الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4067 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس: "إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة".
قلت: رواه مسلم في الإيمان في حديث طويل من حديث ابن عباس (1) يتضمن ذكر قدوم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ذكره البخاري بطوله في الزكاة وفي المغازي وفي الخمس وفي الأدب وفي غيرها، ولم يذكر في شيء من طرقه قصة الأشج التي اقتصر عليها المصنف هنا، ورواه الترمذي في البر مقتصرًا على ما ذكره المصنف هنا.
والأشج: اسمه: المنذر بن عائذ. والأناة: التثبت في الأمور، وذلك من شعار الفضلاء.
من الحسان
4068 -
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الأناة من الله، والعجلة من الشيطان". (غريب).
قلت: رواه الترمذي (2) في البر وقال: حسن غريب، وفي سنده: عبد المهيمن بن عباس بن سهل عن أبيه عن جده قد تكلم بعض أهل العلم في عبد المهيمن وضعفه من قبل حفظه ونقل الذهبي أنه واه.
4069 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولا حليم إلا ذو عثرة، ولا حكيم إلا ذو تجربة". (غريب).
قلت: رواه الترمذي في البر وقال: حسن غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه انتهى وفي سنده: دراج عن أبي الهيثم، وقد قال أبو داود وغيره: حديث دراج مستقيم إلا ما كان
(1) أخرجه مسلم (17)، والترمذي (2011). وانظر: تخريجه مفصلًا في الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (16/ رقم 7203)، والأشج هو: المنذر بن عائذ بن المنذر العَصَري، صحابي، مات في البصرة، انظر: الاستيعاب (1/ 140).
(2)
أخرجه الترمذي (2012) وإسناده ضعيف. وقال الحافظ: عبد المهيمن ضعيف، التقريب (4263)، وقول الذهبي في الكاشف (1/ 671).
عن أبي الهيثم. (1)
ومعناه: أن الرجل لا يصير حليمًا حتى يعثر فيعفى عنه، فيتعلم الحلم ممن عفا عنه، ويحتمل: أن الحليم قد يغلب على حلمه فيعثر فينتقم، ويحتمل: أن لا يصير حليمًا حتى يعثر فيخطيء فيستبين بذلك مواقع الخطأ، لكن يضعف هذا، قوله ولا حكيم إلا ذو تجربة فإنه هو.
4070 -
قال: قال رجلًا للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، فقال:"خذ الأمر بالتدبير، فإن رأيت في عاقبته خيرًا فأمضه، وإن خِفت غيًّا فأمسك".
رواه المصنف في شرح السنة بسند فيه أبان عن أنس، قال أحمد: أبان متروك انتهى. (2)
وروى له أبو داود حديثًا مقرونًا بآخر، قال أبو الدرداء: ما قلد الله عبدًا زيادة أفضل من السكينة.
4071 -
عن أبيه قال الأعمش: لا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "التؤدة في كل شيء خير، إلا في عمل الآخرة".
قلت: رواه أبو داود في الأدب عن مالك بن الحارث، قال الأعمش (3) وقد سمعتهم يذكرون عن مصعب بن سعد وهو ابن أبي وقاص عن أبيه، قال الأعمش: ولا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم به لم يذكر الأعمش فيه من حدثه ولم يجزم برفعه، وذكر الحافظ محمَّد بن ظاهر هذا الحديث بهذا الإسناد، وقال: في روايته انقطاع وشك.
(1) أخرجه الترمذي (2033) وإسناده ضعيف. وأخرجه أحمد (3/ 69)، والحاكم (4/ 293)، وصححه، فوهم، انظر: أجوبة الحافظ ابن حجر، الحديث الثاني عشر، أما دراج فهو صدوق، في حديثه عن أبي الهيثم ضعيف، انظر: التقريب (1833).
(2)
أخرجه البغوي في شرح السنة (13/ 178) رقم (3600) وإسناده فيه أبان وهو متروك. كما قال الحافظ في التقريب (143)، وعدا الذهبي في الميزان هذا الحديث من منكراته. انظر (1/ 13).
(3)
أخرجه أبو داود (4810) وإسناده جيد وصححه الحاكم (1/ 64). انظر: الصحيحة (1794).
والتؤدة: التأني، والمعنى: أن التأني في كل شيء مستحسن إلا في عمل الآخرة.
4072 -
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "السمت الحسن، والتؤدة، والاقتصاد: جزء من أربعة وعشرين جزءًا من النبوة".
قلت: رواه الترمذي في البر من حديث عبد الله بن سرجس يرفعه وقال: حسن غريب انتهى (1) ورجاله موثقون.
والسمت: قال في الفائق (2): هو أخذ المنهج ولزوم المحجة، قالوا: ما أحسن سمته أي طريقته التي ينتهجها في تحري الخير والتزيّي بزي الصالحين، والاقتصاد: سلوك القصد في الأمر والدخول فيها برفق، وعلى سبيل يمكن الدوام عليها وقيل: القصد عدم الميل إلى التفريط والإفراط.
4073 -
قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "إن الهدي الصالح، والسمت الصالح، والاقتصاد: جزء من خمسة وعشرين جزءًا من النبوة".
قلت: رواه أبو داود في الأدب (3) من حديث ابن عباس يرفعه، وفي إسناده: قابوس بن أبي ظبيان بن حصين بن جندب الجَنْبي الكوفي ولا يحتج بحديثه.
وجنب: بطن من مذحج وهو بفتح الجيم وسكون النون وبعدها جاء واحدة، وظبيان: بفتح الظاء المعجمة وكسرها، والهدي: السيرة والهيئة والطريقة، والسمت والاقتصاد قد تقدم في الحديث قبله.
(1) أخرجه الترمذي (2010) وإسناده جيد، وفي إسناده: نوح بن قيس، وفيه اختلاف فعن يحيى بن معين روايتان: تضعيفه وتوثيقه، وقال النسائي: لا بأس به، ووثقه أحمد، وقال أبو داود: كان يتشيع، وقال مرة: ثقة. انظر: تهذيب الكمال (30/ 53 - 55) وقال الحافظ: صدوق رمي بالتشيع، التقريب (7258).
(2)
الفائق (2/ 198 - 199).
(3)
أخرجه أبو داود (4776) وفي إسناده قابوس بن أبي ظبيان وفيه لين، كما قال الحافظ في التقريب (5480)، وانظر: تهذيب الكمال (23/ 327)، وله شاهد من حديث عبد الله ابن سرجس المزني وإسناده قوي، وحسنه الترمذي (2011).
ومعنى الحديث: أن هذه الخصال من شمائل الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ومن جملة خصالهم فاقتدوا بهم فيها، وليس معناه: أن النبوة تتجزأ، ولا أن من جمع هذه الخصال كان نبيًّا، فإن النبوة غير مكتسبة، وإنما هي كرامة يخص الله بها من يشاء من عباده، وقيل: معناه أن من اجتمعت فيه الخصال لقيه الناس بالتعظيم والتوقير وألبسه الله لباس التقوى الذي ألبسه أنبياءه (1).
قال المصنف: في شرح السنة (2): وقد جاء في هذا جزء من خمس وعشرين جزءًا، وفي الحديث قبله جزءًا من أربع وعشرين جزءًا فيجوز أن يكون هذا باعتبار توفر الخصال في شخص وعدم توفرها في آخر، فمن توفرت فيه كانت من أربعة وعشرين، والله أعلم بما أراد نبيه صلى الله عليه وسلم وترك الباقي، أربع وخمس يجوز أن يكون على معنى الخصلة أو القطعة.
4074 -
قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا حدث الرجل بالحديث، ثم التفت، فهي أمانة".
قلت: رواه أبو داود في الأدب والترمذي في البر وقال: حسن إنما نعرفه من حديث ابن أبي ذيب انتهى، وفي إسناده: عبد الرحمن بن عطاء عن عبد الملك بن جابر بن عتيك عن جابر بن عبد الله. (3)
وعبد الرحمن بن عطاء قال فيه البخاري عنده مناكير، وقال أبو حاتم الرازي: شيخ، قيل له: أدخله البخاري في الضعفاء؟ قال: يحول من هناك، وقال الموصلي:
(1) انظر هذا الكلام بتمامه في: مختصر المنذري (7/ 163)، وكذلك معالم السنن (4/ 99)، وشرح السنة (13/ 177 - 178).
(2)
شرح السنة (13/ 177).
(3)
أخرجه أبو داود (4868)، والترمذي (1959).
وإسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن عطاء وهو القرشي مولاهم أبو محمَّد الذارع المدني.
وترجم له الحافظ في "التقريب"(3978) وقال: صدوق فيه لين. انظر: الصحيحة (1090).
عبد الرحمن بن عطاء عن عبد الملك بن جابر بن عتيك: لا يصح وهذا الحديث كذلك (1).
4075 -
قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي الهيثم بن التيهان: "هل لك خادم؟ " قال: لا، فقال:"إذا أتانا سبي فأتنا"، فأتي النبي صلى الله عليه وسلم برأسين، فأتاه أبو الهيثم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"اختر منهما"، فقال: يا نبي الله! اختر لي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إن المستشار مؤتمن، خذ هذا، فإني رأيته يصلي، واستَوصِ به معروفًا".
قلت: رواه أبو داود في الأدب والترمذي في الاستئذان وفي الزهد والنسائي في الوليمة كلهم من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مطولًا.
وقال الترمذي: رواه غير واحد عن شيبان بن عبد الرحمن، وشيبان هو صاحب كتاب وهو صحيح الحديث. (2)
4076 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المجالس بالأمانة، إلا ثلاثة مجالس: سفك دم حرام، أو فرج حرام، أو اقتطاع مال بغير حق".
قلت: رواه أبو داود في الأدب (3) من حديث ابن أخي جابر بن عبد الله عن جابر يرفعه وابن أخي جابر: مجهول، وفي إسناده: عبد الله بن نافع الصائغ مولى بني مخزوم، مدني، كنيته أبو محمَّد، وفيه: مقال كذا قاله المنذري (4).
(1) انظر: الجرح والتعديل (5/ 269)، والتاريخ الكبير (5/ 336) وقال البخاري: فيه نظر.
(2)
أخرجه أبو داود (5128)، والترمذي (2369)، وابن ماجه (3745) مختصرًا ولم أجده عند النسائي ولم يعزه إليه المزي في التحفة. وشيبان بن عبد الرحمن البصري، ثقة، صاحب كتاب، التقريب (2849).
(3)
أخرجه أبو داود (4842) وقد تقدم في باب الشفقة والرحمة على الخلق.
(4)
مختصر السنن (7/ 209).