الأجلح مفتري قال ابن حبَّان: كان لا يدري ما يقول، يجعل أبا سفيان أبا الزبير ويقلب الأسامى. قوله في المصابيح:

- وفي رواية: "إذا التقى المسلمان، فتصافحا، وحمدا الله واستغفراه، غفر لهما".

قلت: رواه أبو داود من حديث البراء، وفي إسناده: اضطراب (1) وفي إسناده: أبو بَلْج بفتح الباء الموحدة وسكون اللام وبعدها الجيم، ويقال: أبو صالح يحيى بن سليم، ويقال: يحيى بن أبي سليم ويقال: ابن أبي الأسود الفزاري الواسطي ويقال: الكوفي متكلم فيه (2).

3757 -

قال رجل: يا رسول الله الرجل منا يلقاه أخاه أو صديقه، أينحني له؟ قال:"لا"، قال: أفيلتزمه ويقبله؟ قال: "لا"، قال: أفيأخذ بيده ويصافحه؟ قال: "نعم".

قلت: رواه الترمذي في الاستئذان وابن ماجه في الأدب كلاهما من حديث حنظلة بن عبيد الله عن أنس. (3)

3758 -

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تمام عيادة المريض: أن يضع أحدكم يدَه على جبهته، أو على يده، فيسأله كيف هو؟ وتمام تحياتكم بينكم المصافحة"(ضعيف).

(1) أخرجه أبو داود (5211).

(2)

قال الحافظ: صدوق ربما أخطأ، التقريب (8060).

(3)

أخرجه الترمذي (2728)، وابن ماجه (3702) وإسناده ضعيف لضعف حنظلة السدوسي ذكره الحافظ في التقريب (1592) وقال: ضعيف.

ص: 167

قلت: رواه الترمذي في الاستئذان من حديث علي بن زيد عن القاسم عن أبي أمامة، وقال: ليس إسناده بذاك، وقال في موضع آخر: علي بن زيد يضعف في الحديث، ورواه أحمد بإسناد الترمذي بلفظ آخر. (1)

3759 -

قالت: قدم زيدُ بن حارثة المدينة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، فأتاه فقرع الباب، فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم عريانًا، يجر ثوبه -والله ما رأيته عريانًا قبله ولا بعده- فاعتنقه وقَبّله.

قلت: رواه الترمذي في الاستئذان وقال: حسن غريب، لا نعرفه من حديث الزهري (2) إلا من هذا الوجه يعني من طريق محمَّد بن إسحاق عن الزهري عن عروة عن عائشة، وإن لم يحمل هذا الحديث على أنه خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم وإلا عارضه حديث أنس المتقدم أو يحمل هذا ما إذا قدم من سفر وحديث أنس على غير المسافر.

3760 -

سئل أبو ذر هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصافحكم إذا لقيتموه؟ قال: ما لقيته قط إلا صافحني، وبعث إليّ ذات يوم، ولم أكن في أهلي، فلما جئت أُخبرت، فأتيته وهو على سرير، فالتزمني، فكانت تلك أجود وأجود.

قلت: رواه أبو داود في الأدب من حديث أيوب بن بشير عن رجل من عنزة أنه قال لأبي ذر: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصافحكم الحديث، ورجل من عنزة مجهول (3).

(1) أخرجه الترمذي (2731)، وأحمد (5/ 260)، وقال الترمذي: هذا إسناد ليس بالقوي، قال محمَّد -البخاري-: وعبيد الله بن زخر، ثقة، وعلي بن يزيد ضعيف، والقاسم بن عبد الرحمن يكنى أبا عبد الرحمن، وهو مولى عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية وهو ثقة والقاسم شامي، وانظر: الضعيفة (1288).

(2)

أخرجه الترمذي (2732) وإسناده ضعيف.

(3)

أخرجه أبو داود (5214) وإسناده ضعيف. وهذا قول المنذري في مختصر المنذري لأبي داود (8/ 82).

وأخرجه أحمد (5/ 167 - 168)، والطيالسي (475)، والبيهقيُّ في شعب الإيمان (8960).

ص: 168

وذكر البخاري هذا الحديث في تاريخه الكبير وقال: مرسل (1).

3761 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جئته: "مرحبًا بالراكب المهاجر".

قلت: رواه الترمذي في الاستئذان من حديث موسى بن مسعود عن سفيان عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد عن عكرمة بن أبي جهل (2) قال: وفي الباب عن بريدة وابن عباس وأبي جحيفة، قال أبو عيسى: هذا حديث ليس إسناده بصحيح لا نعرفه إلا من هذا الوجه، من حديث موسى بن مسعود عن سفيان، وموسى بن مسعود ضعيف في الحديث انتهى كلام الترمذي. وموسى بن مسعود روى له البخاري (3).

3762 -

رجل من الأنصار، قال: بينما هو يحدث القوم، وكان فيه مزاح، بينما يضحكهم، فطعنه النبي صلى الله عليه وسلم في خاصرته بعود، فقال: أَصبرني قال:: "اصطَبر"، قال: إنّ عليك قميصًا وليس عليّ قميص! فرفع النبي صلى الله عليه وسلم عن قميصه، فاحتضنَه وجعل يقبل كشحه قال: إنما أردت هذا يا رسول الله.

قلت: رواه أبو داود في الأدب من حديث أسيد بن حضير بهذا اللفظ وسكت عليه (4).

قوله: أصبرني أي: أقدني من نفسك، وقوله: واصطبر، معناه: استقد، يقال: أصبر فلان من خصمه واصطبر أي: اقتص، وأصبره الحاكم أي أقصه من خصمه قاله في

(1) انظر: التاريخ الكبير (1/ 409) ذكره عن أيوب بن بشير، عن أبي ذر، بلا واسطة، وقال: مرسل.

(2)

أخرجه الترمذي (2735) وإسناده ضعيف.

(3)

قال الحافظ: موسى بن مسعود النهدي: صدوق سيء الحفظ، وكان يصحّف، وحديثه عند البخاري في المتابعات. انظر: التقريب (7059).

(4)

أخرجه أبو داود (224). وقال: "ليس إسناده بصحيح، ولا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه من حديث موسى بن مسعود عن سفيان، وموسى بن مسعود ضعيف في الحديث، وروى هذا الحديث: عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق ..... مرسلًا".

ص: 169

النهاية (1)، والكشح: بفتح الكاف وسكون الشين، المعجمة وبالحاء المهملة ما بين الخاصرة والضلع.

قال الخطابي (2): وفيه حجة لمن رأى القصاص في الضربة بالسوط واللطمة وبالكف ونحو ذلك ما لا يوقف له على حد معلوم ينتهى إليه، وقد روي ذلك عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وذهب قتادة والحسن إلى أنه لا قصاص في اللطمة ونحوها، وهو قول الشافعي وأبي حنيفة ومالك رضي الله عنهم، ومعنى احتضنه أخذه في حضنه.

3763 -

أن النبي صلى الله عليه وسلم تلقّى جعفر بن أبي طالب فالتزمه وقَبّل بين عينيه.

قلت: رواه أبو داود في الأدب من حديث أجلح عن الشعبي مرسلًا (3) ولم يذكر البياضي، وأجلح تقدم الكلام عليه في أول حديث من الحسان وروى له أصحاب السنن ووثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائيُّ وهو شيعي، وقال: شريك عنه أنَّه قال: سمعنا أنَّه ما سب أبا بكر وعمر أحدٌ إلا افتقر أو قتل.

3764 -

في قصة رجوعه من أرض الحبشة، قال: فخرجنا، حتى أتينا المدينة، فتلقّاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتنقني، ثمَّ قال:"ما أدري أنا بفتح خيبر أفرح، أو بقدوم جعفر؟ " ووافق ذلك فتح خيبر.

قلت: رواه في شرح السنة مقطوعًا (4) كالمصابيح وأخرجه الحافظ أبو القاسم عبد الله بن محمَّد بن عبد العزيز البغوي في "معجم الصحابة" ولفظه: "لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) النهاية (3/ 8).

(2)

معالم السنن (4/ 144 - 145).

(3)

أخرجه أبو داود (5220). وقد وصله البغوي في "معجم الصحابة" من حديث جابر والطبراني في الصغير (30) من حديث أبي جحيفة ذكره الحافظ ابن حجر -ناقلًا من المؤلف كما سيأتي- في هداية الرواة (4/ 330).

(4)

أخرجه البغوي في شرح السنة (12/ 291) وقد وصله البزار (1328). =

ص: 170

قدوم جعفر وفتح خيبر، قال: ما أدري بأيهما أنا أشد فرحًا بقدوم جعفر أو بفتح خيبر، قال: ثم التزمه وقبّل ما بين عينيه".

وأخرجه مرفوعًا: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه من طريق آخر، قال جابر: لما قدم جعفر بن أبي طالب تلقاه النبي صلى الله عليه وسلم فلما نظر جعفر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حجل، قال سفيان: حجل: مشى على رِجل واحدة إعظامًا منه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عينيه، ورواه الطبراني في معجمه الصغير من حديث أبي جحيفة قال: قدم جعفر بن أبي طالب على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أرض الحبشة فقبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين عينيه، وقال: ما أدري أنا بقدوم جعفر أسر أم بفتح خيبر، وأخرجه الحافظ الغساني في معجمه.

والحجل: أن يرفع رجلًا ويقفز على الأخرى ويفعل ذلك من شدة الفرح وقد يكون بالرجلين وهذا هو الظاهر هنا والله أعلم.

قلت: وعبد الله بن محمَّد البغوي صاحب المعجم المذكور هو شيخ شيخ شيخ المصنف فإن المصنف يروي في "شرح السنة" عن عبد الواحد المليحي عن عبد الرحمن بن أبي شريح عن أبي القاسم عبد الله بن محمَّد البغوي، وكان أبو القاسم البغوي محدث بغداد ومسندها سمع من أحمد وممن هو أسند منه (1).

3765 -

قال: لما قدمنا المدينة جعلنا نتبادر من رواحلنا فنقبل يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجله.

قلت: رواه أبو داود في الأدب من حديث زارع أتم من هذا (2) فقال فيه: وانتظر المنذر الأشج حتى أتى عينيه فلبس ثوبيه ثمَّ أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: إن فيك خصلتين يحبهما

= قلت: وإسناده ضعيف لأنَّ مجالد بن سعيد ليس بالقوي وترجم له الحافظ في "التقريب"(6520) ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره. وقد خالفه ثقتان عن الشعبي قال

فأرسله. انظر: هداية الرواة (4/ 331).

(1)

ولد أبو القاسم البغوي سنة 214 هـ وتوفي رحمه الله سنة 317 هـ عن مائة وثلاث سنين وشهر. انظر لترجمته: تاريخ بغداد (10/ 111 - 117) وتذكرة الحفاظ للذهبي (2/ 737 - 740).

(2)

أخرجه أبو داود (5225) وفي إسناده أم أبان بنت الوازع قال الذهبي: تفرد عنها مطر الأعنق وترجم لها الحافظ في "التقريب"(8798) وقال: مقبولة.

ص: 171

الله الحلم والأناة، قال: يا رسول أنا أتخلق بهما أم الله جبلني عليهما قال: بل الله جبلك قال: الحمد لله الذي جبلني على خلقتين يحبهما الله ورسوله.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة وقال: ولا أعلم لزارع غيره، وهو ابن عامر ويقال: ابن عمرو العبدي وكان في وفد عبد القيس وهو بفتح الزاي المعجمة وبعد الألف راء مهملة مكسورة وعين مهملة (1).

3766 -

قالت: ما رأيت أحدًا كان أشبه سمتًا وهدبًا، ودلًا وفي رواية: حديثًا، وكلامًا برسول الله صلى الله عليه وسلم: من فاطمة، كانت إذا دخلت عليه، قام إليها فأخذ بيدها، فقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان إذا دخل عليها، قامت إليه، فأخذت بيده فقبلتها وأجلسته في مجلسها.

قلت: رواه أبو داود بالروايتين في الأدب والترمذي في المناقب والنسائيُّ فيه ثلاثتهم من حديث عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه. (2)

والسمت: بفتح السين المهملة وسكون الميم وبالتاء المثناة من فوق قال الجوهري (3): طريق أهل الخير.

(1) وهذا كلام المنذري في مختصر سنن أبي داود (8/ 90 - 91) قال الحافظ: الزارع بن عامر، ويقال ابن عمرو العبدي، عِداده في أعراب البصرة

وأخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، روت عنه ابنة ابنه أم أبان بنت الوازع، وذكر أبو الفتح الأزدي أنها تفردت بالرواية عنه. انظر الإصابة (2/ 546)، والاستيعاب لابن عبد البر (1/ 569).

(2)

أخرجه أبو داود (5217)، والترمذي (3872)، والنسائيُّ في الكبرى (8369). وإسناده قال الحاكم: صحيح.

(3)

انظر الصحاح (1/ 254).

ص: 172

قال الزمخشري (1): قالوا: ما أحسن سمته أي طريقته التي ينتجها في تحرّ من الخير والتّزي بزي الصالحين، والهَدْي السيرة النبوية يقال: هدى هدّى فلان أي سار سيرته واهدوا هَدْي عمار.

والدل: حسن الشمائل قال ابن الأثير (2): الدلال والهدي والسمت عبارة عن الحالة التي يكون عليها الإنسان من السكينة والوقار، وحسن السيرة والطريقة، واستقامة المنظر والهيئة، وقال: صنف الحافظ الأصفهاني المعروف بابن المقري جزءًا لطيفًا في التوسع في تقبيل اليد (3)، وذكر فيه حديث ابن عمر وابن عباس وجابر بن عبد الله وبريدة بن الحصيب وصفوان بن عسال وزارع بن عامر العبدي في ذلك، وذكر فيه آثارًا صحيحة عن الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين، واعلم أن تقبيل يد الغير إن كان لزهده وصلاحه أو علمه أو شرفه وصيانته أو نحو ذلك فمستحب، وإن كان لدنياه وشوكته وجاهه فمكروه، كراهة شديدة، وقال المتولي: لا يجوز ذلك، ولعل ما نقل عن مالك من الكراهة لتقبيل اليد محمول على ما قلناه.

وفي حديث عائشة هذا دليل على التوسع في القيام على وجه الإكرام بل وللإعظام لمن ينبغي أن يعظم قدره (4).

3767 -

قال: دخلت مع أبي بكر أول ما قدم المدينة، فإذا عائشة ابنته مضطجعة، قد أصابتها حمى، فقال: كيف أنت يا بنية؟ وقبّل خدها.

(1) انظر: الفائق (2/ 199).

(2)

انظر: النهاية (2/ 131)، وليس فيه ذكر الجزء.

(3)

قد طبع هذا الجزء باسم: الرخصة في تقبيل اليد للحافظ أبي بكر محمَّد بن إبراهيم ابن المقرئ (ت 381 هـ) طبعته دار العاصمة بالرياض في عام 1408 هـ ويقع في 111 صفحة مع المقدمة والفهارس.

(4)

انظر لهذه المسألة: بدر التمام في مسألة القيام للشيخ الألباني رحمه الله.

ص: 173

قلت: رواه أبو داود في الأدب من حديث البراء بن عازب (1) وسكت عليه، وعن ابن عمر أنه كان يقبّل ابنه سالمًا، ويقول: اعجبوا من شيخ يقبل شيخًا (2).

وعن سهل بن عبد الله التستري السيد الجليل رضي الله عنه أنه كان يأتي أبا داود السجستاني ويقول: أخرج لسانك الذي تحب به رسول الله صلى الله عليه وسلم لأقبله فيقبله (3)، وأفعال السلف في هذا الباب أعني للتقبيل للإكرام لا تحصر.

3768 -

أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بصبي، فقبله، فقال:"أما إنهم مَبْخلة مَجْبنة، وإنهم لمن ريحان الله".

قلت: رواه في "شرح السنة" بسند ضعيف من حديث عائشة. (4)

والمبخلة والمجبنة: مفعلة من البخل والجبن، والمعنى: أن الولد يوقع أباه في البخل اتقاء على ماله له، وفي الجبن خوفًا من أن يقتل في الحرب فيضيع ولده من بعده.

والواو في قوله صلى الله عليه وسلم: وإنهم لمن ريحان الله، للحال ومعناه: قيل: من رزق الله سبحانه وتعالى قال تعالى: {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ} أراد الرزق وهو الحب، ويحوز أن يراد بالريحان: المشموم لأنهم يشمون ويقبلون فكأنهم من حملة الرياحين التي أنبتها الله تعالى.

(1) أخرجه أبو داود (5222) وفي إسناده أبو إسحاق السبيعي وهو مختلط وزد على ذلك أنه مدلّس وقد عنعن. وترجم له الحافظ في التقريب (5100) وقال: ثقة مكثر عابد من الثالثة اختلط بآخره.

(2)

انظر: تهذيب الكمال (10/ 150).

(3)

انظر: المصدر السابق (11/ 366).

(4)

أخرجه البغوي (3448) وإسناده ضعيف فيه ابن لهيعة وترجم له الحافظ في "التقريب"(3587) وقال: صدوق خلط بعد احتراق كتبه.

ص: 174