الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبي جحيفة (1) واسمه: وهب ابن عبد الله السوائي، وفي سنده: سفيان بن وكيع قال الذهبي: ضعيف.
ومعنى الحديث: أن اهتمامي بما في هذه السور من أهوال يوم القيامة، وأحوالها والوقائع النازلة بالأمم استعجلت شيبي قبل أوانه.
باب تغير الناس
من الصحاح
4263 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما الناس كالإبل المائة، لا تكاد تجد فيها راحلة".
قلت: رواه البخاري في الرقائق ومسلم في الفضائل والترمذي في الأمثال كلهم من حديث الزهريّ عن سالم بن عمر واللفظ للبخاري. (2)
قال في شرح السنة (3): العرب تقول للمائة من الإبل: الإبل، يقال: لفلان إبل، أي: مائة منها، وإبلان إذا بلغت إلى مائتين، ومعناه: أن الناس كمائة من الإبل حمولة لا تجد فيها ذلولًا لا تصلح للركوب، وقال ابن قتيبة: النجيبة: المختارة من الإبل للركوب وغيره، فهي كاملة الأوصاف، وإذا كانت في إبل عرفت، قال: ومعنى الحديث أن الناس متساوون ليس لأحد منهم فضل في النسب بل هم أشباه كإبل المائة.
وقال الأزهري (4): الراحلة عند العرب الجمل النجيب، والراحلة النجيبة، قال: والهاء فيها للمبالغة، كما يقال: رجل داهية ونسابة، قال: والمعنى الذي ذكره ابن قتيبة
(1) أخرجه الترمذي في الشمائل (41). وإسناده ضعيف؛ لأن فيه سفيان بن وكيع قال فيه الحافظ: كان صدوقًا إلا أنه ابتكى بورّاقه فأدخل عليه ما ليس من حديثه فنُصح فلم يقبل فسقط حديثه، التقريب (2469)، وقول الذهبي في الكاشف (1/ 449) إلا أنه يصح بحديث ابن عباس عند الترمذي (3293). وانظر: الصحيحة (955).
(2)
أخرجه البخاري (6498)، ومسلم (2547)، والترمذي (2872).
(3)
شرح السنة (14/ 392).
(4)
انظر: تهذيب اللغة للأزهري (5/ 5 - 6).
باطل، بل معنى الحديث: أن الزاهد في الدنيا الكامل في الزهد فيها، والرغبة في الآخرة قليل جدًّا كقلة الراحلة في الإبل.
قال النووي (1) وكلامه أجود من كلام ابن قتيبة، وأجود منهما قول آخرين: إن المعنى أن المرضي الأحوال من الناس الكامل الأوصاف، قليل فيهم جدًّا كقلة الراحلة في الإبل، قالوا: والراحلة هي البعير الكامل الأوصاف، الحسن المنظر، القوي على الأعمال والأسفار، وسميت راحلة لأنها يترحل أي يجعل عليها الرجل فهي فاعلة بمعنى مفعولة كعيشة راضية بمعنى مرضية انتهى كلام النووي (2).
4264 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتتبعن سنن من قبلكم: شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم"، قيل يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال:"فمن".
قلت: رواه الشيخان البخاري في ذكر بني إسرائيل وفي الاعتصام ومسلم في العلم كلاهما من حديث عطاء بن يسار عن أبي سعيد به. (3)
والسنن: بفتح السين والنون، وهو الطريق، والمراد بالشبر والذراع وبُحجر الضب: التمثيل بشدة الموافقة لهم، والمراد الموافقة في المعاصي والمخالفات، لا في الكفر، وفي هذا معجزة ظاهرة له صلى الله عليه وسلم، فقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم.
4265 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يذهب الصالحون: الأول فالأول، وتبقى حثالة كحثالة الشعير أو التمر، لا يباليهم الله بالة".
(1) المنهاج (16/ 152).
(2)
انظر: فتح الباري (11/ 335).
(3)
أخرجه البخاري (7320)، ومسلم (2669).