الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله صلى الله عليه وسلم: سليني ما شئت من مالي، يجوز أن تكون مالي مجرورًا بمن، ويجوز أن تكون ما موصولة مجرورة بمن والجار والمجرور صلته أي من الذي لي (1).
من الحسان
4277 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمتي هذه أمة مرحومة، ليس عليها عذاب في الآخرة، عذابها في الدنيا: الفتن والزلازل والقتل".
قلت: رواه أبو داود والحاكم في المستدرك كلاهما في الفتن من حديث أبي موسى وصححه الحاكم وأقره الذهبي في مختصر المستدرك على تصيححه (2) وفي ذلك نظر، فإن في سند أبي داود والحاكم المسعودي وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله ابن مسعود الهذلي الكوفي، واستشهد به البخاري وتكلم فيه غير واحد، وقال العقيلي تغير في آخر عمره، في حديثه اضطراب، وقال ابن حبان: اختلط حديثه فلم يميز واستحق الترك (3).
(1) انظر: المنهاج للنووي (3/ 98).
(2)
أخرجه أبو داود (4278)، والحاكم (4/ 444). والمسعودي وإن كان قد اختلط إلا أنه رواه عنه معاذ بن معاذ العنبري، عند الروياني في مسنده (1/ 334 رقم 505)، وقد اختلف فيه على أبي بردة فرواه عن أبي بردة عن أبي موسى سعيد بن أبي بردة كما عند أحمد (4/ 410) أيضًا. وكذلك معاوية بن إسحاق وذكر البخاري في التاريخ الكبير (1/ 38 - 39) طرق هذا الحديث وبين ما فيها من اضطراب وأضاف كذلك علة أخرى من كلامه أنه مخالف للأحاديث الصحيحة التي تكاد أن تكون متواترة بأن أناسًا من أمة محمَّد صلى الله عليه وسلم يدخلو النار ثم يخرجون منها بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم. وانظر: السلسلة له الصحيحة (959).
(3)
عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة الكوفي المسعودي، قال الحافظ: صدوق، اختلط قبل موته، وضابطه: أن من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط. انظر: التقريب (3944). وانظر للتفصيل: تهذيب الكمال (17/ 219 - 227).
4278 -
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن هذا الأمر بدأ نبوة ورحمة، ثم يكون خلافة ورحمة، ثم ملكًا عضوضًا، ثم كائن جبرية وعتوًا وفسادًا في الأرض، يستحلون الحرير، والفروج، والخمور، يرزقون على ذلك، وينصرون، حتى يلقوا الله تعالى".
قلت: لم أره في شيء من الكتب الستة ورواه البيهقي في شعب الإيمان والدارمي في الأشربة كلاهما من حديث أبي عبيدة، ولفظ الدارمي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أول دينكم نبوة ورحمة، ثم ملكًا ورحمة، ثم ملكًا أعفر ثم ملك وجبروت يستحل فيها الخمر والحرير" وإسناده جيد. (1)
قوله صلى الله عليه وسلم: ثم يصير ملكًا عضوضًا، هو أن يصيب الرعية فيه عسف فكأنهم يعضون فيه عضًّا والعضوض من أبنية المبالغة.
4279 -
قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أول ما يُكفأ -قال الراوي يعني: الإِسلام-، كما يُكفأ الإناء -يعني: الخمر-"، فقيل: كيف يا رسول الله وقد بين الله فيها ما بين؟ قال: "يسمونها بغير اسمها فيستحلونها".
قلت: رواه الدارمي في كتاب الأشربة عن زيد بن يحيى عن محمَّد بن راشد عن أبي وهب الكلاعي، واسمه: عبد الله، عن القاسم بن محمَّد عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
الحديث، ورجاله موثقون. (2)
قوله صلى الله عليه وسلم: أول ما يكفأ، أي يمال فيفرغ من قولهم: كفأت القدر إذا كببتها لتفرغ ما فيها. قوله: يعني الإِسلام، قال بعضهم هو نصب على نزع الخافض أي من الإسلام.
قوله: الخمر، هو خبر إن، والمعنى: أن أول ما يغير من الإِسلام من الأشياء المحرمة تغييرًا سريعًا يشبه كفء الإناء بما فيه الخمر بأن يغيروا اسمها متأولين في تحليلها فيسمونها باسم النبيذ والمثلث.
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (5616)، والطيالسي (228)، والدارمي (2/ 114). انظر: الصحيحة (89).
(2)
أخرجه الدارمي (2/ 114). وانظر: الفتح (10/ 53)، وقال الشيخ الألباني رحمه الله إسناده حسن، انظر: الصحيحة (89).