المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ويتجلجل: بجيمين أي يتحرك وينزل مضطربًا، قيل: يحتمل أن هذا - كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح - جـ ٤

[الصدر المناوي]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب اللباس

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الخاتم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب النعال

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الترجل

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب التصاوير

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الطب والرقى

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الفأل والطيرة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الكهانة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الرؤيا

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الأدب

- ‌باب السلام

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الاستئذان

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المصافحة والمعانقة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب القيام

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الجلوس والنوم والمشي

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب العطاس والتثاؤب

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الضحك

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الأسامي

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب البيان والشعر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب حفظ اللسان والغيبة والشتم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الوعد

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المزاح

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المفاخرة والعصبية

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب البر والصلة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الشفقة والرحمة على الخلق

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الحب في الله

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ما يُنهى عن التهاجُر والتقاطُع واتباع العورات

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الحذر والتأني في الأمور

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الرفق والحياء وحسن الخلق

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الغضب والكبر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الظلم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الأمر بالمعروف

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الرقاق

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب فضل الفقراء، وما كان من عيش النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الأمل والحرص

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب استحباب المال والعمر للطاعة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب التوكل والصبر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الرياء والسمعة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب البكاء والخوف

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب تغير الناس

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب فيه ذكر الإنذار والتعذير

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الفتن

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الملاحم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب أشراط الساعة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب العلامات بين يدي الساعة وذكر الدجال

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب قصة ابن صياد

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب نزول عيسي عليه السلام

- ‌من الصحاح

- ‌باب قرب الساعة، وأن من مات، فقد قامت قيامته

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب لا تقوم الساعة إلا على الأشرار

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

الفصل: ويتجلجل: بجيمين أي يتحرك وينزل مضطربًا، قيل: يحتمل أن هذا

ويتجلجل: بجيمين أي يتحرك وينزل مضطربًا، قيل: يحتمل أن هذا الرجل من هذه الأمة فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيقع هذا، وقيل: بل هو إخبار عمن قبل هذه الأمة، وهذا هو الصحيح، وهو ما فهمه البخاري ولهذا أدخله في ذكر بني إسرائيل (1).

‌من الحسان

3784 -

قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئًا على وسادة على يساره.

قلت: رواه أبو داود في اللباس من حديث سماك بن حرب عن جابر ابن سمرة (2) قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته فرأيته متكئًا على وسادة -زاد ابن الجراح وهو عبد الله- على يساره، ورواه الترمذي في الاستئذان وقال: حسن غريب، قال: وروى غير واحد هذا الحديث عن إسرائيل عن سماك عن جابر بن سمرة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئًا على وسادة ولم يذكر على يساره ثم ذكر كذلك وقال عقيبه: حديث صحيح (3).

3785 -

قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في المجلس، احتبى بيديه.

قلت: رواه أبو داود في الأدب والترمذي في الشمائل جميعًا عن سلمة بن شعيب عن عبد الله بن إبراهيم عن إسحاق بن محمد الأنصاري عن ربيح ابن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي سعيد به، وقال أبو داود: عبد الله بن إبراهيم شيخ منكر الحديث انتهى، وليس له عند أبي داود غيره. (4)

(1) انظر: المنهاج للنووي (14/ 89).

(2)

أخرجه أبو داود (4143)، والترمذي (2770) وإسناده حسن. وأخرجه ابن حبَّان (4158)، وأحمد (5/ 102).

(3)

أخرجه برقم (2771).

(4)

أخرجه أبو داود (4846)، والترمذي (121) في الشمائل، وإسناده واه. ويصح الحديث لوروده عن جمع من الصحابة في مجالس عديدة، كما حققه الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة (827).

ص: 181

وربيح بن عبد الرحمن (1): قال فيه الإمام أحمد: ليس بالمعروف، وهو بضم الراء المهملة وفتح الباء الوحدة وسكون الياءآخر الحروف وبعدها حاء مهملة والاحتباء قد تقدم تفسيره في أول الباب.

3786 -

أنها [قيلة] رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، وهو قاعد القُرفصاء، قالت: فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم المتخشّع، أرعدت من الفَرَق.

قلت: رواه الترمذي في الشمائل (2) عن عبد بن حميد عن عفان بن مسلم عن عبد الله بن حسان أن جدتيه صفية ودحيبة حدثتاه عن قيلة بنت مخرمة به.

ودحيبة: بضم الدال وفتح الحاء المهملتين وسكون المثناة من تحت وبعدها باء بواحدة مفتوحه وتاء تأنيث (3).

والقرفصاء: بضم القاف والفاء جلسة المحتبي بيديه لا الذي يحتبي بثوبه.

قال في الصحاح (4): القرفصاء ضرب من القعود يمد ويقصر، فإذا قلت: قعدت القرفصاء فكأنك قلت: قعدت قعودًا مخصوصًا، وهو أن يجلس على إليتيه، ويلصق فخذيه ببطنه، ويحتبى بيديه بعضهما على ساقيه، كما يُحتبى بالثوب، تكون يداه مكان الثوب.

قولها: المتخشع منصوب على أنه صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يجوز انتصابه على المفعول الثاني لرأيت لأن الرؤية هنا بمعنى الإبصار والمعنى أنها تصف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمهابة مع تواضعه وتخشعه في جلسته.

(1) وقال الحافظ فيه: مقبول، التقريب (1891)، انظر أقوال العلماء في تهذيب الكمال (9/ 59 - 60).

(2)

أخرجه الترمذي في الشمائل (119). وقال الحافظ في الفتح (11/ 55): إسناده لا بأس به.

(3)

انظر: التقريب (8678)، وشرح السنة للبغوي (12/ 323).

(4)

انظر: الصحاح (3/ 1051).

ص: 182

والفَرَق: بالتحريك هو الخوف والفزع فهيبته صلى الله عليه وسلم ليست عن اكتساب، بل لما وقره الله في الصدور عند رؤيته.

3787 -

قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر، تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسناء.

قلت: رواه أبو داود في الأدب والترمذي والنسائيُّ في الصلاة من حديث جابر بن سمرة، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح (1).

قوله: حسناء: بفتح الحاء والسين المهملتين أي طلوعًا حسنًا يعني بينًا، فيكون نعتًا لمصدر محذوف أي طلوعًا حسنًا، ورواه بعضهم حينًا بكسر الحاء المهملة وسكون الياء آخر الحروف أي زمنًا، كأنه يريد مدة جلوسه، ورواه بعضهم حسناء بفتح الحاء المهملة وسكون السين على وزن فعلاء ممدودة وإنما يظهر حسنها إذا أخذت في الارتفاع فحينئذ يتكامل ضوؤها ويحسن، فيكون حالًا من الشمس أي تطلع نقية بيضاء زايلة عنها الصفرة.

وفي فعله هذا فوائد: أحدها: الجلوس للذكر فإنه وقت شريف، وقد جاءت أحاديث في الذكر ذلك الوقت، والثاني: أنه لما يعبد الإنسان لله عز وجل قبل طلوع الشمس لازم مكان التعبد إلى أن تنتهي حركات الساجدين الشمس إذا طلعت. الثالث: مجيء سائل عن أمر دينه أو من يقص رؤياه أو نحو ذلك.

3788 -

قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عرّس بليل، اضطجع على شقه الأيمن، وإذا عرّس قبيل الصبح، نصب ذراعه، ووضع رأسه على كفه.

(1) أخرجه أبو داود (4850)، والترمذي (585)، والنسائيُّ (3/ 80) وإسناده صحيح. انظر: الصحيحة (2954).

ص: 183

قلت: رواه مسلم في الصلاة والترمذي في الشمائل جميعًا (1) من حديث أبي قتادة ولم يذكره خلف وذكره الحميدي (2) والمزي ونسباه لمسلم، وقال أبو القاسم: لم أجده في كتاب مسلم. فعلى ما قاله الحميدي كان من حق الشيخ أن يذكره في الصحاح.

والتعريس: قال الجوهري (3): نزول القوم في السفر من آخر الليل، يقعون فيه وقعة الاستراحة ثم يرتحلون. وأعرسوا: لغة قليلة، والموضع معرَّس ومُعْرس يعني تشديد الراء وتخفيفها مع ضم الميم فيهما وفتح العين في الأولى وسكونها في الثاني.

3789 -

قال: كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوًا مما يوضع في قبره، وكان المسجد عند رأسه.

قلت: رواه أبو داود في اللباس بمثل معناه من حديث أم سلمة وكذلك ابن ماجه في الصلاة. (4)

3790 -

إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا مضطجعًا على بطنه، فقال: إن هذه ضِجْعة لا يحبها الله.

قلت: رواه الترمذي في الاستئذان من حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة. (5) وضجعة: بكسر الضاد للهيئة كالجلسة.

(1) أخرجه مسلم (683)، والترمذي في الشمائل (261). وصححه الحاكم (1/ 445) وقال الذهبي: أخرجه مسلم أيضًا.

(2)

انظر: الجمع بين الصحيحين للحميدي (1/ 462).

(3)

الصحاح (3/ 948).

(4)

أخرجه أبو داود (5044) ولم أجده عند ابن ماجه ورجاله ثقات لكنه معلول وذلك لأنه من رواية أبي قلابة، عن بعض آل أم سلمة، فإن هذا البعض: إن كان من الصحابة، فلم يذكر سماعه منه، وهو معروف بالتدليس عنهم، وإن لم يكن منهم، فهو مرسل. وقد حسنه: السيوطي والمناوي كما في المعنى. قال ذلك الشيخ الألباني رحمه الله انظر: هداية الرواة (4/ 342).

(5)

أخرجه الترمذي (2768) وقال: حسن صحيح. وأخرجه أحمد (2/ 304) وفيه: محمد ابن عمرو بن علقمة الليثي وهو حسن الحديث.

ص: 184

3791 -

قال: بينما أنا مضطجع في السحر على بطني، إذا رجل يحركني برجله، فقال:"إن هذه ضِجْعة يبغضها الله"، فنظرت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قلت: رواه أبو داود وابن ماجه كلاهما في الأدب والنسائي في الوليمة (1) أما أبو داود فرواه عن محمد بن مثنى عن معاذ بن هشام عن أبيه عن يحيى بن كثير عن أبي سلمة عن يعيش بن طخفة بن قيس الغفاري قال: كان أبي من أصحاب الصفة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انطلقوا بنا إلى بيت عائشة رضي الله عنها فانطلقنا فقال: يا عائشة أطعمينا، فجاءت بجشيشة فأكلنا ثم قال: يا عائشة أطعمينا فجاء بحيسة مثل العطاء فأكلنا، ثم قال: يا عائشة اسقينا فجاءت بعس من لبن فشربنا، ثم قال: يا عائشة اسقينا فجاءت بقدح صغير فشربنا، ثمَّ قال: إن شئتم ثم وإن شئتم انطلقتم إلى المسجد قال: فبينما أنا مضطجع من السحر على بطني إذا رجل يحركني برجله

الحديث.

وليس في حديث أبي داود عن وفي حديث النسائي عن قيس قال: حدثني أبي وعند ابن ماجه عن قيس ابن طهفة عن أبيه مختصرًا وفيه اختلاف كثير قال ابن عبد البر: وقد اضطربوا فيه اضطرابًا شديدًا فقيل: طهفة بن قيس بالهاء، وقيل: طخفة بالخاء، وقيل: طغفة بالغين، وقيل: طقفة بالقاف والفاء، وقيل: قيس بن طخفه وقيل: يعيش بن طخفة، وقيل: عبد الله بن طخفة، وقيل: طهفة بن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم وحديثهم كلهم واحد، قال: كنت نائمًا بالصّفة، فركضني رسول الله صلى الله عليه وسلم برجله وقال: "هذه نومة يبغضها الله عز وجل، وكان من أهل الصفة، ومن أهل العلم من يقول: الصحبة لأبيه عبد الله، فإنَّه صاحب القصة انتهى كلامه (2).

(1) أخرج أبو داود (5040)، وابن ماجه (3723)، والنسائي في الكبرى (6619).

ورجاله ثقات، لكن في اسم تابعيه اختلاف وجهالة. انظر مختصر سنن أبي داود للمنذري (7/ 314).

وقال الشيخ الألباني رحمه الله ولكنه قوي بما قبله، انظر: هداية الرواة (4/ 343).

(2)

انظر: الاستيعاب لابن عبد البر (2/ 774 رقم 1294)، وانظر للتفصيل: الإصابة لابن حجر (3/ 544 - 546) رقم (4300).

ص: 185

وذكر البخاري فيه اختلافًا كثيرًا وقال: طغفة خطأ، وذكر أنه روى عن يعيش بن طخفة عن قيس الغفاري، قال: كان أبي، ولا يصح قيس فيه، وذكر أنه روى عن أبي هريرة وقال: ولا يصح أبو هريرة، انتهى.

والجشيشة: بفتح الجيم وبعدها شين معجمة مكسورة ثم ياء مثناة من تحت ثم شين معجمة مفتوحة وتاء تأنيث، هو: أن يُطحن البر أو غيره ثم يجعل في القدر، ويلقى عليه لحم أو تمر، ويقال لها أيضًا دشيشة بالدال المهملة (1).

والحيس: بفتح الحاء المهملة وبالياء المثناة من تحت وبالسين المهملة، هو الطعام المتخذ من التمر والأقط والسمن، وقد يجعل عوض الأقط الدقيق، قال الراجز:

التمر والسمن معًا، ثم الأقط

الحيس، إلا أنه لم يختلط.

والعس: القدح الكبير، والجمع: عِساس، وأعساس، يسع بقدر ثمانية أرطال، أو تسعة، وهو بضم العين وتشديد السين المهملتين.

والضجعة: بكسر الضاد المعجمة وسكون الجيم وبالعين المهملة، مثل: الجلسة والركبة، يقال: فلان حسن الضجعة، فهي بالكسر من الاضطجاع، وهو من وضع الجنب بالأرض، وأما بالفتح فللمرة، ولا يأتي هنا هذه. (2)

3792 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من بات على ظهر بيت ليس عليه حِجَار، فقد برئت منه الذمّة".

قلت: رواه أبو داود في الأدب من حديث عبد الرحمن بن يعلى بن سنان عن أبيه (3)، ولفظة أبي داود في النسخ المعتمدة:"ليس عليه حجار"، براء مهملة بعد الألف، والحجار: جمع حجر بكسر الحاء، والحجر ما يحجب به من حائط ونحو ذلك، ومنه حجر البيت العتيق، وأصل هذه المادة: المنع، ومنه حجر الحاكم أي ليس عليه سترة

(1) انظر: النهاية لابن الأثير (1/ 273)، وانظر كذلك مختصر المنذري لسنن أبي داود (7/ 313).

(2)

انظر: مختصر سنن أبي داود للمنذري (7/ 313 - 314).

(3)

أخرجه أبو داود (5041). والحديث صحيح لغيره، كما في الصحيحة (828).

ص: 186

تمنعه من السقوط، وفي بعض نسخ أبي داود:"من بات على ظهر بيت ليس عليه حجاب"(1) بالباء، وهو الذي يحجب الإنسان من الوقوع، وفي معالم السنن للخطابي:"من نام على ظهر بيت ليس عليه حجى"، وهي رواية المصابيح في النسخ المسموعة بوزن "حمى".

وقال الخطابي في تفسيره (2): أنه يروى بكسر الحاء المهملة وفتحها، ومعناه فيهما معنى الستر، انتهى، ويؤيد رواية الكسر تبويب مخرج الحديث وهو أبو داود، فإنه قال:"باب النوم على سطح غير محجور"، ويعضدها أيضًا حديث جابر الذي بعده.

قوله: "فقد برئت منه الذمة" معناه -والله أعلم-: أن لكل واحد من الله عهد وذمة بالحفظ والكلأ، فإذا ألقى نفسه في الهلكة خذلته ذمة الله تعالى، وانقطع عليه عهده، ويجوز أن يكون معناه: فقد تصدى للهلاك وأزال العصمة عن نفسه وصار كالذي لا دية له، فلعله ينقلب في نومه فيسقط ويموت بهذا (3).

3793 -

قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينام الرجل على سطح ليس بمحجور.

قلت: رواه الترمذي من حديث جابر (4).

3794 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لأحد أن يفرّق بين اثنين إلا بإذنهما".

قلت: رواه أبو داود في الأدب، والترمذي في الاستئذان من حديث عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده، وقال: حديث حسن (5)، فقد تقدم في الباب قبله.

3795 -

قال: ملعون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم من قعد وسط الحلقة.

(1) انظر: مختصر المنذري لسنن أبي داود (7/ 316).

(2)

انظر: معالم السنن (4/ 132)، ومختصر المنذري (7/ 315).

(3)

انظر: النهاية لابن الأثير (1/ 342 و 348).

(4)

أخرجه الترمذي (2854).

(5)

أخرجه أبو داود (4854)، والترمذي (2752).

ص: 187

قلت: رواه أبو داود في الأدب والترمذي، وقال: حسن صحيح (1)، ولفظه: قال حذيفة: ملعون على لسان محمد، أو لعن الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم من قعد وسط الحلقة، ولفظ أبي داود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من جلس وسط الحلقة، قيل: وهذا يناول فيمن يأتي حلقة قوم فيتخطى رقابهم ويقعد وسطها، ولا يقعد حيث ينتهي به المجلس، فلعن للأذى، وقد يكون من ذلك أنه إذا قعد وسط الحلقة حال بين الوجوه، وحجب بعضهم عن بعض، فيتضررون بمكانه وبمقعده هناك (2).

و"وسط": قال ابن الأثير وغيره (3): هو بالسكون، يقال: لكل ما كان متفرق الأجزاء غير متصل، كالناس والدواب وغيرها، فإذا كان متصل الأجزاء كالدار والرأس فهو بالفتح، وقيل: كل ما يصلح فيه بيْن فهو بالسكون، وما لا يصلح فيه بَيْن فهو بالفتح، وقيل: كل منهما يقع موقع الآخر.

3796 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير المجالس أوسعُها".

قلت: رواه أبو داود في الأدب من حديث عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرة الأنصاري عن أبي سعيد، وسكت عليه (4).

3797 -

قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه جلوس، فقال:"ما لي أراكم عزين؟ ".

قلت: رواه مسلم في الصلاة، وأبو داود في الأدب، والنسائي في التفسير، ثلاثتهم من حديث تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة، وفي رواية أبي داود:"كأنه يحب الجماعة".

فكان من حق المصنف أن يذكره في الصحاح، وقد عزاه لمسلم جماعة من الحفاظ، منهم: الحميدي، وعبد الحق، والحافظ المنذري، وابن الأثير والمزي وهو ثابت

(1) أخرجه أبو داود (4826)، والترمذي (2753)، وضعف إسناده في الضعيفة (638).

(2)

انظر: معالم السنن (4/ 106).

(3)

انظر: النهاية لابن الأثير (5/ 183).

(4)

أخرجه أبو داود (4820)، وسنده حسن كما في الصحيحة (832).

ص: 188

في مسلم (1)، والله أعلم.

وعزين: بكسر العين المهملة وبالزاء المعجمة وبعدها ياء مثناة من تحت ثم نون، ومعناه: متفرقين مختلفين، لا يجمعكم مجلس واحد.

3798 -

قال صلى الله عليه وسلم: "إذا كان أحدكم في الفيء، فقلص عنه، فصار بعضه في الشمس، فليقم، فإنه مجلس الشيطان".

قلت: رواه أبو داود في الأدب من حديث محمد بن المنكدر قال: حدثني من سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الحديث، إلا قوله:"فإنه مجلس الشيطان".

وراويه عن أبي هريرة مجهول، ورواه في شرح السنة بهذه الزيادة من حديث عبد الرزاق عن معمر عن ابن المنكدر عن أبي هريرة موقوفًا ثم قال: هكذا رواه معمر موقوفًا، ورواه سفيان عن محمَّد بن المنكدر قال: حدثني من سمع أبا هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره.

يقال: قلص الشيء تقلص قلوصًا: ارتفع (2).

3799 -

قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مشى، تكفأ تكفُأً، كأنما ينحط من صبب.

قلت: رواه الترمذي في المناقب، في حديث طويل من حديث علي، وقال: حديث

(1) أخرجه مسلم (430)، وأبو داود (4823)، والنسائي في الكبرى (11622)، وأحمد (5/ 93)، انظر: مختصر المنذري (7/ 182)، والجمع بين الصحيحين للحميدي (1/ 339)، وجامع الأصول (6/ 540).

(2)

أخرجه أبو داود (4821)، وأخرجه معمر في كتابه الجامع المطبوع بآخر المصنف لعبد الرزاق (11/ 24)، والبغوي في شرح السنة (12/ 301)، وفي سماع ابن المنكدر من أبي هريرة نظر، فقد ذكره المزي في تهذيب الكمال ضمن ترجمة ابن المنكدر أن روايته عن أبي هريرة مرسلة، وذكره ابن أبي حاتم (ت 346) عن يحيى بن معين: أن محمد بن المنكدر لم يسمع من أبي هريرة، وعن أبي زرعة: أن محمد بن المنكدر لم يلق أبا هريرة.

ص: 189

حسن صحيح (1).

وتكفأ: أي تمايل إلى قدام كما يتكفّأ السفينة في جريها، قال في النهاية (2): هكذا رُوي غير مهموز، والأصل الهمز، وبعضهم يرويه مهموزًا؛ لأنَّ مصدر تفعّل من الصحيح تفعُّلٌ، كتقدم تقدمًا، وتكفأ تكفؤًا، والهمزة حرف صحيح، فإذا اعتلَّ انكسرت عين المستقبل، ومنه تحفّى تحفِّيًا، وتسَمّى تسمِّيًا فإذا خفّفَت الهمزة، التحقت بالمُعْتل، وصار تكفِّيًا بالكسر.

قوله: من صبب أي موضع منحدر.

- ويروى: كان إذا مشى تقلّع.

قلت: رواه الترمذي أيضًا في حديث طويل في الشمائل. (3)

قوله: تقلّع أي كان قوي المشي، يرفع رجليه من الأرض رفعًا ثابتًا بقوة، لا كمن يمشي اختيالًا ويقارب خطاه تنعمًا قاله في النهاية (4). الانحدار: من الصَّبب، والتقلّع: من الأرض قريب بعضه من بعض.

3800 -

قال: ما رأيت أحدًا أسرع في مشيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما الأرض تطوى له، إنا لنُجهد أنفسنا، وإنه لغير مكترث.

قلت: رواه الترمذي في المناقب من حديث أبي هريرة قال: ما رأيت شيئًا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأنّ الشمس تجري في وجهه، وما رأيت أحدًا أسرع في مشيته من

(1) أخرجه الترمذي (3716).

(2)

انظر: النهاية لابن الأثير (4/ 183).

(3)

أخرجه الترمذي في الشمائل (116).

(4)

انظر: النهاية لابن الأثير (4/ 101).

ص: 190

رسول الله صلى الله عليه وسلم (1). وذكره (2) وفي سنده ابن لهيعة وقد تقدم الكلام عليه.

قوله لنجهد أنفسنا يجوز فيه فتح النون وضمها يقال: جهدتها وأجدتها إذا كلفتها فوق طاقتها.

قوله: لغير مكترث أي مبال.

3801 -

أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد، فاختلط الرجال مع النساء في الطريق، فقال للنساء:"استأخِرن فإنه ليس لكُنّ أن تحقُقْن الطريق، عليكن بحافات الطريق"، فكانت المرأة تلصق بالجدار، حتى إن ثوبها ليعلق بالجدار.

قلت: رواه أبو داود في آخر السنن من حديث حمزة بن أبي أسيد الأنصاري عن أبيه (3) به، وفي سنده: شداد بن أبي عمرو بن حماس تابعي لا يعرف.

وأبو أسيد: هو بضم الهمزة وفتح السين المهملة وقيده بعضهم بفتح الهمزة وكسر السين والصواب الأول، واسمه: مالك بن ربيعة هذا هو المشهور وقيل هلال.

وتحققْن: هو بالحاء المهملة ساكنة وبقافين، أي ليس لهن أن يركبن حقها أي وسطها.

قوله صلى الله عليه وسلم: عليكن بحافات الطريق، هو بحاء مهملة وبعدها فاء وهي الناحية.

3802 -

أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يمشي -يعني الرجل- بين المرأتين.

قلت: رواه أبو داود في آخر سننه من حديث داود بن صالح عن نافع عن ابن عمر يرفعه (4) وداود هذا: منكر الحديث، قال أبو زرعة الرازي: لا أعرفه إلا في حديث

(1) أخرجه الترمذي (3648)، وفي الشمائل (123)، والبغوي في شرح السنة (3649).

(2)

إلى هنا انتهى كلام المنذري في مختصر سنن أبي داود (7/ 313 - 315).

(3)

أخرجه أبو داود (5272) وإسناده ضعيف؛ لأن فيه شداد بن أبي عمرو بن حماس وهو مجهول انظر: التقريب (2772)، وراجع الصحيحة (856).

(4)

أخرجه أبو داود (5273). وإسناده ضعيف. وأخرجه الحاكم (4/ 280) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي بقوله: داود بن صالح قال ابن حبان يروي الموضوعات، وانظر ترجمته في التاريخ الكبير (ت 792)، والجرح والتعديل (3/ 416)، والمجروحين لابن حبان (1/ 290)، وقال فيه الحافظ: منكر الحديث، التقريب (1801).

ص: 191