الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دعاه الله زاد: ومن ترك لبس ثوب جمال وهو يقدر عليه .. وساق الحديث، وفي رواته: مجهول، وأخرج الترمذي حديث اللباس في موضع آخر منفردًا. (1)
باب الغضب والكبر
من الصحاح
4099 -
قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال:"لا تغضب"، فردد مرارًا، قال:"لا تغضب".
قلت: رواه البخاري في الأدب والترمذي في البر كلاهما من حديث أبي هريرة ولم يخرجه مسلم، وأخرجه مالك في الغضب آخر الموطأ عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن مرسلًا. (2)
4100 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب".
قلت: رواه الشيخان كلاهما في الأدب والنسائي في اليوم والليلة من حديث أبي هريرة (3).
والصرعة: بضم الصاد وفتح الراء المهملتين البالغ في الصراع، الذي لا يغلب، فنقله النبي صلى الله عليه وسلم إلى الذي يغلب نفسه عند الغضب ويقهرها، فإنه إذا ملكها كان قد قهر أقوى أعدائه.
(1) أخرجه أبو داود (4778)، والترمذي (2481)، وراجع الصحيحة (718).
(2)
أخرجه البخاري (6116)، والترمذي (2020)، ومالك في الموطأ (2/ 905) وانظر: التمهيد (7/ 248).
(3)
أخرجه البخاري (6114)، ومسلم (2609).
4101 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف، لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتلّ جواظ مستكبر" ويروى: "كل جواظ زنيم متكبر".
قلت: رواه الشيخان: البخاري في التفسير والأدب ومسلم في صفة الجنة والترمذي في صفة جهنم والنسائي في التفسير وابن ماجه في الزهد كلهم من حديث حارثة بن وهب. (1)
ومعنى متضعف: أي استضعفه الفقر. ورثاثة الحال، وأقسم على الله معناه: أن يقول بحقك يا رب فافعل كذا، والعتل: الشديد الجافي، والفظ: الغليظ من الناس، والجواظ: بالجيم والظاء المعجمة تقدم أنه الجموع المنوع، وقيل غير ذلك، والزنيم: قال عكرمة: هو اللئيم الذي يعرف بلؤمه كما تعرف الشاة بزنمتها، وزنمة الشاة: هو شيء يقطع من أذنها فيترك معلقًا.
4102 -
قال: "لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبَّة من خردل من إيمان، ولا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبَّة من كبر".
قلت: رواه مسلم في الإيمان من حديث ابن مسعود. (2)
4103 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال ذرة من كبر، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا، ونعله حسنًا، فقال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس".
قلت: رواه مسلم في الإيمان وأبو داود في اللباس والترمذي في البر وابن ماجه في السنة كلهم من حديث علقمة عن ابن مسعود يرفعه. (3)
(1) أخرجه البخاري (4918)، ومسلم (2853)، والترمذي (2605)، وابن ماجه (4116)، والنسائي في الكبرى (11615).
(2)
أخرجه مسلم (91).
(3)
أخرجه مسلم (91)، وأبو داود (4091)، والترمذي (1998) وابن ماجه (59).
واسم الرجل الذي قال ذلك: مالك بن مرارة الرهاوي (1).
وقد رويناه في مسلم: "غمط الناس": بالطاء المهملة، و"غمص الناس" بالصاد المهملة وكلاهما بمعنى: احتقار الناس.
قوله: لا يدخل الجنة أحدٌ في قلبه مثقال ذرة من كبر: قيل: أراد به كبر الكفر، بدليل ما جاء في نقيضه بالإيمان، وقيل: إن الله تعالى ينزع الكبر من قلبه إذا أراد أن يدخله الجنة حتى يدخلها بلا كبر، كما قال تعالى:{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} .
والبطر: الطغيان عند النعمة، وبطر الحق: أي يجعل الحق باطلًا، وقيل: أن يتكبر عند الحق فلا يقبله، وقال الحسن: التواضع أن تخرج من بابك فلا يلقاك مسلم إلا رأيت له عليك فضلًا.
4104 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم -ويروى: ولا ينظر إليهم- ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر".
قلت: رواه مسلم في الإيمان ولم يخرجه البخاري (2) والمراد: أن الله لا يكلمهم كلامًا يسرهم به، وإلا فالله تعالى يكلم كل أحد يوم القيامة كما جاء في الحديث الصحيح: ما من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان. (3)
4105 -
قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله تعالى: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدًا منهما، قذفته في النار".
(1) وقيل غير ذلك، انظر: المنهاج للنووي (2/ 121).
(2)
أخرجه مسلم (107).
(3)
انظر: المنهاج للنووي (2/ 153).