الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والدجال: سمي بذلك قيل: لأنه ممسوح العين، وقيل: لمسحه الأرض حين يخرج، وقيل: غير ذلك، قال القاضي (1): ولا خلاف عند أحد من الرواة في اسم عيسى أنه بفتح الميم وكسر العين مخففة، واختلف في الدجال فأكثرهم يقوله مثله، ورواه بعضهم مسيح بكسر الميم والسين المشددة، وقال غير واحد كذلك إلا أنه بالخاء المعجمة، وقال بعضهم بكسر الميم وتخفيف السين.
وجعد قطط: بفتح القاف والطاء على المشهور، ورواه القاضي: بفتح الطاء وكسرها أي شديد الجعودة أو بخيل يقال: جعد اليدين أو شديد الخلق، وطافية: يروى بهمزة وبغير همز، فبالهمز أي ذهب ضوءها، وبغيره أي ناتئة وقد تقدم.
قوله صلى الله عليه وسلم: كأشبه من رأيت بابن قطن، قال النووي: ضبطنا رأيت بضم التاء وفتحها وقطن: بفتح القاف والطاء المهملة (2).
من الحسان
4386 -
في حديث تميم الداري قال صلى الله عليه وسلم: "فإذا أنا بامرأة تجر شعرها، قال: ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة، اذهب إلى ذلك القصر، فأتيته فإذا رجل يجر شعره، مسلسل في الأغلال، ينزو فيما بين السماء والأرض"، فقلت: من أنت؟ قال: "أنا الدجال".
قلت: رواه أبو داود في الفتن (3) من حديث سلمة عن فاطمة بنت قيس في الملاحم، وفي إسناده: عثمان بن عبد الرحمن وهو أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو عبد الله عثمان بن عبد الرحمن القرشي مولاهم الحراني الطرائفي قيل له ذلك لأنه كان يتتبع طرائف الحديث، قال ابن نمير: كذاب، قال أبو عروبة: عنده عجائب قال ابن حبان لا يجوز
(1) انظر: إكمال المعلم (1/ 521)، والمنهاج (2/ 304).
(2)
انظر: إكمال المعلم (1/ 519 - 524)، والمنهاج (2/ 302 - 307).
(3)
أخرجه أبو داود (4325) وإسناده صحيح.
عندي الاحتجاج بروايته، قال إسحاق بن منصور: ثقة، وقال أبو حاتم الرازي: صدوق وأنكر على البخاري إدخال اسمه في كتاب الضعفاء وقال تحول منه (1).
وينزو: أي يثب وقد يكون في الأجسام والمعاني.
4387 -
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إني حدثتكم عن الدجال، حتى خشيت أن لا تعقلوا، أن المسيح الدجال رجل قصير، أفحج، جعد، أعور، مطموس العين، ليست بناتئة، ولا جحراء فإن ألبس عليكم، فاعلموا أن ربكم ليس بأعور".
قلت: رواه أبو داود في الملاحم والنسائي من حديث عبادة بن الصامت. (2)
وفي سنده: بقية بن الوليد.
وأفحج: بالفاء وبعدها الحاء المهملة وبعد الجيم.
قال في النهاية (3): أفحج متباعد ما بين الفخذين، ومطموس العين أي ممسوحها.
قوله صلى الله عليه وسلم: ليست بناتئة ولا جحراء هذه اللفظة ذكرها ابن الأثير (4) في باب الجيم والحاء المهملة قال أي غائرة منحجرة في نقرتها قال: وقال الأزهري: هي بالخاء المعجمة وأنكر الحاء، وقال أعني ابن الأثير في باب الجيم والخاء المعجمة: عين الدجال ليست بناتئة ولا جخراء.
قال الأزهري (5): الجخراء: الضيقة التي لها غمص ورمص، ومنه قيل للمرأة جخراء، إذا لم تكن نظيفة المكان، ويُروى بالحاء المهملة انتهى كلامه.
(1) قال عنه الحافظ: صدوق، أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل فضعّف بسبب ذلك حتى نسبه ابن نمير إلى الكذب، وقد وثقه ابن معين، انظر: التقريب (4526)، وللتفصيل: تهذيب الكمال (19/ 428 - 431) رقم (3838).
(2)
أخرجه أبو داود (4320)، والنسائي في الكبرى (7764). وفي إسناده بقية بن الوليد وقد سبق الكلام عليه.
(3)
النهاية (3/ 415).
(4)
المصدر السابق (1/ 240 و 242).
(5)
انظر: تهذيب اللغة (7/ 46).
4388 -
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنه لم يكن نبي بعد نوح إلا قد أنذر الدجال قومه، وإني أنذركموه" فوصفه لنا، فقال:"لعله سيدركه بعض من رآني، أو سمع كلامي"، فقالوا: يا رسول الله! فكيف قلوبنا يومئذ؟ قال: "مثلها يعني: اليوم أو خير".
قلت: رواه أبو داود في السنة والترمذي في الفتن من حديث عبد الله بن سراقة عن أبي عبيدة يرفعه، وقال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث خالد الحذاء انتهى. (1)
وعبد الله بن سراقة: حسن له الترمذي، وقال: له صحبة، لكن ذكر البخاري أن عبد الله بن سراقة: لا يعرف له سماع من أبي عبيدة.
4389 -
قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها: "خراسان، يتبعه أقوام، كأن وجوههم المجان المطرقة".
قلت: رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما في الفتن من حديث عمرو بن حريث عن أبي بكر الصديق، وقال الترمذي: حسن غريب انتهى. (2)
وقد تقدم تفسير المجان المطرقة.
4390 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سمع بالدجال، فلينأ منه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن، فيتبعه مما يبعث به من الشبهات".
قلت: رواه أبو داود في الملاحم من حديث عمران بن حصين وسكت عليه وفلينأ منه: أي فليباعد منه. (3)
(1) أخرجه أبو داود (4756)، والترمذي (2234) وفي إسناده عبد الله بن سراقة قال الذهبي: لا يعرف له سماع من أبي عبيدة. قاله البخاري، ولا روى عنه سوى عبد الله بن شقيق العقيلي. وقال الحافظ: وثقه العجلي، ثم ذكر قول البخاري. انظر: التقريب (3363).
(2)
أخرجه الترمذي (2237)، وابن ماجه (4072) وإسناده صحيح كما قال الحاكم (4/ 527)، ووافقه الذهبي.
(3)
أخرجه أبو داود (4319)، قال الحاكم (4/ 53): صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
4391 -
قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يمكث الدجال في الأرض أربعين سنة: السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، واليوم كاضطرام السعفة في النار".
قلت: رواه الإمام أحمد عن عبد الرزاق عن معمر عن أبي خيثمة عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد وساقه بهذا اللفظ، وهو من زوائد المسند على السنن الأربعة. (1)
4392 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يتبع الدجال من أمتي سبعون ألفًا عليهم السيجان".
قلت: رواه المصنف في شرح السنة من حديث عبد الرزاق عن معمر عن أبي مروان العبدي عن أبي سعيد الخدري يرفعه. (2)
والسيجان: بالسين المهملة وبالياء المثناة من تحت وبالجيم جمع السياج، وهو الطيلسان الأخضر قاله الجوهري (3) وغيره.
4393 -
قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي، فذكر الدجال، فقال:"إن بين يديه ثلاث سنين: سنة تمسك السماء فيها ثلث قطرها، والأرض ثلث نباتها، والثانية تمسك السماء ثلثي قطرها، والأرض ثلثي نباتها، والثالثة تمسك السماء قطرها كله، والأرض نباتها كله، فلا يبقى ذات ظلف، ولا ذات ضرس من البهائم، إلا هلكت، وإن من أشد فتنته أنه يأتي الأعرابي، فيقول: أرأيت إن أحييت لك إبلك ألست تعلم أني ربك؟ فيقول: بلى، فيتمثل له نحو إبله كأحسن ما يكون ضروعًا وأعظمه أسنمة قال: ويأتي الرجل قد مات أخوه، ومات أبوه، فيقول: أرأيت إن أحييت لك أباك وأخاك، ألست تعلم أني ربك؟ فيقول: بلى، فيتمثل له الشيطان نحو أبيه ونحو أخيه".
(1) أخرجه أحمد (6/ 454 - 459) ورجاله ثقات غير شهر بن حوشب وله شاهد في المستدرك (4/ 530).
وشهر بن حوشب الأشعري، الشامي، مولى أسماء بنت يزيد بن السكن، صدوق، كثير الإرسال والأوهام. انظر: التقريب (2846).
(2)
أخرجه البغوي في شرح السنة (15/ 62 رقم (4265) وفي إسناده أبو هارون العبدي، واسمه عمارة بن جوين وهو مشهور بكنيته، قال الحافظ: متروك، ومنهم من كذبه -شيعي-، انظر: التقريب (4874). وانظر: الضعيفة (6088).
(3)
انظر: الصحاح للجوهري (1/ 323).