الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: في قصة فسخ الحج إلى العمرة لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي فليس من هذا القبيل، وإنما هو كلام قصد النبي صلى الله عليه وسلم به تطييب قلوبهم وتحريضهم على التحلل عن الحج وأفعال العمرة.
من الحسان
4229 -
" قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير: تغدو خِماصًا وتروح بطانًا".
قلت: رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما في الزهد والنسائي في الرقائق من حديث عمر بن الخطاب (1) وقال الترمذي: حسن صحيح، ورواه أبو حاتم.
قوله صلى الله عليه وسلم: تغدوا خِماصًا، من الغدو وهو سير أول النهار.
وخماصًا أي جياعًا خالية بطونها.
وتروح: أي عشاء بطانًا أي ممتلئة الأجواف شباعًا.
والخماص: جمع خميص وهو الضامر.
4230 -
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يا أيها الناس! ليس من شيء يقربكم إلى الجنة، ويباعدكم من النار، إلا قد أمرتكم به، وليس شيء يقربكم من النار، ويباعدكم من الجنة، إلا قد نهيتكم عنه، وإن الروح الأمين -ويروى: وإن روح القدس- نفث في روعي: أن نفسًا لن تموت، حتى تستكمل رزقها، ألا فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله، فإنه لا يدرك ما عند الله إلا بطاعته".
قلت: رواه المصنف مسندًا في شرح السنة وفي سنده عبد الملك بن عمير وزبيد اليامي كلاهما عن عبد الله بن مسعود ولم يسمعا من ابن مسعود، وفي بعض طرق الحديث عن
(1) أخرجه الترمذي (2344)، وابن ماجه (4164)، والنسائي في الكبرى (10586)، وابن حبان (730). وإسناده صحيح. انظر: الصحيحة (310).
زبيد اليامي عمن أخبره عن عبد الله بن مسعود فالحديث منقطع أو فيه رجل مجهول لكن معناه في الصحاح. (1)
الروح الأمين، وروح القدس: المراد به جبريل.
ونفث: أي أوحى إلي وألقى من النفث بالفم وهو شبيه بالنفخ.
والروع: الخلْد والنفس، ومعنى نفث في روعي: أوحي إلي، والنفث: بالنون والفاء والثاء المثلثة شبيه بالنفخ وهو أقل من التفل؛ لأن التفل لا يكون إلا ومعه شيء من الريق.
4231 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الزهادة في الدنيا، ليست بتحريم الحلال، ولا إضاعة المال، ولكن الزهادة في الدنيا: أن لا تكون بما في يديك أوثق منك بما يزيد الله، وأن تكون في ثواب المصيبة -إذا أنت أصبت بها- أرغب منك فيها لو أنها أبقيت لك". (غريب).
قلت: رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما في الزهد من حديث أبي ذر وقال الترمذي: غريب (2).
قلت: وفي سنده: عمرو بن واقد، قال الدارقطني وغيره: متروك (3).
والمذكور في هذا الحديث سبب الزهد لا حقيقته وذلك أنه إذا وثق بما في يد الله هذا الوثوق كان ذلك سببًا لترك فضول الدنيا والحرص عليها والشره فيها.
4232 -
قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا فقال: "يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو
(1) أخرجه البغوي في شرح السنة (14/ 303 - 304)(4111)(4112)(4113) وإسناده فيه انقطاع كما بين المصنف. وانظر للتفصيل: هداية الرواة (5/ 55).
(2)
أخرجه الترمذي (2340)، وابن ماجه (4100) وإسناده ضعيف.
(3)
عمرو بن واقد، قال الحافظ: متروك، من السادسة، التقريب (5167).